|
ماتزال الجمهورية الإسلامية الإيرانية مصرة على أن يبقى نظامها دكتاتورياً
فينوس فائق
الحوار المتمدن-العدد: 1082 - 2005 / 1 / 18 - 11:31
المحور:
حقوق الانسان
شمزيني جيهاني الصحفية الإيرانية حكم عليها بالسجن ثلاث سنوات مع إيقاف التنفيذ ، و تنفيذ حكم بالسجن لمدة 91 يوم ، لكن داخل زنزانة واحدة مع القتلة و اللصوص و المتهمون بتهم كالسرقة و التهم المخلة بالشرف و تهم كتجارة المخدرات.. و تهمة شمزيني هي الدفاع عن حقوق المرأة والكتابة الحرة و إنتقاد نظام الحكم في إيران ، و نشاطات صحفية و ثقافية مختلفة تعتبر في نظر الجمهورية الإسلامية جرائم في حق الدولة و النظام الحاكم ، تلك التهم التي هي تهم إنما في نظر الحكومة الإسلامية ، و إلا فإن شمزيني وفق كل المقاييس الحضارية للدول المتحضرة و المتقدمة في العالم نموذج المرأة التي تستحق التقدير و موضع فخر للمجتمع لأي مجتمع تقدر الأقلام الحرة التي تدافع عن حقوق الإنسان و عن حقوق المرأة في المجتمعات المضطهدة.. لكن الجمهورية الإسلامية في إيران و بإصدار حكمها على شمزيني إنما تقرر أنها حكومة بنظام دكتاتوري بمرتبة الشرف ، فإن اي سلطة حاكمة لا تسمح بحرية الرأي و لم تفسح المجال أما الرأي الآخر فإنها سلطة بدرجة دكتاتور رفيع المستوى ، و أي نظام حكومي لا يؤمن بحرية الصحافة و حرية التعبير و الكلمة الحرة ، و تقيم المباديء و القيم الإنسانية من تحت العمامات و الأدمغة المتصلبة ، فهو نظام يحمل فكر مصاب بالجمود العقائدي المزمن ، و أي حكومة لا تنظر إلى الحريات البيضاء إلا من تحت نظارات سوداء فهي حكومة دكتاتورية حد العظم ، و لا تؤمن بشمس الحرية و لا تؤمن لا بقدرات الإنسان في التغيير و التطور و لا تؤمن حتى بنفسها .. تلك الأنظمة لا تؤمن إلا بالحكم بالحديد و النار لأنها الوسيلة الوحيدة التي تضمن لها البقاء على كورسي الحكم ، و تلك هي أخطر درجات الدكتاتورية.. إذ هاهو النظام الدكتاتوري للجمهورية الإسلامية في إيران تحاكم صوتاً من الأصوات التي تنادي بحرية الرأي و تدافع عن حقوق المرأة في المجتمع الإيراني المحكوم بالظلم و الظلام ، إذ تحكم على إمرأة مثقفة رفعت صوتها بوجه الظلم و قالت كلمة حق ، فسارعت الجمهورية الإسلامية بقطف كل زهور الحرية و حرقها عن بكرة أبيها لئلا تكبر و تطرح زهوراً أخرى و ينعم المجتمع الإيراني برائحة الحرية التي يتقيؤون منها من تحت عباءاتهم ، و هاهم يسارعون إلى سد كل الثغرات و الشبابيك التي قد يدخل منها الهواء النقي المنعش الذي يأتي إثر إنفتاح العقول و إنتشار الحريات ، و تدخل منها أشعة شمس الحرية. و يرفضون كل أنواع الحوار المعاصر ، فيحكمون على إمرأة هي الصحفية و الناشطة في مجال حقوق المرأة شمزيني جيهاني بالسجن عقاباً على أنها تؤمن بحرية التعبير و بتهمة حملها أفكار إنسانية سامية تنادي بها من أجل إصلاح مجتمعها و تخليصه من الظلم و القهر. اليوم و في العالم المتحضر تبحث الحكومات و الأنظمة المتقدمة عن الأشخاص من حملة الأفكار التقدمية و المبدعون و المثقفون ليس من أجناسهم فقط و إنما من كل الأجناس و القوميات من أجل دعمهم و مساندتهم ، و من أجل زيادة عدد الداعيين إلى نشر قيم التسامح و إحترام حقوق الإنسان لكي تنعم مجتمعاتهم بالمزيد من الحريات خصوصاً في مجال الصحافة و الثقافة.. و من أجل أن تزاد أعداد الأقلام التي تدافع عن حقوق الإنسان و عن حقوق المرأة تحديداً ، لكي تنتصر المباديء الإنسانية و القوانين التي تحفظ للإنسان كرامته على قوانين الغاب و تنهي ظلم الإنسان لأخيه الإنسان. يبحثون عنهم لكي يمنحونهم الجوائز و المكافئات و يقدرونهم بالشكل الذي يستحقون ، و ليس لزجهم في السجون بين اللصوص و القتلة و تجار المخدرات ، فهنالك