أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد عبعوب - الفدرالية حصان خاسر يراهن عليه السنوسيون















المزيد.....


الفدرالية حصان خاسر يراهن عليه السنوسيون


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 3672 - 2012 / 3 / 19 - 13:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ارتكب السنوسيون ومن لف لفهم خطأً فادحا بامتطائهم لمشاعر التهميش والحرمان التي عان منها سكان بنغازي خلال عقود من حكم الطاغية المنهار ، ومشاعر الخوف من استمرار هذا الوضع بعد ثورة 17 فبراير، للوصول الى السلطة تحت لافتة الفدرالية كحل لوأد التهميش وضمان الحصة الاكبر من موارد البلاد .. متناسين انهم يراهنون على حصان خاسر خبره اهل بنغازي وبرقة قبل ستة عقود ونفضوا ايديهم منه لأنه لم يحقق لهم ما كانوا يصبون له من اسباب القوة والرفاه والتقدم الذي لايمكن لأي من أقليم ليبيا الثلاثة منفردا ان يحققه في ظل ما عرف بالفدرالية التي استعملها ادريس السنوسي بعد تأمره على برقة كخطوة لضمان حكم ليبيا كمملكة متحدة .

يكمن خطأ اباطرة الاسرة السنوسية الحاليين الذين دفعوا بالفدرالية كحصان طروادة لاستعادة عرشهم ، في ان هذا الحصان فاقد للفاعلية واصبح سلاحا قديما لا قيمة له في معارك اليوم التي تستخدم فيها اسلحة حديثة تواكب العصر.. نعم نجح ادريس السنوسي بطرحه للفدرالية كمدخل للوصول الى عرش ليبيا التي كانت قد خرجت لتوها من تحت الانتدابات الثلاثة الفرنسية والامريكية والبريطانية.. لقد كرس ادريس موطئ قدم له في برقة بإعلان نفسه أميرا عليها عقب تحريرها من قوات المحور حيث كانت الاقرب الى معقله الروحي في الجغبوب، ومنها اطلق مريديه نحو الجنوب والغرب ليؤسسوا له جسورا للسيطرة. وبعد الانتهاء من دحر قوات المحور، واستنفاذ الانتداب الثلاثي على أقاليم البلاد اسبابه، تبلورت رؤية لليبيا الجديدة، اعلن ادريس السنوسي وبمساعدة الدول المندبة على ليبيا دولة فدرالية في البلاد ليضمن صمت وولاء القيادات السياسية التي كانت ستخرج عن طاعته لو اعلن ليبيا دولة متحدة تسحب منهم سلطاتهم واختصاصاتهم المناطقية. وما إن اطمأن الى فرض سيطرته الكاملة على البلاد وولاء قياداتها المناطقية والقبلية له حتى قفز الى مركب الاتحاد الذي كان يقوده زعماء وطنيون يدركون ويؤمنون ايمانا كاملا بأن بناء الدولة المتحدة بإدارة مركزية في ليبيا هي الرافعة التي يمكن ان تنقل هذا الفضاء الصحراوي الفقير للموارد من وهدة الفقر والتخلف الى تحقيق نوع من الاكتفاء ورفع المستوى المعيشي للسكان الذين ابتليوا على مدى قرون بالاستبداد والاستعمار .

وقد نجح ادريس السنوسي في استخدام هذه النقلات السياسة في انجاز مشروعه السياسي النهائي لليبيا الموحدة، لأن الظروف كانت مواتية ، حيث نسبة الوعي السياسي بالانتماء لليبيا السياسة العروفة اليوم في أدنى مستوياته، ودرجة التواصل بين سكان الاقاليم الثلاثة على غير ما هي عليه اليوم، إذ تكاد تكون منفصلة طبيعيا وعمليا بحكم المسافات الفاصلة بينها وانعدام وسائل الاتصال والتواصل بينها، وهو ما اصبح اليوم متوفرا بكل الاشكال ، ملغيا بوجوده للجغرافيا التي كانت حاجزا أمام التواصل بين الليبيين.. هذه العوامل وغيرها هي التي اعطت لادريس السنوسي اسباب النجاح في التدرج من مرحلة إمارة برقة الى مرحلة ليبيا الفدرالية ثم بعد ذلك مرحلة ليبيا المتحدة .

أما اليوم، وفي العقد الثاني من الالفية الثالثة وعصر الفضاءات والتكتلات الاقتصادية القارية ، اصبح سلاح الفدرالية على مقاس ليبيا، كمن يشهر سيفا في وجه دبابة من آخر جيل انتجته ترسانات الغرب العسكرية!! لقد الغت ثورة المعلومات الرقمية الجغرافيا واختزلت الزمن، واصبح قادة حلف الناتو يجتمعون عبر الفضاء الافتراضي وهم في مكاتبهم كل بعاصمته!! الحكومات الألكترونية في دول نامية يلتقى أعضاؤها وكبار موظفيها عبر الهواء الافتراضي وهم في بيوتهم !! أخطر القرارات تتخذ من خلال التواصل عبر الاقمار الصناعية!! الحروب والمعارك تقاد وتدار بفاعلية من غرف عمليات لاوجود لها على الارض بل هي في اجهزة محمولة يتنقل بها القادة بين المدن والمكاتب !! وامام هذا الواقع الذي يلغي الجغرافيا على مستوى الكرة الارضية، وليس ليبيا فقط، تسقط واحدة من أقوى حجج دعاة الفدرالية التي يتعلل دعاتها ومسوقيها بالمسافات التي تفصل بين اقليم البلاد لفرضها كبديل لادارة البلاد وتقديم الخدمات .

