أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف محمد - -الانتخابات- العراقية والتغييب القسري لإرادة وقرار الجماهير














المزيد.....


-الانتخابات- العراقية والتغييب القسري لإرادة وقرار الجماهير


يوسف محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1081 - 2005 / 1 / 17 - 11:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


واحدة من الدعايات الخادعة والمضللة حول ما يسمى بـ"الانتخابات" المزمع إجرائها في العراق نهاية هذا الشهر، هي القول أنها تمثل تجسيداً لإرادة وقرار الجماهير العراقية بصدد مستقبلها ونظام حكمها السياسي. غير أن نظرة بسيطة على صورة الأوضاع في العراق وخارطة القوى السياسية ونفس عملية "الانتخابات" وترتيباتها المختلفة، كفيلة بأن تكشف لنا زيف هذا الإدعاء والسخف الكامن فيه. فكيف من المقرر أن تجسد الجماهير وتمارس دورها وإرادتها وتتخذ قرارها بصدد بديل لا هو يعكس تطلعاتها ولا هو يمثل رؤيتها للمستقبل السياسي العراقي ولا حتى بإمكانه أن يشكل أبسط تغيير في أوضاعها المزرية والوخيمة في ظل الاحتلال الأمريكي وسيادة قوى السيناريو الأسود القومية والدينية الرجعية؟!!
لقد كانت واحدة من تطلعات وأهداف الجموع الغفيرة من جماهير العراق هي أن تكون لها القدرة والفعل في تقرير مصير المجتمع ومستقبل نظامه السياسي وشكل إدارته طوال عقود طويلة من الزمان، فقد حفل التاريخ العراقي المعاصر بمختلف الأنظمة الاستبدادية والدكتاتورية، وشكل الاستبداد خصيصة من خصائص البرجوازية الحاكمة في العراق منذ تشكيل الدولة العراقية، وبعد إسقاط النظام الملكي المباد شكل الحكم العسكري الطراز السائد في الحكم في الأنظمة التي كانت تستنسخ نفسها من خلال الانقلابات العسكرية المتوالية. وبهذا يتبين أن الجماهير في العراق لم تتمكن أبداً من تكون هي صاحبة القرار والإرادة بصدد نظام حكمها وشكل الدولة ومختلف القضايا التابعة لهذا الأمر.
وبعد كل التجارب المريرة التي عاشتها الجماهير في ظل الأنظمة المختلفة وخصوصاً في ظل أكثر من ثلاثة عقود ونصف من حكم الفاشية البعثية، تأتي الولايات المتحدة جالبة لنا ديمقراطيتها الممتطية ظهر الدبابات والمدججة بالصورايخ والقنابل الذكية التي أتت على كل شيء لم تتمكن أن تطله يد الفاشية البعثية ويأتي ذيولها وأتباعها في المعارضة العراقية السابقة والقوى الراكضة خلف عطايا والدائرة في فلك استراتيجيتها وأهدافها الرجعية في المنطقة، ليطلقون لنا بشارة "الديمقراطية" و"الحرية" و"الخلاص من الدكتاتورية"، عبر سيناريو هزيل جداً يسمونه جزافاً "انتخابٍ".
لقد قلنا وأكدنا لمرات عدة وفي مناسبات مختلفة أن هذه العملية التي يتم الآن إعداد آخر فصولها ليست سوى مسرحية هزيلة ولا تعكس سوى أزمة مخرجها ونقصد الولايات المتحدة الأمريكية وقوى السيناريو الأسود. فإزاء العجز الأمريكي في العراق والفشل في بلورة بديل سياسي يحظى بالحد الأدنى من القبول لدى الجماهير وبهدف امتصاص السخط والغضب الجماهيري العارم سواء لدى المواطن العراقي أو على الصعيد العالمي ضد الاحتلال وممارسات القوات الأمريكي وممارسات وفساد الحكومة المؤقتة ولأجل إضفاء الشرعية على البديل الذي نصبته رغم إرادة الجماهير وإضفاء الشرعية على الاحتلال، يتم تسويق هذه المسرحية الهزيلة باسم "الانتخابات" و"الديمقراطية". وكأنهم يستغفلون الجماهير في حين أنهم لا يستغفلون غير أنفسهم والمتوهمين بهم.
وقد أكدنا سابقاً أيضاً أن أحد الأهداف الأمريكية للتغيير في العراق هي أحداث تغييرات شكلية في شكل النظام وملامحه دون المس بجوهره، والإتيان ببديل له يؤمن حركة ومصالح الرأسمال كما يؤمن المصالح الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة، ولذلك فإن إسقاط النظام البعثي وبالطريقة التي جرت كان من أجل قطع الطريق على راديكالية جماهير العراق التي كانت تتنامى يوماً بعد يوم وتهدد بالعصف بكل نظام الرأسمال في العراق. والخوف الأمريكي من تنامي المد الراديكالي وقوة جبهة العامل والشيوعية والبديل الاشتراكي كان حاضراً ككابوس يقض مضجع الطبقات الحاكمة في أمريكا ويدفعها لصياغة المخططات والبرامج للوقوف بوجه ذلك التيار العاصف. وبالتالي فإن مختلف السيناريوهات الأمريكية التي تصوغها خلف الكواليس في تتعقب فيما تتعقبه هذا الهدف أيضاً ومن هذه السيناريوهات سيناريو الانتخابات الحالي.
لذا فمن أجل أن تكون الجماهير هي القوة التي تصوغ مستقبلها ومصير مجتمعها ونظام حكمها ومن أجل أن تختار بحرية بديلها، ومن أجل ممارستها لإرادتها المغيبة قسراً، عليها أن تقاطع هذا السيناريو وأن لا تشارك في "الانتخابات"، لأنها في حال مشاركتها ستصوت لصالح الرجعية والتخلف والاستبداد وسلب الإرادة، ستصوت للطائفية والعصبيات القومية والدينية، ستصوت للإسلام السياسي الذي سينحر في أول خطاه كل تطلعاتها وأمانيها العادلة والمشرعة وستصوت لإدامة الاحتلال وبالتالي لهذا السيناريو الأسود والسباق الإرهابي الذي يغرق المجتمع العراقي في حمامات الدم، لأن القوى التي تقف وراء الانتخابات والقوى المقرر التصويت لها هي التجسيد الواقعي لهذا السيناريو الأسود والسباق الإرهابي. إحباط هذا السيناريو وإفشاله خطوة مهمة في مسار تحرر جماهير العراق وإطلاق إرادتها وممارستها لقرارها الحر والواعي إزاء مستقبلها ومستقبل المجتمع.



