|
الإيمان ب(الله) :حقيقة موضوعية أم وهم ضروري؟ إهداء إلى الكاتب الكبير سامي لبيب
محمد ماجد ديُوب
الحوار المتمدن-العدد: 3672 - 2012 / 3 / 19 - 20:48
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كما كل شيء في الوجود يخضع لعملية تطور مستمرة كذلك هو الفكر الديني
فمن عبادة الطوطم إلى الإسلام هناك مراحل تطورية بدأت بعبادة قوى الطبيعة كالرعد والبرق والشمس والقمر إلخ ...إلى عبادة آلهة إنسانية الشكل فيها الذكور والإناث إلى أن تم توحيدها على أيدي الرعاة في إله واحد بيده كل شيء
تطور الفكر الديني كان مترافقاً مع تطور الفكر السياسي الذي بدأ بتشكيل الجماعات ثم ظهور أول أشكال الحكم على هيئة زعيم القبيلة الذي كان في البدء إمرأة ثم كان الإنقلاب مع إله الرعاة إلى قيادة الذكر
في اليونان كانت الألهة متعددة فيها الذكر والأنثى فكانت الديموقراطية التي مازلنا نفتقدها
ما إن حصر الحكم في رجل واحد حتى ظهر وبالتزامن معه إله الرعاة
ترافق ذلك أيضاً مع تطور معرفي إبتدأ مع جلجامش في بحثه عن الخلود والذي لم يلق عليه جواب إلى الإقرار مع إله الرعاة أنه هو الخالد الوحيد ذلك الإقرار الذي كرس هيمنة الغيب على التفكير الإنساني والأخطر أنه هو الإقرار بعجز الإنسان عن المواجهة مع الطبيعة في البداية ثم مع السلطة وممثلها إله الرعاة
جر هذا الإقرار إقرار آخر هو الأخطر إقرار بالعجز الداخلي للإنسان وأنه لابد له من الإستعانة بقوى خارجية كان ممثلها الأبرز إله الرعاة
فأصبح هاجسه إرضاء هذا الإله ليتمكن من الإنتصار على ضعفه وعجزه أمام كل القوى التي تعترض طريقه في الحياة بدءاً من الأمراض وإنتهاءاً بظلم السلطة
ولما كان الموت هو لغز الحياة الأكبر كان إله الرعاة هو الملجأ والأمان في مرحلة مابعد الموت فلا بد من إرضائه على الدوام حتى أصبح في الإسلام إلهاً يريد جنوداً تقاتل في سبيل إعلاء كلمته لكأنه عاجز بذاته عن إعلاء كلمته بين البشر
إن تطور الوعي هو تطور مرتبط بنمو الدماغ فبعد أن كان إنسان الغابة الأقرب إلى جده القرد يمتلك خلايا الذاكرة فقط كانت فكرة الإله لآمعنى لها كما هيالحال عند القردة حالياً
ما إن تطور الدماغ بفعل عوامل أهمها بحث إنسان الغابة الأول عن طرائق تحميه من الطبيعه وظهور خلايا الدماغ التي شكلت الدماغ المفكر حتى بدأ هذا الكائن الحي يطرح الأسئلة التي تعبر عن بداية وعي لذاته ولمحيطه
إن الحيوانات الأخرى لها في أدمغتها خلايا ذاكرة لذلك نجد أنها تمتلك القدرة على التعلم وبسبب غياب خلايا الدماف المفكر عندها نجد أنها لاتستطيع التفكير وبالتالي لاتستطيع النطق إلا على مستوى إشارات كما كان إنسان الغابة
كما وأنه بسبب غياب قدرتها على التفكير لم تستطع التخيل والأهم لم يتشكل لديها ما يسمى اللاشعور (العقل الباطن)
إن تصرفات الحيوانات هي تصرفات غريزية تتعلمها عن طريق تقليد السلوك كما نراه عند قطة تعلم أبناءها الصيد
إن وجود اللاوعي (العقل الباطن)عند الإنسان بقدر ما كان نعمة هو في الوقت ذاته نقمة من حيث كونه أدة هائلة الطاقات لكنها في لوقت ذاته مجهولة ولم يتم التعرف على بعض مفاتيح بوابات تحريرها إلا مؤخراً
إن الإنسان وبسبب قدرته على التفكير هو الكائن الوحيد الذي يستطيع التكلم والتخيل فهو بالتالي إستطاع مع تطور العلم أن يعي أن الوجود هو صوت وصوره وعلاقات تعبر عن مضامينهما
لكن هذا الإنسان وبسب أن الصفات المكتسبة تورث كما أثبت ذلك عالم النبات الروسي ميتشورين فإن إحدى أهم الصفات التي تم توريثها هو التدين حتى بتنا نرى وبسبب أن التوالد يتم في بيئات دينية كلها تجمع على فكرة الله (إله الرعاة) كأن التدين قد أصبح وكأنه ظاهرة فطرية عند بني البشر
