أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - العملية السياسية وخطاب البارزاني الأخير... 1














المزيد.....

العملية السياسية وخطاب البارزاني الأخير... 1


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3677 - 2012 / 3 / 24 - 13:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العملية السياسية قامت على توافق طائفي وقومي أدخل العراق في مأزق تاريخي ليس من السهولة الخروج منه حيث سيبقى الصراع قائما بين الأطراف على مسألة السلطة بما يعيق أي خروج من ميدانها إلى ميدان بناء الدولة الوطنية المتحضرة التي بإمكانها أن تعيد الإصطفاف الشعبي كخطوة أولى نحو إنجاز عمليات البناء الأخرى.. هذه حقيقة يجب أن لا ننساها مطلقا ونحن نحاول قراءة مواقف القوى التي ارتضت المشاركة بأصول اللعبة لكي نحدد بالتالي منابع الصراع وسياقاته.. وسط هذا المشهد هناك تجاذب يقف على رأسه المالكي بشخصه وحزبه وهويته الطاسياسية, وهذا المشهد محاط بسياسيين آخرين وحركات متعددة وبصفات قد تختلف ولكن بدرجات لا تتجاوز دائرة المشترك المذهبي الذي تقف جميع قواه على مسافات مختلفة عن المركز لكنها ترتبط مع بعضها برباط مطاطي يسهل لها الذهاب نحو محيط الدائرة ويمكنها في نفس الوقت العودة إلى مركزها بالسرعة القصوى.
في هذه الدائرة هناك دولة القانون والصدريين والمجلس والبدريين والفضيلة وبقية أحزاب تتسمى باسم الله أو بأسماء خلقه, وهذه الأحزاب قد تختلف فيما بينها على شؤون عدة لكنها تتفق على المعادلة الطائفوقومية المتخلفة التي تم بموجبها تأسيس النظام الجديد, وهي على استعداد وبحاجة إلى تأسيس تقارب مع قوى أخرى من خارج ميدان المشترك الطائفي لكن على شرط أن لا يخل هذا التحالف بشروط المعادلة الأساسية, أي التوزيع الطائفوقومي للسلطة وما ينبع عنها وما يتفرع منها من نشاطات داخلية وخارجية مشروطة بشروط التوزيع المذهبي والقومي.

لقد استطاع المالكي من خلال حسم زعامته لحزب الدعوة, وتأسيسه لتحالف دولة القانون, أن يحتل موقعا بارزا على صعيد زعامة الجسم الشيعوسياسي العراقي, خاصة بعد انتصاره على الشخصيتين السياسيتين الأبرز داخل الجسم الشيعي وهما الجعفري وعادل عبدالمهدي, وبعد تراجع نجومية أحمد الجلبي الذي لم تعد هناك مراهنة على إمكانية أن يلعب دورا زعاميا بارزا على صعيد العملية السياسية ذاتها. ولما كان المالكي قد تمكن في الفترة الأخيرة من حسم بنائه للمنظومة الأمنية والعسكرية ووضع يده على جزء أساسي من مصادر القوة المالية فلقد صار مرشحا أن يحتفظ بزعامته للسلطة التنفيذية إلى أمد مفتوح يساعده على ذلك أن الدستور العراقي لا يشترط بقاءه على سدة الحكم لفترة محددة, وبهذا فإنه دستوريا يمتلك حق البقاء في ساحة سياسية ليس مقدرا لها, مذهبيا ووطنيا, أن تفرز منافسا له ضمن سياقاتها ومناهجها وآلياتها الحالية.

