أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سمير عادل - مفارقات عنصرية














المزيد.....

مفارقات عنصرية


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 1 - 2001 / 12 / 9 - 00:47
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    



لم يكن هايدر الذي انتخب رئيسا لوزراء فرنسا جزار مثل ارييل شارون ، ومع هذا أرغم على الاستقالة لان حزبه يعتنق الأفكار والمبادئ النازية التي أبدا هي معادية للبشرية .ولقد دفع العالم ثمنا باهظا للصعود النازيين والفاشيين إلى سدة الحكم يوما ما و أقسمت الإنسانية عندها في الغرب أغلظ الأيمان، بأن لا فرصة مرة أخرى لمن يعتلي دست الحكم وهو يحمل مبادئ تقطر عنصرية واستعلائية على البشر .
ويبدو أن بشار الأسد الرئيس السوري أراد أن يستفيد من تجربة حكومات أوربا الغربية عندما قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع نمسا لاعتلاء هايدر السلطة، خلال خطابه في قمة عمان "بان الشعب الإسرائيلي هو شعب عنصري لانه انتخب شارون" مع العلم لم يتجرأ أية من تلك الحكومات من إطلاق تصريحات مماثلة مثل بشار على الشعب النمساوي .وكأنه لو انتخب باراك حامل عشرات النياشين والأوسمة تكريما لانتصاراته في عشرات المعارك ضد العرب والفلسطينيين لشفع له بشار وصدام حسين!
ولما لم يجد بشار من ينتقده على تلك التصريحات التي لا تقل عنصرية عن وسائل الأعلام الإسرائيلية عندما صعدت من لهجتها العنصرية في هذه الأيام حيث شبهت الفلسطينيين بحيوانات تدب على قدميها، استمر على نفس المنوال حتى إذا بمستشاريه ووزرائه وأعلامه يحاولون أن يرقعوا أو أن يجدوا عذرا لما قاله أمام البابا في زيارته الأخيرة لدمشق عندما قال انهم قتلوا المسيح تلميحا باليهود لتحريض البابا واللعب على أوتار التفرقة الدينية .
وعلى أي حال فمن الممكن أن يستغل شخصا مثل بشار الأسد على أن اختيار شارون رئيسا للوزراء من قبل الشعب الإسرائيلي عن طريق الانتخابات بأنه "اختيار عنصري" بالرغم من انه يعرف حق المعرفة بأن الأعلام العنصري للدولة العبرية نجح في دفع الأجواء السياسية في المجتمع الإسرائيلي إلى أقصى اليمين والرجعية بحيث ينتخب شارون منقذ للشعب، في الوقت الذي حتى ولو اختار ذلك الشعب باراك فأن تاريخه العنصري والدموي لا يختلف عن شارون إلا بدرجات لكن عندها سوف لا يكون لبشار كلام آخر يقوله في قمة عمان أو غيرها من القمم.
بيد أن الشيء الذي لا يستطع أن يقول عنه شارون ولا أية حكومة في العالم على الشعب السوري بأنه عنصري لان بشار الأسد ورث الحكم من أبيه كما ورث كاهل القضية الفلسطينية وهذا كما يقولون في المثل "ما البيد حيلة"، على الرغم كانت القضية الفلسطينية الوجبة الأساسية بالنسبة للحكومات العربية في غذائها السياسي اليومي التي تقدمها لشعوبها. أما اليوم فأنها تشعر بأنها حمل ثقيل ترزح عنوة تحتها جراء ذلك الماضي وخاصة أنها تعيش عصر شحة رؤوس الأموال وضيق الأسواق وضغط جماهير استيقظتها آلام الجوع التي اعتصرت أمعائهم وعلى الكذبة القومية الكبرى.باستثناء صدام حسين الذي يلعب في الوقت الضائع ويتاجر بالقضايا القومية والمسألة الفلسطينية عسى ولعل أن يجد مخرج من المأزق الذي هو وجلادي الشعب العراقي فيه.
بيد أن المفارقة الأكثر عنصرية هي أن الحكومات الغربية التي قطعت علاقتها مع نمسا بسبب انتخاب هايدر لم تفكر أن تقطع علاقتها مع إسرائيل بسبب مجيء شارون رغم انه جزار صبر وشاتيلا . وهنا يبين بكل وضوح كم أن هذه الحكومات عنصرية حيث تبالي وضغط شعوبها عليها بسبب ما فعلت النازية بها لكنها لم تبال أبدا إلى ما ترتكبه الحكومات الإسرائيلية من جرائم بحق الشعب الفلسطيني.وإذا كان عرفات يمتلك قليلا من الذكاء السياسي فعليه أن يعرف أن دور الاتحاد الأوربي سوف لا يكون منصفا لقضيته وشعبه اكثر من ساسة البيت الأبيض الأمريكي أن سمحت الأخيرة لها.





#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا حدث في مؤتمر دربان ؟


المزيد.....




- قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
- زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص ...
- إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد ...
- تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
- لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
- الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
- لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال ...
- سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
- مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م ...
- فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سمير عادل - مفارقات عنصرية