أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الفخري - العراق في ظل حكومتي المالكي وعبدالكريم قاسم















المزيد.....


العراق في ظل حكومتي المالكي وعبدالكريم قاسم


خليل الفخري

الحوار المتمدن-العدد: 3677 - 2012 / 3 / 24 - 23:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




ان التاريخ على عكس صانعيه شاهد من شهود الحق . فالحكومة مدانة لانها كذبت على المواطن ولم تحقق شيئا على صعيد الخدمات ولو بسيطا . فقد مرّت تسعة اعوام على التغيير في بلد نفطي يمتلك ثلث احتياطي النفط في العالم وحال العراقيين تسوء يوما بعد آخر . فالخدمات معدومة تماما . والبطالة شملت برحمتها ربع سكان العراق , والامية انتشرت كالسرطان في جسد المريض وخاصة بين النساء . طفولة موزعة بين التشرد والعمالة ., دون مراعاة للقوانين الدولية التي تحرّم تشغيلها وواقع صحيّ يحث خطاه نحو هاوية التردي , فالمستشفيات تضج بمسؤولين ينافسون الحمار في الذكاء . مدارس طينية آيلة للسقوط لا تصلح حتى حضيرة للحيوانات . فماذا حققت اذن حكومة المالكي على صعيد الخدمات والبنى التحتية وهي تجتاز نصف عمر ولايتها الثانية , اذا ما قورنت بفترة اربع سنوات ونصف هي الفترة التي حكم فيها الشهيد عبدالكريم قاسم العراق . انصافا , وللحقيقة اقول : لقد انجزت حكومة حزب الدعوة على صعيد الواقع مزيدا من الانقسام الطائفي والمذهبي والعشائري والاثني , كما ادارت وبقوة دولاب الازمات وافتعلت الكثير منها لصرف الانظار عن الواقع اليومي المتردي في عملية يراد منها الهاء الجماهير المسحوقة واشغالها عن التفكير بواقعها والمطالبة بتحسين اداء الحكومة كقضية الهاشمي والمطلك . كما جاء المالكي بوزراء على مقاسه وحجمه يفكرون بعقلية شرطي ويؤدون مهامه كما يفعل رئيس كابينتهم .
رحم الله عبدالكريم قاسم , فقد اختار وزراءه ممن عرفوا بالنضال الوطني والخبرة والنزاهة في اول فرصة للعراقيين بحكومة جبهوية من ذلك النمط القدير خلال تاريخ العراق الحديث . وقد ساهم فيها الحزب الوطني الديمقراطي وحزب الاستقلال , وحزب البعث , والحزب الكردستاني , والماركسيون المستقلون وعدد من الديمقراطيين بالاضافة الى عدد من الضباط الاحرار . وبهذا فقد أوفى بالتزامه وقدّم تجربة ديمقراطية رائده .
ما لم ينجزه المالكي على مدى السنوات الست حققه الزعيم الراحل في اربع سنوات وكأنه يخرج الحق من خاصرة الباطل . فالخط العريض يعبر الاهوار الى البصرة , واحتضنت بساتين كربلاء مصانع تعليب الفواكه والخضروات وفي الكوفة مصانع الاحذية الشعبية . وتظهر طائرات الميغ في سماء العراق وينتقل العراقيون بطائرات تريدنت السريعة , وتقام في البياع مدينة سكنية للشغيلة والفقراء , الى جنبها مدينة العامل , ولفلاحي اللطيفية نصيبهم في الثورة فتكون لهم قريتهم العصرية , وتتجسد على خارطة بغداد مدن جديدة كالقاهرة والقادسية واليرموك والصيلخ الجديدة والضباط ومدينتي الشعب والمشتل , وكذلك مدينة الثورة التي سطا عليها رجل الدين مقتدى الصدر وجيّرها باطلا وقرصنة بأسم عائلته , والمفروض به كرجل دين ملتزم بروح الاسلام أن يعيدها لصاحبها ويُسميها بأسمه . وتمتد قناة الجيش , أقيمت كل هذه المشاريع ولم تظهر في العراق ازمة للسمنت أو الطابوق أو الجص , ولم يتحكم دلالو البيوت بمصائر العراقيين . في هذه الاثناء كان الانكليز يرحلون عن الحبانية والشعيبة رحيل الغجر ولم يترك لشركات النفط سوى اقل من اثنين بالمائة , كما أسس شركة النفط الوطنية . لم تحدث ازمة نقل . وقد ارتفعت الدخول الفردية بنسب مضاعفة . لم تنقطع الكهرباء وقد ارتفعت معدلات الاستهلاك اربعة اضعاف ولم يحدث ان غابت سلعة او اختفت لتظهر بضعف ثمنها . وزع الاراضي على الفلاحين حين شرّع قانون الاصلاح الزراعي فناصبه الاقطاعيون والاغوات العداء وانفقوا الاموال للأطاحة به وكذلك الزعامات الدينية ومرجعها بسبب قانون الاحوال الشخصية الذي اعتبروه خروجا على الدين لمساواته المرأة مع الرجل في الأرث وفي المحاكم والحقوق المدنية .
أقام مدينة للطب , وشقّ قناة الجيش , وعمل على ربط المدن بالطرق الحديثة كربط بغداد بكركوك والموصل والبصره والنجف , ولم يظهر عامل او مهندس اجنبي . في اجواء مضطربة ترك العراق الاسترليني يواجه الازمات والدينار العراقي محترم مرهوب الجانب مرغوب في الاسواق . في ذلك المزدحم تركت ايران الشاه تداري أوضاعها المتأزمة , وتركية عدنان مندريس , وباكستان اسكندر ميرزا كالايتام في مأدبة اللئام . وخرج عبدالكريم قاسم بالعراق بعيدا عن الاحلاف . وانتشرت الخضرة في العراق حتى في الاراضي التي فتك بها السباخ ومياه البزل وماتت الخضرة بعد موته .
فأين يقف المالكي وسنواته الست مما اوجزناه عن الشهيد عبدالكريم قاسم .
وكيف تعامل الأثنان في قضيتين تتشابهان في حيثياتهما وتختلفان في القصد والنتائج .
المالكي وفي اول اختبار له على ديمقراطيته واسلامه وايمانه بحق الشعوب في التظاهر من اجل العيش الكريم يقفز الى الذهن اسلوبه في التعامل مع احتجاجات ساحة التحرير , فلم يترك وسيلة من وسائل المقبور صدام الا وطبقّها مع حفاة عراة الا من خرق تستر اجسادهم جاءوا الساحة يطالبون بتوفير الكهرباء , فسالت الدماء وتعمدّت الساحة بجثث القتلى .
وبينما يُطلق الرصاص على الشهيد عبدالكريم قاسم ويستقر في ذراعه التي ظلت تؤلمه حتى لحظة اعدامه ,ينهض من نومه في ساعة الموت صارخا عفا الله عما سلف ..اية اخلاق مسيحية هذه واية صوفية تتعمق جذوتها في وجدان الرجل .
ان التربية العسكرية التي نشأ عليها عبدالكريم قاسم منعته هي الاخرى من تقريب رجال الشرطة والامن اليه . وكان لا يرتاح اليهم بأعماقه كما لم يبد اي اهتمام خاص او غير خاص بأجهزة الشرطة والامن . فقد رفض مساواة ضباطها بالرتب العسكرية لضباط الجيش وأوكل قيادتها الى ضباط من الجيش اشرفوا على الشرطة العامة والامن العام . ولعله لم يكن بحاجه الى تقريب احد منها ثقة بنفسه , لانه لا يضمر مهمات خاصة ولا ينصب كمائن لأحد . كما انه لم يفكر يوما الايقاع بخصومه , ولهذا لم يستعمل على الاطلاق طريقة زرع الجواسيس واجهزة التنصت ضد أحد منهم . كما كان يأنف من اشغال نفسه بقراءة التقارير الامنية ضد الاخرين .
وكان يؤمن رحمه الله فوق ذلك بنظرية ( الرحمة فوق القانون ) في وقت تحوّل فيه الساسة الى مخالب وقواضم .
وفي قراءة لشخصيته وعلاقاته مع معارضيه لم يحدث خلال فترة حكمه أن تعرّض احدهم لعملية اغتيال او اختطاف سواء داخل العراق او خارجه , بل كان عبدالكريم نفسه عرضة لمحاولة اغتيال قام بها معارضوه.
شيئان لم يستطع صديق للشهيد عبدالكريم قاسم ان يلمسها او أن يكتشفها فيه على طول العشرة , انتسابه العشائري وولاؤه المذهبي . فقد اكتفى بأسمه الثنائي دون ذكر العشيرة , او العائلة أو اللقب , او اسم الجدّ , كما يحدث اليوم .
وشيئان يقودان العراق الى الكارثة منذ سنوات , ولا يستطيع أحد أن يوقف الانحدار اليهما , انتساب الحاكم الى العشيرة , وولاؤه الطائفي كما يجري على الساحة اليوم .
خليل الفخري __ الناصرية