وفي الفترة الأخيرة والتي كانت محتدمة جدا بمجابهات داخلية وإقليمية أثبت المالكي تمتعه بقدرة المناورة والإلتفاف التي جعلته قادرا على تجاوز أزمة تشكيل الوزارة بعد اتفاقه على ذلك في أربيل ومن ثم احتوائه لخصومه السياسيين داخل مجلس الوزراء مثلما نجح في طرح نفسه كشخصية توافقية مرضيا عليها من قبل الولايات المتحدة وإيران الأمر الذي أضاف له أوراقا مهمة للقوة وخاصة بعد أن حسمت أمريكا انحيازها له وضحت بحليفها الإستراتيجي الافتراضي أياد علاوي ضمن إقرارها بطبيعة مرحلة لا تمنح علاوي سوى دور زعيم معارضة.
أما إدارته لأزمة الهاشمي فقد أراد منها أيضا تجريب قدرة الخصوم والمنافسين على المنازلة, وإبعاد كل من يقف في وجه هيمنته على السلطة. وقد ظهر من خلال الأزمة الأخيرة أن العراقية لا تملك سوى ردود الأفعال التي لا تسمح لها تركيبتها التنظيمية ولا ظروف العمل السياسي المحيطة أن تحولها إلى أفعال قادرة على أن تمتد بتأثيراتها إلى الميدان الرئيس الذي يتحرك فيه خصمها ويمتلك من داخله قدرة الاستمرار على فرض زعامته, وأفضل دليل على ذلك هو عجز العراقية عن فرض استحقاقاتها الانتخابية وفي المقدمة منها تعيين وزير للدفاع من داخل صفوفها بالشكل الذي تقره تلك الاستحقاقات, هذه الأمور ستهدد بكل تأكيد مكانة العراقية بين صفوف جماهيرها وسترسم أيضا اتجاهات مناطق " السنة " بتحديد خياراتها الجديدة خاصة على صعيد مزيد من الالتزام بقضايا الفدرالية وإفراز زعامات جديدة قادرة على تمثل هموم مناطقها بشكل قد يتجاوز مكانة العراقية هناك.

ولقد استطاع المالكي من خلال تقلباته السياسية في مواقفه من سوريا وحتى من البحرين أن يظهر بعضا من إستعداد براغماتي هدفه خدمة نظامه ونفوذه والامتداد عربيا وبما يحقق له أيضا القدرة على عزل خصومه العروبيين في الداخل العراقي.
إن قبول معظم الدول العربية وخاصة الخليجية للمشاركة في قمة بغداد يضع أمام المالكي فرصة للخروج من حصار عربي كان قد فرض عليه بسبب سياسته المؤيدة لإيران. ولنتذكر أن السعودية مثلا, وهي الدولة الأقوى الآن على صعيد الساحة العربية قد رفضت في السابق استقبال المالكي على أراضيها معبرة من خلال ذلك الرفض ومن خلال مواقف سياسية عن مراهنتها على إمكانية أن تتغير الساحة العراقية باتجاهات تصب لصالح خصومه., فهل سيستطيع المالكي بناء سياسة عراقية مقبولة في الوسط العربي.. إن الأمر لن يكون سهلا على الإطلاق فهناك ثمة قوى وظروف ستقف بوجه أية محاولة بهذا الاتجاه, وفي مقدمة ذلك النفوذ الإيراني المؤثر والذي ليس سهلا على المالكي مواجهته فكيف والنية لا تتوفر لديه لتحقيق ذلك.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإيمو... المجتمع حينما يقتل نفسه
- الطائفية.. حينما ينفصل السياسي عن الأخلاقي وحينما يتناقضان
- الشعب العاري وحكاية نوابه المصفحين
- الطريق إلى قاعة الخلد والتجديد المفتوح لرئيس الوزراء
- العراق بين حروب القرار وحروب الاستجابة
- الهاشمي.. قضيته وقضيتنا .. القسم الثاني
- الهاشمي .. قضيته وقضيتنا
- الجمهورية العراقية القضائية العظمى.. مقالة ليست ساخرة
- العدالة الانتقالية
- يوم اختلف الأسمران.. أوباما وخلفان
- رئاسة الوزراء.. دورتان تكفي
- سليماني.. قصة تصريح
- العراق.. صناعة النفاق الديمقراطي
- قضية الرموز والرجال التاريخين في النظام الديمقراطي
- المؤتمر الوطني.. الفشل الأكيد
- إغلاق مضيق هرمز.. وهل يتعلم الحمقى
- موقف العراق من سوريا.. ميجاهيلية سياسية
- فليحاكم الهاشمي سريعا.. أصل الحكاية 3
- تصنيم القضاء أم توظيفه.. أصل الحكاية.. 2
- بين المطلك وأوباما والمالكي.. أصل الحكاية / القسم الأول


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - العملية السياسية وخطاب البارزاني الأخير... 1