|
أعطوا الوقت الكافي للحكومة الملتحية
اسماعين يعقوبي
الحوار المتمدن-العدد: 3679 - 2012 / 3 / 26 - 23:22
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
مع توالي احتجاجات الشارع المغربي من اجل الحرية والكرامة، تتعالى أصوات من هنا وهناك تقول جميعها: لماذا تحاصرون الحكومة الفتية، لماذا تعملون على إفشال مخططاتها وعملها، لماذا تتحاملون عليها،...، أعطوها الوقت الكافي لتفعل وتنزل برنامجها. إعطاء الوقت الكافي يعني بالنسبة لهؤلاء تجميد 20 فبراير وقفاتها ومسيراتها، أن توقف النقابات اضراباتها، أن يصبر المعطلون قليلا ويخلوا شوارع الرباط، أن يتقبل السكان هدم منازلهم، أن يسكت العمال على طردهم وتشريدهم، أن تتقبل القبائل استيلاء الأعوان والعملاء وذوو النفوذ على أراضيهم، أن يدرس الطلبة والتلاميذ في شروط لا إنسانية وفي عوز تام، أن تكف الجمعيات الحقوقية عن المطالبة بمحاكمة الجلادين، أن يموت الآلاف من المواطنين يوميا بفعل الأمطار والجفاف والرياح... فالحكومة جادة وتتعاطى مع ملفاتهم ومشاكلهم. إعطاء الوقت الكافي يعني أيضا أن تنظم مهرجانات موازين في موعدها، أن يستقبل الصهاينة في أرض المغرب، أن ينجز مشروع القطار السريع في غياب الحمار البطيء في القرى، أن يستمر توزيع الخمور في مرجان، لابيل في، أسيما، إعطاء الوقت الكافي يعني أيضا أن يستمر تجار المخدرات في تجارتهم، المهربون في تهريبهم، الموظفون الأشباح في تقاضي أجورهم، اللصوص وقطاع الطرق في مهنتهم، الفساد والمفسدون في مهامهم. حينما يقول رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب أنه على الحكومة أن تتحمل مسؤوليتها الكاملة في مسألة التطبيع مع الكيان الصهيوني التي رفضها فريقه من قبل ولازال مستمرا في رفضها، فرئيس فريق العدالة والتنمية لم يعط الوقت الكافي للحكومة لحل المشكلة. حينما يقوم المواطنون بوقفة ضد بائع خمور بالقنيطرة فإنهم لم يعطوا الوقت الكافي للحكومة لحل المشكلة. حينما تقوم 20 فبراير بمسيراتها من اجل دستور ديموقراطي فإنهم لم يعطوا الوقت الكافي للحكومة لحل المشكلة، حينما يقول الداودي قبل تنصيب الحكومة بضرورة إعادة النظر في صفقة القطار السريع فانه لم يعط الوقت الكافي للحكومة، حينما يعتصم المعطلون في الرباط وفي مختلف المدن، فإنهم لم يعطوا الحكومة الوقت الكافي، حينما تنتفض تازة وبني بوعياش... ضد الحكرة والقهر والقمع...فإنهم لم يعطوا الوقت الكافي للحكومة لحل المشكل... حينما تقوم النقابات باضرابات من اجل ضمان الحد الأدنى من المطالب، فإنها لا تعطي الوقت الكافي للحكومة، كل هؤلاء يتسرعون ولا يفهمون أن الحكومة تدرس كل شيء وتحاول إيجاد الحلول المناسبة، فالداودي تسرع ولم يعرف أن مشروع القطار السريع تساهم فيه دول كبرى، وبعد أخذه الوقت الكافي تأكد أنه على خطأ، وإن اعتراضهم على مشروع القطار السريع "تي جي في"، عندما كانوا في المعارضة كان بسبب الكلفة الكبيرة للمشروع (33 مليار درهم)، لكن عندما تبين لهم (بعد أن أصبحوا شركاء في الحكومة) أن هذه الكلفة سيتحملها المساهمون الأجانب في هذا المشروع لم يعد لهم نفس الموقف المعترض على المشروع. والمعطلون يتسرعون لأنه ليس بامكان الدولة أن توظفهم جميعا وان عدد المناصب في 2012 هو 26000 منصب ستوزع بشفافية تامة، والنقابات تتسرع لأن هناك جولات للحوار الاجتماعي في أبريل القادم، ونواب العدالة والتنمية يتسرعون لأن تعبئة حزبهم كانت وراء المبادرة الملكية بفتح حساب لدعم القضية الفلسطينية، ولم يستوعبوا ان المغرب له "التزامات مع شركائه الدوليين تُحتّم عليه القبول بقواعد اللعبة كما هي متعارف عليها دوليا وكانت تطبقها الحكومات السابقة على حد قول ضريف. الكل يريد افشال الحكومة الملتحية، الحكومة التي وعدت المغاربة بأكبر نسبة نمو 7 فاصلة 2 ثم غيرتها في أقصر وقت لتصبح 4 فاصلة..