|
قطر...المشروع الاخرس (يتكلم)
طالب الشطري
الحوار المتمدن-العدد: 3678 - 2012 / 3 / 25 - 00:45
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الخبرالذي يتعلق بجميع سكان الشرق وربما سكان الارض هو انتقال الرئاسة الدينية من السعودية ومصر الى قطر ووقوع انقلاب فقهي بشان الموقف من الحاكم واضافة مذهب خامس هو (المذهب القرضاوي) ضمن مشروع قطري يراوغ المصطلح ويتهرب من التسميات ولد على حدود (الهدوء الاصطلاحي) متجنبا (الضجيج الاصطلاحي) وفقا لمبدء ان المصطلح قد يقتل مشروعه اما المشروع فربما انعقدت نطفته وولد ونمى وعاش دون الحاجة الى المصطلح. عرف الشرق عدة مشاريع، المشروع الصهيوني، المشروع القومي،المشروع الاسلامي، المشروع الاممي،المشروع الاميركي، واخيرا المشروع القطري الذي يتقدم بسرعة مذهلة ويجترح (معجزات) ماكان الخيال يطاولها. ولادة المشروع القطري لايمكن النظر اليها بمعزل عن تطور الشخصية الخليجية التي تحكمت بها عقدة (الخليجي الطيب) وافضت الى ولادة (الخليجي الشرير) او (العربي المنجز) ذلك ان عصر النفط انجب (الاسر الحارسة) مقابلها (الجماعات الحاسدة) والاخيرة اوقعت ظلما على الاولى وتركت في نفوسها جروحا عميقة ربما غير قابلة للشفاء خاصة من قبل المصريين واللبنانيين والفلسطينيين والسوريين الذين سلكوا كل طريق لابتزاز الخليجيين بما فيه التعرض لشرفهم الشخصي عبر صحافة الشتيمة وكما نعرف فان مفهوم الشرف عند العربي هو شؤون الحريم. قدر لعقدة (الخليجي الطيب) ان تعمل في نفوس القطريين الذين قرروا تحويل حياة الجماعات الحاسدة الى جحيم وقَطرِهم خلف قَطَر في عملية سبي يتصاغر امامها السبي البابلي ،اذ نحن امام تحولات قلما يجود بها التاريخ على معاصريه. لسوء الحظ ان اسم قطر يذكر بواحدة من اعنف الجماعات في تاريخ الاسلام وهي فرقة الخوارج من هنا اعيد ربما الاعتبار لفقهها حيث يتصل الاسم بالفارس والشاعر الفاتك (قطري بن الفجاءة) على ان هناك مصادر اخرى للاسم هي قطار النوق وقطر المطر والقطران. يتحرك المشروع القطري في اربعة دوائر هي الخليجية والعربية والاسلامية والعالمية عبر مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي واليوروغاز، ويعمل على تفكيك الدول الكبيرة الجزائر والسودان وليبيا ومصر وسورية والسعودية وعُمان وايران واليمن والامارات، اختطاف تمثيل الفلسطينيين والطوائف والاقليات العرقية، احتلال الزعامة الدينية ، التولي على الاماكن المقدسة في مكة والمدينة مع خلق اضطرابات مسيطر عليها داخل الدول الخليجية، في سبيل تاسيس اتحاد كونفدرالي تكون قطر عاصمته وتحكمه بدستور الامر الواقع،تعقد نيابة عنه التحالفات وتوقع باسمه المعاهدات ومن ضمن اهدافه معاقبة اسرائيل التي اتعبت حلفاءها. حتى الان انتزعت قطر التوكيل الاقليمي من اسرائيل ومصر والسعودية ، نقلت ثقل الملكية العامة للزعامة الدينية الى اراضيها، اسقطت خمسة انظمة عربية، وكانت قد تولت بنفسها مباشرة تقديم ورقة طلب التنازل عن الحكم ومغادرته للرؤساء الخمسة (ارحل امامك قطر) ، اقتربت من دفن المشروع القومي والامساك بخيوط المشروع الاسلامي، اصطادت تركيا مقابل فتح الاسواق امام انتاجها الزراعي المتضاعف بفعل اكتمال مشروع الغاب مااقتضى بالطبع حذف المنتج السوري. عليه يمكن الاعتقاد بانتقال مرجعية البند السابع من الكويت الى قطر ليتم تمويل الفيدراليات عبر صيغة شبيهة بصيغة (النفط مقابل الغذاء) اذا مارفضت الحكومة المركزية صرف موازنة الاقاليم كما ان مياه النهرين ستكون احدى ادوات السياسة ليظهر مصطلح (حكومة اكثرية مائية). صناعة النموذج ستتم بمساعدة الدين والعمارة والفن والرياضة والاعلام والحريات الفردية والحقوق المدنية وحرية المراة والتكنلوجيا المستوردة وسيكون لكل واحد من هذه الفروع ممثله عبر المهرجان والتظاهرة والشركة والمؤسسة ودار العبادة وسيسمع اسم قطر كثيرا في كل نشاط الى درجة احتكار قمته. حادث العمل المميت للاخرين في هذا المشروع هو فتوى العالم (القرضاوي) بقتل الحاكم (القذافي) مايهدد جميع الدول الاسلامية ومعها السلم العالمي فالمرجح ان هذا التحول لن يظل بحدود العالم الاسلامي بل قد يلف العالم في فوضى دينية تغرق البشرية بالدماء. الفتوى متلفزة بالصوت والصورة يظهر فيها القرضاوي يدعو بلفظ مباشر الى قتل الزعيم الليبي معمر القذافي من على شاشة قناة الجزيرة وليس فيها تمني او دعاء ولا احالة على اداة شرط انما دعوة صريحة بلفظ ادعو لقتل...الشريط يغني http://www.youtube.com/watch?v=bEe8GouMrtY الى جانب كونها فتوى فهي في ذات الوقت حكما كما يتبين من كلام المتحدث والفرق بين الفتيا والحكم هو ان الاولى قد لاتلزم احدا بتنفيذها اما الحكم فيلزم رقبة الجماعة. قد يقال مالجديد اذا كان هذا الشخص هو مرجع ( الخوارج الجدد) ومنظر (العنف السياسي) والعباءة التي خرجت من تحتها الجماعات التكفيرية وداعية قتل المدنيين في اكثر من بلد واكثر من زمان؟ نعلم ان الموقف من الحاكم نَصَّفَ جماعة المسلمين عبر التاريخ ومنذ ان ظهرت تسمية الجماعة وتصلبت مع الزمن واصبحت مذهبا فلطالما نَظَر هذا المذهب الى نفسه على انه الضامن لوحدة الجماعة ولطالما نُظِر اليه على انه الحليف التقليدي للحاكم وفي الاغلب استخدم مصطلح الرفض للحاكم كتسمية مهينة الصقت بكل من يثور على نظام الحكم الذي استقرت مشروعيته على مبدء الغلبة اي ان مشروعية الحاكم تبدأ متى ما قضى على خصومه وعلى غرابة هذه الطريقة في تداول السلطة الا انها ظلت حاكمة بدون اي مراجعة ولعل في اصل التسمية (...والجماعة) مايغني عن تمعكنا هذا. في المذهب الانف تفوق منزلة الحاكم المتغلب منزلة القران (ان الله يزع بالسلطان مالايزع بالقران) واي محاولة للاخلال بوحدة الجماعة عقوبتها السيف (من اراد ان يفرق هذه الامة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان) و(من سل سيف البغي قتل فيه) لذلك بقيت قضية الثورة على الحاكم خارج الشرعية الفقهية ومقطوع بحرمتها اما الفتيا الصريحة بقتله فهي لم تصعد الى مستوى اي بحث فقهي تحت اي شروط على صعيد طبيعة الحاكم وان اوسع ظهور رعيته بالسياط. كانت الجملة الاشهر في التاريخ الاسلامي هي (لم نخلع طاعة ولم نفارق جماعة) وعلى هذه القاعدة ابيدت المعارضة للحاكم في العالم الاسلامي واقصيت عملية تبادل السلطة الا عبر انقلاب يحصل على شرعيته بعد حسم الامور لصالحه. مع ان الذين اغتالوا الرئيس المصري محمد انور السادات هم تلامذة مدرسة الشخص الانف الا ان عملية القتل تلك ليست هي السابقة التي ستقلب الموازين الفقهية داخل العالم الاسلامي لانها لم تستند على فتوى صريحة او على الاقل علنية تنسب الى مرجع ديني يحتل مكانة ذات شان . نعلم ان محمد بن عبد الوهاب لم يترك سوى وريقات كلها هوامش وتعليقات ولاتصلح متونا ومع ذلك تحول الى مذهب شغل مساحة مئة