التيار اليساري الوطني العراقي
الحوار المتمدن-العدد: 3673 - 2012 / 3 / 20 - 10:32
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
ما اشبه اليوم بالبارحة -انقلاب 8 شباط 1963 البعثي الفاشي الاسود واحتلال العراق في 9 نيسان 2009 : شهادات وثائقية تبرهن على دور القوى الاقطاعية والدينية الرجعية في المرحلتين المناهض لتطلع الشعب العراقي نحو الحرية والتقدم-اليسار العراقي توأم الدولة العراقية الحديثة (1921-2011) :*
ان مراجعة عامة لتركيبة القوى التي تعاقبت على الحكم منذ انقلاب 8 شباط 1963 حتى سقوط النظام البعثي الفاشي في 9 نيسان2003 واحتلال العراق، تثبت أنها ذات القوى الإقطاعية والرجعية والقومية اليمينية عربية وكردية، التي ارتمت في أحضان الاحتلال الأمريكي الذي أشار الشهيد سلام عادل إلى مؤامراته المتواصلة من أجل ضرب العراق وحركته الثورية، وتثبت المراجعة أيضاً على صعيد الحزب الشيوعي العراقي، بأن سياسة الانكفاء والذيلية الانتهازية للأنظمة المتعاقبة منذ ذلك التاريخ، تمت بقياد ة السيد عزيز محمد والكتلة الانتهازية ذاتها وبكل رموزها، والتي أوصلت الحزب إلى مرحلة التخلي الكامل عن الأهداف الاجتماعية والاقتصادية التي أنشئ من أجل تحقيقها، ولم يبق من حركة الطبقة العاملة إلا التمسك الديماغوجي باسم الحزب الشيوعي. إن 1 أيار تحول في عرف قيادة ما بعد الشهيد القائد العمالي الخالد سلام عادل إلى مناسبة للاحتفالات في القاعات المغلقة بعيداً عن الطبقة العاملة نفسها، احتفالات برعاية زعيمة الرأسمالية العالمية في أعلى مراحلها الإمبريالية الأمريكية، باعتبارها "محررة" لا محتلة.
إنه الوهم بعينه حين يتصور البعض بأن مجرى حركة التاريخ ستنقلب رأساً على عقب، فالإمبريالية وليبراليوها الجدد سوف لن يغيروا من حركة التاريخ السائرة نحو تحقيق العدالة الاجتماعية في المجتمع البشري.
إن كلمات سلام عادل قبل أكثر من أربعين عاماً، نرى فيها واقع اليوم المرير، لكن الثقة بالشعب، تلك التي اعتمدها الشهيد سلام عادل ورفاقه الابطال في حربهم الطبقية ستبقى الأقوى. إنها قراءة الشهيد سلام عادل قائد أكبر حزب عمالي في الشرق الأوسط، كلمة ترجع ساسة اليوم المنخرطين في عملية احتلال وتدمير العراق إلى أصولهم الفكرية والطبقية.
صباح زيارة الموسوي
الشهيد الخالد سلام عادل : ان القوميين الاكراد يتحملون مسؤولية خاصة في تهيئة الظروف المناسبة للانقلاب الرجعي الفاشي
ان القوميين الاكراد حاربوا قاسم بصورة عمياء وطلبوا العون والمساندة من أية جهة لاسقاطه, وغازلوا القوميين العرب اليمينيين وتعاونوا معهم وتصوروا بأن انقلاب 8 شباط 1963 كما لو أنه انتصار لهم .ان هذه السياسة تنم عن ضيق الأفق القومي وقصر النظر البرجوازي. انهم يجابهون عدوا اشرس من قاسم. ان مطامح الشعب الكردي تتعارض مع أهداف الانقلاب على خط مستقيم تماما. أن قادة الانقلاب أذاعوا بعض الاقوال التخديرية ولكن حتى الاطفال باستطاعتهم أن يدركوا أن هذه الاقوال لا هدف لها سوى التخدير ,وكسب الوقت لتركيز سلطتهم.
ان قادة الانقلاب وأعوانهم كانوا يضغطون على قاسم باعتباره لا يقمع الحركة القومية الكردية بالقسوة والشدة اللازمة . كانوا ولا يزالون يطمحون الى قمع عسكري أشد دموية وقسوة ضد الشعب الكردي . ان منشوراتهم حتى قبل انقلابهم بايام اعتبرت حركة القوميين الاكراد حركة أستعمارية مشبوهة.
ان القوميين الاكراد ييتحملون مسؤولية خاصة من بين الحركة الوطنية في تهيئة الظروف المناسبة للانقلاب الرجعي الفاشي رغم ان المسؤولية الأولى والاساسية تتحملها دكتاتورية قاس
--------------------------------------------------------------------------------
كان الشهيد سلام عادل قد تصدى بشكل مبكر للافكار الانعزالية القومية الضيقة وحذر من آثارها التدميرية على كفاح الشعب العراقي عامة والشعب الكردي خاصة
( فنظرة الانعزال القومي المظللة بين مثقفي البرجوازية الصغيرة الكردية لها جذور تأريخية واجتماعية متشعبة وهي تجد التشجيع كل التشجيع من القوى المعادية لوحدة الشعب العراقي بعربه وأكراده ضد الاستعمار الأنجلو أمريكي وصنائعه المحليين. وما لم يقف الوطنيون والقوميون الصادقون من الأكراد والعرب وفي مقدمتهم الشيوعيون موقفا حازما وصريحا ازاءها, وفي الدفاع عن الوحدة الشعبية المتينة فأنها ستؤثر لا في حرف نضال جماهير الشعبين العربي والكردي عن طريقها الصحيح الوحيد للتحرر الوطني والقومي وحسب بل يمكن أن تتسلل الى صفوف المناضلين الطليعين الشيوعيين ايضا.) سلام عادل - رد على مفاهيم برجوازية قومية و تصفوية - آب 1957
وبعد أن أستعرض الرفيق الشهيد سلام عادل الجهود التي يبذلها الحزب على صعيد التثقيف وتعميق الوعي الطبقي للحفاظ على وحدة الحزب الطبقية وتركيبته الوطنية الاممية , هذه الجهود التي اثمرت انعطافا لدى الرفاق المعنيين استنادا الى قوة المبادئ , وانهيار الافكار الخاطئة وتمسكهم بسياسة الحزب الصحيحة , فقد اعلن الرفيق الشهيد سلام عادل ( ولكن ذلك لم يجعل من المسألة شيئا منتهيا بل الأمر على العكس فقد تنبه الحزب بقوة الى ضرورة رفع كفاحه الفكري ضد الافكار الغريبة التي تحيطنا فتشكل ضغطا مستمرا يرمي الى صرف المنظمات والرفاق في تطبيقهم لسياسة الحزب.. وعندما تتسلل مثل هذه الافكار الى خيرة رفاقنا في كردستان فأن ذلك يعني أن هنالك خطرا لا يمكن الاستهانة به من جرائها خصوصا في الظروف الحادة والمتشابكة التي تمر بها حركتنا الوطنية والتي يحاول فيها المستعمرون اليائسون التشبث بكل شئ للخروج من أزمتهم والحفاظ على نفوذهم ومصالحهم الاستغلالية الجشعة ...وليس عبثا أن ينشط الآن صنائع المستعمرين وخصوصا صنائع الأمريكان والخونة والجواسيس لتحفيز " حركة قومية " كردية في الظاهر وتخدم الاستعمار في الواقع حركة لا يمكن أن يكون نشاطها باي حال من الأحوال الا خيانة صريحة لقضيتنا الوطنية ولقضية الشعب الكردي نفسه الذي ليس أمامه مطلقا سوى طريق الكفاح المشترك مع الشعب العربي في العراق ومع سائر الاقليات القومية فيه من اجل الاستقلال والتحرر الوطني والديمقراطية. والشعب الكردي لا يمكن أن يسير وراء حركات مشبوهة تستهدف استبدال شكل الاستعمار بآخر اشد ضراوة وبشاعة منه يتسلم فيه الزمام صنائع الأمريكان وخدمهم وهو لا يمكن أن يستعيض عن تحرره الوطني الناجز في عراق حر مستقل تمارس فيه قوميتاه الرئيستان العربية والكردية حقوقا ديمقراطية متساوية بحركة انفصالية تسير دواليبها دسائس المستعمرين الأمريكان أو باستقلال مزيف يضع الشعب الكردي مرة ثانية أمام مهمات التحرر الوطني من الاستعمار وصنائعه .) سلام عادل - رد على مفاهيم برجوازية قومية و تصفوية - آب 1957
اما قضية العلم العراقي المفتعلة اليوم من قبل القيادة الاقطاعية الكردية , والتي ارتضت بتغييره مع الاحتفاظ بالتعديل الصدامي " الله واكبر" , فهي متاجرة قومية عنصرية لتستر على الارتباط بالاحتلال الامريكي , وهي , اي قضية العلم, ليست بجديدة , بل تمتد لاكثر من نصف قرن , وقد فضح الشهيد سلام عادل نفاق القيادة الاقطاعية الكردية السياسي بهذا الشأن قائلا ( وفي أحد المهرجانات الدولية حمل الوفد العراقي من الأكراد العلم الكردي لا العراقي" اذ لا يهمهم أمر العراق " وكذلك سبق أن رفض المحامين الأكراد العراقيين الاشتراك في مؤتمر المحامين العرب لأنه ...مؤتمر محامين عرب !! عازلين أنفسهم عن ميدان من ميادين التضامن الكفاحي ضد الاستعمار بين الاقطار العربية .) -سلام عادل - رد على مفاهيم برجوازية قومية و تصفوية - آب 1957
--------------------------------------------------------------------------------
رفض الرفيق الشهيد سلام عادل فكرة الاكتفاء بالمناقشة الحزبية الداخلية , بحجة ان مناقشتها علنا قد تتعارض مع دعوة الحزب الشيوعي العراقي الى تقوية لحمة القوى الوطنية , واعتبر هذا الراي خاطئ ( هذا الرأي خاطئ من الأساس وذلك :
أولا - ان البارتي يصر ويوغل في سلوك خاطئ معاد لحزبنا ولافكار الماركسية اللينينية وتبني سياسة انتهازية تزرع البلبلة والتشويش في صفوف المناضلين وتؤدي بحركة الشعب الكردي الى الانحراف نحو الانعزالية فالانفصالية. وان حمل البارتي على التخلي عن هذه الافكار وتلك السياسة هو بحد ذاته تقوية واضحة للحركة الوطنية والقومية .
