طلعت رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 3667 - 2012 / 3 / 14 - 09:33
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
دق جرس الباب . و جدتُ فتاة تحمل حقيبتين على كتفيها .قالت ملامح وجهها أنها صينية . سألتنى " المدام موجود؟ " جاءت ( المدام ) على صوتها وسمحت لها بالدخول . وضعت الحقيبتين على الترابيزة . ثم بدأت تعرض علينا ما معها من ملابس . لم نجد شيئًا يناسبنا . قالت إن معها سجادة صلاة مبرمجة ، تحدد القِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِبلة وتعد مرات الركعات والسجدات ، لمن يشردون أثناء الصلاة . عندما تأكّدتُ أنها تفهم لغتنا المصرية ، سألتها : كيف تعرفون احتياجات الشعوب ؟ قالت إن
لديهم فى الصين شبكة معلومات على مستوى العالم . وأن الخبراء الصينيين يذهبون الى كل مدينة لإعداد ( دراسة جدوى) عن احتياجات السكان وأضافت أن " خبراءنا وصلوا الى المدن الجديدة فى مصر ، قبل أن يصل اليها الصرف الصحى والماء والكهرباء والمواصلات . وعرفوا خصائص واحتياجات سكان كل حى ، من أسعار الشقق ، التى تختلف فى السلامة والشروط الصحية والعمر الافتراضى والجماليات . شعرتُ بجفاف فى حلقى . عرضت عليها ( المدام ) أن
تشرب شيئًا . رفضت بأدب جم . سألتها أن تحدثنى عن المجتمع الصينى . وعن التنمية الاقتصادية فى الصين . اعتذرت بابتسامة مهذبة وغامضة . تمنيتُ لوأجد معها شيئًا أشتريه تشجيعًا لها . سألتها عن محتويات الحقيبة التى لم تفتحها . قالت إن معها جهاز كمبيوتر صغير الحجم لتعليم اللغة الانجليزية للصغار ، وبه بعض الألعاب وموسيقى للأطفال . سررتُ بما قالت وقلت لنفسى : هذا الجهاز هدية مناسبة لحفيدى . بعد أن انصرفت فتحتُ الجهاز لأختبره . عندما توقفت عند البرنامج الموسيقى . سمعتُ لحنًا شعبيًا مصريًا لم أسمعه منذ طفولتى . كان لحن " خد البزه واسكت . خد البزه ونام " .
00000
#طلعت_رضوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