أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد الحاج ابراهيم - الد معــــــــــة السخيّـــــــة))














المزيد.....

الد معــــــــــة السخيّـــــــة))


محمد الحاج ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1080 - 2005 / 1 / 16 - 09:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


حزب العمال الثوري العربي
رحلة قاربت الثلاثين عاما بدأت يوم كان الجسد قويا والعقل راجحا ،وانتهت حين أصبح الجسد ضعيفا والعقل(؟)
في مقابلة على صفحات مجلة أبيض وأسود التي تصدر في دمشق ،وتحت عنوان ((جسد صغير وعقل كبير))كانت مع السيد عبد الحفيظ الحافظ ،الذي قصد من العبارة هذه أن يُعطي لحزب العمال الثوري العربي الذي أسسه المفكر السوري الكبير ياسين الحافظ صفة العبقري ثقافيا والضعيف تنظيميا ،ولو حلّلنا هذه العبارة لاستنتجنا أن هذا الحزب لشدة بلاغته الثقافية تغرب عن الواقع ولم يعد هناك أحد يفهم عليه ،وبالتالي لم يستطيع استقطاب أحداً فأفلس تنظيميا وخرج من الفعل السياسي ،وأنا كعضو أمضى أكثر من عقدين من الزمن معه ،أرُدُّ التغرب والإفلاس إلى أسبابه الأساسية التي أوصلته إلى حالته البائسة هذه.
بمقارنة نقدية للحزب بين مراحل التأسيس الأولى ككتلة(الفكر+حملة الفكر)،وبين ما هو عليه اليوم، نجد أن مؤسسه كان ملتقطا للّحظات السياسية التي تعبرُ أمامه ،محلّلا إياها علميا ،لأنها تُمثِّلُ إحدى إفرازات الواقع ،وهو الذي كان يقول:((علينا أن نُخرِجَ رؤوسنا من الواقع ،لاأن نخرج الواقع من رؤوسنا))وهذا شكلٌ اعتُمد ليكون ناظما لنا في اندماجنا في الواقع الذي نتعلم منه ونضيف له مما تعلمناه من الكتب دون شروخ بيننا، لقد كانت مرحلة قيادة ياسين الحافظ للحزب بكلمة حق تُقال مرحلة الإبداع المعرفي والسياسي اللذان شكلا تنظيما متميزا ،وهذه الحال استمرت حتى أوائل التسعينيات من القرن الماضي حين بدأ التراجع السياسي الذي وصل حد الإفلاس في العام 2000م ،وبدأ التراجع المعرفي حين لم يعد هناك نقد علمي مترافق مع المتغيرات في العالم والمنطقة ،وخاصة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ودول الكتلة الشرقية ،فأصبحت المعرفة التقليدية هي الأساس المُمِلِّ التي يعتمدها الحزب ،وهذا ماكان له منعكسه السلبي التنظيمي عليه.
فقد الحزب بريقه وألقه بعد عام 2000م رغم أنها فترة الحراك الحقيقي له ،ومقارنة بين أداءه في أوائل الثمانينات من القرن الماضي مع هذه الفترة ،نخرج بنتيجة مؤداها أنه كان يؤذن بتوقيت دقيق والآن يؤذن في غير أوقات الصلاة ،أي صار خارج السرب وأصبح يُخرج الواقع من رأسه بعد أن كان يُخرج رأسه من الواقع،هكذا رأيته خلال رحلة قاربت الثلاثين عاما ،وهكذا كانت المقارنة بين البداية والنهاية المحزنة لحزب أفنى مؤسسه نفسه في سبيل بنائه ليكون حزبا مساهما في نهضة الأمة،لكنّ الانغلاق ونزعة المثقف النوعي كانا من بين الأسباب التي أدّت إلى غربة الحزب عن الواقع واضمحلاله وتلاشيه في أوساط الناس،يُضاف إلى ذلك أسبابا أخرى ساهمت في هذا الانغلاق والغربة عن الواقع ،وتلك أسباب خاصة يمكن طرحها مع المعنيين بها.
