أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد ميشو - خبرتي مع النفاق ، هل أنهت المشكلة ؟














المزيد.....

خبرتي مع النفاق ، هل أنهت المشكلة ؟


زيد ميشو

الحوار المتمدن-العدد: 3679 - 2012 / 3 / 26 - 09:49
المحور: المجتمع المدني
    



عشت طفولتي ومراهقتي كسائر أقراني وعلى شاكلتهم ، تتحكّم الأعراف بتصرفاتي وتخضع إرادتي لمن كانوا يفرضون وصايتهم على شخصي أكانت شرعية كالوالدين أم أتت من الموروثات القبلية وأقصد كل من يكبرني في العمر .
وهناك الكثيرين ممن عانوا من تلك الموروثات كونهم كانوا عرضة للتسخير والسخرية والتأنيب والتوبيخ ، ومن تلقّي النصح إن كان في محله أم لا ، وكل ذلك يعتمد على ترتيب الشخص في عائلته وعشيرته ، ليربى المسكين على منهج الطاعة والمسالمة فيحار من يرضي من الإخوة والأعمام أو العمات والأخوال أو الخالات عدا كبار العشيرة وأصدقاء الأهل من المؤثرين والفضوليين .
لم يكن حظي أوفر إلا بعدد أفراد قبيلتي وأشكر الله على تلك النعمة ، ورغم قلتهم ، إلا إنه قد فرض عليّ إن صحّ التشبيه (الإنتماء أو دفع الجزية أو الخضوع للأحكام العرفية ) إن أبديت أعتراضي .
وماذا يفعل من لاحول له ولا قوة سوى أن يجامل ويطأطئ ذليلاً ، ويمارس النفاق كي يحصل على رضا الأكبر منه ؟ والمفارقة في تلك اللعبة القبلية بأننا ننعت تلك التصرفات بالإحترام .
فمهما يفعل الكبير بالصغير على الثاني أن يصمت ( بالعراقي ينجب ) إحتراماً ، وإن أبدى أعتراضاً فسيحكم عليه بعدم أخذ كفايته من التربية أو يلقّب بالولد العاق وغيرها من التجريحات التي لاتندمل .
عانيت هذا النفاق الأدبي ( القبلي ) حتى جاء يوم وتمردتُ ، وكم أعجبت بثورتي وتذمري وتباهيت كما الطاووس بريشه ، وثرت مراراً وتكراراً ، ونجحت لمرات عدة لأنزلق مرة أخرى في نفس الوحل ... وحل التقاليد !
فعلى من أثور وعلى من أتمرد ؟ إنه مجتمع كامل يفرض الخضوع في كل مكان وفي أي وقت عشته . فإن نفذت من تمردي على بعض المتسلطين من العشيرة خضعت فرضاً وإجباراً لسيطرة المدرسين المتعجرفين غير التربويين مما كلفني ذلك كرهي للمدرسة والتعليم ونجم عنه أني أصبحت بكل أسف من الطلبة المشاغبين ولا فخر بذلك حتى وصلت إلى شتم أبو من قال قف للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا .... فإن كان رسولاً حقاً فسأجاهر بشتم ربه الذي لم يحسن اختيار مبعوثيه .
وسقطت فيما بعد في حبائل الخدمة العسكرية وكم هي وضيعة في بلدي ، لتبدأ رحلة ذل جديدة بدءاً من لحظة مراجعة التجنيد وحتى الخروج من الخدمة ، ولاننسى بعض المفردات المستعملة مما نتعامل به مع الحيوان كأن نقول : رعية ، وسرّح تسريحاً من العسكرية التي تقال للخراف والنعاج التي يسرحها الراعي في البراري لتقتات علفها ، فكنا نمزح فيما بيننا نقول ( ها سرحوك ) .
وبين خضوع هنا وذل هناك كان هنالك أمور أخرى لايمكن التعامل معها سوى بالنفاق ، كمراجعة أي دائرة مدنية أم عسكرية أو خاضعة لجهات حكومية وإن كانت مرافق صحية كتلك القذرة التي كانت في ساحة الحرية عينوا فيها مسؤولاً لنظافتها ...
حتى في خروجنا من العراق لم يتم برأس مرفوع ، بل بلغة التملّق والنفاق ، وهذه المرة مع شريحة تافهة ووضيعة أخرى وهم موظفوا الجوازات ، ومن لم يصدّق فليسأل أي عراقي حصل على وثيقة السفر في عهد ( جريدي الحفرة ) وسيحدثك عن معاناته خصوصاً مع الأغبياء الذين يكتبون الإسماء باللغة الإنكليزية ، وأمتد هذا الوضع ليشمل سفاراتنا في الدول التي اتخذت كمحطات للهجرة إلى دول الإستقرار ، وكأن الزمن لم يتغير ..
أتذكر عندما ذهبت إلى دائرة الجوازات في لبنان لإستخراج جواز سفر إلى إبنتي الحديثة الولادة حينذاك ، وذلك بعد أن كلفتني الأقامة في لبنان مع وساطة رفيعة المستوى ما يعادل أقل من 10% مع الذي أنفقته على إقامتي في كندا ، حيث سألني الموظف ماإسم إبنتك فقلت له أسميتها ناردين ، فقال لي " هناك تعليمات من السيد الرئيس ( حفظه الله ) " والذي قد حفظه بعلبة إنتهت صلاحيتها ورميت في أقرب زبالة ، والتعليمات تمنع تسمية المولودين بأسماء أجنبية ، فقلت له ناردين إسم عربي وهو نوع من الورود ، فأجابني مبتسماً " وردة ونص " والغبي لايعلم بأن ناردين هو نوع من الطيوب الغالية الثمن ومأخوذ من الكتاب المقدس / العهد الجديد وتحديداً في إنجيل يوحنا الإصحاح 12 ، وهو لايعلم بأن الإسم ليس عربياً بل هناك أحتمال أن يكون من الهند المصدرة لهذا النوع من الطيب زمن المسيح ، وكان لي ماأردت .
وصلت إلى إحدى دول المهجر وظاهرة النفاق لم تنته ، فسألت لماذا فقالوا ، من شبّ على شيء شاب فيه ، ولاأعرف لماذا نتمسك بأمثال سخيفة ولانخضع لمنطق التغيير ؟
قال لي أحد الأصدقاء يوماً في مداخلة له على إحدى مقالاتي والتي بها انتقدت شريحة من المجتمع " كل المحاولات عبر التاريخ في إصلاح هؤلاء الموجودين في قائمتك الطويلة باءت بالفشل .. لماذا نتعب انفسنا ؟ فلنكن مثلهم وتنتهي المشكلة " . وحسب معرفتي به ، فهو لم يقصد إلا عكس ذلك بالضبط .
أفلا يكفينا ياصديقي العزيز مراحل النفاق التي نشأنا عليها ، الم يأت الوقت لنثور عليهم ؟ لنعريهم ؟ لنقف في مواجهتهم ؟ أم طاب لنا نفاقنا ؟