ثانيا: لأن مجهود حزبنا من اجل الجبهة الوطنية الموحدة لا يتنافى ولا يتعارض مع كفاحه الفكري الخاص من اجل توضيح وتثبيت افكاره وسياسته التي تتفق تماما مع مصلحة حركتنا الوطنية والقومية وبالتالي تخدم تطورهما ومستقبلهما ولا يتنافى مع ابداء راينا في طبيعة الأحزاب القائمة ومع نقدنا لمواقفها وآرائها الخاطئة.
ثالثا: لأن حزبنا في موقفه هذا لا يتخلى بل يتمسك بحرص أكثر بآرائه ومقترحاته الانشائية الواردة في هذا الكراس حول اعادة النظر في علاقة حزبنا بما يكفل تجنب منظماتها في كردستان أخطار المماحكة والتنافر ومن اجل التقدم بخطوة جديدة في سبيل الجبهة الوطنية الموحدة في العراق.
ونحن ننتهز هذه الفرصة للتأكيد مرة أخرى بأننا على استعداد تام لمد أيدينا لكل من يمد لنا يدا واحدة اذا كان الأمر يتعلق بخدمة جماهير شعبنا العراقي ومصلحة تحرر وطننا من طغيان الاستعمار وعملائه الرجعيين . )- المصدر السابق
( من المؤسف حقا أن لا يدرك الأخوان البارتيون ان الاستعمار العالمي وعلى راسه أمريكا هو الذي يعمل ابدا للتفريق بين الشعوب وفق سياسة فرق تسد. وأن لا يدركوا أن واجب المناضلين المخلصين لقضايا شعوبهم أن يعملوا أبدا على النقيض مما تنطوي عليه هذه السياسة من اعاقة لحركة الشعوب المناضلة. فالبارتي بمفاهيمه ونشاطه انما يعزل نشاط الشعب الكردي عن مجرى النضال العام للشعب العراقي باسره ويسعى لابقائه في قوقعة القومية البرجوازية...يتحدث البارتي... عن نفط كركوك باعتباره نفطا " كرديا " الا يحمل ذلك مفهوما يؤدي الى اثارة النزاعات القومية حول عائدية النفط في نفس الوقت الذي تستمر فيه شركة " الآي بي سي" في نهبه كما تستمر شركات استعمارية أخرى في نهب ثرواتنا الوطنية الأخرى وفي نفس الوقت الذي يستوجب رص صفوف الشعب العراقي بكافة قومياته في النضال من اجل طرد المستعمر وشركاته وملحقاته من عراقنا الحبيب. ويتحدث أيضا عن وهمية مشاريع الاعمار بالنسبة لكردستان " ويقصد الأكراد فقط " ولكن هذه المشاريع ... " تحمل بعض النفع للعراق العربي " ! ويدعو الأمة الكردية بقيادته لتخليص كردستان الملحقة بالعراق قسرا من براثن حكومة العراق " ويفهم من سير الكلام حكومة العراق العربية طبعا أما الاستعمار فلا شأن له بعد كأنما ليس هو المسؤول عن الاوضاع السيئة القائمة ! وهو يدعو الأكراد وليس العراقيين بأسرهم ... لتحرير كردستان فقط وليس العراق ! " ومن أجل الحصول على الحرية والاستقلال لكردستان " ولا يهمه استقلال العراق! وهذا الاستقلال كما يبدو ينتزع من العراق وليس الاستعمار !" وبذلك يتسنى شد أزر " اخواننا" العرب في العراق العربي " شكرا بالنيابة عن العرب والأكراد " . أية انفصالية صارخة تلك تفوح من هذه العبارات فاين هو الكفاح المشترك بين الأكراد والعرب وكافة الاقليات القومية في العراق للتحرر من نير الاستعمار والرجعية الحاكمة ليست هي عربية فقط بل مزيج من شائن عملاء الاستعمار والاقطاعيين العرب والأكراد .)- سلام عادل - رد على مفاهيم برجوازية قومية و تصفوية - آب 1957
--------------------------------------------------------------------------------
اما قضية العلم العراقي المفتعلة اليوم من قبل القيادة الاقطاعية الكردية , والتي ارتضت بتغييره مع الاحتفاظ بالتعديل الصدامي " الله واكبر" , فهي متاجرة قومية عنصرية لتستر على الارتباط بالاحتلال الامريكي , وهي , اي قضية العلم, ليست بجديدة , بل تمتد لاكثر من نصف قرن , وقد فضح الشهيد سلام عادل نفاق القيادة الاقطاعية الكردية السياسي بهذا الشأن قائلا ( وفي أحد المهرجانات الدولية حمل الوفد العراقي من الأكراد العلم الكردي لا العراقي" اذ لا يهمهم أمر العراق " وكذلك سبق أن رفض المحامين الأكراد العراقيين الاشتراك في مؤتمر المحامين العرب لأنه ...مؤتمر محامين عرب !! عازلين أنفسهم عن ميدان من ميادين التضامن الكفاحي ضد الاستعمار بين الاقطار العربية .) - سلام عادل - رد على مفاهيم برجوازية قومية و تصفوية - آب 1957
يقولون بأننا ( الحزب الشيوعي) حاولنا الانفراد بالثورة وحرفها . ومعروف البهتان في هذا القول . ان الحزب الشيوعي هو الوحيد الذي لم يشارك في الحكومة من بين أحزاب الجبهة , فاين الانفراد وأية شعارات نحن رفعناها خارجة عن شعارات جبهة الاتحاد الوطني ؟ , شعارات ثورة 14 تموز . أن نضالنا لم يتجه الا بالضبط لتحقيق أهداف الجبهة , أهداف الثورة المتفق عليها من قبل الجميع . ويصح هذا القول طوال نضال الحزب حتى انقلاب 8 شباط الرجعي . تمسكا بالنضال بصورة ثابتة لتحقيق مهمات الثورة في صيانة وتعزيز الاستقلال الوطني وارسائه على اساس ديمقراطي , بما فيها الحقوق الديمقراطية للشعب الكردي , ومن أجل تقوية التضامن العربي ضد الاستعمار والرجعية والصهيوينة , وتقوية العلاقات مع البلدان الاشتراكية , وتنشيط التصنيع وحماية تطوير الاقتصاد الوطني وضد الاستعمار والشركات النفطية الاحتلكارية , وضد الاقطاع والرجعية وضد الدكتاتورية.
ومنذ ثورة 14 تموز فان الانقلابيين كانوا يمثلون حركة نكوص عن أهداف الثورة , أهداف جبهة الاتحاد الوطني التي صادقوا عليها وعملوا تحت لوائها في العهد الملكي . فقد حاولوا فرض دكتاتورية عسكرية منذ الايام الاولى للثورة , وحملوا راية العهد الملكي والاستعمار , راية مكافحة الشيوعية واستندوا في ذلك الى الاقطاعيين والرجعيين .وكان لا مناص لاية قوة وطنية مخاصة لأهداف ثورة 14 تموز أن تقف ضدهم . ومن كان أكثر اخلاصا من الحزب الشيوعي الذي رفع راية الكفاح ضد مؤمراتهم الرجعية القذرة؟ اننا عبأنا الشعب والقوى الوطنية ضد المؤامرات ولكن السياسة الرسمية لم نكن نحن مسؤولين عن تفاصيلها , فهي لم تكن من وضعنا باي حال, كحزب خارج الحكم . ونحن ايدنا وساندنا خطها العام الصحيح ضد الاستعمار وضد الاقطاع والرجعية وضد أية حركة ردة.
انهم يعارضون بالدرجة الاولى سير الامور في العام الاول من الثورة ويصبون سخطهم على تلك الفترة بينما الجماهير الشعبية الكادحة وسائر القوى الديمقراطية والوطنية هي اكثر اعتزازا بتلك الفترة بالذات التي كانت اكثر تجاوبا مع أهداف جبهة الاتحاد الوطني , أهداف ثورة 14 تموز المتفق عليها من قبل الجميع.