المئات من المنظمات التي تدعم الثقافة و الصحافة الحرة و تدافع عن حقوقهم و تعمل على إفساح المجال للفكر الحر و الأقلام الحرة. في الوقت الذي تعود فيه الجمهورية الإسلامية في إيران إلى قوانين الغاب و تحاكم الثقافة و المثقفين بقوانين من عصور الجهل و التخلف و الظلام الفكري ، و التهم هي الثقافة و حرية الرأي و الدفاع عن حقوق المرأة.. فحكم الجمهورية الإسلامية في إيران على شمزيني جيهاني بالسجن مدة 91 يوم بين اللصوص و القتلة و المتهمون بالتهم المخلة بالشرف إن كان يدل على شيء فإنه يدل على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تصل بعد حتى إلى القرون الوسطى ، بل لاتزال تتراوح في مكانها في عصر الظلام الفكري .. فهم و كما يذبحون الدجاجة و يريقون دماءها على الأرض هكذا يذبحون الكلمة و يصادرون الأفكار و يعدمون القيم و المباديء الإنسانية و يضعونها تحت أقدامهم العفنة ، ففي تقديري لم يقرأوا بعد ألفياء مباديء قوانين حقوق الإنسان و لا يؤمنون حتى بها. من هنا فإن أي سلطة تأتي إلى سدة الحكم بالدم ، ستحكم بالحديد و النار و لا تؤمن بلغة الدم كلغة للتحاور ، و إلا فليس هناك دولة في العالم المتحضر تؤمن بكبت الحريات في هذا العصر المعلوماتي المتطور ، و في عصر التقدم و الإزدهار الحضاري و التبادل الفكري و العلمي ، إلا في دول الشرق الأوسط الموبوء بالقيم المتخلفة و الفكر الظلامي ، المنطقة التي يحكمها منطق البقاء للأقوى و الأقوى في قاموسهم هو الذي يمتلك السلاح و ليس الفكر النير. لذا من المخجل و نحن في القرن الحادي و العشرون و تحاكم إمرأة نشيطة و تحمل قلماً نظيفاً و فكراً متقدماً مثل شمزيني بالسجن بتهمة التعبير الحر . ستبقى الجمهورية الإسلامية في إيران إلى اليوم ستسقط فيه ستبقى في الخطوط الخلفية لكل المباديء الإنسانية في التأريخ..
#فينوس_فائق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المشاركة السياسية للمرأة
-
من يضمن للإنتخابات العراقية النجاح قانونياً ؟؟
-
أربعة رسائل بيضاء
-
باقة من زهور النرجس إهديها إلى أعضاء التجمع العربي لنصرة الش
...
-
من يرفض الإعتراف بجرائم النظام في حق الشعب الكوردي
-
تعالو نبتكر لغة جديدة للتحاور
-
الصحافة الألكترونية
-
سيشارك الكورد في الإنتخابات العراقية لأنهم أصحاب تجربة ديمقر
...
-
نقش على الماء / قصيدة
-
شكراً ايها العراقيون ، أنا أعلنت لكم حبي و أنتم دعوتم لرجمي
-
هل آن الأوان لأفتح لكم قلبي أيها العراقيين؟؟لكم وطنكم و لنا
...
-
الاحتراق
-
الكتابة عن المرأة
-
أتمنى لو....
-
الفقاعات على أشكالها تقع
-
فانووس لروحي
-
لبيك يا حبيبي لبيك
-
متى يتم القبض على فكر البعث الشوفيني و شنقه حتى الموت؟
-
حديث الروح (2) هل صحيح أن الكورد أمام فرصة تأريخية؟؟ هذه هي
...
-
حديث الروح رقم -1
المزيد.....
-
سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد
...
-
ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت
...
-
الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة
-
بيتي هولر أصغر قاضية في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية
-
بايدن: مذكرات الاعتقال بحث نتانياهو وغالانت مشينة
-
مذكرة توقيف بحق نتانياهو وغالانت: ما هي حظوظ تطبيق قرار المح
...
-
مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية ترحب بالقرار التاريخي للمحكمة
...
-
الأمم المتحدة: مقتل عدد قياسي من موظفي الإغاثة في 2024 أغلبه
...
-
الداخلية العراقية تنفي اعتقال المئات من منتسبيها في كركوك بس
...
-
دلالات اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنيا
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|