أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جاسم عبدالله صالح - ما بين الحجر الناطق والحجر الأسود النيزكي الناطق ؛ أين يقع عقل المسلم ؟















المزيد.....


ما بين الحجر الناطق والحجر الأسود النيزكي الناطق ؛ أين يقع عقل المسلم ؟


جاسم عبدالله صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3672 - 2012 / 3 / 19 - 17:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أنهُ ناطق ، أنهُ شافع للأمّة الإسلامية ، أنهُ مُعاقب للأنبياء ، أنهُ الراكض وراء اليهود ، أنهُ الحجر و الحجر الأسود الناطق الذي لا يستطيع الشيوخ التحدث عنه على شاشات التلفاز ، لكي لا تضحك الناس أكثر على الأمّة التي ضحكت عليها كل الأمم ! خُرافة لا تدخل عقل عاقل ؛ التحدث عنها شيء مُثير للضحك من جهة و مُثير للشفقة على عقول تصدق هكذا تخاريف من جهة أخرى ! لم يتوقف محمد عند الثلاث حجرات لمسح المؤخرات! بل قال بأن الحجارة ستركض وراء اليهود كما ركض الحجر هارباً بثياب موسى اليهودي زميل محمد العربي ، عدا عن خُرافة الحجر الأسود الشافع للأمّة الإسلامية ، ذاك الحجر الذي سُرق لفترة زمنية ليست بقليلة 22 عاماً من قبل القرامطة حتى أتوا بغيره وقالوا أنهُ هو نفسه! لنُبحر قليلاً بعالم الحجارة الإسلامية التي جعلت من عقول المسلمين حجارة هي الأخرى ...


يقول محمد :

1- لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود ، حتى يقول الحجر وراءه اليهودي : يا مسلم ، هذا يهودي ورائي فاقتله
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 2926
خلاصة حكم المحدث: [صحيح] 

ملاحظة هناك عشرات الأحاديث تتكلم عن متى قيام الساعة وبعدها يقول محمد في صحيح البخاري " ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله " يعني تخاريف النسيان .

لنتابع :

2 - لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود ، حتى يقول الحجر وراءه اليهودي : يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7414
خلاصة حكم المحدث: صحيح

طبعاً الأحاديث الصحيحة كثيرة ، هل رأيتم الحجر الذي ينطق قائلاً : يا مسلم هذا يهودي ورائي فأقتله ؟! ورائي ؟ هذا يُذكرنا بحديث محمد عن الحجر الذي ركض موسى ورائه حين سرق ثيابه وفضح موسى بين قومه وهو عاري! لنقرأ :

إن موسى كان رجلا حييا ستيرا ، لا يرى من جلده شيء ، استحياء منه ، فآذاه من آذاه من بني إسرائيل ، فقالوا : ما استتر هذا التستر إلا من عيب بجلده ؛ إما برص ، وإما أدرة ، وإما آفة ، وإن الله عز وجل أراد أن يبرأه مما قالوا ، فخلا يوما وحده ، فوضع ثيابه على الحجر ، ثم اغتسل ، فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها ، وإن الحجر عدا بثوبه ، فأخذ موسى عصاه ، وطلب الحجر ، فجعل يقول : ثوبي حجر ثوبي حجر ! حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل ، فرأوه عريانا ، أحسن ما خلق الله ، وبرأه مما يقولون ، وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه ، وطفق بالحجر ضربا بعصاه ، فوالله إن بالحجر لندبا من أثر ضربه ، ثلاثا ، أو أربعا ، أو خمسا ، فذلك قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها }
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2239
خلاصة حكم المحدث: صحيح

الحجر يركض هارباً بثياب موسى! ياللهول! آل يبرأه أمام قومه! ياعيب الشوم ألا يستطيع بطريقة أخرى ؟ لما ليس فقط نصفه الأعلى بدل العاري تماماً كاشفاً عورته أمام الجميع ؟!


