أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أسد خياط - حقوق الأقليات بين بشار والاخوان














المزيد.....

حقوق الأقليات بين بشار والاخوان


أسد خياط

الحوار المتمدن-العدد: 3679 - 2012 / 3 / 26 - 22:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا تعرف الدولة الديمقراطية الحديثة مفهوم أقلية وأغلبية إلاّ بالمعنى السياسي والذي تحدده الانتخابات، حيث نستطيع الحديث عن حزب أو ائتلاف الأغلبية (البرلمانية) والمعارضة أي الأقلية (البرلمانية).
فالدولة الأمة (بالمعنى الحقوقي وليس الأثني) هي مجموع الأفراد الذين يحملون جنسية هذه الدولة على أرض محددة ويجتمعون حول عقد اجتماعي واحد (دستور)، ولذا لا تعرف دول كالنمسا مثلا أغلبية كاثوليكية وأقلية انجيلية أو أقلية سلوفانية. وكذا الأمر في سويسرا ذات القوميات والديانات والمذاهب المتعددة، وهذه حال كل الديمقراطيات. وإلى حين رسوخ الديمقراطية في مشرقنا نجدنا مضطرين لاستعمال هذا المفهوم دينياً ومذهبياً وقومياً.
في حقيقة الأمر كل المجتمعات الإنسانية مؤلفة من أقليات (ليس بالمفهوم السياسي)، فالأقليات في سوريا مثلا هناك الأميون والمتقاعدون، وطلاب الجامعة، والمتزوجات، وذوي الاحتياجات الخاصة، والمعلمون، والمهندسون، والأطباء، والفنانون، والمثقفون، والبدو، والحوارنة وهكذا. ولكل من هذه الأقليات مشاكل ومطالب واحتياجات تجمعها. لا ديمقراطية دون علمانية، هذا أحد أهم شروط الديمقراطية ولكن ليس شرطاً أن تكون العلمانية ديمقراطية.
إدّعى حزب البعث الذي حكم سوريا اسماً، وآل الأسد الذين حكموا فعلاً العلمانية والديمقراطية معاً، رغم أنهم مارسوا الطائفية على نطاق واسع. ولن أخوض في هذه الممارسات ومواد الدستور وقانون الأحوال المدنية، وسأكتفي من كل هذا بمادة واحدة تلك التي لا تسمح لغير المسلم تولي رئاسة الجمهورية إنها المادة المضحكة المبكية، والتي تنسف كل ادعاء بالديمقراطية والعلمانية، حيث أنه ومن المفروغ منه ألاّ تميز الديمقراطية ولا العلمانية بين المواطنين على أساس ديني أو مذهبي أو قومي.
مضحكة هذه المادة كونها لا تستثني أي من مكونات الشعب السوري سوى المسيحيين. فالسني والعلوي والدرزي والاسماعيلي بما في ذلك الايزيديون الذين يصنفون كمذهب اسلامي حسب قيد النفوس وقانون الأحوال المدنية مسلمون.
وهذه المادة تجعل من كل هذه المذاهب الإسلامية مواطنين درجة أولى، وتجعل الواحد أو الاثنين أو الخمسة أو الستة عشر بالمئة (لا أهمية للنسبة) من المسيحيين المستثنون من دون بقية السوريين، مواطنون درجة ثانية.
امتياز مضحك، إذا افترضنا أن المشرع أراد إرضاء غرور المسلمين بالتفوق والتميز وبالتالي كسب تأييدهم (ضحك على اللحى) على حساب كرامة وأنفة المسيحيين العرب منهم وغير العرب.
امتياز مضحك، إذ لا أحد يصدق فعلاً وواقعاً أن أي مسيحي حتى ولو كان فارس الخوري سيفوز برئاسة الجمهورية من الجولة الأولى أو الثانية أو الستة وستين بعد الألف.
هي فقط مادة للحط من شأن المسيحيين والدوس على كرامتهم. إنها مادة لزوم ما لا يلزم مادة للإذلال فقط لا غير كون المسيحيين بلا عزة ولا كرامة كما يعتقد المشرع.
لو قورن كل هذا ببيان الاخوان المسلمين، والذي يستحق الثناء لمضمونه وتوقيته، والذي سأكتفي منه بذكر الفقرة التي تقول، لكل سوري الحق في تسلم أعلى منصب في الدولة بغض النظر عن الدين والقومية. إن هذا التطور في فكر الاخوان سيجنب سوريا الكثير من المآسي والمعاناة، وسيوفر على سوريا الكثير من المراحل للوصول إلى الدولة الديموقراطية الحديثة والتي هي وفقط لا غير للوصول إلى النهوض والارتقاء إن فكر الاخوان في هذا البيان يتماهى مع قيم الحضارة الانسانية ومع أرقى فكر انساني حقوقي قانوني. إنه فكر على النقيض من فكر آل الأسد ومحازبيه، الفكر الطائفي التمييزي والعنصري، والذي يؤسس ويحمل في ثناياه كل أسباب الفتن والمعاناة والدمار.
أما المبكي في كل هذا فهو أن يخرج المسيحي مؤيداً لآل الأسد ومحازبيه وأن تدعم بعض السلطات الدينية المسيحية هذا القاتل هاتك الأعراض مدمر الإنسان والعمران والاقتصاد هذا أولاً، وثانياً استهانته بالمسيحيين.
إن الأسد الديكتاتور وكل مستبد لا يحمي أحداً مسيحي أو غير مسيحي أقلية أو أكثرية فالأسد مستعد لبيع المسيحيين وبيع أي مكون من مكونات الشعب السوري في سبيل بقاءه في السلطة من يحمي المكونات الصغيرة والأقليات في سوريا هو الدستور الديمقراطي والعقد الاجتماعي مثل الذي دعى إليه الاخوان المسلمين:



#أسد_خياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنظومة الأخلاقية لبشار
- كلمة ملتقى الليبراليين السوريين في اربعينية الشهيد مشعل التم ...
- اصبع علي الوسطى والسلطة السورية
- ثورة مصر
- برنامج المبارزة
- اللغة العربية – ما لها وما عليها (الجزء الأول)
- اللغة العربية – ما لها وما عليها (الجزء الثالث)
- صراصير، لكنهم وطنيون
- اللغة العربية ما لها وما عليها (الجزء الثاني)


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أسد خياط - حقوق الأقليات بين بشار والاخوان