من ذاكرة الجرم العولمي إلى السيد كوفي أنان

بوجمع خرج

الحوار المتمدن-العدد: 3677 - 2012 / 3 / 24 - 03:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كم كانت خيبتنا اكبر حينما السيد أوباما اختار تقوية الأقوياء من الهوليغارشيات التي تريد التحكم في العالم وكم زادت حينما مثلكم بدوره يستغل الوضعية الأزمة في العالم الإسلامي ليتنكر إلى حقيقة تحرير الإنسان بما فيه الأسود بل وخاصة الأسود من طرف الإسلام وجعل هذا الأخير ثانويا في ارساء الحق وأنسنة الوجود البشري
كما أنه مثلكم في القول سيقف في مصر ليعطي درسا في ديمقراطية أنتم تعلمون عن زيفها في دمويتها و عنصريتها ليوظف آية من كتاب هو الأقدس نظرا لكونه يتضمن كل الدينات السماوية ثم يستعمل الملونة التي يسود فيها الأحمر الدموي ليضيف روتوشات في العراق التي طبعا تتذكرون أطفالها الذين سفكت دمائهم تحت إاشراف شخصكم الموقر وينتج إحدى لوحات الفنان الامريكي جاكسون بولوك بالرش بالعنف بفرشة امتلئت بالدماء الاسلامية ثم يقف مثلكم ليؤكد على ان اسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها وانتم تعلمون انها في ارض لم تكن بها الى ان اعترفت لها المؤسسة الاممية التي أاشرفتم عليها
واليوم إذ تعودون لتمثلوا الامم المتحدة والعرب اسمحوا لي لأن أسئل سيادتكم في هذا السياق هل مهمتكم لتذكروا سوريا على أنها في مواجهتكم حينها كنتم تسعون لإرضاء إسرائيل في الجولان ستؤدي الثمن غاليا إذا لم تعتذر لكم وتتوسل وستنتقمون منها باسم العرب وهل سلاحكم سيكون أكثر إنسانية من "البترول مقابل الطعام" الذي تم تبنيه في ولايتكم بتدبير من هانس كريستوفير لقتل أكثر من 500 الف طفل وفقط لإضعاف العراق بل وإبادته من طرف الأنغلو ساكسونيين؟
وبصريح الوجدان تسائلا هل من خدعة في زيارتكم لسوريا تشبه تلك التي غيرت من برنامج "البيترول مقابل العيش" بما له وعليه في عقاب أطفال بالحرمان من الدواء والغذاء؟
وفي هذه اسمحوا لي أن أدكركم بالسيدة مديرة اليونيسيف السيدة كارول بلامي التي رفضتم لها ما طالبتكم به من أدوية لأطفال رحلوا رغم توسلها لكم شخصيا ... لربما إذا كنتم تؤمنون باليوم الاخر تشعرون وتحسون بأنكم فيه تنتظرون من طرف أبرياء أو على الأقل تستحيون من نفسكم وتقولون الحقيقة عن ما قمتم به في فلسطين الأطفال والعزل وما قمتم به في مياه الدجلة والفرات وكيف حرمتم السيد سبونكير من الوقوف امام مجلس الامن ليعري الحقائق عن انحراف الامم المتحدة تحت قيادتكم.
ربما هي فرصة لكم لتستغفرون وتتخلصون من عقاب ضمير الضمير الذي بدء عذابه يظهر لونه على وجهكم الحزين وذلك بالوقوف أمام مجلس الامن في اخر لقاء له وتعترفون بحقيقة حرمان شخص نزيه الذي هو الجنرال السوداني رئيس اللجنة العربية لملاحظة سوريا والذي حرم من تعرية الحقائق أمام الجامعة العربية والمجلس الاممي للأمن كما تآمرتم في عهدكم على السيد "سبونكير" الذي كان يريد كشف الحقائق عن المؤآمرة ضد العراق
وعلى ذكر هذه فإن روسيا التي كانت مستعدة لمساندتكم بأمس 2003 استفاذت اليوم وعلمت يقينا بالفلسفة المخادعة التي تستهدف الشعوب بالشرق البيترولي والغازي والجهة المغاربية الغازية والبيترولية والفسفاطية والفلاحية لذلك عبرت بصراحة على لسان ممثلها السيد "بانكين"في آخر لقاء للمجلس الأمني الأممي الذي تعلمون عن سيره بما ليل : "...وفي رأينا، فإن التهديد الحقيقي للأمن الإقليمي، قد ينشأ عن التدخل الخارجي في الحالة الداخلية لسوريا، بما في ذلك محاولات الترويج لحلول جاهزة أو الانحياز إلى جانب دون آخر. من الواضح بشكل متزايد أن بعض المتظاهرين، في سوريا وفي بلدان أخرى، يأملون في أن تحمل الحالة المتدهورة المجتمع الدولي على مساعدتهم والانحياز إلى جانب دون آخر. إن هذا النهج يؤدي إلى دوامة من العنف لا نهاية لها وتمثل دعوة إلى حرب أهلية. ومن الأهمية بمكان تركيز جميع الجهود على تفادي هذا التطور الخطير للأحداث، خاصة وأن سوريا تشكل حجر الزاوية لهيكل الأمن في الشرق الأوسط. إن زعزعة استقرار هذه الحلقة المهمة في السلسلة ستؤدي إلى تعقيدات في أنحاء المنطقة."
السيد كوفي انان
بالتأكيد انكم أقرب إلى السيدة رايس شكلا ومضمونا في ما قالت" إن الولايات المتحدة تدين بأشد لهجة ممكنة العنف المشين الذي لجأت إليه حكومة سوريا ضد شعبها. وإن حكومتي تدعو الرئيس الأسد إلى تغيير المسار الآن وإلى الاستماع إلى نداءات شعبه. كما ندعو المجتمع الدولي إلى الرد على هذا القمع الوحشي وإلى محاسبة الذين يواصلون ارتكاب هذه الانتهاكات الشنيعة لحقوق الإنسان"
ولكن أنتم أيضا أدرى بما ينطوي عليه الخطابين الروسي والأمريكي فهل لكم انقاذ الإنسان من ما قد يسبب كارثة طوفانية في أصلها عقائدية تكرست مند 11 شتنبر 2001؟
ليس العيب ان تنحنوا ترحما وإجلالا لأموات اليهود من المحرقة في اوروبا ولكن ان تقتلوا الاطفال ولا تتوجهون إلى رفاتهم لطلب المغفرة بل تحملون مثل ذلك الفعل إلى سوريا فإن مهمتكم الجديدة في سوريا باسم اولائك الغير الغربيين ترض من باب الهوية الإشلامية الغير التسايسية ان أذكركم على انكم لا تمثلون لا العرب ولا المسلمين ولكنكم تمثلون من شرعوا لكم تاريخكم الدموي الطفولي وفي الرمزية الطفل محمد الذرة واصوات امثاله تتعالى في جوار سوريا لتطربكم في زيارتكم الدبلوماسية
قد نتفهم السيد باراك اوباما في سياق من اوصله للحكم لكن نقول له من خلالكم هل مارتان لوثر كينغ وابراهام لانكولن سيهنيؤونه بما يزخرف به دمويا الشرق المسلم؟
ليس هذا دفاعا عن سوريا ولكن لأن الحقيقة أمانة المثقف التي لا يعيها الجاهل وهو من منطلق "إقرأ" مفروض عليه قولها ولو في قلبه وبالقلم ... ليبقى الأمل في الثورة الربيعية كما كان قبل فقدانه في ثورة الألوان بعد سقوط الأقنعة.

#بوجمع_خرج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات