أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جهاد علاونه - الفساد والاستبداد طريقة حكم














المزيد.....

الفساد والاستبداد طريقة حكم


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3679 - 2012 / 3 / 26 - 12:10
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


يقال بأن هتلر كان يخفي تحت وسادته كتاب (الأمير) لمكيافيلي,واستفاد من هذا الكتاب كل المستبدين من العرب والأجانب وأشهرهم بعد الفوهرر هتلر,موسوليني,ويثبت التاريخ بأن مبادئ مكيافيلي هي السائدة بين كل الحكام والناس,وتثبت كل الدلائل بأن منطق مكيافيلي وطريقة الحكم التي يوصي بها هي السائدة في بعض الدول العربية,وكل رجل سياسة في الدول العربية لديه مواصفات الحاكم المستبد وما يحدث على الضفة الأخرى ما هو إلا تفسير منطقي لمنطق مكيافيلي وما يعيشه المثقف العربي من بؤس في كافة مناحي الحياة إن هو إلا دليل قاطع على أن كل مفكر وكل مثقف متهم بالكفر وبالإلحاد فقط لأن لديه قدرة على التحليل والاستنتاج وهذا ما لا تريده أيادي الطغمة الحاكمة في بعض الدول العربية,

ويقول عبد الرحمان الكواكبي في كتابه (طبائع الاستبداد): النفاق سياسة,والتحايل كياسة,والنذالة دماثة,والرجل الدنيء لطيف جدا مع نفسه ومع الآخرين,والاستبداد يفسد خيار الناس وأفضلهم ,والإنسان الخامل والمسكين والكسول بنظر الحاكم المستبد أمينا ورجلا صالحا,والغيرة عداوة,والحمية حماقة ليس بعدها حماقة,والإنسان النبيه المُدقق والذكي يتهمه السلطان أو الحاكم بتهمة الإلحاد والطالب لحقه فاجرا والتارك لحقه مطيعا والذي يشكو ويتظلم فاسدا ومفسدٌ للناس,والرحمة مرضا خطيرا.

و يقول مكيافيلي: يتفق الجميع على أن الغاية تبرر الوسيلة,وكل الدلائل تشير إلى أن أولئك الحكام الذين قاموا بأعمال عظيمة وخالدة أغلبهم من الذين لم يلتزموا بوعودهم أمام الشعوب التي حكموها ولو التزموا بوعودهم ما أقاموا أبنية عظيمة ولو لم يكونوا ظالمين لَما بنو وشيدوا الأعظم,ويجب على الحاكم أن لا يلتزم بوعوده إذا انتهت الفترة المحددة للوعد أو إذا انتهت أسباب الارتباط بذلك الوعد فما الفائدة من الالتزام بالوعود إذا انتهت صلاحيتها كما تنتهي صلاحية علبة مواد غذائية,وضرب عدة أمثلة من التاريخ على حكام سقطوا نتيجة التزامهم بالعدل وإحقاق الحق,وإذا انتشر الفساد في الجيش أو الشعب أو النبلاء فيجب على الحاكم أن لا يقاوم ذلك الفساد لأن إصلاح الفساد له نتائج سلبية على الحاكم,ويجب على الحاكم بأن يقنع الناس بأن لديه حلا لكل المشاكل وإذا لم تكن هنالك مشكلة فعليه أن يخلق مشكلة وبنفس الوقت يقنع الشعب بأنه الوحيد القادر على حلها ,والناس يحكمون على ما يرونه أمامهم وليس من خلال قدراتهم على المناقشة والتحليل والكل يستطيع الرؤيا والقلة فقط تستطيع أن تدرك واقع الحال,والمصيبة أعظم,والعالم المحيط بنا يتكون من الأغلبية التي لا تدرك الحقيقة والتي لها الظاهر وليس المخفي فتحكم على الأمور بظواهرها وليس بباطنها, ولا مانع على الحاكم من أن يلبس ثياب المتدين المحافظ على الدين حتى وإن كان غير متدين,وهذا ما نعيشه اليوم في بعض المؤسسات الحاكمة في الدول العربية,فدائما المسئول ما يظهر للمسئول عنهم بثياب النسك والطهارة علما أنه على الأغلب متعفن وغير طاهر ولا يركض خلف الإصلاح بل خلف علاقاته النسائية المشبوهة, وإذا أخلص الحاكم للشعب فإن حكمه لن يدوم ولن يستطيع الحفاظ عليه,وعلى الحاكم إذا أراد أن يستمر في حكمه أن لا يهتم لا بالمُثل ولا بالمبادئ ولا بتطبيق الشعارات الإصلاحية,وللحفاظ على نفسه ومقعده أن لا يلتزم بما يقدمه للشعب من وعود,ويجب أو لا مانع لديه من أن يسمح للشر بأن يتفشى في بلاده وبأن تأكل الناس بعضها بالباطل,كل هذا لأن الناس في نظر(مكيافيلي) أغلبيتهم بسطاء وجهلاء ولا يعرفون الحقيقة فلا مانع أيضا من استغناء هذه الأغلبية واللعب عليها بأن يقدم تصريحات تخالف الواقع لأن أغلب الناس أغبياء ولا يفهمون اللعبة السياسية القذرة,والفساد والسماح بانتشاره هو الوسيلة المُثلى للاستمرار في الحكم,ومن الضروري جدا أن يزرع الفتن الطائفية والدينية والعرقية بين طبقات الشعب وبأن يسحقها بعد ذلك بيديه ليريح العالم من هذه الفتنة على مبدأ سياسة (فرّق تسد).



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أول 60-70-سنة من حياة الانسان
- بقرة اليهود وكثرة الجدل
- يا رضا الله ورضا الوالدين
- مقال (لمن لديه جواب)
- هذا الزمن ليس زمني
- الرزق على الله2
- المشاريع المشبوهة1
- الله أفضل من الجميع
- على هامش الزواج والطلاق
- التوبة إلى الله2
- بين الدين والقانون
- الدرس الذي لن يتعلمه أحد
- الهلال الخصيب
- الهدايه من الله
- الموعودون به
- صاحب الرغيف الثالث
- عاش فقيرا ومات فقيرا
- الشكر بالعمل وليس بالقول
- قلبي ذبحته بيدي
- بصراحة


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جهاد علاونه - الفساد والاستبداد طريقة حكم