أما حكاية الحجر الأسود الناطق فهنا مربط العقل ، يحج سنوياً الملايين لمكة ليقبلون الحجر ويلمسونه ، فما هي قصة هذا الحجر النيزكي ؟ لنقرأ :

1- أشهدوا هذا الحجر خيرا ، فإنه يوم القيامة شافع مشفع ، له لسان وشفتان يشهد لمن استلمه
الراوي: عائشة المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 1075
خلاصة حكم المحدث: حسن

2- اخرج الطبراني في الأوسط عن عائشة قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏اشهدوا هذا الحجر خيرا فإنه يأتي يوم القيامة، شافع مشفع، له لسان وشفتان يشهد لمن استلمه‏"‏‏.‏
المصدر : الدر المنثور في التفسير في المأثور - سورة البقرة (27 من 552)

3 - مكفر للخطايا محاء للذنوب
المصدر : سنن الترمذي - الحج عن رسول الله - ما جاء في فضل الحجر الأسود والركن والمقام

4- حدثنا ‏ ‏قتيبة ‏ ‏عن ‏ ‏جرير ‏ ‏عن ‏ ‏ابن خثيم ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد بن جبير ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏قال ‏ ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في الحجر ‏ ‏والله ليبعثنه الله يوم القيامة له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يشهد على من ‏ ‏استلمه ‏ ‏بحق ‏قال ‏ ‏أبو عيسى ‏ ‏هذا ‏ ‏حديث حسن
المصدر : سنن الترمذي - الحج عن رسول الله - ما جاء في الحجر الأسود حديث 884

5- رواه النسائي من طريق حماد بن سلمة عن عطاء مختصرا ولفظه : الحجر الأسود من الجنة , وحماد ممن سمع من عطاء قبل الاختلاط . وفي صحيح ابن خزيمة أيضا عن ابن عباس مرفوعا : " إن لهذا الحجر لسانا وشفتين يشهدان لمن استلمه يوم القيامة بحق " , وصححه أيضا ابن حبان والحاكم وله شاهد من حديث أنس عند الحاكم أيضا انتهى ما في الفتح .
نفس المصدر أعلاه .

تخيلوا بأن الحجر هو الشافع للأمّة الإسلامية ، بينما القرآن المُنزل من السماء السابعة غير شافع لتلك الأمّة! لنقرأ :

القرآن شافع مشفع ، وماحل مصدق ، من جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار
الراوي: معقل بن يسار المحدث: أبو نصر السجزي الوائلي - المصدر: التذكار - الصفحة أو الرقم: 65
خلاصة حكم المحدث: غريب

وكل الأحاديث الخاصة بالقرآن وشفاعته هو ضعيف بإستثناء حديث واحد لا يؤخذ به ويمكن للجميع التأكد بنفسهم!

المُفاجئة هي قول الخليفة الثاني " عمر بن الخطاب " بأن هذا الحجر لا يفيد ولا يضر و لولا مُشاهدته لمحمد وهو يقبله لما قبله !! لنقرأ :

1- أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال للركن : أما والله ، إني لأعلم أنك حجر ، لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم استلمك ما استلمتك ، فاستلمه ، ثم قال : فما لنا وللرمل ، إنما كنا راءينا به المشركين ، وقد أهلكهم الله ، ثم قال : شيء صنعه النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا نحب أن نتركه .
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1605
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

2 - رأيت عمر رضي الله عنه أتى الحجر فقال : أما والله إني لأعلم إنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك ثم دنا فقبله
الراوي: عابس بن ربيعة المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 1/164
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح


3- رأيت عمر جاء إلى الحجر ، فقال : إني لأعلم أنك حجر ، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك ، ثم دنا منه فقبله
الراوي: عابس بن ربيعة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 2937
خلاصة حكم المحدث: صحيح

4- أن عمر بن الخطاب أكب على الركن فقال : إني لأعلم أنك حجر ، ولو لم أر حبيبي صلى الله عليه وسلم قبلك واستلمك ما استلمتك ولا قبلتك { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة }
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: ابن كثير - المصدر: مسند الفاروق - الصفحة أو الرقم: 1/312
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

طبعاً عشرات الأحاديث الصحيحة تروي قول عمر عن هذا الحجر الذي لا يُفيد ولا يضر! فكيف شرحها البخاري في صحيحه ؟ لنقرأ :
قوله : ( إني أعلم أنك حجر ) في رواية أسلم الآتية بعد باب عن عمر ، أنه قال : " أما والله ، إني لأعلم أنك " .