أنهم يتبجحون الان بمعارضة الدكتاتورية وهذا بهتان , ففي الاشهر الاولى من الثورة التي يعادونها بشكل خاص كانت الجماهير تمارس عمليا الكثير من حقوقها الديمقراطية وكانت المبادرة الشعبية ذات شأن سياسي في مسيرة الثورة . وليس عبثا أن تحققت في تلك الفترة خيرة منجزات الثورة , القضاء على الحكم الاستعماري وانتهاج سياسة مستقلة , صدور قانون الاصلاح الزراعي والعمل السريع لتطبيقه , الخروج من حلف بغداد ومن الاتفاقيات الثنائية مع بريطانيا , عقد اتفاقيات اقتصادية وثقافية متعددة مع البلدان الاشتراكية والبلدان المستقلة مما يعزز استقلالنا الوطني ويطور اقتصادنا الوطني , قيام نقابات وجمعيات مهنية واجتماعية ... الخ انهم يعادون هذه الفترة اكثر من غيرها يينما هم ساندوا دكتاتورية قاسم منذ اواسط 1959 وكانوا ادواته المنفذة ضد الشعب والقوى الديمقراطية في كل القطاعات . وهذا كان شانهم طوال أكثر من ثلاث سنوات ونصف خدما اذلاء للدكتاتورية .ان انقلاب 8 شباط لم يحصل الا لغرض دكتاتورية أشد وطأة على الشعب ومختلف قومياته وطبقاته الوطنية , وعلى كل القوى الديمقراطية. ان الذين كافحوا بعناد ووعي ضد دكتاتورية قاسم , وفي طليعتهم الشيوعيون , كافحوا ببسالة ضد الدكتاتورية في جميع قطاعات الحياة السياسية والمجتمع . ليس عبثا أن قدم الشيوعيون وسائر الديمقراطيين مئات الشهداء وسجن واوقف منهم عشرات الالوف من المناضلين من أجل صيانة الاستقلال الوطني وضد الدكتاتورية , وقدموا التضحيات التي لم تشهدها بلادنا حتى ابان الحكم الملكي الاستعماري , ان سجون قاسم ملئت بآلاف المناضلين الديمقراطيين ضد الدكتاتورية ولم تكن تحوي منهم سوى افراد قلائل وعشرات ممن يعتقلون لبضعة أيام ثم يطلق سراحهم على اساس قاعدة " عفا الله عما سلف "التي كان يحرص قاسم أن يتخذها أسلوبا في علاقاته معهم . ان لآلاف المناضلين ضد الدكتاتورية من الشيوعيين والتقدميين الشجعات قد قبعوا سنوات في سجون قاسم وجاء الاتقلاب الرجعي الفاشي ليضيف اليهم آلافا جديدة ومضاعفة وليغتالوا في الشوارع والبيوت والثكنات آلافا آخرين من المناضلين ضد الدكتاتورية السوداء الجديدة الأشد بشاعة ورجعية , خادمة الاستعمار والاقطاع
ان الدكتاتورية السوداء الجديدة لم تات للقضاء على الدكتاتورية كما تزعم , ولم تأت من أجل الوحدة والحرية والاشتراكية أو " العدالة الاجتماعية " ان طبيعة الدكتاتورية السوداء الجديدة لا يمكن أن تسترها بغربال من الديماغوجية والتهويش. انها طبيعة رجعية قومية يمينية شوفينية عنصرية طائفية.وبطبيعتها هذه تخدم بالدرجة الأولى الاستعمار والرجعية والاقطاع, انها تمثل حركة ردة سوداء للنكوص ببقايا مكتسبات ثورة 14 تموز انها تحمل راية مهادنة الاستعمار الامريكي والانكليزي وشركاتهما النفطية , انها تحمل راية تخريب الاصلاح الزراعي , تخريب علاقات التعاون النزيه المتبادل بين بلادنا وبين الاتحاد السوفييتي والبلدان الاشتراكية ,انها تحمل راية تخريب البقية الباقية من النزر اليسير من حريات الشعب ومنظماته ونقاباته وجمعياته المهنية والثقافية والاجتماعية , انها تحمل راية تخريب المقاييس الوطنية وتشويه أهداف الحركة الشعبية وحرفها لصالح الاستعمار والاقطاع , انها تحمل راية معاداة الشيوعية والديمقراطية والوطنية . راية ميثاق بغداد . غلاة دعاة الاستعمار والعدوان والحرب , وفرض ابشع اساليب الحكم البوليسية الفاشية على بلادنا , أنها تحمل راية تدمير جيشنا الوطني جيش 14 تموز وتصفية عناصره الوطنية الاشد اخلاصا للشعب والوطن. انها سلطة معادية للقوميات والأقليات التي يتألف منه شعبنا , تحمل راية العداء القومي والطائفي وضد الشعب الكردي وضد الاقليات القومية والدينية والطائفية , أنها تحمل راية معاداة العمال والفلاحين, معاداة المثقفين والثقافة والعلم.
ان السبب الرئيسي الذي أدى الى سيطرة الانقلابيين على الحكم هو العزلة التي أصابت تدريجيا دكتاتورية قاسم عن الشعب وعن القوى الوطنية. ولكن الانقلاب الرجعي الراهن يبدأ بعزلة اشد من تلك العزلة التي انتهت اليها دكتاتورية قاسم . ولا بد لمثل هذا الحكم المعزول أن يجابه نهايته السريعة جدا على يد شعبنا المجاهد الباسل. وبتضافر سائر طبقاته وقومياته وقواه الوطنية والديمقراطية وبالدرجة الأولى بتحالف العمال والفلاحين وسائر الكادحين والمثقفين والثوريين عربا وأكرادا وغيرهما وبالقيادة الحازمة الواعية للطبقة العاملة والحزب الشيوعي.
ان المتآمرين الخونة ينهجون الآن السبيل نفسه الذي انتهجه المغامرون أعداء الشعوب على مر التاريخ انهم يتصورون أن الارهاب والبطش يمكن أن يخيف الشعب , يمكن أن يرعب القوى الوطنية والديمقراطية الثابتة والمخلصة , يمكن أن يرهب الشيوعيين الأبناء البواسل لطبقتنا العاملة المكافحة ولشعبنا العظيم ولا يحتاج الى برهان جديد بأن من المستحيل فرض حكم غادر على الشعب بالنار والحديد وبأساليب الاعتقال والتشريد والتقتيل الجماعي.
ان الشعب لا يمكن افناؤه , أو فل ارادته , والمغامرون والخونة والذين يحاولون حكم الشعب رغم ارادته هم الذين دائما مصيرهم الفناء والدمار. والفاشست الانقلابيون الجدد المنعزلون كليا عن الشعب سيجدون مثل هذا المصير بصورة عاجلة وسريعة وبشكل استثنائي) المصدر السابق
حدد الشهيد سلام عادل أهداف وقوى ودوافع مؤامرة الشواف 1959 ,وهي ذات القوى المتعاملة اليوم مع الاحتلال ضد حق الشعب العراقي في الحرية والتقدم
في 8 آذار " مارس " 1959أعلن عبد الوهاب الشواف قائد حامية الموصل في شمال العراق عن تمرده على السلطة المركزية في بغداد.عن أهداف وقوى ودوافع هذه المؤامرة تحدث سلام عادل في مقابلة صحفية أجرتها جريدة " أتحاد الشعب" الناطقة بأسم الحزب الشيوعي العراقي ونشرتها في 30/3/1959. جاء فيها
الشهيد الخالد سلام عادل: حاول البعثيون ..الاستئثار بالحكم وتوجيهه وجهة حزبية ضيقة والاستئثار بالحريات العامة وتضييقها على القوى الأخرى . وذلك بغية حرف اتجاه الثورة وعرقلة مسيرتها في الاعتماد على أوسع الجماهير وضمان مصالحها
سؤال- كشفت مؤامرة الشواف الأخيرة عن أن بعض العنااصر المنضوية تحت لواء جبهة الاتحاد الوطني , قد اشتركت بالمؤامرة , فما هو الموقف من هذه العناصر؟
جواب - ان هذه المسالة تمتد جذورها الى الايام الأولى لثورة 14 تموز . فقد ظهر بجلاء منذ تلك الايام أن بعض القوى كانت سائرة في طريق تجاهل أهداف جبهة الاتحاد الوطني والتنكر لها ولمستلزمات التعاون مع القوى المؤتلفة فيها . فقد حاول البعثيون مثلا الاستئثار بالحكم وتوجيهه وجهة حزبية ضيقة والاستئثار بالحريات العامة وتضييقها على القوى الأخرى . وذلك بغية حرف اتجاه الثورة وعرقلة مسيرتها في الاعتماد على أوسع الجماهير وضمان مصالحها. ونظرا لعمق وسعة الوعي الشعبي الوطني الذي كشفت عنه ثورة 14 تموز , وقوة الحركة الديمقراطية , فانهم قدروا أن الاستعجال في ضم العراق للجمهورية العربية المتحدة يمكن أن يحقق لهم اغراضهم تلك . وعملوا بنشاط مفتعل محموم وفق هذا الاتجاه جاذبين حولهم , لا العناصر القومية اليمينية وحسب , بل ايضا مختلف فئات الرجعيين الذين نظروا بهلع الى مستقبل تطور الثورة في طريقها الوطني الديمقراطي.
وليس ببعيد عن الذاكرة الفعاليات والظواهر الرجعية التي مارسها وشجعها المرتد عبد السلام عارف ومن ورائه عملاء العهد البائد والاقطاعيون وغيرهم . ولما عجزوا عن تحقيق أهدافهم بأساليب العمل السياسي الصحيحة في ظل حكم وطني ديمقراطي وعجزوا عن كسب تأييد الجماهير لآرائهم وشعاراتهم - برغم أن كل الامكانيات كانت متوفرة لهم ,أكثر من توفرها لغيرهم - انزلقوا شيئا فشيئا في طريق التآمر والعنف لتحقيق اغراضهم ورغم ارادة الشعب ومن خلف ظهر جبهة الاتحاد الوطني وقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم . وكان من نتيجة ذلك أنهم كلما أوغلوا في السير في هذا السبيل , انعزلوا عن الشعب أكثر فأكثر , وانحدروا الى درك العداء الصريح للجمهورية وخيانتها. نصوص من مقابلة الشهيد - صحيفة اتحاد الشعب
أما بالنسبة لنا , نحن الشيوعيين , فقد اكدنا منذ فجر 14 تموز على ضرورة تنشيط جبهة الاتحاد الوطني وتعزيز وحدة القوى الوطنية على اساس صيانة الجمهورية والسير بها قدما في طريق أهداف الثورة , وعملنا بكل ما كان في وسعنا لتعزيز هذه الوحدة برغم نظرة التمييز التي كنا ضحيتها , ونبهنا الى الأخطار الناجمة من السياسات والمواقف الانقسامية وأكدنا على ضرورة تآخي كل القوى المعادية للاستعمار والاقطاع استنادا الى ضمان تكافؤ الفرص أمام كل القوى الوطنية في ما يتعلق بحقها في التمتع بالحريات والمشاركة في مسؤولية الحكم , وكنا ولا نزال - نبني راينا هذا لا على اساس المغانم الحزبية الضيقة أو غير المشروعة , بل على أساس وعينا العميق لمستلزمات وحدة الصفوف الوطنية ومن أجل صيانة الجمهورية ضد جبهة أعدائها المتربصين . وبالرغم من تنكر هذه العناصر لميثاق جبهة الاتحاد الوطني وتجاهلها لهذه الأسس السليمة لوحدة الصفوف , فاننا واصلنا بثبات وأمانة مهمة الشرف في الحفاظ على وحدة الصفوف ومساندة الجمهورية ولف الجماهير حول زعامة عبد الكريم قاسم . ووضعنا كل امكانياتنا وطاقاتنا في هذا السبيل السليم. واليوم اذ تمر أكثر من ثمانية أشهر على ثورتنا الخالدة , يمكن لكل منصف مخلص أن يستعيد في ذاكرته الأحداث ليستخلص حقيقة أننا حافضنا بثبات على العهد الذي قطعناه حينئذ ولم ننحرف عنه قيد شعرة , ورغم الظروف المعقدة والاعاصير المتبدلة الاتجاهز وأكثر من ذلك اننا كنا نحذر تلك العناصر بالذات من مغبة الانزلاق في طريق التآمر ومعاداة الجمهورية , وننصحها بضرورة التمسك بالاساليب الديمقراطية السليمة في الدعاية لشعاراتها , وبأن الشعب العراقي الذي يتمتع بتجربة سياسية زاخرة ستكون له الكلمة الاخيرة في اختيار أو نبذ هذا أو ذاك. وقلنا , آنئذ لتلك العناصر بصراحة بأنها أمام مفترق طريق , أمام منزلق خطر قد يؤدي بها الى أن تتحول من قوى سياسية وطنية الى عصابات استفزازية لن يكون نشاطها نافعا لغير الاستعمار وعملاء الاستعمار.
