أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - باسل بشتاق - هل البعث السورية تنوي الرحيل















المزيد.....

هل البعث السورية تنوي الرحيل


باسل بشتاق

الحوار المتمدن-العدد: 1081 - 2005 / 1 / 17 - 11:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


حجبت البعث السورية عن الانترنت لللاسبوع الثالث على التوالي وهذا يؤكد ماتناقلته الأخبار من أن البعث ستصدر اسبوعيا وستهتم بأحوال حزب البعث وأطره التنظيمية فقط. ولله الحمد فقد زالت أول مصيبة من مصائب الاعلام السوري المشلول. ان البعث هي بمثابة الطفل المدلل لوزير الاعلام السوري مهدي دخل الله الذي تبوأ ادارة تحريرها لسنين حيث كانت مرتعا لمقالات ليس منها سوى تأليه الفرد الواحد "الأحد" وليس منها الا الضحك على ذقون الناس والاستهتار بعقول النقاد والمثقفين وباقي طبقات المجتمع السوري.

كانت البعث تطل كل صباح لتسرد علينا كليشاتها المتكررة فما أن ينتهي المرء من القراءة الا ليجد نفسه يتصفح الوكالات والصحف العالمية والعربية بحثا عن أخبار سوريا. كنا أحيانا نقرأ في الحياة أو البي بي سي أن الجيش الأمريكي أعتقل عدة جنود سوريون على حدود العراق, فاذا بالبعث "الغراء" تطالعنا بالعيد الوطني لموزمبيق. كانت الواشنطن بوست تنشر التهديد تلو التهديد نقلا عن الادارة الأمريكية فيبادرنا السيد دخل الله بتفاصيل تافهة عن ريف الحسكة والانتاج الحيواني (مع احترامي لريف الحسكة وللحيوان) واتحاد العمال, والأسمدة لقتل دودة القطن أو البرتقال. تعتيم تام وبسابق اصرار عن حقيقة الأمور ومجرياتها. .

ولطالما أطل علينا السيد دخل الله بتنظيراته السياسية وافتتاحياته التي كانت تؤرق مزاج الصباح وفنجان القهوة بعقمها وتفاهتها . والمصيبة أن دافعي الضرائب السوريين ليس لهم من كل هذا الا أن يسحبوا اللقمة من أفواه أطفالهم ثمنا لترهات جريدة البعث وامثالها. أحيانا تسرح بي أفكاري الى مكتب السيد رئيس الجمهورية مجرورا بفضولي لأعرف بأية صحيفة يبدأ يومه لقراءة اخبار سورية التي يتربع على سدة لارئاستها, فأجد الجواب جليا قاطعا ليست لا البعث ولاالثورة ولا تشرين. ان الصحف السورية وعلى رأسها البعث هي واحدة من أم المصائب في سوريا, والمصيبة عندنا لها الكثير من الأمهات والأخوات, ولهذا فان لفظ اهانة الأم والأخت هما الأكثر شيوعة على ألسن أبناء الوطن . فمثلا عندما تقود سيارتك وتقع في حفرة صغيرة تجد نفسك تلقائيا بادئا بأم وزارة الأشغال العامة والمواصلات, وان اتصلت بالاسعاف لنجدة حبيب لك وتأتي النجدة متأخرة تجد نفسك قاذفا بأم وزارة الصحة وادلرة المرور معا, وان صفعك أحدهم على خدك أمام أولادك وزوجتك فلا بد أن تسترق اللحظة اللتي تسب بها أم المخابرات والمشرفين عليها, وان جاءك ولدك طالبا مدرسا خاصا لأن التدريس بالمدارس غير كفئا للتأهيل فاذا بك بادئا بأم وزارة التربية, وان نجحت بالباكالوريا ولديك أحسن العلامات بالمواد العلمية فاذا بك تنتهي على مقاعد كلية ر ف ك أو الأدب الانكليزي أو الشريعة تجد نفسك قاذعا لأم الجامعة وأخت التدريس العالي ..وأخيرا ان أردت الزواج فوجدت نفسك تطلب أذنا خاصا لاقامة حفل الزواج مبررا بأنه تجمع سلمي, فتجد لسانك قاذفا بأم الزواج وأخت هالوطن على أم ياللي خلفوه , وأنا شخصيا أستمح عذرا من مدراء تحرير صحفنا لأني ما من مرة قرأت افتتاحية للبعث او للثورة او لتشرين وفروعها الخمسة أو لفرعوننا العملاق صابر فلحوط (كان أستاذنا بابن خلدون) الا وأجد الأمهات تصبح عرضة ومضغة للساني " السليط" فاني في أعوام الغربة هذه ضربت رقما قياسيا بالشتائم والبصاق على شاشة الكمبوتر وأنا أقرأ صحفنا السورية