، الحكومة التي طمأنت الباطرونا بأن مصالحهم لن تسمح لها أن تضرب بفعل اضرابات العمال المشاغبين، الحكومة التي هاجمت مسيرات سلمية في كل أنحاء المغرب، الحكومة التي وعدت برفع أجور الموظفين الى 3000 درهم فلم تف بالوعد، الحكومة التي تباكت على منح الطلبة فرفعتها ب 200 درهم، الحكومة التي قالت أنها ستنزل الدستور فتخلت عن التعيين في المؤسسات العمومية الكبرى، الحكومة التي كثرت خرجاتها الإعلامية وحولت وسائل الإعلام إلى وسائل حكومية، الحكومة التي أعلنت عن لائحة المستفيدين من الكريمات ولم تنشر لائحة مانحيها ومناسبة المنح، الحكومة التي وجدت مشاكل كبيرة في الإعلان عن لائحة المستفيدين من رخص الصيد في أعالي البحار، الحكومة التي تهربت من الكشف عن طريقة دخول الصهاينة إلى المغرب، الحكومة التي لم تستطع الكشف عن لائحة المستفيدين من الاراضي الفلاحية الخصبة، الحكومة التي لم تستطع فرض الضريبة على كبار الملاكين، الحكومة التي لم تستطع فرض شروط على اتفاقيات الصيد والتبادل مع أوروبا، الحكومة التي لا تستطيع توفير سكن لائق للمواطنين، الحكومة التي لم تستطع حماية المواطن من شراسة المؤسسات البنكية، الحكومة التي أصبحت تنوه بالتراكتور وحزبه بعدما جعلت منه حصان طروادة لحصد عطف وأصوات المواطنين، الحكومة التي لا تحرك ساكنا أمام غلق المعامل، الحكومة التي لا تباشر تنفيذ الأحكام القضائية لصالح العمال والفلاحين، الحكومة التي تزج بالعديد من الأبرياء في غياهب السجون، الحكومة التي لا تملك الكلمة في الخيارات الاستراتيجية للمغرب، الحكومة التي تبرر الاغتصاب وتدافع عنه، الحكومة التي ... والتي ....
ألم تروا بوادر العمل الحكومة: وزراء يتبرعون بأعضائهم بعد الموت، وزراء يأكلون مع الشعب، وزراء يركبون القطار مع الشعب، وزراء يتنازلون عن تعويضاتهم، وزراء يلبسون لباسا عاديا، وزراء يصلون مع الجماعة... إنهم قادمون، فأعطوهم الوقت الكافي.
#اسماعين_يعقوبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العمل النقابي بقطاع العدل بين الضرورة النضالية والضرورة السي
...
-
العمل النقابي بقطاع العدل بين الضرورة النضالية والضرورة السي
...
-
العمل النقابي بقطاع العدل بين الضرورة النضالية والضرورة السي
...
-
العمل النقابي بقطاع العدل بين الضرورة النضالية والضرورة السي
...
-
العمل النقابي بقطاع العدل بين الضرورة النضالية والضرورة السي
...
-
السياسة في المغرب: لعبة الشطرنج
-
سراب الحكم: رئاسة الحكومة من طرف العدالة والتنمية بالمغرب
-
النقابة بدون سياسة كسيارة بدون مقود
-
الشرفاء بين الحقيقة والوهم: شرفاء سيدي بويعقوب نموذجا -16-
-
القضاء بالمغرب: من قضاء في خدمة المواطن الى مواطن في خدمة ال
...
-
حول معركة قطاع العدل بالمغرب: توضيحات لا بد منها _ وجهة نظر_
-
العمل النقابي يساريا, يمينيا وإسلاميا _3_
-
العمل النقابي يساريا, يمينيا وإسلاميا _2_
-
العمل النقابي يساريا, يمينيا وإسلاميا
-
المجتمع المدني في الفكر المعاصر _الجزء التاسع_
-
في استقلالية الصحافة بالمغرب: جريدة الصباح نموذجا
-
في خصوصية قطاع العدل _3_
-
في خصوصية قطاع العدل _2_
-
في خصوصية قطاع العدل _1_
-
ميزانية الدولة, صناديق الوزراء وجمعيات الاعيان
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|