أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد صالح - حمص ..حلبجة سوريا














المزيد.....

حمص ..حلبجة سوريا


جهاد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3677 - 2012 / 3 / 24 - 18:12
المحور: حقوق الانسان
    



باتت مدينة حمص تكسر جليد خريطة العالم وصمتها ، دولا وحكومات وشعوبا. حمص التي تعيش الحصار منذ شهور ، حصار عسكري ، واقتصادي ، وخدمي ، حتى باتت الحياة فيها شبه معدومة ، وبضع كسرات من الخبز اليابس وحليب الأطفال حلم في ظلام مخيف.
كل دقيقة قذيفتان يطلقها جيش النظام الوحشي دون رحمة، تنهال على البيوت ليحترق كل شيء ، وتبقى أجساد الضحايا تحت الأنقاض لأيام ، فيما الناس تحاكي الموت والشهادة كسبيل للحرية بكبرياء وشجاعة مثاليان.
حمص كانت السكين التي مزقت شرايين الأستبداد، وأخرجت الجلاد عن أقنعته الكثيرة، وأعادت لأذهاننا صمود لينغراد، وشجاعة حلبجة الكردية التي ما كان من الديكتاتور صدام ألا أن يمطرها بقنابل النابالم والغازات الكيماوية أمام بسالة المدينة ومقاومة سكانها. كذلك كانت ومازالت حمص تحمل ألينا أخبارها المؤلمة ونزداد دهشة ووجعا كلما صمدت تحت نار الإستبداد ووحشية نظام الأسد وقواته. ظلت لغة الحمصيين هي الحرية والمقاومة حتى الموت ، فكانت لغة الجلادين الرصاص والدبابات والنار، فيما المدن السورية الأخرى انتفضت تصرخ نصرة للمدينة المنكوبة والثائرة ليلا ونهارا. ظلت شعوب العالم تتفرج عبر شاشات التلفزة بدهشة وحزن،وحكومات المجتمع الدولي لم تنتهي من حساباتها الرقمية والسياسية في سلة السياسة وكرنفالات المصالح القومية.
تصرخ هيلاري كلينتون غاضبة أنه على الأسد أما صنع السلام والتحول للديمقراطية ،أو الرحيل ؟! لقد فعلها أسد الغابة ووحشها حين دكّ بالمدن السورية من درعا وحماه وبانياس ودير الزور ودمشق ،واليوم يستكمل ديمقراطيته المجنونة على جسد حمص وشعبها في عدالة توزيع قسائم الظلم في حق الثورة السورية.
من وراء الحدود الملاصقة نسمع أردوجان وهو يرمي لنا بوعود من ورق، وأن تركيا تفكر في جميع السيناريوهات والخيارات ! عام يكاد يمضي من عمر الثورة وتركيا الكمالية ما زالت تأكل خبزها السياسي والدبلوماسي أمام مشهد الدم السوري . إلى متى يراهن السوريون على الطربوش العثماني ونفاق زعماء استنبول ؟
نتسائل هل يمكن لمجموعة أصدقاء سوريا أن يكونوا منقذين للشعب السوري من الحرب بشقيها، حرب النظام ومعركته بحق المدنيين وطالبي الحرية والديمقراطية ، والحرب الأهلية التي هي تعيش لحظات اشتعالها يوما بعد يوم، وستدخل البلاد في دوامة طويلة ومستقبل مخيف ومجهول الملامح!
هل يمكن أن نشهد العرب وهم يتراكضون لأنقاذ ما تبقى من العروبة وكبريائهم المدنس من آل الأسد وتجار الشعارات والمقاومة والممانعة السخيفة .. ليتهم يرسلون قواتهم المسلحة لحماية المدن والمتظاهرين السلميين ، ويبتعدوا عن الدبلوماسية ومنح المزيد من الفرص للنظام الساقط والمتمسك بالعنف والنار في لحظاته الأخيرة.
أمام ما يجري من مجازر في سوريا وما يرتكبه نظام الأسد في حمص من جرائم بحق الانسانية ،بات من القناعة والوضوح أن يتم محاكمة الديكتاتور الأسد وحاشيته أمام المحكمة الجنائية الدولية ، وهو بالطبع لن يمتثل لها ولقراراتها ، وهنا على دول العالم غربا وعربا أن يقوموا بتشكيل قوات مشتركة لمساعدة الشعب السوري للخلاص من الديكتاتورية وحفظ السلم الأهلي ، وغير كلام في الملف السوري سيكون سببا في اشعال الحرب الأهلية وشرعنة لكل مجازر نظام الأسد وهذا يتنافى مع مبادئ الأمم المتحدة في حماية حق الشعوب في تقرير مصيرها وحفظ السلام وحياة المدنيين ، ولو بقي المجتمع الدولي على سياسة العصا والجزرة فأن سوريا ستدخل في أزمة أكثر تعقيدا ومأساوية في ظل وحشية لغة الجنون من قبل النظام ، وتهرب الدول والحكومات من معالجة الأزمة بسرعة ، وبقاء قوى المعارضة في تشتت وصراع سياسي وفئوي وافتقارها لبرنامج وطني وسياسي يقود الثورة ويحمي البلاد من الفوضى في مرحلة ما بعد الأسد، واصطدام عربة الجميع بالفيتو الروسي والصيني .
رغم كل هذا التماطل الدولي وهروب الدول الكبرى والعرب من الحل العسكري الذي يتمثل في اقامة منطقة عازلة وغطاء جوي لحماية المدنيين واللاجئين ، وكذلك توفير السلام والأمن للمدن والمظاهرات والإغاثة بكل أنواعها وأشكالها، يأتي تنحي الأسد أول خطوة في حلّ الملف السوري، ومن ثم محاكمة القتلة جميعا، وبعدها يمكن للمجتمع الدولي أن يدخل في مرحلة الحلول الوطنية والتشارك في رسم معالم الوطن السوري وحكومته ودستوره لحين عملية الانتخابات وتقرير الشعب السوري لمصيره ونظام الحكم السياسي والبدء في تأسيس الدولة المدنية العلمانية الديمقراطية التعددية.



#جهاد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الباحثة رندا قسيس رئيسة الهيئة العامة للائتلاف العلم ...
- السوريون بين الحرب الأهلية وطلب الحماية الدولية
- 45 دقيقة ضوء ...توثيق حكايات العائدين من الموت
- سلاما لوالدي ورفاقه في معتقلات البعث
- حين تٌضيء القناديل قطرة المطر
- آفاق الحرية الامريكية وماهيتها لدى المرأة الشرقية
- ظلال الخطيئة الرشيقة
- القصيدة الأخيرة
- الانسانية والحرية في المعاناة الشعرية
- رعشة نار
- أوباما المحاور في الارض الساخنة
- معارضة بياقات بيضاء
- سوزان عليوان وانكسارات الحزن في طريق واحد
- رهانات وانتصارات من ورق
- دولة القانون
- فدوى الكيلاني...قصائد تعشق عبق النرجس الكردي
- الشاعرة اللبنانية: سامية السّلوم.. تتحرر من صمت الذاكرة إلى ...
- حينما أشعل إبراهيم يوسف قناديل الروح في كتاب الادّكارات
- الطورانية التركية بين الأصولية والفاشية
- في اليوم العالمي للطفولة: أطفال سوريا .. ضياع واحتراق ومصير ...


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد صالح - حمص ..حلبجة سوريا