ومع الاسف فان عددا كبيرا من تلك العناصر انساق وراء توجيهات المغامرة الصادرة من وراء الحدود من جهات لم تقدر مسؤولياتها ولم تبد الحرص اللازم على سمعتها الوطنية والقومية وانساقت وراء دوافعها الضيقة وخضعت لخداع المستعمرين وأضاليلهم. اقول مع الاسف ان تلك العناصر اندفعت أكثر فأكثر في طريق التآمر والتخريب والعداء للجمهورية , وبذلك وضعت نفسها خارج القوى الوطنية المخلصة , واستحقت غضب الشعب والجمهورية.
وبالطبع ينبغي أن لا يعني ذلك أن جميع المنتمين الى حزبي البعث والاستقلال أو سواهم من الأفراد الذين يصطلح على تسميتهم " القوميين" قد انزلقوا الى طريق التآمر والعداء للجمهورية . فهناك دون شك عدد من العناصر وخصوصا من الشباب الذين عملوا مع هذه الجماعات بدوافع الاخلاص التام للشعب والأمة العربية . منهم من كان لديه الوعي الكافي فلم ينسق أو يتلوث بأساليب التآمر والتخريب , ومنهم من سار شوطا أو ساهم الى حد ما في هذه الاساليب , ولكنه تنبه الى مخاطر هذا السبيل المعادي للجمهورية والضار بالتضامن العربي والقومية العربية , فأظهر استعداده المخلص للتراجع وتصحيح موقفه.
وعلى هذا ينبغي الا ينظر الى جميع القوميين والمدعين " القومية " نظرة واحدة , وأن بفسح المجال في صفوف القوى الوطنية , لأولئك الذين يستطيعون أن يبرهنوا عمليا للجماهير على اخلاصهم لنظامنا الجمهوري المتجاوب مع قضيتنا القومية على اساس تحرري ديمقراطي سليم وشجبهم كل متآمر على هذا النظام . وهؤلاء الأخوان مدعوون من جانبهم الى مساعدة الجمهورية في فعالياتها لكشف المتآمرين والمتربصين ومحاربتهم وانزال العقاب الصارم العادل بهم .كما أن الجماهير مدعوة لمساعدتهم وجذبهم ثانية الى صفوفها .اذ ليس في صالح الجمهورية التفريط بأولئك الصادقين في أخلاصهم , ومعاداتهم ومعاملتهم كغيرهم من المتآمريين والمخربين
--------------------------------------------------------------------------------
الشهيد الخالد سلام عادل :انهم لا يطبقون سياسة الاستعمار والرجعية وحسب , بل يطبقون سياسة غلاة الاستعماريين دعاة الحرب والعدوان وسياسة الاحلاف العسكرية العدوانية)1
لم ندافع عن الدكتاتورية , دافعنا عن مكتسبات الثورة ضد الردة , ضد دكتاتورية سوداء اشد فضاعة تجاه الشعب , تجاه العمال والمثقفين الثوريين وسائر القوى الديمقراطية.
انهم يهاجمون قاسم لا بسبب دكتاتوريته , بل ساندوا دكتاتوريته بكل قواهم طيلة ثلاث سنوات ونصف , أنهم يهاجمون وطنية قاسم وعدائه للاستعمار لصالح الاقطاع والرجعية وبالتالي لصالح الاستعمار
.
ان معاداة الشيوعية هي سياسة استعمارية , سياسة غلاة دعاة الحرب المستعمرين , هي السياسة الرسمية للأحلاف العسكرية, أنهم يطبقون الآن ذات السياسة وبحماس كبير , أنهم يعادون جميع الأحزاب الديمقراطية والوطنية , بما في ذلك الأحزاب البرجوازية , انهم لا يطبقون سياسة الاستعمار والرجعية وحسب , بل يطبقون سياسة غلاة الاستعماريين دعاة الحرب والعدوان و سياسة الاحلاف العسكرية العدوانية.
يقول المتآمرون بأن حركتهم هي امتداد لثورة 14 تموز , وأنها جاءت لتعديل الانحراف. وهذا بهتان واضح.ان أهداف ثورة 14 تموز يجسدها ميثاق جبهة الاتحاد الوطني , التي كانت تضم الاحزاب الاربعة والمستقلين , والتي ايدها والتف حولها العسكريون في العهد الملكي . ان اهداف الجبهة معروفة وهي اسقاط حكم عملاء الاستعمار والخروج من ميثاق بغداد وضد الاحلاف , أنتهاج سياسة وطنية مستقلة محبة للسلام والتضامن مع البلدان العربية المتحررة واعادة تقوية العلاقات مع البلدان الاشتراكية , التصنيع , الاصلاح الزراعي , حكم ديمقراطي و وحريات ديمقراطية لجميع القوى القوى الوطنية والشعبية . هذه هي أهداف الجبهة , أهداف ثورة 14 تموز . وبعد الثورة مباشرة عمل القوميون على الزوغان عن هذه الاهداف وادخال شعارات الوحدة وفرض الدكتاتورية ومعادة الشيوعية ... الخ . أين هذه الشعارات من أهداف ثورة 14 تموز , من أهداف الجبهة ؟.
--------------------------------------------------------------------------------
كانتثورة 14 تموز نقطة تحول في المسيرة الثورية التاريخية للشعب العراقي. وكانت انتصارا هاما وكبيرا وان لم يكن نهائيا للثورة الوطنية الديمقراطية. أنها انتزعت السلطة من أيدي الإقطاعيين وحلفائهم من كبار البرجوازيين والبيروقراطيين ووضعتها في أيدي البرجوازية الوطنية (الوسطى) والملاكين الأحرار وفئات من البرجوازية الصغيرة. وأسقطت النظام الملكي الرجعي العميل وأقامت جمهورية وطنية ديمقراطية مستقلة ذات سيادة. وقوضت الهيمنة العسكرية والسياسية للاستعمار بالانسحاب من منظمة حلف بغداد وإلغاء الاتفاقية الثنائية مع كل من بريطانيا وأمريكا, وتحرير العملة العراقية من قيود الإسترليني وإقامة علاقات التمثيل الدبلوماسي والصداقة والتعاون المتبادل في المجالات الاقتصادية والثقافية مع الاتحاد السوفياتي والدول الاشتراكية الأخرى, واتبعت سياسة التعاضد والتضامن مع حركة التحرر العربي والعالمي. وفيما بعد استرجعت 5,99 بالمئة من أراضي الامتيازات النفطية التي كانت تغطي كل مساحات العراق تقريبا وتحتكرها شركات النفط الاحتكارية أ. ب. سي. كما تحققت خطوة هامة كبرى بسن قانون الإصلاح الزراعي رغم نواقصه. وصفى نظام الأراضي الأميرية الإقطاعي في لواء العمارة في أيام معدودات بفضل مشاركة جماهير الفلاحين الفعالة في عملية الإصلاح. وفي الوقت نفسه فسحت الثورة المجال نسبيا أمام التطور الصناعي والاقتصادي في البلاد. وكان دور الجماهير ونضالاتها ملموسة في تحقيق الكثير من هذه الإنجازات
لذلك فقد استطاعت الجماهير في الشارع بقيادة حزبنا. أن تنتزع من حكومة الثورة المترددة بعض المكاسب الثورية الهامة الأخرى. فتحت راية الدفاع عن الجمهورية ضد أعدائها وتطوير الثورة وتحقيق المطامح المشروعة للشغيلة والكادحين و كافة الفئات الشعبية, واصل حزبنا تنظيم الجماهير وتعبئتها سياسيا فانتصبت المنظمات الجماهيرية الجبارة وتحققت لها شرعيتها بعد أن كانت منظمات سرية لعدة سنوات. ومنها نقابات العمال وجمعيات الفلاحين واتحاد الطلبة واتحاد الشبيبة ورابطة الدفاع عن حقوق المرآة. كما تشكلت فرق المقاومة الشعبية, وظهرت إلى العلن الصحافة الديمقراطية الثورية والشيوعية. وانتزع العمال حقوقا اقتصادية مغتصبة من أرباب العمل منذ سنين طويلة وتحققت بعض المكتسبات الأولية بالنسبة للشعب الكردي والمرآة. وفوق كل شيء تمتع الكادحون لأول مرة بحرياتهم واسترجعوا كرامتهم الإنسانية التي سحقها الاستعماريون والإقطاعيون والبرجوازيون الرجعيون والموظفون البيروقراطيون دهرا طويلا تحت الأقدام. ورفعوا رؤوسهم عاليا على مضطهديهم ومستغليهم عاليا في أعراس الثورة تلك, بينما فضح خونة الشعب والجلادون والعملاء الرجعيون. فتذوق الشعب الكادح سعادة العهد الظافر, عيد الجماهير الحقيقي فلا عجب أن تذكر الرجعية مسيرات الشعب المهرجانية بهلع وجزع. لقد قاد حزبنا ملايين الكادحين ودربها في معارك وطنية وطبقية ونظم أعظم حركة سياسة ثورية في تاريخ العراق المعاصر خلال أشهر معدودات, ورفع الوعي الثوري في صفوف القوات المسلحة على نطاق واسع.) الحزبالشيوعي العراقي - المؤتمر الوطني الثاني -ايلول 1970
ثورة الردة