أما مستوى الوعي السياسي المتقدم لدى الليبيين اليوم بخطورة النكوص والعودة الى مرحلة بدائية في البناء السياسي للدولة فقد عبروا عنها بوضوح لا يقبل الجدل او التشكيك، وذلك في المظاهرات العفوية التي انطلقت في كل مدن ليبيا شرقا وغربا وجنوبا رفضا للفدرالية ، بل يمكننا رصد حالة من الدهشة والاستهزاء والسخرية عند رجل الشارع العادي لدى الاعلان عن موعد طرح هذا المشروع الخدج، وذلك من خلال اللامبالاة التي قوبل بها الاعلان من قبل السواد الاعظم من المواطنين الذين ظنوا ان الامر يتعلق بشطحة صبيانية مماثلة لشطحات ناكر وغيره من امراء الحرب في البلاد الذين أغراهم الفراغ السياسي الذي احدثه الانهيار السريع للنظام، وتوفر بعض قطع السلاح بأيديهم بالخوض في مسائل أكبر من حجمهم ، فلم نرصد اي تفاعل مع التنويه عن موعد الاعلان عن المشروع المتآمر على وحدة ليبيا ، إلا بعد أن نظم له رعاته من بقايا الاسرة السنوسية الحالمين باستعادة عرشهم وقوى عربية وأجنبية لها أجندتها الخبيثة في ليبيا ذلك المهرجان المصطنع وتلك الفرقعة الاعلامية التي أوقدت غليانا شعبيا عبر عن وعي شعبي متقدم على هذه الثلة من اللاهثين وراء سلطة شبحية ولو على ثقب نملة .

كان جديرا بوريث عرش السنوسيين ومن يقفون وراء مشروعه المهترى إن كان لهم مشروع لحكم ليبيا ان يدخلوا حلبة السباق نحو السلطة عبر بوابتها الشرعية وهي صناديق الاقتراع والانتخاب الحر، وليس عبر استنساخ مشوه لألاعيب الطاغية بالقفز على الحقائق وتغييب الشعب الذي ضحى بأكثر من ثلاثين الف شهيد ومئات آلاف الجرحى والمشوهين ليبني ليبيا الجديدة القائمة على التعددية والديمقراطية والحريات عبر الوسائط المتعارف عليها دوليا وهي صناديق الاقتراع والانتخاب الحر وليس بتلفيق المهرجانات والكرنفلات الفوضوية لتمرير المشاريع المشبوهة والتلطي بنظريات وافكار سياسية لا يقبلها الليبيون ولا تتسع لها بلادهم التي يفرض عليها الواقع الدولي اليوم السعي لإقامة تكامل محسوب ومدروس مع دول مجاورة حتى تتمكن من امتلاك اسباب الوجود، وليس بالرجوع الى الخلف وتقسيم الوطن تحت ذرائع وشعارت وتلفيقات تجاوزها الزمن



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في عيد المرأة .. دعوة لتطوير المتقدم في موروثنا الاجتماعي
- الفدرالية اول خطوة لعرقنة ليبيا
- حان وقت تصحيح الذاكرة حول الثورة الليبية.
- لا.. لعسكرة الثورة السورية
- صور فيروزية 2 نحت على صفحة الخيال
- مجازر سوريا تشل التفكير وتبلد الذاكرة
- عيد الحب على الطريقة العربية
- الموت هربا من الراسمالية المتوحشة
- روفائيل لوزون .. تطهر.. ثم تقدم.
- لتحتضن قلوبنا من ضاق عليه الوطن.
- وماذا عن عُريِنَا الفاضح؟!!
- صور فيروزية (1)
- هدية للروح بمناسبة العام الجديد
- الاعتراف بالهزيمة ثم العمل ..أول خطوة لنجاح التنوير
- هل يستوعب الليبيون اول دروس الديمقراطية؟
- سيف الاسلام رهن الاعتقال..وماذا بعد؟؟!!
- سقط هبل.. هنيئا للبشرية
- أخطر الطوابير طراً ..
- بعد اسقاط الطاغية.. حان وقت معركة بناء الدولة المدنية
- النظم العربية والغرب يدفعان لعرقنة المنطقة


المزيد.....




- الأمين العام للناتو: يجب أن ندعم أوكرانيا لتتفاوض من موقع قو ...
- مسلسل -الشميسي- برمضان مستوحى من قصص واقعية حدثت في الرياض
- ابتلعت جزءًا من الطريق.. حفرة جحيم عملاقة تظهر فجأة في بريطا ...
- كييف تخشى من توقف شبكة -ستارلينك- وتبحث عن بديل
- الاتحاد الإفريقي يرفض تهجير الفلسطينيين
- القضاء الإسباني يعاقب روبياليس.. غرامة 10 آلاف يورو بسبب قبل ...
- قمة -غير رسمية- في الرياض لمناقشة مقترحات بديلة عن خطة ترامب ...
- هل فات الأوان؟ جهود كبيرة لإحياء نوع من وحيد قرن منقرض!
- وزيرة خارجية ألمانيا بيربوك تكشف: تعرضت لتحرش جنسي
- دمشق: الأموال المجمدة في أوروبا من حق الشعب السوري ويجب استع ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد عبعوب - الفدرالية حصان خاسر يراهن عليه السنوسيون