#يوسف_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -العصا والجزرة- لن تحل قضية الأمن في العراق
- محاكمة جلاد الجماهير، صدام حسين، محاكمة للعروبة وللفاشية الب ...
- رونالد ريغان..كاوبوي السينما، كاوبوي في السياسة
- أية هوية يبلور ملامحها عمال وكادحو كركوك؟!
- ويسمون الهمجية تحريراً؟! حول أسلمة قوانين الأحوال الشخصية في ...
- فُرقاءُ الأمس.. هل قربتهم المخاطر والأزمات؟ حول خطوات التقار ...


المزيد.....




- مثل -عائلة جتسون-.. هل نستخدم التاكسي الطائر قريبًا؟
- رجل يمشي حرًا بعد قضاء قرابة 30 عامًا في السجن لجريمة لم يرت ...
- آبل تراهن على هاتف آيفون جديد بمزايا ذكاء اصطناعي وبتكلفة أق ...
- روبيو: لقاء بوتين وترامب مرهون بتقدم المحادثات حول أوكرانيا ...
- نتنياهو يتوعد حماس ويطلق عملية عسكرية مكثفة بالضفة الغربية
- طهران: -الوعد الصادق 3- ستنفذ بالوقت المناسب وسندمر إسرائيل ...
- -أكسيوس-: واشنطن قدمت لكييف مسودة -محسنة- لاتفاقية المعادن
- الاتحاد الأوروبي يهدد مولدوفا بوقف المساعدات المالية
- للمرة الأولى.. المحكمة العليا بأوكرانيا تقضي ببطلان عقوبات ف ...
- -حماس- تعلق على هوية -الجثة الغامضة-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف محمد - -الانتخابات- العراقية والتغييب القسري لإرادة وقرار الجماهير