أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - مشاركة الشاعر صلاح فائق في حفل التأبين الأدبي للشاعر المبدع الأب يوسف سعيد














المزيد.....

مشاركة الشاعر صلاح فائق في حفل التأبين الأدبي للشاعر المبدع الأب يوسف سعيد


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3672 - 2012 / 3 / 19 - 23:36
المحور: الادب والفن
    


مشاركة الشاعر صلاح فائق في حفل التأبين الأدبي للشاعر المبدع الأب يوسف سعيد

كانَ وسيبقى حيَّاً في حياتي

أقدِّم تعازيَّ القلبيَّة إلى أسرةِ صديقي الشَّاعر الأب يوسف سعيد، الذي بالنسبة لي لن يموتَ إنما انتقلَ الى مكانٍ آخر. ذلك لأنَّه كان وسيبقى حيَّاً في حياتي، فهو معلمِّي الأوَّل. والغريب أنه كان صديق أبي قبل أن يصير صديقي. أتذكَّر جيداً التقينا في العام 1960 في كنيسته على طريق محطَّة كركوك وقد أخذني إليه صديقان رائعان، سركون بولص وجان دمّو، نظرَ اليَّ طويلاً ثم سألني:
ماذا تكتبُ؟
قصص قصيرة وأحياناً الشعر.
اقرأ لي من شعرِكَ.
قرأتُ له قصيدة بعد أخرى .. قال سركون لا تتوقف عن القراءة فهو مولعٌ بالصور الشعرية وعندك منها الكثير. قضينا عدّة ساعات نقرأ له وكان يردُّ علينا بقراءةِ قصائد له، أدهشتني قصائده حقَّاً. عند باب الكنيسة قال لي أنتَ شاعر. ثم توالت زياراتي إليه مع جليل القيسي ويوسف الحيدري وأحياناً كنتُ أزوره وحدي وكان مسروراً دائماً بلقائنا والاستماع إلينا. بعد أيَّام من زيارتي الأولى إليه قال لي أبي، يقال أنك شاعر، فعرفتُ فوراً مَن أخبره. افترقنا لسنوات طويلة.. وبقيت أقرأ له في مجلات لبنانية وعراقية في السبعينات. وفي عام 1985 قرَّرنا أنا وسركون أن نحضر مهرجان المربد، وفجأةً وجدناه أمامنا، مع جان دمّو ويوسف الحيدري ومحيي الدين زنكنه وآخرين من جماعة كركوك. كان ذلك اللقاء مهرجاننا الحقيقي بعد سنوات طويلة من الفراق. وفي عام 1987 طلب منّي أن أزوره في السويد، فقبلتُ رغبته بكلِّ فرحٍ، بقيتُ معه اسبوعاً وقرأنا ليلةً بعد أخرى شِعرَنا وكتاباتِنا..أعطيته مجموعاتي وكان سعيداً بها. بعد أسابيع هاتفني ليخبرني عن نيَّته بكتابة دراسة عن مجموعتي رحيل، ولكم أن تتخيَّلوا مدى بهجتي برغبة نبيلة كهذه، ومِن مَن؟ من صديقي ومعلِّمي في آن. دراسته كانت أكبر من كتابي وقد أخبرني بأنّه سينشرها ككتاب. يؤسفني افترقنا لسنوات طويلة، لكنه كان دائماً معي، يزورُني في مناماتي أو يظهرُ فجأة من بين أمواجِ المحيط، حيث بيتي الصغير.
فقدتُ عنوانَه، بل وعناوين كل أصدقائي في هجمة فيضان رهيبة على بيتي. من سعاداتي الكبرى زيارته لي في لندن، تجوُّلنا اليومي في الحدائق وكان مُبهِجَاً في سردِ ذكريات ومشاهدات عن كركوك. مثل بقية شعراء مجموعة كركوك، فإن الصوت الخاص والمستقل هو ما يميِّز كلا منهم ومن هنا تأتي أهمية هذه المجموعة من الشُّعراء.

قبل شهرين اتصلت بالصديق الشَّاعر نصيف الناصري وسألته أن يخبرني عن حال الأب يوسف سعيد من الناحية الصحّية وغيرها وقد أخبرني بأنه يعاني من مصاعب جدّية صحِّياً. سألته بعدئذٍ إنْ كان ممكناً أن أزورَه في مالمو ثم نسافرَ معاً لزيارةِ شاعرنا النَّبيل, فرحَّبَ بالاقتراح. رتَّبتُ حالي خلال الشَّهرين الأخيرين للقيامِ بزيارته في الشَّهرِ المقبل، إلا أنَّ القدرَ كانَ له رأيٌ آخر.

اقرأ في كتابه (السفر داخل المنافي البعيدة) ما يلي من صورٍ مذهلة:
انني قادم نحو متَّكآت المدن السعيدة. وحدُها الفراشات تستريح على أجنحة البرق. تصوُّفي أرجوزة خالدة. انني أبحث في سهول شنعار عن سلالم موسيقية صنعة عازف عراقي. يومياً دجلة مع سرادقه البيضاء ينامُ في سفوحي. الاصواتُ أزمنة. العراق في بؤبؤي اقحوانة. هلاهل ضوئية تهطلُ كطلٍّ ربيعي. نسوةٌ قرب سريري يحدثنني عن هلاكي المؤجَّل بينما أراقب كوكباً كبيراً، متمنِّياً الارتقاء الى دياره. هل في أحواضه زنابق من نوعٍ آخر؟ وغيرها كثير.

