نزيه الضاهر
الحوار المتمدن-العدد: 1082 - 2005 / 1 / 18 - 10:55
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
حول نشرة "قاسيون" العدد / 237 / الخميس 23 / كانون أول /2004
تحت عنوان المؤتمر الإستثنائي ـ صفحة / 7 /
وتحت عنوان (( عملية التوحيد .. والمعيقات الذاتية )) جاء مايلي :
(( نؤكد مرة أخرى أن وحدة الشيوعيين السوريين بالنسبة لنا والتي قلنا أنها يحب أن تسير حتماً ( من تحت لفوق ) دون استثناء الذين فوق ، إلا إذا استثنوا هم أنفسهم ، هي إعادة بناء الحركة الشيوعية فكرياً وسياسياً وجماهيرياً وتنظيمياً ، وليست هي بتاتاً تلصيق ذلك الحطام المتمثل بالفصائل المختلفة المتناثرة التي تتنازع على الحصص والمكاسب أكثر من أن تعمل بإتجاه تحقيق من تمثلهم … الخ ))
1 ـ إن نشرة (( قاسيون )) تدّعي باحترام الرأي والرأي الآخر . إن احترام الرأي الآخر ، يعني قبل كل شيء احترام هذا الآخر ، لا الهجوم الحاقد والمغرض عليه, ومن لايحترم الآخر بالتالي لايستحق أي احترام من الآخرين .. وإن من يشبّه الآخر (( بالحطام )) ويستعمل هذه اللغة الوضيعة, فإن يشبّه نفسه حتماً بالنفاية التي لاتنفث سوى الدخان الأسود الفاسد الكريه للأسف …
2 ـ إن نشرة (( قاسيون )) عليها أن تصحو من غفلتها وتعترف بحقيقة وحيدة واحدة بأن جميع الشيوعيين السوريين هم أعضاء ملتزمون بمنظماتهم وأحزابهم ومؤتمراتهم ، وانتخبوا بوعي قياداتهم هذه (( بعجرها وبجرها )) ـ إن صح التعبير ـ وقرروا مصيرهم بأنفسهم وكل رفيق هو سيد نفسه في حزبه وهم مسؤولون عن اختيارهم لقياداتهم ، سواء كان ذلك يروق للآخرين أم لم يرق .. وإن المساس بهذه القيادات وتلك الفصائل هو مساس بمجموع القواعد المستهدفة من الشيوعيين السوريين الملتزمين بقياداتهم على اختلاف آرائهم واجتهاداتهم العادية والطبيعية . وبالتالي فهل يحق لأي شخص خارج هذه الفصائل أن ينعتها ويشتمها بنعوت غير أدبية ليشبّهها (( بالحطام )) .. وغير ذلك الكثير من مثل هذه الألفاظ الكثيرة وغير الأدبية .. ؟!
وإذا كانت هذه الفصائل الممثلة لقواعدها هي مجرد حطام فلماذا يعمل تيار (( قاسيون )) من أجل التوحيد مع هذا الحطام إذاً ؟ ولماذا يتوجهون بنداءات وصراخات من أجل التوحيد مع هؤلاء الحطام . ! وإذا لم يكونوا هؤلاء الحطام هم المقصودون بالتوحيد ، فهل يدلنا تيار التوحيد (( القاسيوني )) إلى من هم إذا الشيوعيون السوريون الذين سيتوحد معهم ؟ طبعاً ( خارج الفصائل الحالية ) ؟ هل هم التاركون ؟ أم المطرودون ؟ أم المناضلون ؟ عليه أن يحددهم بوضوح أكثر . لأن هؤلاء لايمثلون الشيوعيين السوريين رسمياً وفعلياً وبالتالي لاحاجة ولافائدة من رفعهم الشعار المزيف (( وحدة الشيوعيين السوريين )) لأنه لامستقبل لهم سوى خلق البلبلة والمشاحنة على طريقة المنشق (( مارتوف )) في صراعه مع لينين . فعليهم وضع حد لهذه المهاترات الإستفزازية للشيوعيين السوريين على اختلاف تنظيماتهم ، علماً أن ألد أعدائهم لم يجرؤوا يوماً على نعتهم بالحطام فماذا تركوا هؤلاء (( الموحدون الجدد )) من صفات أسوأ من ذلك لأعداء الشيوعيين, أكثر من هذه الصفات الرخيصة المتلاحقة لمجموع الشيوعيين, وعلى لسان فئة تدّعي (( الشيوعية )) للأسف مثل فئة (( قاسيون )) …
