أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هادي العلي - من خلاصة الخلاف السني الشيعي اين نجد الحل















المزيد.....

من خلاصة الخلاف السني الشيعي اين نجد الحل


هادي العلي

الحوار المتمدن-العدد: 3672 - 2012 / 3 / 19 - 13:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


طالما حاولت ان افهم اسباب التشنجات والتوتر الذي وصل اليه الخلاف السني الشيعي في العراق والاصرار على بقاء الحواجز بالرغم من التظاهر والمجامله التي يبديها بعض زعمائهم من السياسيين ..لذلك اود تقديم مساهمه متواضعه في هذا الميدان حفزتني لها مقالات ظهرت اخيرا بقلم الاستاذ صائب خليل نشرت في عدة مواقع قبل بضعة ايام .لقد توصلت الى ترجيح مسالة مهمه وهي ان الحالة النفسيه لعموم العراقيين من الشيعة والتي تأصلت في اللاوعي مصدرها مشاعر المظلوميه وهي عميقة في تاريخ الصراع بين المسلمين في العراق ابتداءا في الصراع من اجل احقاق الحق الالاهي بخلافة وامامة علي ابن ابي طالب ... فبما ان الشيعة يرون في علي خليفة للرسول موصى به من الله ولابنائه من زوجته فاطمة والتي تظفي عليهم ميزة اخرى فضلا عن كونهم من صلب علي فهم ابناء بنت الرسول أي انهم ال بيته و من سلالته, فمن هنا يبدأ الخلاف مع الآخرين باعتبارآلامامه محصورة في علي وابناءه من فاطمه ,ان الشيعة لا يرون اختلاف بين الامامه والخلافه فالذي يخلف الرسول هو امام المسلمين من آل بيته تنحصر الامامه والخلافه به وابنائه
فبعقيدة طائفة الشيعه اذن هو ان الخلافه حق لآل البيت مغتصب من قبل اصحابه وورثة بعضهم وهذا يشكل اهم محور في المظلوميه وبما ان الشيعة يعتبرون انفسهم ممثلي واتباع هذا الحق فتكون المظلوميه قد وقعت عليهم ,ان مشاعر المظلوميه تعاظمت في وقائع استشهاد الحسن والحسين ومأساتها المعروفه على يد الاموين وتلتها احداث الصراعات والقمع والمآسي الدمويه التي لحقت بآل البيت على يد العباسييين.
ان وهم المظلوميه وتأويلاتها واساطيرها القصصيه بعد اغتصاب حق الخلافه والامامه من ال البيت يتناقلها اجيال طائفة الشيعة كمصاب واقع عليهم بالذات عبر الاجيال ويستقيها الفرد منذ الطفولة وتتحدث بها الاسره بتفاصيل و بحرقة كأنها حدثت أمس.
ان المسألة المركزيه في الخلاف السني الشيعي هو باختصار عندما نشأت الخلافه كنظام وسلطه للسيطره وبسط نفوذ لاحتواء قبائل وطبقات ناشئه وشعوب في عيش مشترك تحت خيمة دولة الاسلام فالخلافه يتأهل لها من النخبه من هو اهلا لها وليس خيرهم(لقد وليت عليكم ولست بخيركم) وان الخضوع لها أي للخلافه هي طاعه واجبه ,اما الامامه في المفهوم السني هذا فهي من الدين يتولاها نخبه الفقهاء كدعوة لله وتذكير به ولا اكراه فيها او سيطره وبسط نفوذ وان الخضوع للامام هو ايمان..هكذا موقف طائفة السنه فهو لا يفصل الدين عن الدوله لكنه يرى ان لكل من المسارين قادة وزعماء ,وهذا يصطدم مع موقف الشيعه.فرغم ان الجميع من المسلمين ينظر الى آل البيت باعتبارهم خير الناس الا ان الاختلاف بين الشيعة والسنة هو في التفريق بين الخلافه والامامه او عدمه اولا وفي جعل لخلافه و الامامه حصريه او نخبويه ثانيا .
ان نظرة الطائفتين لبعضها تتاثر بالتطور التاريخي فقد تعقدت النظرة كثيرا منذ ان تحول الحكم من نظام وسلطه تحت راية الاسلام الى جور وظلم طبقي عبر العصور التاريخيه للامة الاسلاميه مما حدى الى تشكل اسطفافات وتخندقات, وكان الشيعه في طليعة خندق التمرد والرفض لما يحملون اصلا من روح الاختلاف مع السلطات السنيه في طبيعة الخلافه -الامامه اما الاكثريه السنيه الكادحه فبالرغم من تعرضهم للظلم الطبقي فان موقعهم المذهبي المتوافق مع السلطات خفف من نفورهم و حدة شعورهم بالظلم عموما بعكس الكادحين الشيعه اذ ان شعورهم بالظلم كان مضاعف ونفورهم اعظم لذلك استثمر هذا الشعورفي الصراع الاقليمي الايراني ضد السلطات السنيه التركيه الحاكمه كما استثمرته شريحة من الطفيليين داخل المجتمع اذ نمت طبقه طفيليه من رجال الدين تعتاش على حساب جماهير الشيعة بينما اتجه رجال الدين السنه لاستثمار الفرصه الى جانب السلطه السنيه واستمرت رغم ان حكومات تلك السلطه اصبحت تركيه او غير عربيه , وهكذا بالولاء الى السلطات الحاكمه المتعاقبه عبر التاريخ لتنال من الامتيازات و الميزات ,ولم تحقق تلك الطبقه الطفيليه في الخندقين السني والشيعي مكاسب حقيقيه للكادحين ... او تدفعهم للتوحد بل العكس اصبح اللعب على الوتر الطائفي وسيلة لنمو نفوذها الى جانب نفوذ القوى الاقليميه ولا زالت ..