فايز صلاح أبو شمالة
الحوار المتمدن-العدد: 1082 - 2005 / 1 / 18 - 10:45
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
يطيب له أن يقدم نفسه كبير المفاوضين، ولا بأس في ذلك، ولكن كبير المفاوضين الفلسطينيين أجاز لنفسه أن يسمي مقاومة الشعب الفلسطيني للمحتلين بالعنف، هذا ما حدث في لقاء مع تلفاز الجزيرة، وعلى الهواء مباشرة، يوم 16/1/2005 وفي مناظرة مع صبي صغير يحمل مسمى الناطق باسم جيش الدفاع الإسرائيلي، إذ قال كبير المفاوضين: "يجب وقف العنف المتبادل، أن على الطرفين أن يوقفا العنف" إن هذا القول يضع المقتول المنهوب المغتصب التراب، المسجون، المطارد، المقصوف، المنهوك الحقوق، في سلة واحدة مع الإسرائيلي القاتل الغاصب القاصف المحتل السجان المدمر الجارف للأرض.
كبير المفاوضين الفلسطينيين يصف المقاومة ضد جيش الاحتلال بالعنف، ويصف الموت الإسرائيلي الزاحف والملتف حول أعناق الأبرياء بالعنف، فكيف نثق بك بعد ذلك مفاوضاَ على حقوقنا السياسية، وعلى مستقبل أجيالنا، عليك الاستقالة، أو على رئيسك ورئيسنا المنتخب لحماية مصالحنا الوطنية أن يقيلك من منصبك على هذه الخطيئة بحق الدم المراق على التراب، وكرامة للتضحيات، ولتكن إقالتك مبررة بالسبب الذي يكون بمثابة رسالة للإسرائيليين أيضاً بأن الفلسطيني لا يفرط بحقه، والشعب الفلسطيني دخل مرحلة جديدة من احترام نفسه، والتمسك بحقوقه، وأن المفاوض الفلسطيني يهتم بأدق تفاصيل المسميات التفاوضية، فكيف حاله مع الحقوق السياسية؟
أم أن هذا التصريح من كبير المفاوضين، وهذه المشابهة الخطأ بين القاتل والقتيل هي بداية تطبيق المطلب الإسرائيلي وفق تصريح مصدر كبير في الجيش "بأننا لا نطالب الفلسطينيين تصفية ( الإرهاب) مرة واحدة، إنما أن يبدءوا بمحاربته"؟ أكانت هذه البداية اللفظية من د. صائب عريقات بعد التقائه مستشار شارون (داف فايسجلاس) قبل يومين، وتسلمه بلاغ الإسرائيليين بوقف الاتصال مع السلطة الفلسطينية؟ أكان لهذا البلاغ الأثر على ما تفوه به من خطيئة سياسية قاتلة؟
إن منطق المقارنة يقول: إذا كان هذا المستوى الوزاري الفلسطيني يصف المقاومة الفلسطينية بالعنف فلا غرابة أن يصفها شارون بالإرهاب!!.
ونحن في انتظار ردة فعل الرئيس الفلسطيني في الأيام القادمة، علها تحمل الجواب!
#فايز_صلاح_أبو_شمالة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