أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي شايع - دعوة لإحراق السفن














المزيد.....

دعوة لإحراق السفن


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 1080 - 2005 / 1 / 16 - 09:40
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ليست هذه دعوة لإحراق سفن النفط.
وليست لقتل أحد.
وليست لقطع الأرزاق.
وليست لترويع الصغار في صباحاتهم المدرسية.
وليست للتفخيخٍ أكثر.
ولا هي لهدر 12 مليار دولار جديدة جراء تفجير أنابيب نفط،كان واردها سيبني في كل مدينة عراقية عشرين مدرسة.ومستشفى ومدينة ألعاب أطفال،لا ترى على ملامح روادها الخوف ولا التعب ولا الجوع،لأن مبلغا مثل هذا سيوفر لأربعة أجيال عراقية حصصا في التغذية المدرسية كان نظام البعث قد حرمهم منها طويلا.

وليست هذه دعوى لإغراق السفينة لأن راكبا فيها اشترى مكانا سيثقبه باسم الملكية الفردية..

وما هي بدعوى تشبه ما حير موسى النبي في أمر الخضر وهو يخرق السفينة،فالسفينة كانت لمساكين في البحر،وكان سيأخذها ملك على الساحل ان وجدها سالمة.

وليست لهدم السفن وبيعها (خردة عراقية) حتى أصبحت الأردن اكبر مصدر للمعادن في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة..

وليست دعوة لتعطيل الكهرباء والإمعان في الظلام بعد عتمة العقود الطويلة.. فالصباح العراقي متعَب بشهقات الصبية ولهاثهم من دخان قنينة نفط ،انها عراقية لا شرقية ولا غربية،عليها تمرة، كلما أوغلت النار فيها فاحت رائحة أور.وفي التمر فتيل ينفث سمّه طيلة الليل.أما المصباح ففي زجاجه العاطل عن الضوء، ولا من كوكب دري يهجر انتظاره ليبزغ في تيار الوطنية.
ظلام في ظلام، يتلمس الجراح سبيله لإسعاف ميت في غرفة العمليات؛ ما كان ليموت،غير إنها محنة عراقية، لا شرقية ولا غربية.
ظلام في ظلام،وتلد النساء في هندسه العراقي،حتى يضرب العراق الأمثال للناس.
أما القنينة فتدعى اللمبة،و كانت لمساكين من أهل العراق على عهد طويل بسراجها النفطي، وكان للنفط العراقي وزارته قبل ان يتولاها الفضل بن مروان في عهد للمعتصم.وليت الرازي وهو يقطّر النفط كان يعلم ما سيؤول اليه الحال.. ليته وحسرة نوبل بين يديه، يرى إلينا؛لا نعرف من النفط غير آلامه ولعنته وسعال الصباح،وعيون الحسناوات مكحلة برماده الهش.

ليست دعوة لتكفير الرازي، حتما؛ تلك الكلمات..

إنها دعوة لإحراق هذا الماضي العربي النائم في الشعار واللغة. وليست دعوة لإحراق النحوي نفطوية في هجاء شاعر عاصره:
أحرَقه الله بنصف اسمه
وصيَّر الباقي صراخاً عليه
ولتسعد الكلمات، واللغة، والنحو، أكثر من النفط، ان لم يسعد الحال دعما لأول تجارب المنطقة نحو الإنتخابات الأجمل..

إنها دعوة لإحراق السفينة،بغرض مشابه،يوم وقف البحار النرويجي هِِِردال،منكسرا بعد ان بنى سفينة القصب "دجلة" من بردي أهوار العراق،بحثا، في رحلته ،عن البداية،حتى وصل الى ساحة الحرب لاجئا قرب سواحل جيبوتي.أحرقها هناك. وامتزجت دموع بحارته بملح البحر،معاتبين في رسالتهم الأمين العام للأمم المتحدة..ومحتجين على الحرب،وعلى وصول الأسلحة الفتاكة للأيدي أناس كانت معاركهم القديمة بالفؤوس والسيوف.

هي دعوة لإحراق سفنينة (طارق بن زياد) مسالم سيرى الإرهاب من أمامه والماضي بكل تبعات الديكتاتور خلفه..ولن يجد بدا غير إحراق كل سفينة مدّخرة للفرار.. بل لتتحطم السفن جميعها الآن، وليصبح خشبها ومعدنها صناديق للانتخابات،فأن من تمسك بها نجى من بؤس الشعارات ولعنة الفرار.

إنها دعوة أيضا لتعليم السيد توماس فريدمان* درسا في الديموقراطية غير ما إراده هذا المسكين في مقال له، يرى فيه؛ان من الموجبات الحتمية لإدارة بوش في هذه المرحلة تعاونها مع الأردن والسعودية ومصر،وربما سوريا،لاستخدام علاقاتهم مع السنة في العراق وحثّهم على المشاركة في الانتخابات. مؤكدا على ان لديهم من (أكياس النقود) الكمية الكافية لإخراج المصوتين بين القبائل السنية (على حد تعبيره).
أقول ليحرق الجميع سفنهم نحو الديموقراطية التي ستقذف بالمحتل بعيدا،فليس حلا ما يراه السيد فريدمان وهو يؤكد على ضرورة "مشاركة السنة" حتى وإن تم"شرائهم"!!.
لأجل دحض ديموقراطية فريدمان( المعارض) لنحرق السفن إذن،نحرقها بجمر ألم عراقي واحد قبل فوات الأوان.
____________________________________
*
http://209.157.64.200/focus/f-news/1304248/posts



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى الشيخ بن لادن في العام الجديد
- ما كان الحوت ذئب يونس ..يا أيها السفير
- هل يستحق محمود درويش تلك الجائزة؟
- قبل أن يبطشوا بسيد القمني
- الأكراد..والندم الماركسي!
- حين يـُقرأ ُُالشعر من على شجرة
- الى الصحفيين العرب.. بوح عراقي بما يشبه رسالة
- الاستقلال.. بالقدم العراقية
- !اختطاف التاريخ
- المتكرر في النجف بعد ثمانين عام
- استبداد الطبائع
- قمر العرب وشمس 14 تموز
- لعبة التحرير
- ادرأوا الحدود بالشبهات
- -القاسم- في التواد المشترك مع أمريكا
- قالها عكاشة ولم يسمعه من احد؟
- عرب العراق،أم عراق العرب؟!
- بئر سومري
- صحيفة مضيئة
- الانتفاضة الموسيقية !


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي شايع - دعوة لإحراق السفن