احتفظ الاستعمار واحتكاره النفطي منذ 14 تموز بموقعه المسيطر على حياة البلاد الاقتصادية وبالتالي بأدوات التأثير على حياتها السياسية وبالأخص شبكة عملائه المنتشرة في مختلف الأوساط في الدولة والمجتمع. وبدأ برسم المخططات التأمرية وهي تضم في إطارها الإقطاعيين والعملاء والرجعيين من أعداء الشيوعية والديمقراطية ودفع في شراكها مختلف أجنحة القوميين داخل العراق وفي البلدان العربية الأخرى هذه الفئات التي وضعت خصومتها مع الحكم القائم عهد ذاك ومع القوى الثورية التي يمثلها حزبنا فوق جميع الاعتبارات والمصالح الوطنية والقومية ومقتضيات النضال ضد الاستعمار. وواصل الإمبرياليون والرجعيون نشاطهم التآمري وفق هذا المخطط. والتقت نشاطاتهم هذه مع النشاطات التآمرية للفئات القومية سواءا بادراك من الأخيرة أو دون أدراك. وفي ظرف الصراع الدائر في كردستان تم انقلاب الردة في شباط 1963 بواجهة بعثية - قومية. وذلك بعد إصدار القانون رقم (80) الذي يقضي باسترجاع 99,5 بالمئة من أراضي العراق الخاضعة لامتياز شركات النفط الاحتكارية وأعداد لائحة قانون شركة النفط الوطنية. أن حكم الردة تمتع منذ اللحظات الأولى بعطف ومساندة القوى الإمبريالية والرجعية في العالم كله, وقد قبر لائحة قانون شركة النفط الوطنية في المهد. والغي قانون الأحوال الشخصية, وجمد قانون رقم (80), كما جمدت الاتفاقية الاقتصادية العراقية - السوفياتية وفتح الباب على مصراعيه أمام الرساميل الأجنبية الاحتكارية. ودشن عهده بالهجوم على الحركة الديمقراطية مركزا هجومه على الحزب الشيوعي العراقي. وأعلن البيان رقم (13) الذي يبيح قتل الشيوعيين وأبادتهم. فأطلق العنان للحرس القومي الفاشي بإباحة القتل والسلب والنهب وهتك الأعراض. وفتحت معسكرات الاعتقال التي ضمت عشرات الألوف من الوطنيين وجرت ممارسة سياسة التعذيب والتصفية الجسدية. واستشهد المئات من الكوادر الشيوعية والعسكريين الثوريين ومئات الأعضاء وقتل السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي سلام عادل والعديد من أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي تحت التعذيب. وتم سلب المكتبات العمالية وجرى شن الغارات البوليسية "الزركات" على الفلاحين. وبعد أشهر من الهدنة مع قادة الثورة الكردية والتي استثمرت لتصفية أخر بقايا الديمقراطية شهدت البلاد أفضع حرب تدميرية ضد الشعب الكردي في العراق. وفي مثل هذه الظروف نهض حزبنا الشيوعي باندفاع إلى المساهمة الفعلية في الثورة الكردية المسلحة حيث خاض الأنصار الشيوعيون معارك بطولية حققوا فيها أروع الانتصارات, كما شهدت البلاد أعنف صراع ضد قوى التحرر على المسرح العربي. هذه هي ثمرة الانقلاب الفاشي في 8 شباط 1963, وبكلمة أخرى إرجاع مسيرة الثورة إلى الوراء سنوات عديدة. ولكن المقاومة الجماهيرية الواسعة منذ اللحظات الأولى بقيادة الحزب الشيوعي بهدف صيانة الجمهورية واستقلال البلاد ومكتسبات ثورة تموز, واستمرار المقاومة وبخاصة الانتفاضة البطولية في معسكر الرشيد في 3 تموز 1963 والحملة العالمية ضد الحكم الرجعي الجديد, ومقاومة الشعب الكردي البطولية, وتدهور الوضع السياسي والاقتصادي زاد في عزلة الحكم وحطم الحلف بين الرجعيين والقوميين والبعثيين على الصعيدين الداخلي و العربي, وأزيحت بعض الفئات ذات الانتماءات القومية من الحكم. وبالتالي أشتد التناقض الداخلي داخل أجنحة البعث نفسه وبين المدنيين والعسكريين حتى انتهت الواجهة البعثية على أثر انقلاب فوقاني في تشرين الثاني 1963)الحزب الشيوعي العراقي - المؤتمر الوطني الثاني - ايلول 1970
عند اتصال الشهيد سلام عادل بالزعيم المحاصر في وزارة الدفاع: ردّ عبد الكريم قاسم على أحد الاتصالات التلفونية التي أجراها سلام عادل مع وزارة الدفاع، وقال له بأننا أخطأنا مع الشيوعيين، وقدّم له الاعتذار قائلاً له إنه سيضعهم في المكان المناسب، واعداً بمعالجة الأخطاء التي ارتكبت بحق الحزب
لقد برهن انقلاب 8 شباط الأسود وقبله مؤامرة الشواف مدى أهمية أفكار الشهيد سلام عادل على أهمية مشاركة الحزب في الحكم كعامل ضروري في صيانة الاستقلال الوطني في أهمية استلام الحكم لقطع الطريق على مؤامرة القوى الرجعية ومن أجل إنقاذ الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم نفسه من التصفية، بعد أن اتخذ قرار إسقاط الحكومة الوطنية في الدوائر الاستخباراتية الأمريكية. ولعل المحادثة التلفونية الأخيرة، التي جرت أثناء مقاومة انقلاب 8 شباط الأسود بين الشهيدين الزعيم عبد الكريم قاسم وسلام عادل، تعطي معنى مؤثراً للإمكانية الواقعية في إفشال مخططات الإمبريالية والرجعية في الإطاحة بالنظام الوطني في حالة تسليح الجماهير والاعتماد عليها في التصدي للمؤامرة وفق برنامج وطني ديمقراطي. «واستمر سلام عادل بالاتصال تلفونياً بوزارة الدفاع بين فترة وأخرى، مستفسراً عن وضع الموجودين فيها، مقدماً اقتراحاته لهم. وقد ردّ عبد الكريم قاسم على أحد الاتصالات التلفونية التي أجراها سلام عادل مع وزارة الدفاع، وقال له بأننا أخطأنا مع الشيوعيين، وقدّم له الاعتذار قائلاً له إنه سيضعهم في المكان المناسب، واعداً بمعالجة الأخطاء التي ارتكبت بحق الحزب. لكن سلام عادل قطع حديثه بلباقة موضحاً له بأن الوضع حرج ويحتاج العمل السريع وعدم مناقشة الماضي، وطلب منه إذاعة بيان موجه إلى القوات المسلحة بصوته من الإذاعة السرية التي كان الحزب يعتقد بوجودها في وزارة الدفاع، يدعو فيها الجماهير إلى مقاومة الانقلاب وتسليم السلاح للجماهير».(ثمينة ناجي يوسف،سلام عادل - سيرة مناضل ص339
لقد قيّم الشهيد سلام عادل الانقلاب الفاشي في آخر رسالة كتبها: «إن الديكتاتورية السوداء الجديدة لم تأتِ للقضاء على الديكتاتورية كما تزعم، ولم تأتِ من أجل الوحدة والحرية والاشتراكية أو "العدالة الاجتماعية"، بل جاءت لتطعن شعارات الوحدة والحرية والاشتراكية والعدالة الاجتماعية. إن طبيعة الديكتاتورية السوداء الجديدة لا أن تسترها بغربال من الديماغوجية والتهويش. إنها طبيعة رجعية قومية يمينية شوفينية عنصرية طائفية. وبطبيعتها هذه تخدم بالدرجة الأولى الاستعمار والرجعية والإقطاع، إنها تمثل حركة ردة سوداء للنكوص لبقايا مكتسبات ثورة 14 تموز. إنها تحمل راية مهادنة الاستعمار الأمريكي والإنكليزي وشركاتهما النفطية. إنها تحمل راية تخريب الإصلاح الزراعي. إنها تحمل راية تخريب البقية الباقية من النزر اليسير من حريات الشعب ومنظماته ونقاباته وجمعياته المهنية والثقافية والاجتماعية، أنها تحمل راية تخريب المقاييس الوطنية وتشويه أهداف الحركة الشعبية وحرفها لصالح الاستعمار والإقطاع، أنه تحمل راية معاداة الشيوعية والديمقراطية والوطنية. راية ميثاق بغداد غلاة دعاة الاستعمار والعدوان والحرب، وفرض أبشع أساليب الحكم البوليسية الفاشية على بلادنا، إنها تحمل راية تدمير جيشنا الوطني جيش 14 تموز وتصفية عناصره الوطنية الأشد إخلاصاً للشعب والوطن. إنها سلطة معادية للقوميات والأقليات التي يتألف منه شعبنا، تحمل راية العداء القومي والطائفي وضد الشعب الكردي وضد الأقليات القومية والدينية والطائفية، إنها تحمل راية معاداة العمال والفلاحين، معاداة المثقفين والثقافة والعلم». (المصدر السابق ص 356
--------------------------------------------------------------------------------
( ورغمخسائر الحزب الجسيمة خلال الايام الاولى من الانقلاب حيث اشارت التقديرات الى أن عدد شهدائه خلال تلك الأيام قد وصل الى حوالي 5000 شهيد واعتقل 29 ألفا من الشيوعيين واصدقاء الحزب . وقد تمكن سكرتير الحزب سلام عادل وثلاثة من أعضاء المكتب السياسي وهم جمال ومحمد صالح العبلي من الاختفا ء اضافة الى عدد من أعضاء اللجنة المركزية وقيادة منطقة بغداد وكوادرها من الاختفاء وتنظيم التراجع ولم شتات المنظمات الحزبية واعادة الصلة بها وبالتنظيمات في منطقة الفرات الأوسط والمنطقة الجنوبية واقليم كردستان كما سلمت مطبعة الحزب السرية وظلت تطبع البيانات والمنشورات في تلك الايام الصعبة , لذلك بدا سلام عادل في الرسالة التي كتبها " ملاحظات أولية " متفائلا بسرعة القضاء على الانقلاب) ثمينة ناجي يوسف:سلام عادل - سيرة مناضل-الجزء الثاني-ص 357
--------------------------------------------------------------------------------
شهادات
--------------------------------------------------------------------------------
كان للقوى الإقطاعية التي تعرضت مصالحها الطبقية الضيقة إلى ضربة كبيرة بإصدار حكومة ثورة 14 تموز 1958 قانون الإصلاح الزراعي، فعملت بكل الوسائل لإسقاط حكومة الثورة، وتوافق ذلك مع العقلية المعادية للديمقراطية لقيادة الجمهورية العربية المتحدة ليتكون حلف غير مقدس،ضم القوى القومية العربية والكردية المتعصبة في العراق، والقوى الإقطاعية والرجعية وبقايا النظام الملكي البائد، بإشراف ودعم مباشرين من قبل الإمبريالية الأمريكية، إذ يسجل إسماعيل عارف التالي: «ويحضرني الآن ما جرى في لقائي بالملحق الجوي الأمريكي بواشنطن في أواخر خريف 1985. فبعد حديث قصير أدخلت في روعه إنني متذمر من الوضع في العراق لكي اكتشف ما لديه من معلومات طازجة عن الأوضاع في المنطقة العربية إذ أنه قد عاد لتوه من سوريا فقال إن الوضع في العراق سينتهي قريباً». (إسماعيل عارف، أسرار ثورة تموز، ص286).
