|
إطلالة على الماضي بعين الحاضر -حادثه محمد وتأبير النخل-
محمد عبدالحكيم
الحوار المتمدن-العدد: 3671 - 2012 / 3 / 18 - 21:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
دائما نستمع لقصص من الماضي وغالبا يكون الهدف من هذه القصص تمرير افكار معينه وفي بعض الاحيان بقصد الاستمتاع بالحكايات ، ولقد اخترت لكم قصه مشهوره وسأقصها عليكم ولكن هذه المره ليس بقصد الاستمتاع او تمرير افكار معينه ولكن لأعمال العقل بدون قيد او شرط وإعاده تقييم الحدث التاريخي بعين الحاضر ولنبدأ: قال الإمام مسلم في كتاب الفضائل: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِىُّ وَأَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِىُّ وَتَقَارَبَا فِى اللَّفْظِ وَهَذَا حَدِيثُ قُتَيْبَةَ قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَرَرْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَوْمٍ عَلَى رُءُوسِ النَّخْلِ فَقَالَ: مَا يَصْنَعُ هَؤُلاَءِ؟ فَقَالُوا: يُلَقِّحُونَهُ يَجْعَلُونَ الذَّكَرَ فِى الأُنْثَى فَيَلْقَحُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا أَظُنُّ يُغْنِى ذَلِكَ شَيْئًا قَالَ: فَأُخْبِرُوا بِذَلِكَ فَتَرَكُوهُ فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ فَقَالَ: إِنْ كَانَ يَنْفَعُهُمْ ذَلِكَ فَلْيَصْنَعُوهُ فَإِنِّى إِنَّمَا ظَنَنْتُ ظَنًّا فَلاَ تُؤَاخِذُونِى بِالظَّنِّ وَلَكِنْ إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنِ اللَّهِ شَيْئًا فَخُذُوا بِهِ فَإِنِّى لَنْ أَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وفي روايه اخرى : وقال الإمام أحمد في المسند: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ سِمَاكٍ أَنَّهُ سَمِعَ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ مَرَرْتُ مَعَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فِى نَخْلِ الْمَدِينَةِ فَرَأَى أَقْوَامًا فِى رُءُوسِ النَّخْلِ يُلَقِّحُونَ النَّخْلَ فَقَالَ مَا يَصْنَعُ هَؤُلاَءِ قَالَ يَأْخُذُونَ مِنَ الذَّكَرِ فَيَجْعَلُونَهُ فِى الأُنْثَى يُلَقِّحُونَ بِهِ فَقَالَ مَا أَظُنُّ ذَلِكَ يُغْنِى شَيْئًا فَبَلَغَهُمْ فَتَرَكُوهُ وَنَزَلُوا عَنْهَا فَلَمْ تَحْمِلْ تِلْكَ السَّنَةَ شَيْئًا فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ إِنَّمَا هُوَ ظَنٌّ ظَنَنْتُهُ إِنْ كَانَ يُغْنِى شَيْئًا فَاصْنَعُوا فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَالظَّنُّ يُخْطِئُ وَيُصِيبُ وَلَكِنْ مَا قُلْتُ لَكُمْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَلَنْ أَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ هذه هي القصه التي لها اسانيد قويه ومراجعها اسلاميه لكني لست رجل دين انا فقط شخص علماني وساعيد عليكم القصه باسلوب مبسط ولكن على اساس الحاضر سين من الناس في قريه ما شخص معروف لهم طالب اهل قريته بترك فعل ما كانوا يقتاتون منه والنتيجه ان اهل هذه القريه خسروا محصول العام !! وكعاده مجالس الباديه وسياسه تقبيل اللحى عفا الله عما سلف وخيرها في غيرها . عزيزي القارئ ماذا سيكون حكمك على قصه رجل القريه هذا ؟ ونفس القصه لكن بدون رجل القريه وضع محمد بن عبدالله هل حكمك سيتغير ؟ لكن رجل القريه الذي تدخل فيما لايعنيه وبدون علم هو رجل عادي مجرد مواطن ولكن له مكانه في وسط قريته ليس بنبي او "لا رسول اما محمد بن عبد الله فهو خاتم الانبياء و الرسل فمحمد لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى" سوره النجم" ورجل القريه تعليمه دنيوي اما محمد فتعليمه رباني علمه شديد القوى "سوره النجم" ، اما عن المنفذين للأمر او الطلب فأهل القريه مثلا مجرد ناس عاديه والشخص الذي طلب منهم هو فرد منهم كان من الممكن ان يرد عليه لكن محمد هل يقدر احد ان يرد عليه والله يقول وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا "سوره الحشر" بل ان صحابه محمد كانوا يقلدون محمد لدرجه انه عاتبهم ذات مره : عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ صَلَاتِهِ خَلَعَ نَعْلَيْهِ، فَوَضَعَهُمَا عَنْ يَسَارِهِ، فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ، خَلَعُوا نِعَالَهُمْ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ، قَالَ: " مَا بَالُكُمْ أَلْقَيْتُمْ نِعَالَكُمْ؟ " قَالُوا: رَأَيْنَاكَ أَلْقَيْتَ نَعْلَيْكَ، فَأَلْقَيْنَا نِعَالَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي، فَأَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهِمَا قَذَرًا - أَوْ قَالَ: أَذًى - فَأَلْقَيْتُهُمَا، فَإِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَلْيَنْظُرْ فِي نَعْلَيْهِ، فَإِنْ رَأَى فِيهِمَا قَذَرًا - أَوْ قَالَ: أَذًى - فَلْيَمْسَحْهُمَا وَلْيُصَلِّ فِيهِمَا " قَالَ أَبِي: " لَمْ يَجِئْ فِي هَذَا الْحَدِيثِ بَيَانُ مَا كَانَ فِي النَّعْلِ " رواه الامام احمد في مسنده أي ان محمد مكانته الدينيه و الروحيه لا مثيل لها بالنسبه لرجل القريه الذي وضعته لكي نصل الى الحكم الموضوعي على هذه القصه التاريخيه. وهناك بُعد سياسي لهذه القصه وهذا من حقي ان اتكلم عليه واقول حكمي لأني تحفظت ان ابدي حكما على الجانب الروحاني والديني وتركت الحكم للقارئ ، نفترض ان رجل القريه هذا هو رئيس او ملك في دوله من دول هذا العصر وفعل نفس الفعل وادى للنتيجه الكارثيه ، قوم لن يجدوا محصول لعام قادم كارثه اقتصاديه بكل المقاييس ، شخص سيرد ان محمد لم يأمر بل اقترح ! اقول له انت لا تعلم عن السياسه شيئا لأن الملك او الرئيس و خصوصا في العالم الثالث عندما يقترح شيئا فهذا اجراء بروتوكولي حيث انه من غير اللائق ان يأمر الحاكم مسئول تحت سلطته امام الرأي العام فيعطي الامر في صيغه اقتراح و يمكنكم مشاهده الحكام العرب وهم يتحدثون الى الوزراء و المسئولين وكيفيه صياغه الاوامر وبالتأكيد ان دوله المدينه دوله ديكتاتوريه بامتياز فالدول الديمقراطيه معروفه بأنها دوله مؤسسات والدوله الديكتاتوريه هي دوله الفرد او الزعيم كل شئ في يد الحاكم ولكن صوريا تكون هناك مؤسسات لمجرد ايهام الرأي العام بوجود مؤسسات ، الطريف ان دوله المدينه كان محمد يمتلك كل الصلاحيات بشكل رسمي فهو الحاكم و قائد الجيش والقاضي الاوحد ورجل الدين و..الخ أي انها ابشع الدول الديكتاتوريه بدون نقاش . المحاكمه السياسيه لهذه الكارثه لو كان هناك قضاء مستقل و مجلس نيابي يراقب وهذا مجرد تخيل او نسقط هذا الامر على الملك او الرئيس الحاضر لن يكون الحكم اقل من اجباره عن تقديم اعتذار رسمي للأمه وعزله من السلطه ودفع غرامه مغلظه والحبس لأنه ارتكب عده مخالفات فهو اتخذ قرار خاطئ ، وافتى بغير علم ، والشئ الاهم من ذلك انه تسبب في كارثه اقتصاديه فالنخل بالنسبه لمجتمع الباديه هو شئ اساسي مثل القمح بالنسبه لمصر مثلا . نعود للمحاكمه التاريخيه للحدث هل محمد حسب المعيار السياسي صائب ام مخطئ ؟ بعد كل هذا الشرح لا اجد إلا انها جريمه تاريخيه منه في حق شعبه .وهذه القصه هي معيبه في حق الاسلام ومحمد ولا اجد فيه شئ جيد للاسلام على الرغم من ان اغلب رجال الدين الاسلامي يمتدحون في الاسلام و يذكرون هذه القصه! وبما ان الموضوع له بعد سياسي وانا علماني وكعاده العلمانيين العرب الذين تسببوا في تراجع العلمانيه اتخذوا من هذا القصه كذريعه على ان الاسلام يحض على العلمانيه ! وذكروا ان في نهايتها مقوله انتم اعلم بشؤن دنياكم واقول لهم كفاكم عبثا فهذه المقوله غير صحيحه ولا اساس لها من الصحه فالحديث مذكور امامكم في روايتين صحيحتين ولا توجد فيهما هذه المقوله وايضا هناك ايه قرائنيه قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ "سوره البقره"وفي علم الحديث اذا تعارض حديث مع نص قرائني هذا دليل على ضعف الحديث. كفاكم عبثا ايها العلمانيون ولا تستخدموا الدين لكي تبرروا للعلمانيه لأن الاسلام لا يوجد فيه خير، حتى لو وجد فسنكتشف انه ضعيف.
#محمد_عبدالحكيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما بين العالم الافتراضي و الواقعي
-
يوم زي العسل
-
العلمانيه تتعثر بسبب المنتمين لها!! 2 -حركه علمانيون نموذجا-
-
نظره للوضع الراهن في مصر والسيناريوهات المتوقعه
-
ماذا لو كان هناك احتمال ثالث ؟
-
التعريص في مصر !!
-
الله خطر على البيئه
-
العلمانيه تتعثر بسبب المنتمين لها !!
-
السياحه والشريعه الاسلاميه في مصر
-
ديني اه ودينك لأ
-
علماني نص كم !!
-
لماذا نرفض تحويل مصر الى دوله اسلاميه ؟؟
-
عشوائيه ربنا !!
-
كراهيه المصريين
المزيد.....
-
قائد -قسد- مظلوم عبدي: رؤيتنا لسوريا دولة لامركزية وعلمانية
...
-
من مؤيد إلى ناقد قاس.. كاتب يهودي يكشف كيف غيرت معاناة الفلس
...
-
الرئيس الايراني يدعولتعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية وقوة
...
-
اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي
...
-
بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب
...
-
مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
-
التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج
...
-
“سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن
...
-
الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان
...
-
الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وسط العنف الطائفي في جنوب ا
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|