قوله : ( لا تضر ولا تنفع ) أي إلا بإذن الله ، وقد روى الحاكم من حديث أبي سعيد أن عمر لما قال هذا قال له علي بن أبي طالب : إنه يضر وينفع ، وذكر أن الله لما أخذ المواثيق على ولد آدم كتب ذلك في رق ، وألقمه الحجر ، قال : وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود وله لسان ذلق يشهد لمن استلمه بالتوحيد ، وفي إسناده أبو هارون العبدي وهو ضعيف جدا ، وقد روى النسائي من وجه آخر ما يشعر بأن عمر رفع قوله ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، أخرجه من طريق طاوس ، عن ابن عباس قال : رأيت عمر قبل الحجر ثلاثا ، ثم قال : إنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك . ثم قال : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل [ ص: 541 ] مثل ذلك " . قال الطبري : إنما قال ذلك عمر لأن الناس كانوا حديثي عهد بعبادة الأصنام ، فخشي عمر أن يظن الجهال أن استلام الحجر من باب تعظيم بعض الأحجار كما كانت العرب تفعل في الجاهلية ، فأراد عمر أن يعلم الناس أن استلامه اتباع لفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا لأن الحجر ينفع ويضر بذاته كما كانت الجاهلية تعتقده في الأوثان ، وقال المهلب : حديث عمر هذا يرد على من قال : إن الحجر يمين الله في الأرض يصافح بها عباده ، ومعاذ الله أن يكون لله جارحة ، وإنما شرع تقبيله اختيارا ليعلم بالمشاهدة طاعة من يطيع ، وذلك شبيه بقصة إبليس حيث أمر بالسجود لآدم . وقال الخطابي : معنى أنه يمين الله في الأرض أن من صافحه في الأرض كان له عند الله عهد ، وجرت العادة بأن العهد يعقده الملك بالمصافحة لمن يريد موالاته والاختصاص به ، فخاطبهم بما يعهدونه . وقال المحب الطبري : معناه أن كل ملك إذا قدم عليه الوافد قبل يمينه ، فلما كان الحاج أول ما يقدم يسن له تقبيله نزل منزلة يمين الملك ، ولله المثل الأعلى .

وفي قول عمر هذا التسليم للشارع في أمور الدين ، وحسن الاتباع فيما لم يكشف عن معانيها ، وهو قاعدة عظيمة في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فيما يفعله ولو لم يعلم الحكمة فيه ، وفيه دفع ما وقع لبعض الجهال من أن في الحجر الأسود خاصة ترجع إلى ذاته ، وفيه بيان السنن بالقول والفعل ، وأن الإمام إذا خشي على أحد من فعله فساد اعتقاد أن يبادر إلى بيان الأمر ويوضح ذلك ، وسيأتي بقية الكلام على التقبيل والاستلام بعد تسعة أبواب . قال شيخنا في " شرح الترمذي " : فيه كراهة تقبيل ما لم يرد الشرع بتقبيله ، وأما قول الشافعي : ومهما قبل من البيت فحسن ، فلم يرد به الاستحباب ، لأن المباح من جملة الحسن عند الأصوليين .

( تكميل ) : اعترض بعض الملحدين على الحديث الماضي ، فقال : كيف سودته خطايا المشركين ، ولم تبيضه طاعات أهل التوحيد ؟ وأجيب بما قال ابن قتيبة : لو شاء الله لكان ذلك ، وإنما أجرى الله العادة بأن السواد يصبغ ، ولا ينصبغ على العكس من البياض . وقال المحب الطبري : في بقائه أسود عبرة لمن له بصيرة ، فإن الخطايا إذا أثرت في الحجر الصلد فتأثيرها في القلب أشد . قال : وروي عن ابن عباس : إنما غيره بالسواد لئلا ينظر أهل الدنيا إلى زينة الجنة ، فإن ثبت ، فهذا هو الجواب . قلت : أخرجه الحميدي في فضائل مكة بإسناد ضعيف ، والله أعلم .
المصدر : فتح الباري شرح صحيح البخاري على هذا الرابط :
http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=2945&idto=2946&bk_no=52&ID=1023

يُمكن مُتابعة الشرح في الصفحة التي تليها مباشرة أيضاً فيها نهفات مُضحكة خصوصاً قولهم : وأما الذي وقع في هذه القصة فإنما هو من قبيل المخادعة في الحرب , لأنهم أوهموا المشركين أنهم أقوياء لئلا يطمعوا فيهم , وثبت أن الحرب خدعة ! يالكم من مُخادعين!
هل رأيتم قولهم : اعترض بعض الملحدين على الحديث ؟ فعلاً سؤال منطقي : كيف سودته خطايا المشركين و لم تبيضه طاعات أهل التوحيد ؟ أجابوا بتخريف أكثر من تخريف الحجر نفسه : لو أراد الله لفعل ذلك !!! آل عبرة! ومن بعدها يقولون خدعة لأن الحرب خدعة!!