وكانت الجمهورية العربية المتحدة على علاقة وثيقة بما كان يجري من تآمر. وقلت له كيف تتعاون مع الرئيس عبد الناصر والولايات المتحدة في خصومة شديدة معه، فقال إن الأمور تبدلت، لأن الخطر الشيوعي في العراق قد استفحل وأصبح القضاء عليه من مصلحة الطرفين. (المصدر السابق ص 280).
وجاء على نفس الصعيد في تقييم لحنا بطاطو «وسبب معارضة شيوخ عشائر شمر من آل الياور الذين يعيشون في لواء الموصل لثورة 14 تموز ومشاركتهم في المؤامرة لإسقاطها هو صدور قانون الإصلاح الزراعي في الثلاثين من شهر أيلول 1958 الذي صادر معظم أراضيهم الزراعية في المنطقة. ويعتبر هذا القانون أحد الأسباب الرئيسية للتحرك المعادي للثورة. وكان أحمد عجيل الياور على علاقة وثيقة برجال العهد المباد فقد كانت عشيرة شمر تسكن في الصحراء على امتداد أنابيب النفط، أي أنهم حرس لشركات النفط ولحفظ الأمن في الصحراء للحكم الاستعماري في العهد المباد. وارتبط احمد عجيل الياور بعلاقة صداقة مع الوصي عبد الإله فقد كانا يدرسان معاً في كلية فكتوريا في الإسكندرية، وقبيل ثورة 14 تموز كان يجتمع به وبغيره من شيوخ العشائر. وكما أن أحمد عجيل الذي كان يخدم مصالح الإنكليز بالوراثة عن والده عجيل باشا الياور من أكبر رجال العشائر أي شيخ من شيوخ العشائر الذين اعتمد عليهم الانكليز واعتزوا بهم وحضر حفلات تتويج لملوك بريطانيا في لندن». (حنا بطاطو، الكتاب الثالث ص 183
اكتشاف الخميني عمالة محسن الحكيم للسافاك الشاههنشاهي
تحالف الشاه والمخابرات الامريكية ومحسن الحكيم للاطاحة بحكومة ثورة 14 تموز 1958 في انقلاب 8 شباط الاسود
تقرب الشاه من محسن الحكيم ، باعلانه تاييد مرجعية الحكيم من خلال برقية التعزية التي بعث بها الشاه للحكيم معزياً بوفاة بوفاةالمرجع الاعلى السيد حسين البروجردي عام 1961، التي فهمت على انها تفضيل للحكيم على غيره من المراجع .(فهمي هويدي : ايران من الداخل ، ص : 27 )
اكتشاف الخميني عمالة محسن الحكيم للسافاك الشاههنشاهي
جاء السيد الخميني لاجئا للعراق , وكان مثلنا لايعرف مدى تورط السيد في خطط السافاك , فزارالسيد في بيته وحاول السيد الخميني ان يبعث فيه روح الحماس للآنتصار للدين اينما كان, وضرب مثلا بسقوط مئات من
العلماء في تركيا ضد اتاتورك دفاعا عن الدين , وسوف لن ينساهم الشعب التركي . فأجابه السيد محسن بأستهزاء ظاهر : اتريدنا ان نموت حتى يذكرنا الناس!! . فضحك الحضور واحمر وجه السيد الخميني لهذه المفاجأة غير المتوقعة من السيد فقال له عليك ان تتذكرشهادة جدك الحسين (ع) . فأجابه السيد بنفس اللكنة من الأستهزاء : ولماذا لاتذكر جدك الحسن (ع) عندما صالح معاوية حقنا للدماء . فنهض السيد الخميني وخرج من البيت غير مودع من قبل السيد الحكيم. وحوصر السيد الخميني وقوطع وظل مراقبا من قبل السافاك بأشراف الحكيم نفسه , واشتكى السيد الخميني لله عز وجل قائلا ( لست ادري اي ذنب اقترفت لابتلى بالنجف في آخر عمري , فكلما تحركت خطوة واجهني معمموالنجف بالمعارضة والعراقيل ( ثورة الخميني ـ حميد روحاني ج2 ص492)هذا اللقاء هو لقاء بين اخوة في الدين والمذهب واعداء في السياسة والمصالح والأنتماء , لم يعرف الخميني ان هذا اللقاء هو بين ممثلي الشاه وممثلي الثورة الأيرانية الصاعدة. وهذا اللقاء ترتب عليه عدم زيارة السيد مهدي الحكيم لايران بعد الثورة , فضلا عن عدم استقبال السيد الخميني لاي عضو قيادي من اعضاء حزب الدعوة ( المقال محنة السيد الصدر سيفصل امور اخرى) , فهو كما بينت الأوراق التي اطلع عليها السيد الخميني ينتمون للنظام السابق . وواقعا فأن الدين لاعلاقة له لامن قريب ولا من بعيد بتلك المصالح مهما طالت اللحى وكبرت العمائم .وهذا التصرف العنيف من قبل السيد هو تصرف متأصل لاعلاقة له بالسماحة التي تسبق اسمه , فعلاقته بالعلماء والمحيطين به كانت علاقة متوترة ومصلحية , فعلاقته بالحمامي والزنجاني والجزائري والبغدادي وكاشف الغظاء اقل مايقال عنها علاقة عدائية يعرفها اهل النجف , وخلدت ذاكرتهم القويه احداثا لاتليق بعالم على هذا المستوى . كما كانت علاقته باهل النجف سيئة ايضا فلم يستطع ان يكوّن جماهيرية له في هذه المدينة , وكان كل المحيطين به ممن يعتاشون على عطاياه, وقد أخطأ بمحاربة غير التابعين له برزقهم , فحاول مثلا منع السيد جابر اغائي من العمل , وهو خطيب حسيني شجاع فرد له الكيل . وحاول منع فاضل الرادود بحجة ميوله السياسية , وقد فضحه فاضل من على المنبر واتهمه بأنه وراء حادثة تسميم السيد محمد سعيد الحبوبي في بيت طالب العنزي , وان تقرير الطبيب الهندي يثبت ذلك , وقد ورد ذلك في جريدة هي من ارشيف فاضل الرادود والعهدة على فاضل. واشتكى السيد بمرارة للسيد جواد شبر قائلا : لقد قضينا على الشيوعيين بالبعثيين , فكيف سنقضي على خدام المنبر الحسيني من اصحاب الألسنة الطويلة كفاضل وعبد الحسين وشهيد ابي شبع ومن لف لفهم ؟وتصرف مع بعض رجال الدين تصرفا مقززا , كأرسال الشقاوات لضرب بعضهم كما اسلفنا في المقال السابق , ولم يراع خدمة الشيخ محمد الشبيبي للمنبر الحسيني فترة زادت على الخمسين عام ,وهو والد المناضل المرحوم حسين الشبيبي, فحرم شراء بيته الذي عرض للبيع نظرا للحاجة المادية القاهرة للعائلة بسبب سجن محمد علي ومحمد الشبيبي ناشرا الدعاية من ان هذا البيت نجس , وعندما ارتد الراغبون عن الشراء , اشتراه السيد لنفسه بسعر بخس لاسكان السيد باقر الحكيم , ولغرض تطهيره من النجاسة, طلب من بلدية النجف تزويده بسيارة الأطفاء لغسل الارض بعد تهديم البيت !!! .