#خليل_الفخري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولاية الفقيه , الوجهُ الاخرُ للاوتوقراطية !
- الحصاد المرّ
- العراق . طواحين الأزمات ما زالت تدور !
- الرهان الخاسر، مَن يلوم مَن !!!


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في الضفة الغربية و-يجبر- عائلا ...
- -ديب سيك- تطبيق صيني يغير معادلة الذكاء الاصطناعي العالمي.. ...
- الأزهر يعلن رفضه القاطع لمخططات تهجير الفلسطينيين
- إقالة 12 مدعيا شاركوا بمحاكمة ترامب
- أميركا تواصل ترحيل مهاجرين إلى غواتيمالا وتتجاوز الأزمة مع ك ...
- سوريا.. ضبط شحنة كبيرة من الحبوب المخدرة على معبر نصيب الحدو ...
- حرصا على كرامتهم.. كولومبيا تخصص طائرات لإعادة مواطنيها المر ...
- مجلس الشيوخ يصوت على تعيين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة
- تاكر كارلسون: بلينكن بذل كل ما بوسعه لتسريع الحرب بين الولاي ...
- دراسة تتوقع ارتفاع الوفيات في أوروبا بسبب شدة الحر بنسبة 50% ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل الفخري - العراق في ظل حكومتي المالكي وعبدالكريم قاسم