مالقصص المُضحكة التي دارت حول هذا الحجر ؟ القصص كثيرة ولعلّ أشهرها سرقة الحجر لــ 22 عاماً أو 23 عاماً [ فهناك إختلاف كالعادة ] وهناك قصة أخرى مُضحكة جداً يرويها إبن الأثير في كتابه الشهير " الكامل في التاريخ " جاء به : أنه في سنة (414) كان يوم النفر الأول يوم الجمعة، فقام رجل من مصر، بإحدى يديه سيف مسلول، وفي الأخرى دبوس، بعدما فرغ الإمام من الصلاة، فقصد ذلك الرجل الحجر الأسود كأنه يستلمه، فضرب الحجر ثلاث ضربات بالدبوس، وقال: إلى متى يعبد الحجر الأسود ومحمد وعلي؟ فليمنعني مانع من هذا، فإني أريد أن أهدم البيت. فخاف أكثر الحاضرين وتراجعوا عنه، وكاد يفلت، فثار به رجل فضربه بخنجر فقتله، وقطعه الناس وأحرقوه، وقتل ممن اتهم بمصاحبته جماعة وأحرقوا، وثارت الفتنة، وكان الظاهر من القتلى أكثر من عشرين رجلاً غير من اختفى منهم.
وألح الناس، ذلك اليوم، على المغاربة والمصريين بالنهب والسلب، وعلى غيرهم في طريق منى إلى البلد. فلما كان الغد ماج الناس واضطربوا، وأخذوا أربعة من أصحاب ذلك الرجل، فقالوا: نحن مائة رجل، فضربت أعناق هؤلاء الأربعة، وتقشر بعض وجه الحجر من الضربات، فأخذ ذلك الفتات وعجن بلك وأعيد إلى موضعه.

مصادر أخرى تقول بأن الرجل عراقي أعجمي وليس مصري!! والسؤال هنا : لماذا لم يمنعه إله الحجر الأسود ؟ أليست اليد اليمين لله على الأرض ؟ القصة وردت في العديد من الكُتب مثل المقريزي كتاب " اتعاض الحنفاء بأخبار القاطميين الخلفاء " و العاملي في " الكشكول " و غيرهم الكثير .
لكن المثير للضحك هو أخر جملة : فأخذ ذلك الفتات وعجن بلك وأعيد إلى موضعه . مع أن المؤرخ محمد سائد بكداش يذكر في مصنفه الشامل " فضل الحجر الأسود " بأنهم كسروه و أخذوه معهم ! قصة مُناقضة لتلك!

أما قصة القرامطة فيرويها لنا المسلمين في كتبهم على الشكل التالي طبعاً بخصوص عودة الحجر الأسود ، فسرقته يعلمها الجميع ويالها من قصة مضحكة ، لكن عودة الحجر كانت أشد تخريفاً :

يروي المؤرخ محمد سائد بكداش [ مؤرخ معاصر كما يقولون ] في مصنفه الشامل " فضل الحجر الأسود " : بعد أن هلك أبو طاهر القرمطي سنة 332هـ فوجيء المسلمون في يوم النحر ( عيد الأضحى ) الموافق ليوم الثلاثاء من سنة 339هـ بزعيم القرامطة سنبر بن الحسن القرمطي يوافي مكة بالحجر الأسود ـ قيل أن الحجر الأسود عاد على ظهر قعود ضعيف فسمن ! ـ فأظهره بفناء الكعبة ومعه أمير مكة . وكان على الحجر ضبات فضة قد عملت عليه من طوله وعرضه ، تضبط شقوقاً حدثت عليه بعد قلعه ، وأحضر معه جصاً يشد به ، فوضع سنبر القرمطي الحجر بيده ، وشد الصانع بالجص ، وقال سنبر لما رده " أخذناه بقدرة الله ، ورددناه بمشيئة الله " ونظر الناس إلى الحجر الأسود فتبينوه وقبلوه وحمدوا الله تعالى . ويقال أن القرامطة حاولوا غش المسلمين فيه ، فجاءوا بحجر مماثل له ، إلا أن المفاجأة كانت لهم حين قبل رئيس وفد مكة اختبار مادة أصل الحجر . وطلب إحضار ماء لكون الحجر الأسود يطفو على الماء وهو ليس كبقية الحجار المعروفة ، مما جعل رئيسهم يظهر تعجبه البالغ وهو يردد " هذا دين مضبوط " ! .

