أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صالح حمّاية - كيف نقيّم التجربة العلمانية .














المزيد.....

كيف نقيّم التجربة العلمانية .


صالح حمّاية

الحوار المتمدن-العدد: 3671 - 2012 / 3 / 18 - 09:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من المغالطات المنهجية التي يروج لها الإسلاميون حاليا و يحاولون فرضها قسرا على المواطن العربي البسيط ، هي تلك التي تقول " أننا كدول عربية قد جربنا الخيار العلماني وأنه كالخيار قد فشل و لهذا فعلينا في هذه الحالة ومن أجل الخروج من الواقع المزري الحالي الذي نعيشه أن نقوم بتجريب الإسلام كنظام للحكم ، لان الإسلام هو الحل " .

أول الأسئلة التي تطرح على هذا الإدعاء الذي يروجه الإسلاميون هي "ما المقياس الذي أستعمل في تقييم فشل أو نجاح التجربة العلمانية في الدول العربية (رغم أنها لم تكن علمانية كاملة تماما) ؟ " هل هذا التقييم قائم على أساس اقتصادي كما هي عادت الإسلاميين في الخلط بين الشيوعية و العلمانية ، بحيث هم يعتبرون الفشل الحالي في الاقتصاديات العربية (رغم أنها ليس شيوعية) ناتج عن التجربة العربية الشبه علمانية ؟ ، أم هو على أساس اجتماعي ينظر إلى العلمانية بكونها نظام ادري يسعى لحفظ السلم الاجتماعي ؟ .

هل يميز الإسلاميون في طرحهم الحالي في الفروقات بين النظامين ، و عن السبيل لتقييم كل تجربة منهما على حدة ، أم هي مجرد دوغما لخلط الأمور على المواطن العربي من أجل تمرير مشروع شمولي في ظل تغييب الوضوح في الرؤية ؟ .

العلمانية بحكم كونها نظام اداري يقوم على أساس تنظيم العلاقة بين مختلف التناقضات داخل المجتمعات (مسيحي .. مسلم ، سني .. شيعي ، تقدمي .. محافظ ...الخ ) من المفروض أن تقيّم على أساس "ما مدى الدرجة التي حققتها في حفظ السلم الاجتماعي و خلقها لمناخ التعايش السلمي داخل المجتمع" ، بحيث تقاس نسبة النجاعة في هذه التجربة بكم القلاقل التي حدثت بين مكونات الشعب في ظلها ، فإذا حدث و أن فشل هذا النظام في إيجاد التعايش السلمي بين طوائف الشعب ففي تلك الحالة يمكن اعتباره فاشلا ، أما إذا ظل السلام الاجتماعي محفوظا فهو حينها ناجح بغض النظر عن تردي باقي المؤشرات الأخرى ، فليس هذا الشأن من أهداف العلمانية .

و بالنظر إلى تاريخ الدول التي سارت في خيار العلمنة ، فلم يسجل التاريخ أي حادثة احتراب أهلي داخل هذه الدول ، بل يمكن القول أن خيار العلمنة قد أدى إلى تعزيز التعايش السلمي في الكثير منها رغم شساعة الاختلافات بين مكونات الشعب التي قد يبدو من الحتمي تصدمها ، في المقابل فإننا نجد أن الكثير من الدول التي سارت في طريق النظم الدينية العنصرية قد انتهى بها الأمر إلى حروب أهلية مروعة بل و حتى إلى التقسيم بسبب رغبة فكرة واحدة في فرض نفسها بالإكراه مما يؤدي بجميع المختلفين إلى التذمر و الاعتراض ، ولا ابرز من مثال على هذا كنموذج غظ وطري كالتجربة الإسلامية السودانية التي انتهت إلى تقسيم البلاد بسبب سياسات الحكم الإسلامي الشمولي ، وهي التجربة التي من المفترض على كل إسلامي إن يعلقها حلقة في إذنه حال الحديث عن فشل الخيار العلماني وضرورة تطبيق الحكم الإسلامي كسبيل لحل أزمات البلاد ، لان هذا الحديث في ظل الشواهد العديدة المناقضة له هو بمثابة الدجل الصريح على الناس .

هذا الخلط المشبوه من الإسلاميين بين فشل الاقتصاديات العربية في تحقيق الرفاهية للمواطنين ، وبين واقع تطبيق التجربة الشبه علمانية في الدول العربية (الذي يكاد يكون الشيء الناجح الوحيد فيها)، ليس سوى وسيلة لتحويل سخط المواطن العربي الناقم على حالته الاقتصادية المزرية نحو خيار العلمنة ، بحيث يتم توظيفه للسير نحو بناء المشروع الديني الشمولي الذي ينظر له الإسلاميون على أنه السبيل لاعتلاء سدرة المنتهى التي يحلمون بها من عقود ، متحاشين بهذا أي اشتراطات ديمقراطية من الممكن أن تفرض عليهم بحيث قد تهدد هذا الحلم مهما كان الأمر على حساب المواطنين البسطاء ، حتى لو دمرت بلدانهم أو دخلوا في حروب أهلية قد تمتد إلى سنين طويلة بسبب هذا الخيار .

هذا الطرح من الإسلاميين هو دجل فاضح وتزيف صريح للحقيقة يُستغل فيه السخط الشعبي اللاعقلاني وغياب الوعي لدى الأكثرية من المواطنين ، غياب وعي هو بالأساس نتيجة للدوغما الإسلامية التي مارسها الإسلاميون على مدى عقود لتشويه كل المفاهيم لدى الشعوب المطحونة بالفقر و ألامية من أجل أن لا تختار في مثل هذه الحالات الخيارات التي تخدم مصالحها و التي من المؤكد أنها لن تكون الإسلاميين ، فليس من المتوقع من شعوب واعية ومتعلمة أن تختار جلادين جدد سوف يقودونها حتما للخراب بعدما هي أطاحت بجلاديها السابقين ، لكن و في ظل هذه الهستريا الشعبية اللاعقلانية التي يغذيها الجهل و الأمية و يسوقها غسيل الأدمغة فمن المتوقع أن يكون الأمر على هذا المنوال و أن يختار المغيبون جلاديهم مرة أخرى بدون أدنى توجس ، ، لأن المقدمات لا توحي بأي شيء معاكس ، ومهما تكن خدمات العلمانية للمواطن العربي فمن المستبعد المضي نحوها في ظل هذا المناخ ، وهو ما نراه يحصل للأسف .



#صالح_حمّاية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن العدالة في الحكم الإسلامي .
- كذب الإسلاميون ولو صدقوا .
- الإستبداد المنتخب .
- مغلوب لا يقلد الغالب .


المزيد.....




- كيف ترى الصهيونية الدينية الضفة الغربية والقدس؟
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع حيوي في إيلات ...
- حرب غزة: قرار إلزام اليهود المتشددين بأداء الخدمة العسكرية ي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تضرب هدفاً حيوياً للاحتلال في إ ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف موقع حيوي في إيل ...
- إلى جانب الكنائس..مساجد ومقاهٍ وغيرها تفتح أبوابها لطلاب الث ...
- بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س ...
- أمين سر الفاتيكان: لبنان يجب أن يبقى نموذج تعايش ووحدة في ظل ...
- الكنائس المصرية تفتح أبوابها للطلاب بسبب انقطاع الكهرباء
- صورة جديدة لسيف الإسلام معمر القذافي تثير ضجة في ليبيا


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صالح حمّاية - كيف نقيّم التجربة العلمانية .