أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - الله والزمان (مقال في جزءين)














المزيد.....


الله والزمان (مقال في جزءين)


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 3669 - 2012 / 3 / 16 - 23:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يجب الوقوف بحذر أمام النصوص القرآنية التي تتحدث عن الغيبيات , فمدلولها مبهم , ويقصد الله إبهامه لأن معانيه الحقيقية قد تتجاوز مدركاتنا (في وقت ما), فيعطي النصُ ظلالا للمعاني ضبابية لا يستبين منها المدلول الحقيقي لأننا لن ندركه , وربما تراءى للأجيال القادمة بعض من هذه المدلولات مستقبلا بما يمكن فهمه في ضوء معارف العصر , فلو كشف النص عن مدلوله الغيبي - في وقت سابق لأوانه - فربما صدم عقولنا دون أن نتمكن من الفهم لقصور المتاح لنا من معارف آنية .
اسمع معي إن شئت قول الله تعالى :
وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ }الحج47)
(يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ }السجدة5
. تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ }المعارج4),
فالله في هذه الآيات – مثلا - يمس مسا لطيفا مسألة نسبية الزمن الكوني فيذكر أن يوما عنده بألف سنة مما نعد , أو بخمسين ألف سنة.......الآيات , وذلك دون الخوض في تفصيلات تخرج عن دائرة الإشارة السريعة , فيستعجم الأمر على الناس فلا يفهمون , ونسبية الزمن أمر صعب التصور ولم تسبق الإشارة إليه قبل القرآن , فهو تصور يعز على العقل البشري في كل العصور السابقة ,ولم يجر التحدث عنه قبل النظرية النسبية لآينشتين في سنة (1905),وكان نيوتن –وهو أبو الفيزياء الكلاسيكية- وقبله أرسطو , يرى أن الزمان مطلق في كل الكون ,الأمر الذي فنده آينشتين رياضيا وعمليا .وهناك الكثير من الحقائق التي تجبرنا على الاقتراب بحذر من تقديس العقل والوثوق بقدراته ,لأنها قدرات محدودة بالفعل ,فالحقائق غير القابلة لفهمنا كثيرة ,ولا يفهمها سوى الصفوة من المتخصصين ممن يملكون ناصية علوم الرياضيات والفيزياء : فمن منا يمكنه مثلا تخيل مسيرة الزمان للخلف , بحيث نرى موتنا قبل مولدنا ,وهل يمكن السفر عبر الزمن فنرى المستقبل , وهل يمكننا رؤية الماضي ,وهل يمكن لجسيم ما أن يتواجد في مكانين في آن واحد, الجواب :هو نعم وقد تم التحقق من ذلك رياضيا وعمليا, ومن يريد الوقوف على مزيد من تفاصيل ذلك عليه الرجوع إلى كتب الفيزياء الحديثة التي يقول علماؤها إن الزمن الماضي والحاضر والمستقبل مختلفون بحسب مكان الرائي (أو الراصد) فما نظنه (ماضيا) قد يرصده راصد آخر من مكان مختلف (مستقبلا ),أو المستقبل ماضيا ,وهكذا , فالزمن لا يمكن التعبير عنه كونيا بمعزل عن المكان .ولما خلق الله الزمان والمكان لم يحبس نفسه فيهما (تعالى الله علوا كبيرا ) ,ولما قال الله : وَإِنَّ يَوْماً (عِندَ رَبِّكَ )كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ,(عند ربك ) أي بحساب ربك .
وكذلك مسألة الزمن وعلاقته بالاختيار والجبر التي حيرت الإنسان طويلا . فكل اختيارات البشر - الماضي منها والمستقبلي – معلومة في علم الله , فوصف المستقبل لدينا نحن البشر هو المساحة الزمنية التي لم تأت بعد , والزمان والمكان هما القيدان اللذان يقيدان المخلوقات ,والله تعالى خارج الزمان والمكان فلا تنطبق عليه سبحانه قيود الزمان والمكان فهما من صُنعه وهما مما خلق , والزمان كله من الأزل إلى الأبد مجرد لحظة أو نقطة في علم الله المطلق , ويحيط بها إحاطة تامة , وبذا يكون المستقبل البشري معلوما ومكشوفا لله تعالى دون أن يكون معنى ذلك التحديد المسبق لاختيارات الناس في هذا المستقبل.
وبالنظر مثلا إلى بعض الآيات مثل :" يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما "طه 110 , "يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم وإلى الله ترجع الأمور "الحج 76 , لعل المعنى من (خلفهم ) هو ما غاب عنهم زمانا ومكانا كما يغيب عن المرء كل ما يقع خلفه , والغائب هنا هو الغائب مكانا أو زمانا . " ولا يحيطون به علما" , فمثل هذه الإحاطة لا تكون لغير الله فهو وحده من يعلم الزمان كله - ماضيه وحاضره ومستقبله – في مشهد واحد آني , فلا يغيب عن علمه تعالى شيء مما خلق .
بتصرف من كتاب المسكوت عنه في الإسلام لنبيل هلال



#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدم وجود مؤسسة رقابية على الحاكم
- تقبيل قدمي الحاكم واجب ديني
- كلمات لكل من يتوهم أن القرآن يحض على عداوة المسيحيين
- نعم اطردوا المسيحيين من بيوتهم
- صراع الأرستقراطيات :الملأ والمترفون
- أعلاج السرطان بأقراص الأسبرين؟
- استخدام البنادق في الحرب حرام ,لأن أسلافنا المسلمين كانوا يح ...
- كلب السيدة الأولى له جارية تخدمه
- يدين الشرقيون جميعابالعبودية لمن يحكمهم ,فهو الحر الوحيد
- تراثنا : تراث العبيد
- الله لن يحاسب الحاكم الظالم
- زراعة الأعضاء حرام-أو رُب حامل فقه غير فقيه
- هكذا يكون الحاكم الحرامي وإلا فلا
- المدرسة النبوية التي أغلقت أبوابها للأبد
- إجلال العقل هو معيار تقدم الأمم
- أم الامبراطور نيرون : ادفعوا سيوفكم في رحمي !
- المعارضة السياسية مخالفة دينية-أو شَعرة معاوية
- المستبدون كظباء مكة صيدهن حرام
- لم أجد عنوانا لهذا المقال
- هل الدين وسيلة للنصب


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - الله والزمان (مقال في جزءين)