هل رأيتم ماذا يقولون ؟ وكيف كانت مكة بدون يمين الله على الأرض ؟ [ الحجر الأسود ] !هل بدلوه بغيره كما كانت العرب تفعل ؟

الحوادث كثيرة تتعلق بسواد الحجر الأسود ، فهو أشتد سواده من الحريق وتفتت من كثرة الضرب ولم يسود من خطايا أحد ، يقول المؤرخ نفسه :
ولم تكن حادثة القرامطة هي الوحيدة ، فقد جرت عدت أحداث تاريخية للحجر الأسود خلال الأزمنة التي سبقت الإسلام وبعده ، خلفت آثاراً فيه بتصدع أو تكسر نتيجة لها ، فقد أصاب البيت الحرام حريقان ، الأول في عهد قريش قبل الإسلام ، فاحترق الحجر الأسود ، واشتد سواده .

والثاني : في الإسلام في عصر عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ، حين حاصره الحصين بن نمير الكندي ، فاحترقت الكعبة المشرفة واحترق الحجر الأسود ، فتفلق ثلاث فلق ، حتى شد شعبه ابن الزبير بالفضة فكان أول من ربط الركن الأسود ، وفي عهد أمير المؤمنين هارون الرشيد ، كانت الفضة التي على الحجر الأسود قد رقت وتزعزعت عن محلها ، حتى خافوا على الركن أن ينقض ، فلما اعتمر هارون عمرته سنة 188هـ أمر بإصلاحه ، وأمر بالحجارة التي بينها الحجر الأسود ، فثقبت بالماس من فوقها وتحتها ، ثم أفرغ فيها الفضة .

وفي حوادث عام 363هـ ذكر ابن فهد المكي في كتابه " إتحاف الورى بأخبار أم القرى " قصة رجل رومي جاء من بلاد الروم ، وقد جعل هل مالاً كثيراً على ذهاب الركن ، فضرب الركن بمعول ضربة شديدة ، فلما هم بضربه ثانية بادره رجل من اليمن كان يطوف في البيت فطعنه بخنجر حتى أرداه قتيلاً .



المُفاجئة بأن هذه الخرافة هي عبارة عن عادات عربية قديمة قبل محمد ، وهنا لن نأتي بمصارد غير إسلامية ، بل من أصح الكتب الإسلامية ، لنقرأ :

1 - سمعت أبا رجاء العطاردي يقول : كنا نعبد الحجر ، فإذا وجدنا حجرا هو خير منه ألقيناه وأخذنا الآخر ، فإذا لم نجد حجرا جمعنا جثوة من تراب ثم جئنا بالشاة فحلبناه عليه ثم طفنا به ، فإذا دخل رجب قلنا : منصل الأسنة ، فلا ندع رمحا فيه حديدة ، ولا سهما فيه حديدة ، إلا نزعناه وألقيناه شهر رجب . وسمعت أبا رجاء يقول : كنت يوم بعث النبي صلى الله عليه وسلم غلاما ، أرعى الإبل على أهلي ، فلما سمعنا بخروجه فررنا إلى النار ، إلى مسيلمة الكذاب .
الراوي: مهدي بن ميمون المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4376
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

2- ‏حدثنا ‏ ‏الصلت بن محمد ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏مهدي بن ميمون ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏أبا رجاء العطاردي ‏ ‏يقول ‏
‏كنا نعبد الحجر فإذا وجدنا حجرا هو أخير منه ألقيناه وأخذنا الآخر فإذا لم نجد حجرا جمعنا ‏ ‏جثوة ‏ ‏من تراب ثم جئنا بالشاة فحلبناه عليه ثم طفنا به فإذا دخل شهر رجب قلنا ‏ ‏منصل ‏ ‏الأسنة فلا ندع رمحا فيه حديدة ولا سهما فيه حديدة إلا نزعناه وألقيناه شهر رجب وسمعت ‏ ‏أبا رجاء ‏ ‏يقول كنت يوم بعث النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏غلاما أرعى الإبل على أهلي فلما سمعنا بخروجه فررنا إلى النار إلى ‏ ‏مسيلمة الكذاب
المصدر : صحيح البخاري - المغازي - وفد بني حنيفة وحديث ثمامة بن أثال حديث 4027