محمد باقر الحسيني
السيد محسن الحكيم و مواقفه السياسية
محمد باقر الحسيني
لم يقدم احد من قادة الشيوعية عقيدتهم على انها عقيدة ايمانية , وهي في نفس الوقت لا تدعو للايمان بالغيبيات التي يؤمن بها الناس, وبعض من اعضاء الحزب,بل يترك العضو يحدد اختياراته الايمانية , فهذه الاحزاب متكونة من المسلم والمسيحي واليهودي والصابئي , ولم يدان او يطرد من اعضاء الاحزاب العلمانية عضوا يلتزم باداء الطقوس الدينية , فهذه نزيهة الدليمي العضو البارز في تنظيمات الحزب الشيوعي تصلي وتصوم لحد الان ( عادل حبه الحوار المتمدن) . وبقي عدد كبير من الشيوعيين على هذا المنوال, وقد ذكرت في الحلقة السابقة ان عدد من رجال الدين والشعراء الحسينيين والرواديد وخدمة الروضة الحيدرية وعدد كبير من ابناء العلماء كانوا اعضاءا او اصدقاءا للحزب الشيوعي , وهذه حقيقة معروفة في النجف او في مناطق العراق الاخرى. ولم يقل المتدينون من الجهة الاخرى ان فتوى الشيوعية كفر والحاد صادرة عن دافع ديني , فالشيوعية ولدت قبل ولادة السيد محسن الحكيم باكثر من اربعين سنة , وعايشها السيد وحصل على درجة الاجتهاد , ونشر رسالته العملية ولم يكفرها , بل ان الخالصي الاب قد تراسل مع لينين نفسه , وكان الميرزا رضا الشيرازي صاحب جريدة بين النهرين على اتصال بالبلاشفة , وتدرب الحاج نجم البقال بطل وقائد ثورة النجف عام 1918 مع الشيوعيين في سجون روسيا القيصرية , بعد ان اسرته القوات القيصرية في المعارك مع القوات التركية على جبهة القفقاس , وكان حينذاك جنديا بالجيش التركي. والاكثر من ذلك ان السيد نفسه قد توسط للسيد موسى الحلو لاطلاق سراح ابنه الشيوعي المسجون في سجون نوري السعيد كما قلنا في المقال السابق , واليكم ما قاله المحامي حسن شبر احد مؤسسي حزب الدعوة( ان فتوى السيد الحكيم في كفر الشيوعية قد صدرت بعد مجابهة قاسم للشيوعيين بما يقرب من سبعة اشهر . مع انه من المفروض فيه (شرعا) ان يتصدى الى كل فكر ضال , وانه ليس من الشجاعة ان ينتظر ما يقوله رئيس دولة ليقولوا مثله ( ملتقى البحرين ) . لقد رفع عمر بن العاص القرآن على اسنة الرماح , وقال الامام علي (ع) لا نحتكم للقرآن لانه حمال اوجه , وما هذا الا حق يراد به باطل , فكيف جرت الاحداث وصدرت هذه الفتوى؟ . كانت سنة 59 من السنين العسيرة على مناهضي الثورة , فلم تك لهم نشاطات جماهيرية تذكر , عدا مراقبة الاخطاء التي تقع بها السلطة والحزب الشيوعي , فليس من المناسب الصراع من الموقع الاضعف, لذلك يجب رص الصفوف وتنظيم القوى والتحالفات افضل ما يمكن , فطلب السيد من المفكر الكبير والفيلسوف الخالد الشهيد محمد باقر الصدر (رحم) تأليف جبهة فكرية سياسية , تجسدت بكتاب السيد ( فلسفتنا ) واعقبه بعد حين بكتاب ( اقتصادنا) , وكان من المؤمل ان يفتح السيد الصدر النقاش الفكرى والمبدأي للوصول لقناعات تخدم المذهب والدين , للوصول الى نظرية مثلى للعدالة الاجتماعية , مزيجة بضماخ الثورة الحسينية , ولم لا والشارع والعامة من الناس اصبحوا يتداولون المفاهيم السياسية والفلسفية , ويتناقشون في المناطق الشعبية كالعمارة والسور والشوافع والبراق والمشراق مقولات الحق والواجب والتضحية بالذات من اجل المجموع , وتصدح اصوات النساء والملالي ( حدودة وفلحة) في مواكب العزاء الحسيني باشعار ضد امريكا والاستعمار , وفتحت على عجل مدارس محو الامية للرجال والنساء والتي يغلب عليها طابع التطوع الشعبي , فما الذي تغير في نفوس الناس؟ لقد تلقف السيد الشهيد هذا التبدل والقابلية للتغيير وقرأ الواقع وقارن ووجد ان الحوزة مثلا لم تهتم مطلقا بموضوع محو الامية وتعليم الناس , ولم تهتم مثلا بفتح جامع واحد في مدينة كبيرة كالحي (الكوت) مثلا ولغاية عام 1947, فهيأ للعمل الفكري . لقد قال السيد فضل الله ان السيد الشهيد كان يحترم الفلسفة الماركسية , ولكنه يختلف معها وهذا حق. وقرأ السيد الخميني كتاب الدولة والثورة للينين كاملا , واستفاد منه في تشكيل حرس الثورة وارسل رسالة فكرية لقادة الكرملن , وكانت فكرة السيد الشهيد تكوين معلمين دعاة لمناقشة الفكرة بالفكرة , لكن السيد محسن الحكيم كان في واد آخر , فقد اهمل اولا تكليف السيد الصدر , وامره بعد ذلك والسيد مهدي الحكيم بترك حزب الدعوة نهائيا!! . فهذا الاتجاه يؤدي الى تعليم الايمان والوصول بالمؤمن لدرجات سامية من الصفاء والنور وغسل القلوب عن ما يدنسها ,وبعض من هذه القيم قد دفعت اعضاء من حزب الدعوة بعدئذ ان يواجهوا الموت بكل بطولة وجسارة , وكان هذا في رأى السيد ما يشبه المثل (عرب وين وطنبورة وين) , فالمهمة جاهزة وهو الانقضاض على قاسم وما يمثله هذا الشخص القادم من اب سني وام كردية فيلية شيعية يمثل فسيفساء العراق ومتحالف فوق ذلك مع الحزب الشيوعي ويحب الفقراء , لقد أركن مشروع السيد الصدر في اعلى الرفوف من مكتبة السيد الحكيم , وفتح كتاب الجريمة السياسية الدينية , وكان من المؤمل اغتيال الزعيم في( 7/10/1959) وشوهد السيد وهو يؤدي الصلاة بكل نشاط ويدعو في نهايتها بكل خشوع , للشباب المكلفين باغتيال الزعيم بالنصر وانهاء الظلم والظالم , ورفع هذه الغمة عن هذه الامة وسالت دمعة حرى على خده الكريم ورفع يديه وقال امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء وكررها ثلاث. لقد فشلت محاولة اغتيال قاسم , وفشلت الامال وانطلقت المظاهرات وسيطر الشيوعيون على الشارع بدون منازع , وانفلت الناس بالبحث عن المتآمر المعروف والمحتضن , وصاحب ذلك كثير من الاخطاء , كانت لها قيادة السيد بالمرصاد , فبعد ان امتصت الصدمة جرى التفكير بطرق اخرى , فهذا ميلاد الحسين(ع) قادم 3 شعبان المصادف يوم 31/1/1960, ولابد من التهيئة الجيدة له ,خاصة وان الزعيم تلكأ في تجذير الثورة , واراد ان يحد من نفوذ الحزب الشيوعي المتزايد, والتجأ الى قاعدة للمناورة سميت بعفا الله عما سلف, فتلقف السيد هذه الاشارة بذكائه المعروف, وركز الهجوم على الحزب الشيوعي , فكان ميلاد الحسين (ع) تظاهرة لابراز القوى والعضلات, وكانت المشاركة السياسية لقوى الثورة المضادة واضحة , وتشير القصائد الى التوجهات الجديدة والاصطفاف المختلف , فكانت القصائد تطلب من الزعيم مواجهة المد الكافر ، وتدعو الى الشعارات التي طرحها البعثيون ، والمطالبة بالوحدة العربية , وكان هذا المهرجان هو الاستعراض العام الذي كان محميا بقوه رسمية من اعضاء البعث , وبه تمت الاتصالات لان تتخذ المرجعية دورها في حماية بيضة الاسلام , ولابد من الحذر كي لا يذهب الجهد هباء كما حدث في محاولة اغتيال قاسم , وجرى التشاور وكان الرأي المسنود من ايران ان تكلف المرجعية العربية بهذا الجهد المبارك , كي لا تتعرض المرجعية من اصول ايرانية للتسفير او التضييق او المواجهة مع العامة , وهم لا حول لهم ولا قوه ولا يعرفون حزب البعث , ويفتقدون للشقاوات لحمايتهم . فتطوع الشيخ مرتضى آل ياسين بكتابة فتوى لقياس ردة الفعل وهي ( الانتماء الى الحزب الشيوعي من اعظم المحرمات التي يشجبها الدين , وتنبؤ عنها شريعة سيد المرسلين , هدانا الله جميعا الى صراط المستقيم الذين انعم عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) ( انظر الملتقى الاسلامي20/7/2001) . فلم ينتبه احد لا لاسم الشيخ ولا للمضمون ولا للشكل , فقد قال احد الشعراء بأننا ظاهرة صوتية ونميل للاختصار والوضوح والنبرة العالية , والفتوى هي على الاحوط بالون للاختبار. كان اللاعب الامريكي على الخط , فقد روى لي المحامي حسون سميسم عام 69 واكد هذه الرواية المحامي جواد عبد الحسين ان دفعة كبيرة من المال وصلت لمصرف الرافدين في النجف مرسلة من تركيا باسم السيد, وارسل قاسم ضباطا للتحقيق مع السيد الذي قال بانها حقوق شرعية, واستلمها السيد مهدي , وقد ذكر هذه الحادثة عبد الكريم قاسم نفسه ( الحديث للمحامي جواد عبد الحسين) عندما اجتمع مع وفد انصار السلام في بغداد. وبعد اسبوع من ذلك كتب السيد فتواه الشهيرة ( بسم الله الرحمن الرحيم . لا يجوز الانتماء للحزب الشيوعي فان ذلك كفر والحاد او ترويج للكفر والالحاد. اعاذكم الله وجميع المسلمين عن ذلك وزادكم ايمانا وتسليما , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) وهي مؤرخة بتاريخ 17 شعبان 1379 المصادف 15/2/1959 , وكان الجو مهيبا عدد كبير من الناس والصحفيين في بيت السيد , وتعالت كلمات الله اكبر, وكان الاستاذ الاديب والمثقف حميد المطبعي واقفا خارج بيت السيد وشاحذا فرشاته , واشترى لهذه المناسبة الجليلة عددا من علب الدهان الاسود , لوشم حيطان النجف بوشم يذكره على الدوام بذلك الماضي الاسود , وكتب على حائط مدرسة الخليلى وقرب بيت السيد مباشرة وبخط فارسي رشيق فتوى السيد , وشطب على شعار وطن حر وشعب سعيد اينما واجهه ذلك , وضحك ملئ فمه على حمامات السلام البيضاء المرسومة على الحيطان , واباح لنفسه حرية الاختصار , فهو اديب واعرف من السيد بالموسيقى الداخلية للجملة الشعرية وكتبها (قال الامام الحكيم الشيوعية كفر والحاد) .