أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء غزالة - انتخبوا مرشحكم...!














المزيد.....

انتخبوا مرشحكم...!


علاء غزالة

الحوار المتمدن-العدد: 1082 - 2005 / 1 / 18 - 10:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


وقف المرشح على منصة الخطابة، وقد ارتدى اجمل حلته، وتعطر بافخر العطور الباريسية، واحاط به ثلاثة من التابعين الاشداء الذين يحملون البنادق الالية واجهزة الاتصالات، وتخفي عيونهم نظارات سميكة سوداء، فيما سكن الحاضرون انتظارا للحديث الذي سيدلي به المسؤول المهم، والمرشح بقوة للفوز بالانتخابات.. وبعد لحظات الصمت انطلقت حنجرة صاحبنا مغردة بالحديث القيم، الذي ترتفع نبرة الصوت فيه بشكل متزايد حتى يصل حد الصراخ، رغم قوة اجهزة تكبير الصوت..

"لثلاثة عقود قبع العراقيون خلف قضبان سجن كبير، واصبح الشعب كله اسير فئة يسيرة، لم يعرفوا سبيلا للكلام ولا وسيلة للتعبير، غير تنفيذ رغبة القائد (الرمز).. وقد كنا طوال هذه السنين نعمل على تحريركم، نعقد الاجتماعات، ونناقش القضايا المصيرية، وبعد تناول العشاء الفاخر، نتفق على معاودة الاجتماع.. حتى تحقق التحرير فكنا نحن اصحابه وسببه، لذلك عليكم ان تقروا بالفضل وان تصوتوا لمرشحيكم الذين سهروا الليالي في الفنادق الراقية خدمة لاهداف وطنكم، والذين اقنعوا القوى العظمى بضرورة التدخل عسكريا.. صوتوا لمرشحكم الذي ما غابت عن ناظريه قضية الوطن والظلم الذي لحق بالشعب.."
"صوتوا لمرشحكم المفضل، فانه يعدكم بالماء والكهرباء والوجه الحسن.. وبتحسين الخدمات لتصل الى مستوى يتناسب وما يصرف من اموال طائلة في سبيلها.. سوف نبلط الطرق، ونمد شبكات المجاري، حتى تصل الى ابعد قرية وحي سكني.. سوف نصلح شبكات الكهرباء، ونوفر محطات تصفية الماء، ونملأ الساحات القذرة في المناطق السكنية وغيرها بالورود واشجار الزيتون، ونوفر الملاعب في عموم المدن، فلا يضطر شبابنا الى اللعب في الشوارع والارصفة.."
"من اجل عراق اجمل واكثر اشراقا.. صوتوا لمرشحكم المخلص. سوف نقضي على الفساد الاداري، والرشوة المتفشية حتى النخاع في جسم الدولة العليل، ونجعل كل موظف يقنع براتبه الذي تضاعف عشرات المرات بعد السقوط، وسنضرب بيد من (حرير) على يد مرتش لا يشارك رئيسه فيها.. فالخير يخص والشر يعم.."
"من اجل توفير فرص العمل.. انتخبوا مرشحكم الاجدر. سوف نبني المصانع، ونعمر المزارع، ونشيع العمران، حتى لا يبقى خريج كلية يقف على (بسطة) ولا صاحب عائلة يمد يد الشحاذة.. سوف نمتص البطالة والبطالة المقنعة، فتصبح جزءا من التاريخ، كما جعلنا النظام السابق جزءا منه.."
"من اجل عراق آمن.. صوتوا لمرشحكم الامثل.. سوف نقضي على الارهاب، ونحمي الحدود، ونقوي الجيش، ونطهر الشرطة، ونطلب من دول الجوار ان تكف عن التدخل السافر في شؤوننا الداخلية، وتمتنع عن دعم المتمردين والخارجين عن القانون، وسنستحلف هذه الدول بعلاقاتنا (الحميمة) في سابق الايام، ونرجوهم ان يرحموا هذا الشعب المسكين ولا يستهتروا بدمه.."
"من اجل الاستقلال.. صوتوا لمرشحكم المجاهد. سنجبر الامريكان على الرحيل، وسنستحصل قرارا من مجلس الامن يعترف باستقلال العراق لاول مرة في تاريخه، وسنصبح احرارا في حكم انفسنا بعد مشاروة الاخوة والجيران، وسنجعل من العراق واحة للديمقراطية، وجنة للحرية.."
صفق الحضور بفتور، وقال احدهم "هيا الى الطعام" فانصرفوا بقليل من الضوضاء، وفي القاعة المجاورة، كان كل ما يسمع صوت مضغ الطعام، وتأسف بعضهم لمرضه بالسكري الذي يمنعه من التمتع بالاصناف الكثيرة على المائدة.



#علاء_غزالة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في استبيان لتوجهات الرأي بشأن الانتخابات القادمة حظوظ الاسلا ...
- تصريحات الشعلان .. وسياسة القاء التبعات
- رهان التوقيتات ومأزق الانتخابات العراقية
- نيات حسنة.. واشكالية الاعلام العربي
- صلاحية النظرية التأمرية.. الايمان اول اثبات
- البدر العاصي
- الجهاد كنظرية اممية
- هل ان العراق وفلسطين حالة واحدة؟
- ليست بالاغلبية وحدها تنجح الانتخابات
- التوافق وطريق الفوز بالانتخابات
- من المستفيد من غسل الدماغ العربي؟
- نظرية في فوز بوش بالانتخابات الرئاسية
- رحل زايد.. صاحب المبادرة الوحيدة لانقاذ الشعب العراقي
- اعرف من سيفوز في الانتخابات الامريكية
- عَلَم السعودية
- الدور الشعبي في تحديد النظام الانتخابي
- التطرف والارهاب في الميزان
- شارع المارقين
- قانون السلامة الوطنية.. خطوة للامام وخطوتين للخلف
- كيف نبني الديمقراطية.. ولماذا؟


المزيد.....




- بوتين يكشف عن معلومات جديدة بخصوص الصاروخ -أوريشنيك-
- هجوم روسي على سومي يسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين
- طالب نرويجي خلف القضبان بتهمة التجسس على أمريكا لصالح روسيا ...
- -حزب الله-: اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع ال ...
- لبنان.. مقتل مدير مستشفى -دار الأمل- الجامعي وعدد من الأشخاص ...
- بعد 4 أشهر من الفضيحة.. وزيرة الخارجية الألمانية تعلن طلاقها ...
- مدفيديف حول استخدام الأسلحة النووية: لا يوجد أشخاص مجانين في ...
- -نيويورك تايمز- عن مسؤولين: شروط وقف إطلاق النار المقترح بين ...
- بايدن وماكرون يبحثان جهود وقف إطلاق النار في لبنان
- الكويت.. الداخلية تنفي شائعات بشأن الجنسية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء غزالة - انتخبوا مرشحكم...!