وهنا يحق لنا أن نتساءل عن الجهات المعادية التي توعز لهؤلاء بتنشيط حملاتهم العدائية المسعورة تحت ستار (( الوحدة )) شكلاً والعمل على التقسيم فعلاً, بقيادة المدعو" قدري جميل" المطرود من حزبه ، والمنشق عنه ، والمنقسم منه ، والذي لم يستسلم فعلاً عن محاولات التهديم والإساءة لتاريخ الشيوعيين السوريين أينما وجدوا وفي أي تنظيم كانوا … كما قيّمته (( الرفيقة وصال فرحة )) بحق بأنه شخص يمثل الرأسمال السياسي لا الفكر الشيوعي … عندما يحاول أن يوظف رساميله الواسعة من أجل تنصيب نفسه شيخاً لعشيرة وهمية من عشائر بني هلال أو غيرها … يأمر وينهي ، ويحلل ويحرم على هواه محاولاً فرض شروطه ومواعظه وعلى مَن ؟ على الشيوعيين السوريين الأشاوس ، الذين لفظوه ولفظوا مواقفه الإنقسامية الطفولية ، المعادية عملياً لكل ماهو شيوعي ونضالي ، فهو من جهة يهاجم جميع الشيوعيين السوريين ، ثم يوعز إليهم بالإلتحاق به وبتياره (( لتخليصهم )) من قياداتهم باعتبارهم (( أطفال مضللون )) إلى أن جاءهم الوحي من شخصية قدري جميل الذي لم يكن قد ولدته أمه عندما كان هؤلاء المناضلون يقاومون الإستعمار الفرنسي والديكتاتوريات المختلفة وإننا لانعلم من هي الجهة التي أوحت إليه بهذا الوحي (( ليخلّص )) هؤلاء المناضلون من (( الحطام )) .. وبالتالي فإن الشعار المزيف (( وحدة الشيوعيين من تحت )) أم من فوق هو شعار وهمي لاوجود له في الواقع لأنه أصغر من أن يحقق أية وحدة ، لامن فوق ولا من تحت لسبب بسيط أنه لايريد (( الإلتصاق بالحطام )) المتمثل (( بالفصائل المختلفة المتناثرة )) الخ ..
إنها حملة قديمة جديدة لكنها فاشلة كسواها لأنه لايمكن النجاح لأي شخص يرسب في الإنتحابات الحزبية ثم يخرج لينصّب من نفسه زعيماً وعلى الجميع الإلتحاق به وإلاّ سيكونون بلا شرف, حسب بدعته المزعومة بـ (( ميثاق الشرف )) التي اختلقها من بنات خياله وأوهامه ليسترجع (( فردوسه )) المفقود في القيادة التي لفظته في مؤتمراتها الشرعية .
3 ـ وأخيراً فإن جريدة (( قاسيون )) هذه قد أثبتت على الدوام ، ومن خلال كتاباتها بأنها فعلاً جريدة معادية للشيوعيين السوريين جميعهم أينما وجدوا وبجميع فصائلهم وتنظيماتهم مع كل الإحترام لهم جميعاً .. ولذلك فإنني أعلن انسحابي وسحب اشتراكي السنوي من هذه الجريدة غير الموضوعية, والمعادية للشيوعية, وبالتالي فهي مشبوهة لأنها تسيء لتاريخ المناضلين الشيوعيين السوريين جميعاً ولأنه يجري تمويلها من أناسٍ ذاتيون حاقدون, مكلفون بنشر الإهانات والإساءة للشيوعيين, ومحاولة تقسيمهم باستمرار إن أمكنهم ذلك ، وهذا لن يتم ولن يحصل ، لأن من يبدأ في الخطأ سينتهي بالفشل …
نزيه الضاهر
السقيلبية / 6 / 1 /2005
#نزيه_الضاهر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