طريف سردست
الحوار المتمدن-العدد: 3673 - 2012 / 3 / 20 - 21:25
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
تحطيم الاطار الافتراضي
مبدأ تحطيم الاطار الافتراضي، لصاحبه Kauffman, J. (راجع المصادر ادناه) والذي يستخدم لتفهم الخسائر التي تسببها الصدمات النفسية، كما يحدث مثلا في الحب، يستخدم ايضا هنا من قبل الباحثة. حسب الدكتور Beder, J (تفصيل المصدر في الاسفل) " مسلمات مفاهيمنا حول العالم تبنى على الاعتقاد او الافتراض مثل ان الارض ثابتة ومستقرة. هذه المسلمات هي اكثر القناعات الراسخة التي نملكها. عندما يتعلق الامر بالموت والصدمة نجدها اعتقادات محطمة ومربكة وتثير الذعر إذا اصابت المتضررين. أكثر الصدمات تحفيزا للاختلالات هي الصدمات التي يسببها البشر ومنها العنف والانكسار. (DePrince and Freyd, 2002)
على اساس هذه الصدمات هناك ثلاث عوالم إعتقادية تتحطم: الاول ان العالم خير، والثاني ان الحياة لها قيمة والثالث ان المؤمن صالح. واحيانا هناك رابع يقول ان المؤمن اخو المؤمن. هذه الصورة هي التي يقدمها رجال الايمان عن عالمهم، الذي يرعوه. الصورة الدينية عن عالمهم تملك تناقضها الداخلي، حيث المرء صالح ومصدر الشر في آن واحد، ولكنها تلعب دور هام في الطقوس الروحية.
عندما يطلع المؤمن على معلومات عن مصادر ميثيالوجيته الدينية التاريخية، مثلا، يمكن ان يترتب على ذلك صدمة عنيفة. وإذا اضفنا الى ذلك الرغبة للخروج الى الحياة في العالم الواقعي بعد ان كان يعيش في جنته الداخلية المحمية، يمكن ايضا ان يتسبب ذلك في صدمة نفسية لبعض الافراد.
معايشة الصدمة تؤدي الى تحطم العوالم الاعتقادية ومسلماتها، في حين ان الشك بالدين يؤدي الى الصدمة. والمعالجة من الصدمة يعني إحلال مسلمات جديدة مكان المسلمات القديمة او تحديثها ومزجها. ويجب الملاحظة ان الصدمة لديها خصائص وجدانية ومعرفية.
ان التخلي عن الدين، الذي يحتوي على كمية كبيرة من الاعتقادات والمسلمات، تعتبرها الجماعة حقيقة مطلقة، يوضح لنا اسباب شدة الصدمة. رفض هذه الحزمة من الاعتقادات، التي تشكل موروث ثقافي مشترك للجماعة، سيسبب اضطراب كبير يخلخل العلاقة مع الجماعة ويحمل في طياته خطر العزل الاجتماعي. لذلك من المحتمل الاصابة بالذعر من البقاء عاريا بدون حماية. بذلك يمكن مقارنة الامر بما يواجهه الانسان عند وفاة احد الاعزاء عليه او بالطلاق.
ان يتعرض المرء لهذه الممارسات من مجتمعه يمكن ان يؤدي الى نشوء مشاعر الاحباط والغضب والقرف. هذا الخروج عن الجماعة يمكن ان يكون بسبب انتهاكات جنسية، ولذلك يمكن للفرد ان يشعر ان الجماعة قامت بخيانته وباعته رخيصا، عوضا عن ان تحميه في مجتمعها المثالي. كما ان الشعور بالغضب يمكن ان يكون بسبب التعرض للضرب من الكبار، او بسبب تعذيب نفسي على قاعدة الدوجما الدينية تسلب المرء طفولته، وعلى الاخص مع النساء.
والاطفال، عادة لايستطيعون الهروب من عمليات الانتهاك التي يتعرضون لها، لتتحول فيما بعد الى امراض نفسية وعقلية. والخروج من الدين هي احدى الطرق للهروب من التعذيب النفسي والفيزيائي، ومحاولة الشفاء بعيدا عن مايذكر بالانتهاكات. غير ان هذا المرض يبقى بعيدا عن الملاحظة، لان الجناة يقومون عادة بملاحقة وتعذيب ضحاياهم وابتزازهم وتحميلهم المسؤولية، بحيث انهم في احسن الاحوال سيكتفون لو جرى تركهم بسلام.
من يترك الدين يتعرض للملاحقة من اهله والجماعة وتبدأ حملة ارهاب واسعة النطاق بما فيه من المؤسسة الدينية في محاولة لارجاعه الى تحت ولاية مغتصبه. معاناة الخارج عن الدين لايراها كهنة المجتمع. والواقع يقول انهم يصبحون معزولين معاقبين من المجتمع اذا رفضوا العودة، وفي المجتمعات الدينية يمكن ان يقام عليهم الحد او يجري ابتزازهم بإقامة الحد، ليضيفوا المزيد من العذاب الى صدمتهم.
الدين يملك سيطرة كاملة على المجتمعات في كل مكان. الكنائس والجوامع توجد في كل زاوية، والجماعات الدينية تنشط في كل مكان وتراقب جميع الاحياء. اي انحراف عن الخط العام للمظاهر الدينية يجازف المرء بتحمل تبعات خطيرة بسببها. ان ينحرف المرء عن قيم قانونية ينظر اليه المجتمع بتسامح اكبر مما لو جرى الانحراف عن قيم دينية، على الرغم ان انتهاكات اجتماعية وحقوقية هي التي تقف عادة خلف التخلي عن الاديان. بذلك يصبح الامر دائرة من الشر المتبادل.