في حياته، حيث خدم كل من احتاج إلى نصيحته وتضامنه، في العراق وفي غيره من البلدان، وفي شعره يقف شامخاً كشاعر حديث ووطني في آن. العراق شعره وشعره العراق، في مفرداته، حتى العامّية منها. فهناك مغازة، أشيل، كاغد، وتأتي تلقائيّة ومحبِّبة. انني احترم وفاءه الوطني، كعراقي في زمن خان فيه مثقفون كثر، كتَّاب وشعراء، وطنهم السومري لقاء فتات موائد المحتلِّين والخونة الذين شرذموا الوطن الى قومياتٍ وأديانٍ وطوائف. الصرخة الصادقة تفتحُ شبابيك العاصمة. ما أصدقك أيها النَّبيل. ننحني جميعاً لنطهِّر دموعَ عينيك. لقد تعلَّمنا منكَ الكثير وفي قصائد هذيانك تنزف مليون فكرة سعيدة.

أختم هذه الكتابة عن صديقي الشَّاعر الأب يوسف سعيد بقصيدة من كتابي رحيل

هنا، في هذا اليوم الغائر / بين السقوف والضفاف
تبدو مندهشاً / بين شفتيك مذاق مزرعة مرفوعة
بنظرات صامتين
هنا، الظلُّ نهرٌ / وللنهرِ ودائعٌ ووعود
وأنتَ، طويلاً، وتأسف على ذلك الآن
تركتَ الفلاسفة يرشّون روحَك
بترابِ التجوال بين المهاجرين
بقيتَ وحيداً، بين جدران السنوات
تكتب عن سلالات وأرامل
ولم يكن يغريك الا نداء
الشهقة لؤلؤة / هذيانك امتنان
فلتخرج، إذن، الى وادٍ أو الى سفحٍ
تأمَّل العشبَ، التراب واقتراب غزالة
هناك ستتعلمُ كيف الروابي، ومَن عليها
مائدةُ حياتك

الفلبين: 22. 2. 2012
صلاح فائق، شاعر من العراق مقيم في الفلبين، من روّاد شعراء جماعة كركوك الأدبية



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاركة الشاعر عدنان الصائغ في حفل التأبين الأدبي للشاعر المب ...
- مشاركة الأديب الشاعر والباحث اسحق قومي في حفل تأبين الأب يوس ...
- مشاركات بعض الشعراء والشاعرات من داخل السويد في حفل تأبين ال ...
- كلمة افتتاح التأبين الأدبي الخاصّ بالأب الرَّاحل يوسف سعيد م ...
- كلمة افتتاح التأبين الأدبي الخاصّ بالأب الرَّاحل يوسف سعيد
- يرحل الشاعر وتبقى القصيدة مرفرفة في قبّة السماء
- أرى من الضروري أن يقيم إتّحاد الكتاب والأدباء العراقيين حفل ...
- المحبة، الفرح، السلام والوئام بين البشر
- الصحافي ادمون زكو اسحق يحاور الأديب والفنَّان التشكيلي صبري ...
- فضاءات الأب يوسف سعيد، الأرض، التراب، السَّماء، الماء
- وفاة الأب الشاعر د. يوسف سعيد في ستوكهولم
- طافتِ السّفينةُ فوقَ شراهاتِ الطوفانِ 9
- الإنسانُ شعلةُ نارٍ في جوفِ البركانِ 8
- حبذا لو صنعته من هبوبِ النَّسيمِ 7
- غطَّتْ وريقاتُ الجنّة تكويرةَ التُّفاحِ 6
- خيبات 97 100
- خيبات 94 96
- قبلةُ فرحٍ على أسرارِ البوحِ 5
- خيبات 91 93
- خيبات 88 - 90


المزيد.....




- -الحرير الأحمر-.. فيلم روسي صيني مشترك
- استعلم مباشرة عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 برقم الجلوس عبر ...
- ظهرت الان..نتيجة الدبلومات الفنية 2024 الدور الأول عبر fany. ...
- رابط مباشر fany.emis.gov.eg للاستعلام عن نتيجة الدبلومات الف ...
- بايدن عن أدائه بالمناظرة: كنت مرهقا وكدت أغفو على المسرح
- الغاوون. قصيدة عامية مصرية (أبوياالغالي)الشاعر مدحت سبيع.مصر ...
- الان تابع موعد مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 165 مترجمة الموسم ا ...
- فيلم توم هانكس الجديد بتقنية -إخفاء الشيخوخة- يُثير الجدل
- قضية الممثلة الإباحية.. القضاء يؤجل الحكم على ترامب
- هــنا “نسبة النجاح مبشرة” نتيجه الدبلومات الفنية 2024 برقم ا ...


المزيد.....

- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - مشاركة الشاعر صلاح فائق في حفل التأبين الأدبي للشاعر المبدع الأب يوسف سعيد