أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد حسين - شبكة الإعلاف العراقي














المزيد.....

شبكة الإعلاف العراقي


احمد حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3679 - 2012 / 3 / 26 - 08:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اليوم واحتفاءً بقمة حكومة نوري المالكي، رغم أنفي كنت أشاهد قناة العراقية الفضائية، إحدى تشكيلات وزارة الإعلام المنحلة - عفوا خطأ طباعي – إحدى تشكيلات شبكة الإعلام العراقي، والدتي التي ختمت القرآن عشرات المرات بحيث ما عادت تعرف كم مرة ختمته، لا تجيد استخدام جهاز التحكم عن بعد (الريموت كونترول)، لكنها مقتنعة بأن حزب الدعوة الذي وبسببه أعدم أربعة من أبناء حماها (عمي) هو حزب يحفظ للإسلام هيبته.
والدتي تطلب مني أن اختار لها القنوات الإخبارية العراقية لكي تشاهد الحدث، وبما أن الاختيار مرتبط بمسمى (العراقية) فهي وبحسن نية تعتقد إن قناة العراقية الناطق الرسمي باسم الشارع العراقي، المفاجأة أن هذه القناة التي من المفترض أنها (عراقية) لما بعد التغيير، لم تكن كذلك، فقد استمعت إلى أغنية بثتها تتغنى وتمجد بما انجزته حكومة نوري المالكي من منجز عظيم وهو عقد قمة عربية في بغداد، الأغنية ذكرتني بزمن ظننت أنه ولى، زمن كان فيه الشعراء والملحنين والمطربين ما إن يتمشدق القائد الضرورة بجملة أو فعل حتى ينظموا أغنية فيه، كذلك هي قناة العراقية، بثت عبر أثيرها أغنية تمجد بمنجز الحكومة المالكية وتفرش بغداد بالأسلاك والجيوش، - عفوا خطأ طباعي آخر – تفرش عاصمة الرشيد بالرمل امتنانا للقادة العرب، القادة العرب الذين كانوا حتى وقت قريب متهمين من قبل نفس الحكومة المالكية بتجييش وحوش العقائد المنحرفة، والمؤتلفة في الوقت نفسه على قتل الإنسان العراقي، لكنهم الآن أصبحوا ملوكا وقادة تفرش لهم السجادة الحمراء.
أغنية قناة العراقية الممجدة لحكومتها والمهللة لضيوفها ذكرتني بزمن ظننت جزافا أنه ولى، وذكرتني أيضا بقصة رواها أحد أصدقائي الذين اضطروا في أواخر تسعينيات القرن الماضي إلى تسول لقمة العيش في المملكة الأردنية الهاشمية أبان حكم حزب البعث غير المحظور في العراق الجديد القديم، يقول صديقي هذا أن كاسبا أردنيا كان يعمل معهم وحين عرف أني صديقي عراقي بادره بالقول: (أنتم العراقيين عجيبين، ما أن يحدث حدث أو يقوم صدام بفعل أو قول حتى تظهر بعد ساعات أغنية تتغنى بما قاله أو فعله، من أين لكم هذه المقدرة على التأليف الشعري والموسيقي والغنائي)، ويجيب صديقي (الجوع والخوف سلطانهما قاهر، والعراق بلد الشعراء لذلك تأليف الأغاني مهنة من لا مهنة له).
اليوم أتذكر هذه القصة، وأتذكر أن شعراء وموسيقيي ومطربي البلاط المباد ما زالوا بيننا يتبخترون بيننا، هذا أمر طبيعي فلكل زمان أبواقه، لكن غير الطبيعي أن تعود وزارة الإعلام مرة أخرى إلى الظهور وبالمال العام نفسه الذي كان النظام ينفقه لتمجيد نفسه، لكن بمسمى آخر، مسمى اختار من التغيير كلمة (شبكة الإعلام) بدلا من (وزارة الإعلام)، وتغييرا منحته الحكومة حق احتكار المال العام لشراء ذمم وأصوات من يرتضون لأنفسهم أن يكونوا أبواقا ناعقة، وبموافقة برلمان أصبح جزافا يحكم باسم العراقيين لأن بعض المخدوعين انتخبوه.
المفارقة الأكثر غرابة أن مدير شبكة الإعلام العراقي (محمد عبد الجبار الشبوط) الذي يتغنى بمنجزات حكومة نوري المالكي هو نفسه مراسل صحيفة (الوطن) الكويتية الإلكترونية التي كتب فيها تقريرا خائنا للعراق عنوانه (العراق يتهرب من ديون الكويت)، ولا أدري ماهية هذا التهرب، والعراق كان منذ العام 1991 وما زال يدفع من ثرواته نسبة للكويت لتعوض ما سلبه منها صدام الذي دعمته وساندته في حربه المجنونة ضد إيران والتي راح ضحيتها مئات الآلاف من العراقيين، وكذلك في حربه ضد الانتفاضة الشعبانية التي أيضا راح ضحيتها مئات الآلاف من العراقيين أيضا، ولا أدري كذلك ما هو معيار الوطنية هنا، هل هو الولاء للكويت التي كانت تدعم صدام في حربه الموهومة ضد إيران والتي راح ضحيتها مئات الآلاف من العراقيات والعراقيين، والتي هي نفسها بعد أن حررتها أميركا من جبروت هذا الصدام رفضت أن يتحرر العراقيين من قبضة حكم البعث وارتضت أن يعود صدام إلى حكم العراق من أجل أن لا يتحرر العراقيين من حكمه، أم الولاء لنوري المالكي الذي نصب الشبوط وزيرا لإعلامه؟!.
هذا الـ(نوري) وشبوطه هم يحكمون الآن، ويتحكمون بالإعلام العراقي الممول من المال العام، ويمن يتغنون بأمجادهم هم من منحوا الشرعية الدستورية لاستلاب المال العام، لكن هل سيواصل هؤلاء إستراتيجيتهم الهادفة إلى إفراغ العراق من العراقيين؟، هذا هو السؤال.
أنا أعرف جيدا أن ما أكتبه لا يغير ولا يحرك شيء، لكنني أكتب لكي أبرئ ذمتي وضميري أمام ذمتي وضميري، ليس إلا.