من وجهة نظر الاصوليين، المرء الذي يترك دينه يكون ارتكب خطأ ومعصية، انه اختار طريق الضلال. سيحاولون بكل الطرق التقليل من اهمية عمله تارة بالقول انه يحاول ان يجلب الاهتمام اليه او انه في مرحلة مراهقة او ان لديه مشاكل نفسية ويلقي بإعبائها على الدين. والكآبة والغضب ينظر اليها على انها خطيئة او على الاقل تأثيرات شيطانية. ان يترك المرء الله هو خطيئة شخصية وفي ذات الوقت ترك الدين هو عقوبة من الله، فمن يضله الله لا ناصر له.
عادة، المؤسسات المختصة بحماية الطفولة، لاتتوانى عن التتدخل لمنع الانتهاكات ضد الاطفال، ولكن الاضرار الناجمة عن الدين والانتهاكات المحمية دينيا تكون عادة اكثر ضررا واطول تأثيرا واقل احتمالا لإمكانية التتدخل ضدها او الانتباه اليها. من الصعب توجيه الانتقادات للسلوكيات التي تملك تشجيعا في الثقافة الدينية. لازال الاباء يملكون حق ضرب اطفالهم ، ويملكون الحق بمعاملة اطفالهم كما يرغبون. والخوف الناشئ تجاه الاطفال يسمح حتى بممارسة وتغطية الانتهاكات الجنسية داخل العائلة. وليس من النادر ان يقوم الاباء بتزويج بناتهم في اعمار المراهقة وحتى في مرحلة طفولة وبالرغم عنهم، كما ان زواج الاقارب شائع للغاية. كافة الدلائل تشير الى ان الاباء يعاملون اطفالهم وكانهم املاكهم الخاصة بدعم من قانون الاحوال الشخصية والقانون الجنائي، رضوخا للطيف الديني، والكثير مما يحدث يجري خلف ابواب موصدة.
وعندما يتعلق الامر بعلاج المصابين بالاضطرابات من صدمة الدين، لازال ليس بالامكان تناول العلاج بربطه بعلاقة مباشرة مع الدين. غير ان ربطه امر غاية في الاهمية إذ يتضمن العلاج محاولة بناء القدرة على التفكير المستقل وعدم الوقوع تحت خواء اجترار الافكار الجاهزة بدون جرأة على تناولها نقديا بشجاعة، وبناء الثقة بالنفس. يجب على المصاب ان يطور قدراته الخاصة وثقته بنفسه.
تؤكد الدكتورة وينيل الى ان هناك حاجة ماسة الى اختصاصيين في حقل الصحة النفسية قادرين على تشخيص مرض الصدمة النفسية الدينية ومعالجتها من مصلحة المصاب. الدين يسبب الكثير من المعاناة للافراد ويقسم العائلة ويمزق المجتمعات. يجب رفع الحصانة عن نقاش مثل هذه القضايا بما يوقف معاناة الافراد وينقذ الجميع على السواء. انه موقف اخلاقي وواجب انساني علينا انجازه.
جدول بالامراض العصبية والنفسية التي يسببها الدين
The symptom and causes of religious trauma syndrom, According to Marlene Winell.
Cognitive
confusion
poor critical thinking abilities
negative thinking about self-efficiacy and self worth
black and white thinking
perfectionism
difficulty with decision making
Emotional
depression
anxiety
anger
grief
loneliness
difficulty with pleasure
loss of meaning
Social
loss of social network
social awkwardness
sexual difficulty
Cultural
unfamiliarity with the secular world
fish out of water feeling
difficulty belonging
information gap (evolution, modern art, music)
Causes
authoritarianism coupled with toxic theology
suppressing normal childs developement
cognitive/social/emotional stages arrested
damage to normal thinking and feeling abilities
independent thinking condemned
feeling condemned
external locus of control
knowledge revealed not discovered
learned helplessness - depression
self - not reliable and good source - hierarchy
unhealthy sexual views
Beder, J (2004-2005) ‘Loss of the assumptive world – How we deal with death and loss’, Omega, 50(4), 255-265
DePrince, A.P. & Freyd, J.J. (2002) ‘The harm of trauma:Pathological fear, shattered assumptions, or betrayal?’ in J. Kauffman (Ed.) Loss of the Assumptive World (pp. 71-82), New York: Brunner-Routledge
Janoff-Bulman, R. (1992) Shattered Assumptions: Towards a new psychology of
trauma, New York: Free Press
Kauffman, J. (2002) ‘Safety and the assumptive world’ in J. Kauffman (Ed.), Loss of the Assumptive World (pp. 205-211), New York: Brunner-Routledge
Shermer, M. (2011) The Believing Brain,New York: Times Books
Van der Kolk, B. A., McFarlane, A. C., and Van der Hart, O. (1996) ‘A general approach to treatment of posttraumatic stress disorder’ in B. Van der Kolk, A. C. McFarlane, & L. Weisaeth (Eds.), Traumatic stress: The effects of overwhelming experience on mind, body, and society (pp. 417-440), New York: Guilford.
Walker, Pete. (2009) ‘Emotional flashback management in the treatment of Complex PTSD’, Psychotherapy.net
#طريف_سردست (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