الآن , وبما أن البعث "الغراء" بدأت تضبضب أقلامها وتفرق ملاكها وتخفض من ميزانيتها التي كسرت ظهر البشر, نجد الثورة تستتفرد بالسخافات على صفحاتها الأولى عن أحوال الدفاعالمدني, ومدراء المطاعم, وعدد القضاة من الجنس اللطيف في ربوع الوطن (نسخة الانترنت 16 كانون ثاني) , يعني بالله عليكم من يهمه أن يقرا على الصفحة الأولى أننا الأوائل في العالم بتعيين قاضيات نساء لجهازالقضاء المشكوك بنزاهته أصلا. وكم من المواطنين فقدوا أصلا ثقتهم بعدالة القضاء, ومالفرق للمواطن العادي ان كان هناك قاض أم قاضية طالما أن حقه مطموس وحريته مرهونة بأمزجة عناصر الأمن والشرطة والمخابرات؟ أليس ألأولى بالسيد فائز الصايغ (رئيس تحرير الثورة) أن يباشر بسلسلة للبحث عن سبل تحديث القضاء وعزله عن السلطة التنفيذية والحزبية, والمطالبة باستقلاله عن المافيات البزنسية المتغلغلة في قصر العدل؟ هل خطر ببال اعلاميينا أن يبدأوا بفنح اضبارات القضاة من نساء ورجال على صحفنا قبل تعيينهم. وهل يدر أفراد الشعب ميكانيكية تعيين القضاة؟ فمن يحق له أن يعين القضاة ؟ وما هي مؤهلاتهم أو مؤهلاتهن؟ وما هي السيرة لذاتية لكل قاض وقاضية. أليس هذا أفضل من الصفع والتف على وجوه قراء صحيفة الثورة بمقالات لاندر لمن هي موجهة للشعب السوري أم للأمريكان؟ والتي تذكرني بالقول " الحكي لك ياجارة واسمعي يا كنة" حيث أن جورج بوش يسعى في الأربع سنوات القادمة للحد من تفريخ خلايا " الارهاب" بالشرق الأوسط عن طريق بناء مجتمعات مدنية ومساواة الرجل بالمرأة , وانتخابات نزيهة (أو كما يقول), فاذا بنا نجد صحفنا "تتألق" بشعار المساواة , وبان سوريا لديها من القضاة النساء أكثر من أي دولة بالعالم. ان صحفنا تتحدث مع أمريكا وكأن الادارة الأمريكية عبارة عن طفل صغير ممكن أن تلهيه بحبة بمبونة بطعم الفريز الاصطناعي, فما أن بضعها بفمه الا ويبصقها .ان صحفنا تتصرف كالنعامة.. تحاول طمس عيوبنا وننحن نبدو للعيان نئن من أمراضنا, بل نترنح من حسرة شعبنا وبؤسه وقهره

لم يدرك الساسة والاعلاميون السوريون أن الادارة الأمريكية تهدف لحل الحزب " القائد" بسوريا. هذه حقيقة ناصعة واضحة بجلاء.ان أي طفل يقرأ تصريحات البيت الأبيض يفهم ويدرك ذلك, لقد صارت سورية كالخروف الأسود بين الخرفان في العالم. وهاهي قرارات مجلس الأمن تتوالى لتجريد سوريا من كل أوراقها بداية بالدولة الشقيقة الرهينة لبنان. وان على القيادة السورية أن تعلن حقيقة وضعنا بشفافية تامة لشعبها. وعلى من بيده القرار أن يفهم بأن المصالحة مع الشعب هو البلسم الذي يقي الوطن من المصائب. فبقدر ما يتأصل الوثاق والشرعية بين الشعب ومن يدير شؤونه بقدر ما يكتسب النظام قوة وشرعية. يتوجب على مايسمى بمجلس الشعب الهزلي أن يستقيل, وعلى صحفنا أن تروج لانتخابات جديدة للمعارضة بها حظ و نصيب فان نكتة ومهزلة "الجبهة الوطنية التقدمية" قد ولى. يجب أن نصل للنقطة التي يشعر بها المواطن أن هناك من يمثله ويتكلم عنه أمام السلطة التنفيذية. وعلى الفرد السوري أن يشعر باحترام القضاء والقضاة لأن شرعيتهم يجب أن تكون ليس الا من شرعية السلطة القضائبة المتمثلة بمجلس الشعب المنتخب بحرية ونزاهة مطلقتين. على المرشحين لمجلس الشعب أن يرسموا رؤيتهم ويقدموها لمنتخبيهم بشفافية تامة لتأمين حياة أفضل لهم دون الخوف من سلطة المخابرات وسطوة المسؤولين. هل من المعقول أن نجد مرشحا معارضا أو مستقلا يبدأ حملته الانتخابية حاملا صور الرئيس (الذي هو من حزب يعارضه)؟ هذه صورة هزلية من صور الوطن. وهل من المعقول أن المرء يرشح نفسه لبرلمان أو رئاسة وزراء وهو خافيا لسيرته الذاتية . وهل كان لدينا الكثير مما نعرفه عن الزعبي وعبد القادر قدورة أو الأبرش .. هذا هو حالنا, ولذا لم نستغرب أن يتم تعديل دستور أمتنا خلال ساعات. ولم نستغرب عندما قال رئيس المجلس لأحد الأعضاء ممن كان لديه بعض التساؤلات عن ميكانيكية التعديل "ان لم تسكت فسأسكتك باسم الديمقراطية" قال هذا رغم أن الرئيس المرشح (بشار الأسد) نفسه طلب من أعضاء المجلس أن يفتحوا باب الحوار والمعارضة فجاء الرد "للأبد ..للأبد" ....ياللمهزلة"..

نهاية الأمر أننا لم نكتف بذلك بل تطاولنا على الآخرين وبدأنا بنقل السم وبيكتيريا المرض نفسه لجيراننا فقمنا بتعديل دستور اللبنانيين بطريقة رعناء عبثية طائشة نتج عنها قرارا لمجلس الأمن بخروج قسري للقوات السورية من لبنان الورقة الأخيرة بيد سوريا.



#باسل_بشتاق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
- فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران ...
- مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو ...
- دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
- البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
- ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد ...
- بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
- مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
- مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو) ...
- الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - باسل بشتاق - هل البعث السورية تنوي الرحيل