أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رفاه صالح - المثقف و الصعلكة














المزيد.....

المثقف و الصعلكة


رفاه صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1081 - 2005 / 1 / 17 - 11:23
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تسحرني الأمكنة القديمة , يسحرني عتقها , والعشوائية.
في مطارحها دروب صغيرة مكللة بالأعشاب والأزهار البرية , تقول للمار بجوارها
أرجوك ترفّق بي .. لا تقسو عليّ بخطواتك …دعني كما أنا .. لم يأت موعد ذبولي
ما زال في عروقي دماء .. وحياة .. وعنفوان .. تنحّى جانبا" أرجوك.... لاأدري لما
أنا هكذا أتعلّق بالأمكنة العتيقة , شيء بل أشياء فيها تسحرني ..تضعني في عالم اخر
بعيد كل البعد عن الزمن الحالي تعطيني احساسا" قويا" بها وكأن عمري من عمرها ."
شيء ما فيها لا أستطيع انتزاعه من اعماقي .
تعيدني لزمن... لعالم ما زال يصرخ بقوة لدرجه يقول للواطيء ها أنا أنظر إليّ.. تمّعن في أمكنتي
ومطارحي سترى عظمتي وروعتي.... كم يشعر القادم إليها بأنه نقطه صغيرة على أطرافها... .
هذا إذا قبلت به ... فأين هم المثقفون من هذه العظمة .... أكيد هذا ما سيشعرون به ...لأنّ هناك
فئة تطلق على نفسها بالمثقفين وهم بعيدون كل البعد عن الثقافة والحضارة ...فهل الثقافة
ياترى في نظرهم ..طاولة مع كأس ...مع شلّة تعيش فراغات متعدّدة وتناقضات كثيرة
منهم القارىء الحقيقي فعلا" ... وقد أمضى سنوات طويلة من عمره لدرجة أفلس جيوبه
وملأ مكتبته بالكتب القيّمة ... لنقف عنده نرى بأنّه غير سوي في تصرّفاته وسلوكيّاته
فماذا أعطته تلك الكتب ؟ ....لم تعطه إلاّ الإفلاس والعقد القابعة في داخله ... وهناك
فئة أخرى لو تنظر إليها ولو لبرهة تعرف بأنّه مدّعي أو مدّعية ثقافة ...قد قرأوا
من هنا وهناك .
مؤذيين في السلوك الغير لائق ... في كثير من الأحيان مع نفسهم ومع من حولهم
بطريقة منفّرة .
أنا لاأدّعي الثقافة ولاحتّى المعرفة .....لكنّني أحاول أن أعرف وأفهم أن أعيش
بالمعقول ....فأين هم من المثقفين الحقيقيين ؟.
لاأرى فيهم سوى حشرات ضعيفة تحاول إثبات الوجود وإظهار الذّات ... عن طريق
الصعلكة ..... . أعتقد هذا أنسب لقب ممكن أن يطلق عليهم ...ولن أعتذر عن هذا ...
أعرف لايهمّكم رأيي...لكنّه يهمّني أنا ومقتنعة به جدّا" .
لأكن مثقّفة أنزل لعمق الحياة بكل ما فيها ...أبخث ....أقرأ على كل الأصعدة ...وفي
كل الإتّجاهات ...أقرأ تاريخا" .... أقرأ أدبا" ..... أقرأ شعرا" .....أسمع الاخرين
باهتمام وتواضع ... أسعى لكل ما يغني الرّوح و النّفس .. والعقل ... أعش الرّقي
في العلاقات و السلوك ...نبدأ من أنفسنا ليشعر بنا الاخرين ونترك لهم الحكم .
من غير المعقول أو المنطق أن أقل عن نفسي أنا مثقف من وراء الطاولة
أطرح اراء كنت قد حفظتها .
إنتبه هنالك فرق بين أن أكن قد اكتسبتها أو قد بحثت عنها طويلا" ... سعيت إليها ....
عشتها فعلا" مع من حولي .
في عالمنا الان المثقف يرثى لحاله ... فقد أفرط في ثرثرته ومزاوداته من وراء الطاولة .
فأين هو المثقف الذي ترجم ثقافته من خلال سلوكه الفعلي لتلك الثقافة و المعرفة و الخبرة .
إنّهم قلّة جدا" جدا" للأسف .
المثقفون الفعليون هم أبسط النّاس الذين نرى في سلوكهم اليومي الصّدق و الوضوح و
السلوك الجيد من خلال توفير حياة حرّة وكريمة لمن حولهم .
نساء كثيرات يعانين من ثقافة الرّجل أو العكس ... لن أتردد و أطلق عليهم ( المثقف المتخلف )
الذي لملم بعضه ممن حوله وقال أو قالت أنا مثقف .. أنا شاعر ....أنا فنان .. أنا .... أنا ....
قد يكون هكذا فعلا" لكنّه تائه في متاهات كثيرة ..... لايعرف كيف يلقى ذاته ... فكم هنّ كثيرات
اللواتي بحثن عن إرادة وتوازن وثقة داخل هذه الفئة من المثقفين .... فهيهات يبحثن عن سراب
وكأنّ الجّرة تفرغ بدل أن تملأ .......................



#رفاه_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -أخبرتني والدتي أنها عاشت ما يكفي، والآن جاء دوري لأعيش-
- لماذا اعتقلت السلطات الجزائرية بوعلام صنصال، وتلاحق كمال داو ...
- كيم جونغ أون يعرض أقوى أسلحته ويهاجم واشنطن: -لا تزال مصرة ع ...
- -دي جي سنيك- يرفض طلب ماكرون بحذف تغريدته عن غزة ويرد: -قضية ...
- قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانون ...
- حادث مروع في بولندا: تصادم 7 مركبات مع أول تساقط للثلوج
- بعد ضربة -أوريشنيك-.. ردع صاروخي روسي يثير ذعر الغرب
- ولي العهد المغربي يستقبل الرئيس الصيني لدى وصوله إلى الدار ا ...
- مدفيديف: ترامب قادر على إنهاء الصراع الأوكراني
- أوكرانيا: أي رد فعل غربي على رسائل بوتين؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رفاه صالح - المثقف و الصعلكة