لقد نشر بعض الكتاب اخبارا عن اشتراك عدد من العلماء , باصدار فتاوي مشابهة كالخوئي والشيرازي والتبريزي والشاهرودي والشيرازي , دافعها هو التمسح بفتوى الحكيم , والادعاء بما ليس لهم , فالفتوى كما اسلفنا ليست دينية وان لبست اللباس الديني , وقد حاول السيد مهدي الحكيم التنصل منها , في فترة من حياته , متهما اخيه محمد رضا بأخذ الختم من السيد وطبعه على الفتوى دون ارادة السيد محسن . ولقد جربت محاولات ان تؤخذ الفتوى من السيد حسين الحمامي قبيل وفاته وفوتح بهذا الغرض واجابهم بان هذا الافتاء سوف يستغل من قبل الاحزاب الاخرى لابادة الطائفة الشيعية . حيث ان عدد كبير من اعضاء الحزب الشيوعي هم من الطائفة الشيعية , وقد عبدت هذه الفتوى الطريق لصعود القيادات الطائفية للسلطة , كما افتى العالم السني طه جابر العلواني فتوى مضادة تحرم دماء الشيوعيين !! .قلنا فيما مضى ان اللاعب الامريكي كان على الخط المباشر , فقد تفاجأ خادم السيد بزيارة السفير الامريكي ( انظر حيدر البغدادي موقع براءة ) وتواجده في غرفة الاستقبال بعد اسبوع من صدور الفتوى , ولم يكن السيد عالما بموعد الزيارة , وكان التوقيت مهم جدا فقد بدأ الزعيم بالتفاوض مع الشركات البترولية , والافق ملبد بالغيوم , والخسائر التي ستمنى الشركات بها كبيرة , والشاه لديه تجربة من ايام مصدق , لذلك سيكون التحريم المجرد قاصرا عن اداء المهمة , ولابد من العمل المباشر , باستغلال الجبهة الناصرية , وجبهة الكويت , والضباط الذين استغلوا طيبة قاسم وتردده . فاندمج الاقطاع بالبعث والبعث بالمرجعية والمرجعية بالخطط الشاهنشاهية الامريكية البريطانية , وافضت لولادة المولود المسخ (14 رمضان) . وكان نتيجة هذا السفاح الفتوى الثانية التي اعطاها السيد بدون ان يرمش له جفن (الشيوعيون مرتدون وحكم المرتد هو القتل وان تاب , والشيوعيون نوعان الاول من آمن بها وحمد بها ولا يرجع عنها , فحكمه كما جاء اعلاه والنوع الثاني من اعتبرها تقدمية ومعاونة المحتاجين , وهؤلاء يحجزون ويفهمون ويعلمون الصح من الخطأ . فأن تابوا يطلق سراحهم . وان اصروا عليه فحكمهم كما جاء اعلاه) . اعطى السيد هذه الفتوى لعبد الغني الراوي عام 63 الذي يريد تطبيق الحكم الاسلامي بحق 9000 شيوعي في نقرة السلمان و2600 في سجون الشرطة , وقد عرف السيد هذه الارقام قبل ان يكتب السيد مهدي الحكيم بيده تلك الفتوى , وتصوروا ذلك يأتي مسؤول ما ويطلب من السيد فتوى بقتل 11600 منهم 70% شيعة وتعطى لهم هذه الفتوى من اعلى سلطة دينية , وما زال حكم الفتوى نافذ !!! ولم يلغى من قبل مرجع اخر لحد الان !!, انني اطالب من هذا الموقع من جميع علمائنا الافاضل بالبراءة من هذه الفتوى لانها ليست شرعية , واعتبار ضحاياها شهداء رفعوا الى جانب الانبياء والقديسين والمخلدين في الجنة , وتعويض عوائلهم من الحقوق الشرعية التي يستحقونها . كما ارجو من الموقع ان يوجه رسائلا مباشرة للعلماء الافاضل لبيان رأيهم الديني كي لا يظهر من يفاجأنا في المستقبل ويريد تطبيق هذه الفتوى بحق فئة من اطياف الشعب العراقي .
(أما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض )
27/4/2007
النجف
لم يرسل محسن الحكيم برسالة تأييد
بعد قيام ثورة 14 تموز لكنه لم ينس ارسال برقية تهنئة وبهجة
لانقلابيي 14 رمضان التي قتلت شهيدا صائما وابنا بارا للشعب العراقي
فبعد وفاة السيد جواد البرجوردي في قم دعم شاه ايران مرجعية الحكيم , لاضعاف المعارضة الدينية في ايران , ونقل المرجعية خارج ايران لتوفير مسافة مآمونة , وكانت الطريقة المعتمدة في ترشيح مرجع ما , هو ان يرسل شاه ايران برقية تعزية موجهة للعالم الذي يرغب الشاه ترشيحه لهذا المنصب , ويكون صاحب البرقية هذا هوالاكثر حظا في نيل المرجعية . فالسيد محسن الحكيم لم يكن الاعلم او الاكبر سنا , فقد كان السيد محمد حسين الحمامي حيا يرزق ,وكان هو صاحب المرجعية العامة بعد وفاة السيد الاصفهاني في العراق , وكان بجانبه التبريزي والشاهرودي والشيرازي , لكن السيد الحكيم كان الابرز في التعاطي مع سياسة الشاه كما سيآتي تبيانه , فهو الذي حطم المرجعية التقليدية وادخل السياسة والسياسيين لعرينها , واصبح بيت السيد يشبه احد مقرات الاحزاب , وقد شبه احد طلاب الصدقات بيت السيد تشبيها بليغا عندما قال بان السيد قد (سد باب الفقراء وفتح باب الوزراء ) , ومنه انطلقت جماعة العلماء والحزب الجعفري والشباب المسلم وحزب الدعوة , ومنه ذهب البعثيون وتسلمواالحكم في بغداد في رمضان باعتراف الكل , ونفس البيت الذي استقبل فيه السفير امريكي لاول مرة في تاريخ المرجعية اضافة الى ميشيل عفلق والبكر ورشيد مصلح علم 63 بعد بيان13.
السيد محسن الحكيم وعبد الكريم قاسم : يستغرب المتتبع لتصرفات الحكيم آبان حكم قاسم موقف وتصرفات السيد اتجاهه , فمنذ قيام الثورة تصرف السيد سلبيا اتجاهها , فلم يرسل مثلا رسالة تآييد بعد قيام الثورة , في حين ارسل السيد الحمامي والبغدادي والشيخ كاشف الغطاء وعدد آخرمن العلماء من مناطق العراق المختلفة برقيات تهنئة مختلفة المضامين , لكن السيد الحكيم لم ينس ارسال برقية تهنئة وبهجة لانقلابيي 14 رمضان التي قتلت شهيدا صائما وابنا بارا للشعب العراقي اضافة للمجازر التي افتتحها عهد البعث والسيد ايضا لم ينس ارسال برقية لايقاف اعدام الطبقجلي وزملائه واخرى لايقاف اعدام السيد قطب واخرى لايقاف قانون الاحوال الشخصية , واخرى بحرمة الحرب في كردستان بعد ان تحالف مصطفى البرزاني مع الشاه ضد عبد الكريم قاسم
محمد باقر الحسيني
--------------------------------------------------------------------------------
نص فتوى محسن الحكيم الصادرة بتوجيه من شاه ايران والتي استند اليها قطعان الحرس القومي في مذابحهم ضد الشيوعيين والديمقراطيين العراقيين
( بسم الله الرحمن الرحيم . لا يجوز الانتماء للحزب الشيوعي فان ذلك كفر والحاد او ترويج للكفر والالحاد. اعاذكم الله وجميع المسلمين عن ذلك وزادكم ايمانا وتسليما , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته )
وهي مؤرخة بتاريخ 17 شعبان 1379
المصادف 15/2/1959
--------------------------------------------------------------------------------
اندمج الاقطاع بالبعث والبعث بالمرجعية والمرجعية بالخطط الشاهنشاهية الامريكية البريطانية , وافضت لولادة المولود المسخ (14 رمضان ) . وكان نتيجة هذا السفاح الفتوى الثانية التي اعطاها السيد بدون ان يرمش له جفن
ان اللاعب الامريكي كان على الخط المباشر , فقد تفاجا خادم السيد بزيارة السفير الامريكي ( انظرحيدر البغدادي موقع براءة ) وتواجده في غرفة الاستقبال بعد اسبوع من صدور الفتوى , ولم يكن السيد عالما بموعد الزيارة , وكان التوقيت مهم جدا فقد بدا الزعيم بالتفاوض مع الشركات البترولية , والافق ملبد بالغيوم , والخسائر التي ستمنى الشركات بها كبيرة , والشاه لديه تجربة من ايام مصدق , لذلك سيكون التحريم المجرد قاصرا عن اداء المهمة , ولابد من العمل المباشر , باستغلال الجبهة الناصرية , وجبهة الكويت , والضباط الذين استغلوا طيبة قاسم وتردد ه . فاندمج الاقطاع بالبعث والبعث بالمرجعية والمرجعية بالخطط الشاهنشاهية الامريكية البريطانية , وافضت لولادة المولود المسخ (14 رمضان ) . وكان نتيجة هذا السفاح الفتوى الثانية التي اعطاها السيد بدون ان يرمش له جفن ( الشيوعيون مرتدون وحكم المرتد هو القتل وان تاب , والشيوعيون نوعان الاول من آمن بها وحمد بها ولايرجع عنها , فحكمه كما جاء اعلاه والنوع الثاني من اعتبرها تقدمية ومعاونة المحتاجين , وهؤلاء يحجزون ويفهمون ويعلمون الصح من الخطأ . فأن تابوا يطلق سراحهم . وان اصروا عليه فحكمهم كما جاء اعلاه ) . اعطى السيد هذه الفتوى لعبد الغني الراوي عام 63 الذي يريد تطبيق الحكم الاسلامي بحق 9000 شيوعي في نقرة السلمان و2600 في سجون الشرطة , وقد عرف السيد هذه الارقام قبل ان يكتب السيد مهدي الحكيم بيده تلك الفتوى , وتصورا ذلك يأتي مسؤول ما ويطلب من السيد فتوى بقتل 11600 منهم 70% شيعة وتعطى لهم هذه الفتوى من اعلى سلطة دينية , ومازال حكم الفتوى نافذ !!! ولم يلغى من قبل مرجع اخرلحد الان !!,
محمد باقر الحسيني
مكتبة اليسار - فصول من كتاب يعد للنشر*
عنوان الكتاب : اليسار العراقي توأم الدولة العراقية الحديثة
(1921-2011)
الكاتب : صباح زيارة الموسوي
تاريخ نشرالمادة : 2004-02-08
#التيار_اليساري_الوطني_العراقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