أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد الجوراني - القتل بالمعروف














المزيد.....


القتل بالمعروف


احمد الجوراني

الحوار المتمدن-العدد: 3676 - 2012 / 3 / 23 - 22:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


طفت على سطح الاحداث في الاسابيع الاخيرة ظاهرتان دخيلتان على ثقافة المجتمع العراقي كانتا حديث الشارع الاولى ابطالها مجموعة من الشباب تميل الى العزلة وترتدي ملابس واكسسوارات خاصة بها تسمى (الايمو) سبب بروزها مجموعة ظروف سيئة عانى منها المجتمع قبل واثناء وبعد الاحتلال’ اتهمت هذه المجاميع بعبادة الشيطان والشذوذ عن قيم واخلاق المجتمع’ وسواء اتفقنا معها ام اختلفنا’ فأنها تمارس حريتها الشخصية التي كفلها الدستور.
الاخطر من هذه الظاهرة هناك جماعة اخرى يشاع بأنها تطبق قانونها الخاص في ظل غياب اي دور للاجهزة الامنية التي من اهم واجباتها حماية ارواح المواطنين وحماية الحريات العامة حيث تمارس هذه الجماعة استهداف وقتل الجماعة الاولى تحت مسمى( الامر بالمعروف )، الحكومة ومن خلال مؤسساتها تقر بوجود(الايمو) وتنفي قتل ( شباب الايمو)’ في الوقت التي تستنكرفيه منظمات المجتمع المدني وزعامات دينية ظاهرة القتل وتحرمها حيث صدرت من مكاتب السادة الحكيم والصدر واليعقوبي والشيخ الملا مثل هذه الفتاوى’ هذه الظاهرة موجودة شئنا أم ابينا ودليل وجودها هذه الفتاوي, كما أن المرجعية الرشيدة وعلى لسان معتمدها في بغداد اعتبرت(قتل هؤلاء الشباب عملا ً ارهابيا ً) وهذه المرجعية لا تفتي بثبوت رؤية هلال شهر رمضان المبارك او العيد قبل ان تدقق وتتوثق من ذلك’ فكيف وهي ازاء ظاهرة قتل تمارسها جماعة نصبت نفسها بديلا للقانون بأسم( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ,هنا لابد لنا من وقفة مع هذه الجماعة وهي ترجع الى خلفيات أسلامية وفهمها الخاطيء للأمر بالمعروف’ فعندما بعث الله الرسل والانبياء لم يبعثهم لأكراه الناس بل لأقناعهم حيث يقول تعالى(لااكراه في ألدين) وفي قوله تعالى(ادعُ الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) كما تقدمت الدعوة للخيرعلى الأمرفي نفس اّية الأمر بالمعروف حيث يقول جل وعلى(ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)فالامر بالمعروف لايكون بالتسلط وانما بألدعوة و الحوار الهادئ الحضاري السهل اللين ففي قوله(ولو كنت فظا ً غليظ القلب لانفضوا من حولك فأعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم بالآمر) وهنا لابد من التركيز على ثلاث مفردات وهي العفو’ والاستغفار والمشورة وفي قوله تعالى(وجادلهم بالتي هي احسن) والجدل يعني الحوار وليس القتل’ وحتى عندما أمر الباري عزوجل هارون وموسى بالذهاب الى فرعون طلب منهم معاملته باللين ففي قوله تعالى(اذهبوا الى فرعون فأنه طغى وقولا له قولا ًلينا)’ هنا علينا الاقرار بأن جماعة (الأمر بالمعروف) ليسوا بأفضل من هارون وموسى و(شباب الايمو) ليسوا بأسوأ ولا اكثر طغياناً من فرعون حتى يتم التعامل معهم بهذه الطريقة اللاانسانية’ كما ان هناك ظواهر اكثر ضررا ًعلى المجتمع من ظاهرة الايمو يجب التصدي لها ومحاربتها, ليس بالقتل والعنف ولكن بالكشف عنها والتعامل معها قضائياً,واخطرها ظاهرة الفساد المالي والاداري والفساد السياسي. في بطون تاريخنا وتراثنا الاسلامي حادثتان تجسدان السماحة الدينيةالاولى توبة (بشر الحافي) من المعاصي بسبب عبارة قالها الامام الكاظم(عليه السلام) لجارية بشر وهي (اخبري سيدك لو كان حراً لاستحى من الله), وبشر هذا رجل ثري يمارس المعاصي وكل مايتعارض مع تعاليم الاسلام في داره كل ليلة’ والثانية توبة فتى كان يسكن بجوار دار الأمام ابي حنيفة(رض)يأتي مخموراً كل ليلة يغني(اضاعوني واي فتى اضاعوا) وبصوت عال يصل الى اسماع الامام’ وفي احدى الليالي لم يسمع الامام غناء الفتى فأستغرب الامر فذهب الى داره ليسأل عنه’ بما يفرضه عليه حق الجوار فأخبروه بأنه مسجون لدى صاحب الشرطة بسبب سكره في الطريق العام,فذهب الامام واخرجه بما يملكه من مكانة دينية واحترام لدى صاحب الشرطة وقال له(هل اضعناك يا فتى) فأجاب الفتى(كلا يا سيدي واني لتائب من الآن), رمزان كبيران من رموز الاسلام تعاملا مع حالتان تتعارضان مع الدين الاسلامي وقيمه بالحكمة والتسامح,ولم يتعاملا بالسيف والكاتم والبلوكة,هذا هو الآمر بالمعروف الذي يتناقض مع القتل بالمعروف.



#احمد_الجوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحسقيلي
- ولادة امة
- من يستهدف من؟
- خرق امني ... تبريرات ساذجة
- الرموز الوطنيه .. سلطة القانون
- المنتخب الكروي العراقي ... المنتخب السياسي العراقي
- شدوا الجرذان
- الكوده
- السياسي العراقي بين الوطنيه....الكعكه
- العمامه المفخخه
- كرسي المالكي المهزوز
- التظاهر بين المشروعيه ..... التسييس
- مخالفه دستوريه من الماضي
- مصنع الازمات العراقي
- المسالمون والمسلحون ازدواجية التعامل
- استغلال المنصب
- حمورابي لو ابو نؤاس
- المالكي ومهلة المئة يوم
- التوافق , الشراكه , التهميش
- حماة الوطن بحاجه الى حمايه


المزيد.....




- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...
- مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
- تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
- بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس
- الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي ...
- القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي ...
- الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين ...
- وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي ...
- سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود قبيل إطلاق سراحها
- سرايا القدس تنشر مشاهد للأسيرين -جادي موزيس- و-أربيل يهود- ق ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد الجوراني - القتل بالمعروف