بلاغ
تحت شعار (من اجل تعزيز عمل اتحادنا واستنهاض النضالات المطلبية في الاوساط الطلابية) عقد اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية يوم 12 ايلول 2002 وعلى ارض الوطن, مؤتمره الخامس.
شارك في المؤتمر مندوبون من عمق الوطن واقليم كردستان ومن الخارج, وافتتح بالوقوف دقيقة صمت احياء لذكرى شهداء حركتنا الطلابية والحركة الوطنية العراقية.
وبعد المصادقة على تقرير الاعتماد واقرار شرعية المؤتمر, ناقش المندوبون تقريرا عاما وتقريرا انجازيا وثالثا ماليا , كما نظروا في ادخال بعض التعديلات على دستور الاتحاد. وانتخبوا قيادة جديدة للاتحاد.
واولى المؤتمر اهتمامه الاساسي للتردي الشديد المتواصل في واقع التربية والتعليم في البلاد, الناجم عن سياسة النظام الحاكم وممارساته في هذا القطاع, وعن الحصار الدولي المفروض على الشعب وسوء استغلال السلطات لهذا الحصار. واشارت وثائق المؤتمر ومداولات المندوبين, على وجه الخصوص, الى نهج عسكرة التعليم من جانب, والى الهجوم على مجانيته بفرض شتى الاجور والرسوم والتبرعات الاجبارية على التلاميذ والطلاب في جميع المراحل الدراسية, وحتى المباشرة بتحويل التعليم الى سلعة متاحة للقادرين على شرائها دون غيرهم!
وتناولت المداخلات ايضا الاهمال المريع لبنايات المدارس والصفوف المدرسية, والتدهور البالغ للمناهج التعليمية والدراسية, وتجاهل الاحتياجات المعيشية للغالبية الساحقة من المعلمين والمدرسين. ونبهت الى ما ادى اليه ذلك كله, وغيره من عواقب الواقع القائم, من هبوط متواصل لمستوى التعليم والتدريس, وانخفاض مضطرد في نسب النجاح, وتسرب متزايد للتلاميذ والطلاب من المدارس والمعاهد, وتدهور عام للعملية التربوية والتعليمية, فضلا عن عودة الامية الى الانتشار من جديد.
واكد المؤتمر ان هذا التطور المثير للقلق الشديد اصبح سمة راسخة ملازمة لقطاع التربية والتعليم, في ظل الواقع السياسي القائم والهيمنة المطلقة لنهج الاستبداد في الحكم والاستئثار بثروات البلاد واعتماد التمييز والقهر بحق الغالبية العظمى من الشعب. وان وقف هذا التطور الخطير, وما يماثله ويوازيه في قطاعات الحياة الاخرى لمجتمعنا, مرهون بتغيير هذا الواقع, ووضع حد للتسلط الفردي والحكم الدكتاتوري في اسرع وقت ممكن, واقامة نظام حكم ديمقراطي يعبر عن مصالح الشعب ويضمن حقوقه, وبضمنها حق ابنائه في التعليم والتربية الحديثين المتطورين.
ومن اجل ذلك يتوجب العمل بنشاط في اوساط جماهيرنا الطلابية, في الجامعات والمعاهد والمؤسسات التعليمية الاخرى والمدارس الاعدادية والثانوية, لتشجيعها على مواجهة تعسف العمادات والادارات واستهتار ممثلي حزب السلطة ومسؤولي الاتحاد اللاوطني للطلبة, ولفضح نهج وزارتي التربية والتعليم العالي, البعيد تماما عن كل ماله علاقة بالتربية والتعليم, وللدفاع عن مصالحهم والمطالبة بحقوقهم المهدورة.
وفي هذا السياق يأتي حقهم الاساسي في التنظيم الطلابي الديمقراطي المستقل, وفي الحياة الطلابية الحرة الكريمة. وكلاهما مستباح ومصادر منذ فرض هذا النظام سيطرته على بلادنا وشعبنا بالقوة السافرة, وجعل النشاط في الوسط الطلابي حكرا على اتباعه ومرتزقته, خانقا كل صوت حر حريص حقا على جماهير الطلبة وقضاياهم وحقوقهم ومصالحهم.
ان آمال واهداف جماهيرنا الطلابية في الخلاص من النظام الظالم القائم, واقامة نظام حر ديمقراطي بدلا منه, لا تنفصل عن آمال واهداف جماهير شعبنا جميعا, وان تحقيقها غير ممكن دون احراز الشعب كله اهدافه المشروعة. ومن هنا فان نضال الطلبة لا ينفصل عن نضال شعبهم, وان نضال اتحادنا - اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية - يرتبط ارتباطا وثيقا بنضال عموم قوى شعبنا الوطنية المعارضة, ويشكل, كما شكل دائما , رافدا من روافد الحركة الوطنية في بلادنا.
واولى المؤتمر, وهو ينعقد في ظل تطورات غير عادية في الداخل, وفي المواقف الخارجية من النظام الحاكم في بلادنا, اهتماما استثنائيا لهذه التطورات, واكد استعداد الجماهير الطلابية العراقية لخوض المعركة الفاصلة, يدا بيد مع ابناء الشعب الآخرين ومنتسبي القوات المسلحة المخلصين, ضد النظام الحاكم الجائر. ودعا قوى المعارضة جميعا الى لم شملها وجمع كلمتها في هذه المعركة, والى الاستعانة فيها بكل دعم خارجي خي ر مخلص يستهدف مساعدة شعبنا على الخلاص من الحكم الدكتاتوري واقامة النظام الديمقراطي الفيديرالي. كما عب ر عن الطموح الشديد الى ان يمكن انجاز هذه المهمة الكبرى, دون شن حرب جديدة تلحق المزيد من الاذى ببلادنا, وتزهق ارواح المزيد من ابناء شعبنا.
وعند مناقشة التقرير الانجازي, شددت المداخلات على ان الاتحاد يواصل نشاطه رغم موجات الارهاب المتواصلة التي يتعرض لها مناضلوه. وثم ن المندوبون النشاط التنظيمي للاتحاد, الذي جرى منذ الكونفرنس الطلابي الخامس عام 1999, حتى انعقاد المؤتمر. كما شخصوا ابرز معوقات العمل, والصعوبات والتعقيدات التي تواجه نشاط الاتحاد, وقدموا بهذا الصدد العديد من المقترحات والتوصيات الرامية الى تطوير عمل الاتحاد في المرحلة القادمة, في المجالين: الطلابي - المطلبي, والوطني - الديمقراطي.
وعند مناقشة التقرير المالي جدد المندوبون تطلعهم الى حصول الاتحاد على المزيد من دعم الاعضاء والاصدقاء, الذين هم سنده الاساسي.
وطرح بعض المندوبين مقترحات وافكارا تتعلق بالنظام الداخلي, واوصى المؤتمر ان تتولى اللجنة التنفيذية الجديدة بلورتها وطرحها لنقاش عام على صفحات جريدة الاتحاد (كفاح الطلبة) وعرضها على لجان اختصاص قانونية قبل طرحها للبحث والاقرار في اقرب فعالية تنظيمية للاتحاد.
وصادق المؤتمر على جملة قرارات وتوصيات, حيا في بعضها السجناء والمعتقلين من الطلبة المكافحين الذين يقارعون الدكتاتورية وجها لوجه في الداخل. كما جدد التضامن الراسخ مع الشعب الفلسطيني في نضاله العادل, والدعم الكامل لكفاحه من اجل اقامة دولته المستقلة, وعاصمتها القدس.
هذا وانتخب المؤتمر في ختام اعماله لجنة تنفيذية جديدة للاتحاد, واهاب أخيرا بجماهير طلابنا ان تشدد الكفاح دفاعا عن حقوقها ومصالحها ومن اجل مطالبها العادلة, وفي سبيل خلاص شعبنا واقامة عراق الديمقراطية والفيدرالية, وتحقيق اهداف اتحادنا في حياة طلابية حرة كريمة ومستقبل افضل.