#زيد_ميشو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب علماني ديمقراطي في العراق – مشروع يقلقني
- جولة حول مانشر بخصوص ماتعرض له أخيراً المسيحيين في شمال العر ...
- مثقفون في خدمة التخلف
- فضفضة مغترب - الشرق للغربي وطن والشرقي في الغرب يعاني الغربت ...
- ارفضْ يالنجيفي ولاتأبه بمن يعارضك
- العلم العراقي والحل المؤقت الطويل الأمد ... وامتداد حكم البع ...
- إلعب وأطرد الكبر عنك
- ثورة على التديّن
- تقبيل الأيادي والانحناءات والاحترام المفروض !
- والتقيت بعبوسي في مشيغان
- الدكتور سعد الدليمي وكرم الخزرجي وجهان لعملة واحدة
- صدّق بخرافة وأنت مبتسم ولاتؤمن بحقيقة تجعلك عابساً
- عراةٌ أمام المرآة
- الجريمة والثواب – عدالة اله أم إنسان
- طريق الألم
- مفارقات مع الحلال والحرام من الطعام
- جائزة لكل ملحد يؤمن
- أريد معلماً مختصاً بفن تغيير الوجوه
- رجل الدين في زمننا
- شتان بين كلاب وكلاب


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زيد ميشو - خبرتي مع النفاق ، هل أنهت المشكلة ؟