خالد ابراهيم الحمداني
الحوار المتمدن-العدد: 3671 - 2012 / 3 / 18 - 18:22
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
أنا ايمو وان لم انتمي :
كثيرا ما كنا في زمن مضى ندعي ويملأنا شعور بالخوف تارة ونشوة التزلف للسلطة تارة اخرى ...هكذا كنا لأننا عراقيون ولأننا اعتدنا ان نكون مع القوي ومع الغني الذي يرمي لنا بفتات الدنيا او سقط المتاع الذي نبصق عليه كلما غضبنا ونحن نصرخ (اتفو على هذه الدنيا ) هكذا كنا وهكذا نحن الان لأننا اناس بلا عقيدة فعقيدتنا هي البقاء والبقاء للقوي الذي يجب ان نحيا تحت ظله الوارف ...هكذا نحن مع الله طالما كان الله قويا بنظرنا عندما نصيبنا طامة او مصيبة او مرض ونحن مع الشيطان ومع وكلائه من الطغاة والظلمة والجلادين طالما كانوا هم السادة وهم السادة دوما في ارضنا الملعونة عفوا المباركة ...نحن مع يزيد ومع هولاكو ومع صدام ومع كل تابعيهم الى اصغر شرطي او جاسوس او جندي ...هكذا نحن وهكذا نحن نتشفى من الضعفاء وننتقم منهم بكل ما اتانا ربنا من قوة بيدنا تارة وبلساننا ان ضعفت يدنا وبقلبنا وذلك اضعف النفاق ..هكذا نحن وهكذا سنستمر مسوخ لسياط الجلادين ..وها نحن نمارس عهرنا ذاته مع شباب احرقناهم بنار آخرتنا المزعومة وجعلناهم يكفرون بها ومارسنا ابشع انواع الضوضاء بوعظنا النشاز في اذانهم ...لم نسألهم لماذا اصبحتم ما انتم عليه ؟ كيف نسال وهم سيردون علينا : كيف اصبحتم انتم ما عليه الان ...كيف صار الدين لعق على السنة الفاسدين وكيف صارت العمائم اغطية تداري ضحالة الرؤوس وكيف اصبح الاعلام تهريجا وكيف امسى المثقفون متسولين بباب آخر بواب في سلسلة بوابي السلطان ...كيف لم يعد هنالك هارون يسال عمن يبيع دينه فالدين صار سلعة رخيصة يأنف حتى المستعمرون من شراءها ...هكذا نحن وهكذا هم من يسمون شباب الايمو الذين قتلناهم بعد ان قتلنا انفسنا وذبحنا انسانيتنا ومثلنا بما تبقى لنا من اشلاء الاخلاق ..وسيبقون شاهدااحيي هؤلاء الشباب الذين آثروا ان يرتقوا عن قمامة هذا البلد وهذه الحياة وينهوا حياتا قد لا يتم تخليدها كما خلدت حياة بو عزيزي وغيره ممن غادروا حياتا صارت ملكا لبشر هم غير البشر ...نعم سيخلدون عند رب الارباب الذي سيفتخر بهؤلاء الذين غادروا دنيا ثمود وعاد وارتقوا جبلا في زمن الطوفان وان غرقوا ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الحياة امواتا بل احياء اكيدا ولكن لا نشعر بهم ...وسيبقون شاهدا على جلادين قتلوهم مرتين .مرة عندمادما مسخوا وجودهم ومرةهم.ا تشفوا بموتهم ....وهكذا نحن وهكذا سيبقون هم ...
خالد الحمداني 18-3-2012
#خالد_ابراهيم_الحمداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