وقد تكرست تلك المعادله في العراق بشكل خاص وفي الشام ايضا وبلدان الخليج العربي وذلك لقربهم من اقليمي الفرس والترك حتى عصر الانتداب الغربي وظهور الحكم الوطني وعزوف زعماء الشيعه عن الدوله والسلطه بسبب غياب الامام...على امل ظهوره القريب (عجّل الله فرجه) الا المتحضرين منهم .. ثم اخيرا وصول الخميني الى السلطه بصفة الولي الفقيه نائب الامام المنتظر الذي على عهده استعر الخلاف. لذلك لا يوجد حل الان من داخل المتداول الديني لانهاء هذا النزوع و لذك ايضا فان الحل هو من خارج هذا المتداول في تعددية وجوديه تعلق حسم الخلاف المذهبي وتتجاوزه وتعمل على العيش المشترك بمقاييس العصر العلمانيه. ان التاثر العميق الذي خلفه الشعور بالظلم لدى ابناء الشيعة في العراق خصوصا بسبب عدم تحقق عقيدة الخلافه- الامامه المحصوره في ال البيت ومآسيها مع اشكالية الامام المنتظر الغائب اصبح الفقهاء من الطائفه مراجع دين ضروريون كممثلين يؤدون دورا في غياب الامام - الخليفه وقد زاد الامر خطورة مع مجيئ الامام الخميني بأسم الولي الفقيه ,بينما تلك لم تكن ذات شأن بالنسبة لطائفة السنه لذلك فان فقهائهم ليسوا مراجع بل مجرد واعظين وشراح في امور الدين والفقه السلفي لمذاهبهم الاربعه, وليس التمسك بالسلف والفقهاء الاربعه والكفاية بهم الا انعكاس لضعف الصلة بالفقهاء المستحدثين عقب التاريخ الذي يلي عصر الفقهاء الاربعه وانعدام الحاجه الى المراجع المطاعه من الجماهير السنيه عدا ما فرضته الحاله الخاصه للمملكه العربيه السعوديه عندما عقدت الصله بين آل سعود والوهابيه رغم انهم استمروا يفرقون بين الخلافه - الحكومة والامامه .خلاصة القول لا توجد مرجعيات مطاعه لدى السنة بينما تجد جماهير الشيعه حتى المتعلمين منهم وانصاف المثقفين تراهم مثقلين بهموم الصله والارتباط بالمرجع بما يدعونه التقليد للمرجع وانعكس ذلك ليس على الافراد المتعلمه منهم بل حتى على الاحزاب الشيعيه فلا تستغرب بالتشبث الطائفي لدى الشيعيه بهذا الشكل الحاد بين انصاف المثقفين حتى من الكتاب ,وقد ساعد على هذه الظاهرة جملة عوامل منها الثوره الاسلاميه في ايران وفشل قيادة الاحزاب القوميه ولجوء بعضهم الى التغطيه على فشلهم باللجوء الى ادعائات روحانيه والذي بدى كأنه دعوة جديده للمذهب السني وللطائفيه السنيه ومثال ذلك الحمله الايمانيه التي ابتدعها النظام السابق .. كما غذت تلك النزعات الطائفيه سياسات الامريكان وحلفائهم الاقليميين قبل وبعد الاحتلال.
ان معالجة المظلوميه الوهميه بمواجهتها بالمظلوميه الحقيقيه هي البوابه للخروج من دوامة الخلافات.
فالمظلومية الحقيقيه هي في حرمان الانسان من حقه في العيش الكريم أي كانت اساليب ذلك الحرمان,اما اجترار صراعات وخلافات تاريخيه والتظلم بها او التشبث بدفة السلطه والدوله من قبل افراد ومجاميع تدعي تمثيل لطائفه معينه فهي لا تجدي نفعا في تأمين العيش الكريم.



#هادي_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم حكومة الاغلبيه الديموقراطيه
- رأي حر...وماذا مع شعار امة عربية واحده ذات رسالة خالدة
- تساؤلات مشروعه .. ما اسس له حنا بطاطو وروج لها آخرون؟
- نحو فهم افضل لعلاقة الدين بالدوله الشرقيه
- المآل العراقي ومسألة الاجتثاث- دعوه خالصه
- الطائفية و الارهاب خندق واحد حتما
- الفرصه التاريخيه للعلمنه في اجواء ضحالة الخديعه
- حول البيان الشيعي الجديد تأملات وطنية يساريه في الصراع الطائ ...
- علاقة المادية بالايمان والدين
- علاقة الصراع الاجتماعي والفضيلة والتجديد
- الايمان والدين في خندقين متقابلين
- نحو يسارا مقارعا أولى الناس بالدين جوهرا
- الدين والقوميه وفشل اليسار


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هادي العلي - من خلاصة الخلاف السني الشيعي اين نجد الحل