ومما يزيد الطين بلة هو أن الإنسان لم يستطع وعلى الرغم من كل التقدم العلمي والأخلاقي والفلسفي من إعطاء نفسه الأمان والإطمئنان على غده فظل تحت هيمنة إله الرعاة فهو بحاجة لعونه في كل شاردة وواردة خصوصاً في المجتمعات المتخلفة والتي مازال يُعمل على زيادة تخلفها عن طريق إستمرار أزمات الإنسان فيها لكي تظل بحاجة إلى هذا الإله الذي يجد من يزود عنه ويسعى لهيمنة شريعته على المجتمع ممنياً نفسه بالحصول على المكافأة في مرحلة ما بعد الموت المرحلة التي مازالت ترعب الأكثرية الساحقة من البشر
نحن في لاوعينا المتوارث فكرة الله والتدين هو صفة مكتسبة ومن المرعب أنه مازلنا نعززها عبر فرض التدين على الأجيال المتعاقبة الإنسا الضعيف هو دائما بحاجة لقوة خارجية تساعده فأين يجد ذلك إلا في الأولياء والقديسين الذي هم في نظره الواسطة التي تشفع له عند إله الرعاة لذلك تراه لايتورع عن تقديم الأضحيات والنذور عند أضرحة هؤلاء أملاً في مساعدة يرجوها وما الحج إلا إحدى هذه الوسائط
يقول كارل غوستاف يونغ :إننا في واقع الحال نصلي لخافيتنا من أجل أن تظهر قدراتها لمساعتنا
حسب كلام يونغ لادور لإله الرعاة في مساعدتنا إنما الدور كله لخافيتنا التي تمتلك طاقات هائلة تستطيع في التنويم المغناطيسي أن تعجل جلدك يتعامل مع النار وكأنها ماء بارد وللمزيد أرجو الرجوع إلى مقالنا :ليس إلهاً واحداً بل آلهة متعددة
إن طاقة اللاوعي في قوتها تشبه كثيراً قوة مفاعل نووي لانوافذ فيه لتسريب طاقته إلى الخارج وما إن نستطيع ذلك حتى تبدأ المعجزات بالظهور وبسبب أن الإيمان بإله الرعاة ووسائطه المتوارث عبر آلف الأجيال نجد أن المنفذ الوحيد لطاقات اللاوعي نحو الظهور هو الإيمان ب(الله ) وأوليائه وقديسيه هذا الإيمان الذي هو في حقيقته وهم ضروري حتى الساعة التي يستطيع فيها البشر برمجة أنفسهم على فكرة - إن أردتُ شيئاً كان -فيطلقون طاقة لاوعيهم ساعة يشاؤون دون الحاجة إلى إله الرعاة أو سائطه من أولياء وقديسين
هنا ربما يعترض أحد ما ويقول من أين جاءت طاقة اللاوعي هذه ؟
الجواب يكمن في الفهم العميق لنظرية النسبية ونظرية الكمً اللتين كشفتا بعض أسرار الطبيعة ومازال أمام البشرية الكثير لتعرفه عن نفسها وعن الطبيعة
#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المعرفة واليأس
-
هل تبوح لنا الطبيعة بسرها؟
-
الوجود صوت وصورة وعلاقات تعبر عن مضامينهما
-
شكراً عدنان عرور شكراً برهان غليون
-
لذة وألم أم رياضيات وفيزياء ؟
-
إنه عالم اللذة المتجددة
-
هل هو عالم اللذة المتجددة؟
-
إله الرعاة
-
بحث عن ملكوت الله أم بحث عن مأزق الوجود؟
-
هل كان محمد يجهل ما سيأتي به العلم؟
-
الطغيان
-
بؤس الثقافة أم بؤس المثقفين ؟
-
عندما يتكسر المنطق
-
الديموقراطية وعلاقتها المتضادة مع رأس المال
-
اليسار والديموقراطية
-
ولدي وإنفجارا دمشق
-
تباً لأحلامي فقد أرهقتني
-
عندما يهرب العقل
-
بعيداً عن الشعارات هذا ما يجري في الشرق الأوسط
-
التدين عبادة صادقة لله أم خوف من المجهول ؟
المزيد.....
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار
...
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج
...
-
استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
-
“فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
-
“التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|