والأحاديث كثيرة أيضاً ! ولكن هناك قصة أخرى تحكي لنا عن شيء هام : جاء في " الملل والنحل للشهرستاني جزء 2 ص 233 " أن الحجر في مكة قبل الإسلام كانت الناس تلوّنه من الأبيض للأسود بماء الحيض! ويرويها جواد علي أيضاً في كتابه المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام . ياللهول! القصة مأخوذة من عادات العرب!

أما قصة نزول الحجر الأسود من الجنة فهو عبارة عن نيزك يُمكن للجميع إمتلاك قطعة حجارة سوداء من النيازك ، ونفس الحجر المحمدي تماماً ، هنا :
http://en.wikipedia.org/wiki/Tektite
قارنوا بين الحجر النيزكي والحجر المحمدي! وإن وجدتم إختلاف فعودوا لي!

ختاماً : يخطر ببالي سؤال على سيرة الحجارة ، هل كانت الكعبة موجودة كما تروي الأحاديث وما يخصها أم بُنيت على زمن محمد ؟ فالحديث الصحيح يقول :

لما بنيت الكعبة ، ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وعباس ينقلان الحجارة ، فقال عباس للنبي صلى الله عليه وسلم : ( اجعل إزارك على رقبتك يقيك من الحجارة ، فخر إلى الأرض ، وطمحت عيناه إلى السماء ، ثم أفاق فقال : ( إزاري إزاري ) . فشد عليه إزاره .
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3829
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

هل رأيتم أول جملة : لما بنيت الكعبة!

كنتُ أريد الإكمال عن العادات العربية قبل الإسلام بخصوص الكعبة والحجر الأسود والطقوس المُتبعة لها ، لكن لا وقت لدي الأن وسأترك الأمر لبحث آخر كمقارنة بين العادات العربية وطقوسهم قبل الإسلام وبعد الإسلام .

أعبدوا العقل خير لكم من عباد الحجر النيزكي و إله الحجر النيزكي .






#جاسم_عبدالله_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقتباسات المحمدية من اليهودية والمسيحية ؛ قراءة ألمانية لل ...
- بُراق محمد الطائر ؛ أسطورة من آلاف السنين !
- أسطورة رجل بلا عنوان !
- أم المؤمنين تصف محمّد : بالكلب الذي يلهث !
- فتوى لسماحة المفتي البطرك ناصر قنديل قدس الله سره
- فتوى سماحة المفتي البطرك السياسي الديني ناصر قنديل قدس الله ...
- إن كان رسولكم محمد تاب و أعتذر عن سرقة الناس وهتك أعراضهم وش ...
- الحزب السوري القومي يبيع القضية و نارام سرجون يدس السم في ال ...
- هكذا قالت دكتورة التخلف القبيسية كندة شماط
- أثنان من كاتبو القرآن أحدهم كافر والآخر نصراني !
- وزارة الداخلية في سوريا : العلمانيين يُفسدون عقول الشباب !
- رافضو الدستور السوري الجديد ، نطالب بالمساواة بين الجميع
- سلبيات الدستور السوري وتناقضاته
- أننا نُطالب بتطبيق الشريعة المنصوص عليها في الدستور السوري !
- تعرفوا على شيخ الثورة السورية عدنان العرعور
- تعلم النازية في سوريا بخمسة أيام
- من وديع الودعاء للسفهاء والعملاء
- الى جورج صبرا : كفاك تهريجاً أنت وغليونك أضحكتم البشرية علين ...
- إلى علمانيو تونس ومصر : دمشق تشكركم مثلما تشكر روسيا والصين
- اليوم مولد سيد الخلق فكل عام وأنتم بعقل وخير


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جاسم عبدالله صالح - ما بين الحجر الناطق والحجر الأسود النيزكي الناطق ؛ أين يقع عقل المسلم ؟