عام من تاريخ المسلمين، القرضاوي ترك انتاجا غزيرا وتحول الى مذهب في حياته وسيزداد هذا المذهب قوة وتصلبا اذا لم يتم نقده من الان والمشكلة ان مذهب النفط سيكون مضافا اليه الغاز فيكون مذهب النفط والغاز ومثلما كانت هناك دولة في طور التشكل احتاجت لاختراق فقهي فان المذهب القرضاوي هو حاجة لدولة في طور الولادة كوكيل امبراطوري. من القواعد المرعية داخل المدارس الفقهية هي ان العامة سريعة التلقف لفقه الدماء وقد كان متوقعا لهذه الفتوى ان تصبح سيارة وبالفعل لم يطل الوقت حتى استخدمت ضد حاكم اخر هو الرئيس السوري لكن هذه المرة من قبل شيوخ دين فضائيين اقل رتبة. يتضح ان الفتوى لم تات تحت ضغط العمر والحالة الصحية او مكان الاقامة او خطا في المقدمات انما انقلاب فقهي لايجد من يعترض عليه اذ ان القاعدة الثانية المرعية داخل المدارس الفقهية هي ان التعرض لعموميات الدين تستدعي تدخل علماء الدين دون الحاجة لمن يندبهم وحتى الان لم يظهر من ينكر مثل هذه الفتوى بل الاخطر من ذلك انها وجدت مباركة وتاييدا من قبل مجامع فقهية. ان هناك حديثا يدور الان حول الانتقال من مستوى الطاعة الى مستوى الرفض مايعني بصورة مباشرة انهيار اخر الجدران بوجه العنف داخل المجتمعات الاسلامية وان قتل الحاكم لم يعد ثقافة فقط انما اصبح شريعة. اذا كانت المواجهة مع الاتحاد السوفيتي قد ولدت فردا تسبب بحرب واسعة النطاق وعَقّدَ علاقات البشر على مستوى الكوكب فان الحرب على الارهاب قد ولدت مذهبا ربما مهد الطريق لحرب كونية دينية. ان امتزاج الوهابية بالقرضاوية كوكتيل مسموم يضيف عذابا جديدا لسكان الارض. لقد صدرت اشارات ضعيفة عن السعودية تكشف وعيها بمشروع (الحَمَدَين) ويبدو ان قدر هذه المملكة التي شارفت على سن الهدم قد دفعها الى المشي خلف الجزيرة التي تلتصق بخاصرتها الشرقية مثل قرادة. الدولة الاكثر وعيا بالمشروع الاخرس هي الامارات ومن المستبعد ان تقدر على فعل يمكنها من وقفه. قالت قطر للجميع مرارا، احذر امامك قطر،لكن في الشرق تاتي الحكمة متاخرة لذلك تتم معاندة حقيقة ولادة قوة جديدة ابدلت قاعدة (دولة كبيرة لها وزنها في المنطقة ) الى (دولة صغيرة لها وزنها في العالم). واقعتان وسؤال ونتيجة الواقعة الاولى قيام قطر بافساد ذمة الرياضة العالمية حينما اشترت الفوز بتنظيم كاس العالم لكرة الرجلين مع مناورة لاتخطر على باب الشيطان وهي طرد القطري ابن همام. الواقعة الثانية قيام قطر بافساد ذمة القضاء الاسباني الذي اخلى سبيل احد ممولي الارهاب. السؤال من الذي خلف قطر بالتاكيد ليس اسرائيل لان حيلتها اضعف من ان تنتج مشروعا كهذا فلو كانت ذكية كما يشاع لما اضطرت الى العيش خلف جدار والدخول في مشاكل مع محيطها وتضييع كل فرص التعايش مع ضدها التاريخي المسترخي كما ان المشروع القطري مصمم لمعاقبة اسرائيل بنعومة وبدون ضجيج وبعيدا عن حركة اللوبيات في الدول الغربية. من اذا وراء قطر؟ بالتاكيد ليس اميركا لان اميركا خبرتها في بناء النماذج الاقتصادية والسياسية لكنها لم تنتج الى الان اي مشروع نواته فكرية او عقائدية. من اذا؟ لا احد قطر نفسها خلف قطر.
#طالب_الشطري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نهاية الشرق
-
المحذوف جينيا
-
الكتابة على الروث...في النظرية الامنية
-
الثابت الطبقي...حتمية تجدد ظهور الدولة الدينية
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|