العلاقة الجدلية بين العقل والواقع إحدى المرتكزات الأساسية التي اعتمدها المؤسس لمواكبة المتغيرات فكريا وسياسيا وتنظيميا ،لكن التقليد ألغى الجدل فحول الحزب إلى حالة كلاسيكية لاتستطيع الاندماج بواقع متغير متوهمة أنها مندمجة ،ما أفرز روح وعقلية المؤامرة لدى البعض وخاصة في المسألة التنظيمية التي صارت تصيّدا ودخولاً في دوّامة اللاجدوى ،وهذا الأداء أوصل العديد من أعضائه إلى اليأس والخروج دون النيّة بالعودة إليه ،لأنّه لم يعد يمثل المشروع الذي قام على أساسه ،وهذا عائدٌ لحَمَلَة لوائه من المؤمنين به،للمسارعة في ترميمه مما أصابه من رضوض وتشوُّهات ،علّ هذا الترميم يعيده لما كان عليه من قوة بكل معانيها،لكن الترميم هذا مشروط بتحقيق ثلاثة مسائل أساسية هي:1- تجديد آلية التفكير والتحرر من عقدة المثقف النوعي 2- الإنغراز في الواقع ميدانيا وليس تنظيرياً 3-عنصر الربط المتميز المتحرر من التكسُّب.
إذ من غير المعقول لحزب ثوري بعد أربعين عاما أن يكون كبير العقل نحيل الجسم ،فهذا مؤشر شيخوخة له وهو شاب،ما يستدعي المراجعة النقدية التي توضح الأسباب التي أوصلته إلى هذه الحالة البائسة بعد أن كان ((غيفارا))الوطن بثورته فكريا وسياسيا وتنظيميا،وعلى السيد عبد الحفيظ أن يسأل نفسه عن الأسباب الرئيسية والثانوية التي كانت وراء التراجع هذا ،وعن دوره هو بذلك ،ودور الرفاق الآخرين في القيادة المركزية أيضا ،لأنه الحزب الوحيد الباقي على هذا الوضع فهو يعاني من تخلف في بنيته وأداءه وهو ماحذر منه مؤسسه الذي اعتبره مع غيره يشكل رافعة لنهضة الأمة حين يكون حزبا حديثا متجددا بكل مقومات وجوده ،وتطور الحزب أيا كان مرتبط بفكره النقدي المتجدد وبأشخاصه وحملة لوائه وطبيعة مشروع التطوير الذي يقدمونه كحلٍّ لأزمته الحالية التي صنعتها عقلية غير ديمقراطية واحتكارية بوقت واحد ،فصارت تتعامل معه كجزء خاص بها أو من أملاكها ،إذ تقيم الحد وتلغيه على أسس غير معقوله وأمور أخرى يمكن تناولها مع المعنيين كما قلت في سياق الموضوع. ختاما….لعبد الحفيظ ورفاقه تحية تكتنفها دعوة لقول الحقيقة عبر الشفافية بما يتعلق بحزب أصبح ككتلة(الفكر+حملة الفكر)من الماضي وهم في الحاضر ،أي أصبحت الكتلة غريبة في حاضر متفاعل نشط ،والوطن أشد حاجة وإلحاحا في وقتنا الحاضر لأحزاب تقرأ ماتراه وليس عن ظهر قلب.
بكل الحب والاحترام



#محمد_الحاج_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الكردية - مداخلة على طريق الحقيقة ل محمد تومة
- الإلحـــاد ـ رؤيـة أم طقـس؟
- النتائج النفسية للاحتلال ـ العراق مثالا
- الناصرية ـ خيار الديمقراطية
- ذاكرة أُمّه ـ فوضى التخلف إلى أين؟
- أسامة أنور عكاشة على ذمة ثقافة الإلغاء
- أسئلة محرجة لبوش؟!
- الأغنية الشبابية ودور الاعلام
- حقوق الإنسان في سورية
- علاوي… أبكى العراقيين على صدّام وأيامه
- !!!!ماسرُّعلاج القادة العرب في الغرب؟
- قانون الطوارئ التداولي من صدام إلى العلاوي
- الزرقاوي في الفلوجه كأسلحة الدمار الشامل في العراق
- بن لادن ـ أمريكا
- المثقف السياسي بين التكفير والتحرير
- قانون الطوارئ _ من الإستثناء إلى القاعدة
- الإستبدادُ مقدّمةٌ للإحتلال
- القاع النفسي للتشكيل السياسي
- درس في الحرية والديمقراطية


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد الحاج ابراهيم - الد معــــــــــة السخيّـــــــة))