أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسر سعد - قراءة في مقال لبثينة شعبان حول التعذيب














المزيد.....

قراءة في مقال لبثينة شعبان حول التعذيب


ياسر سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1083 - 2005 / 1 / 19 - 12:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كتبت الوزيرة السورية د.بثينة شعبان مقالا قيما في صحيفة "الشرق الاوسط" تحت عنوان " الدول الديمقراطية: العواقب الخطيرة لتبرير التعذيب بالقوانين". تحدثت فيه عن ألاثار السلبية وعلى المستوى العالمي للتعذيب خصوصا أذا ما قُننت ممارساته وتم حماية مرتكبيه بالقانون الذي يسمح باستخدام أساليب عنيفة لتطويع السجناء. وختمت مقالها بقولها " فما الذي ترغبه أي ديكتاتورية أكثر من وجود سابقة قانونية في نظام ديمقراطي، لتبرير التعذيب والاغتيال والقمع؟!".

ولإن الافكار الواردة في المقال تستحق القراءة بعناية خصوصا وأن الكاتبة ليست إديبة فحسب بل هي وزيرة نشيطة في بلد يتصدر وللاسف قوائم الدول التي تُتهم بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الانسان. امريكا التي كانت مدار مقال الكاتبة الكبيرة وهي محقة في جل ان لم نقل كل النقاط التي أثارتها ترسل (امريكا) المشتبه بهم فيما يسمى قضايا الارهاب لبعض الدول العربية للتحقيق معهم بالوسائل التقليدية المتبعة هناك كما كان الحال مع ماهر عرار.

إذا كانت امريكا محتاجة الى سن القوانين التي تجيز التعذيب وهي ما يجب ان نرفضه وندينه فإن بعض الدول العربية وللإسف الشديد تمارس تعذيب السجناء والموقوفين دونما الحاجة الى قوانين أو تشريعات ومن غير ان يخشى او يخاف الذين يمارسون تلك الاساليب اللانسانية إي مساءلة او محاسبة.

أتمنى أن أقرأ مقالا للدكتورة شعبان تخبرنا فيه عن إنجازاتها فيما يتعلق بحقوق الانسان في سورية وسبل تحسينها خصوصا اننا في سورية -كما يفترض- نعيش في ربيع الاصلاحات ونتنسم رياح التغيير والتي لم تحتمل انتقادات مهذبة للنظام من قبل بعض اعضاء السلطة التشريعية في مجلس الشعب مثل مأمون الحمصي ورياض سيف والذين غيبتهم العدالة الثورية.

أخشى أن يكون منطق الدكتورة شعبان شبيه بمنطق وزير الاعلام السوري عشية صدور بيان قرار مجلس الامن 1559 -الذي طالب بوضوح دونما تسمية بانسحاب القوات السورية من لبنان- والذي أعتبر القرار انتصارا لسورية. فلمن تكتب الوزيرة السورية وعلى من تحاول ان تقيم الحجة؟ وهي ان رمت الموقف الامريكي بحجارة كريمة فإنها للاسف تنطلق من بيت من زجاج هش وتقف على رمال متحركة. إن الذي يحكم العالم اليوم هو منطق القوة لا قوة المنطق ولن نستغرب إن يأتي اليوم الذي تستخدم فيه الادارة الامريكية مسألة ماهر عرار كوسيلة من وسائل الضغط والابتزاز على النظام السوري. لن ينفع سورية ولن يجديها ان تثبت للعالم أن أمريكا تمارس التعذيب او تنتهك القانون الدولي فها هي امريكا تغزو العراق وتدمر ثرواته في حرب غير شرعية بتوصيف الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان وها هي سورية تعلن على الملأ إستعدادها ولو إعلاميا للتعاون مع أمريكا لحفظ الحدود وضبطها وبالتالي لتسهيل مهمة الاحتلال الامريكي غير القانوني ولا المشروع. المواقف العربية من الضغوط الامريكية المتواصلة على سورية كان الكثير منها أقرب الى امريكا منه الى سورية خوفا وطمعا, ومن الواضح أن الخناق على سورية يشتد إحكاما يوما بعد أخر.

ستكون مقالات الوزيرة شعبان أكثر تأثيرا وأنفع وأجدى إن تناولت الاوضاع السورية وسيكون للوزيرة السورية السبق إن سعت لإغلاق ملفات المهاجرين السوريين والذين حرموا من حقوقهم الاساسية في جوازات السفر نظرا لمعارضتهم النظام السوري أو بعض سياسته بل إن ذلك الامر تجاوز أولئك ليصل إلى أبنائهم من المواليد والذين وصلتهم العقوبات السياسية وهم في المهد عن طريق جينات ابائهم فمنعوا من التسجيل في السجلات المدنية السورية من باب الوقاية خير من العلاج.

إذا كانت الدكتورة شعبان تكتب من أجل إمتاعنا بكلام جميل دون أن تطبق ما تدعو إليه فقد أصابتنا بخيبة أمل ونحن نتأمل من المثقفين وهم يمتطون صهوة المسؤولية كل الخير بأن يصلحوا أوضاع السلطة لا أن تصلحهم السطة بطريقتها الخاصة. أما إذا كانت الوزيرة لا تستطيع أن تغير من الواقع السوري شئ وهي في مركز رفيع ومتقدم في سلم المسؤولية فإنها تصيبنا بالاحباط في إصلاح انظمة تبدو عصية على الاصلاح وتثبت لنا إن الذي تغير في سورية هو المظهر دون العمق والجوهر.

إن السبيل الوحيد لحماية سورية من الاخطار المحدقة القادمة ومن الزلازل السياسية العاصفة يكون في اطلاق الحريات واحترام حقوق الانسان والتوقف عن الاحاديث المنمقة فيما الافعال والمواقف على التقيض تماما, ما جدوى أن نحاول ان نكسب عبثا مواقف الاخرين إذا خسرنا المواطن ومعه الوطن.

ياسر سعد

كندا



#ياسر_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التايم تختار ماهر عرار ..الشخصية الكندية لعام 2004
- المأساة الآسيوية..والدور العربي
- الضغوط على سورية...كيف السبيل؟؟
- الاحتلال الامريكي...هل دخل مرحلة التداعي؟ !
- قطر: حين يكافئ الارهاب
- !!المغرب: ما أرخص أعراض الأطفال
- قادة الغرب وموسم الحج الى ليبيا
- زوجة القس وفاء... واحتلال العراق
- !!العراق... تصدعات في العسكرية الامريكية


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسر سعد - قراءة في مقال لبثينة شعبان حول التعذيب