#احمد_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكفر بكم
- مفخخات الجهل.. جنود التخلف
- النجيفي نائما
- حملة ايمانية
- علاقة المسلم بغير المسلم (الموالاة)
- بوق الصباح
- امنحوني عضوية أمنحكم كرامتي
- ملاذات الأنذال الأخيرة
- دولة العجزة
- ثورة في إيران
- والصباح تسير
- الى مجهولة
- الى حبيبه
- تاره
- في الامس
- تلويحة الجوكر
- عودة الضجيج
- خطوات نحو السلام
- بؤسنا الخارجي
- حزب العمال... الخيار العسكري


المزيد.....




- سارة نتنياهو تتهم الجيش بمحاولة تنظيم انقلاب عسكري ضد زوجها ...
- كوريا الجنوبية.. ارتفاع عدد القتلى إلى 23 شخصا في أحد أسوأ ح ...
- .بالفيديو.. مراسم تسليم مفتاح الكعبة المشرفة للشيخ عبدالوهاب ...
- نجم عالمي شهير يصفع يد معجب يحاول لمس ذراعه (فيديو)
- غالانت لأوستين: إيران أكبر خطر على العالم مستقبلا
- الأسباب المحتملة للشعور بالتعب معظم الوقت
- روسيا تحوّل صاروخ -توبول – إم- الاستراتيجي إلى صاروخ فضائي م ...
- سياسي بريطاني يحمّل رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون مسؤولية ...
- جوليان أسانج يقر بذنبه والمحكمة تأمره بتدمير المعلومات على م ...
- أسانج يقر بالذنب أمام محكمة أميركية تمهيدا لإطلاق سراحه


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد حسين - شبكة الإعلاف العراقي