نبيل هلال هلال
الحوار المتمدن-العدد: 3665 - 2012 / 3 / 12 - 22:49
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كانت العادات فى فارس والصين تقضى بالسجود تحت قدمى الملك، وكان اليمنيـون يفعـلون ذلـك مع "الإمـام"حتى السـتينيات من القـرن الماضى وإلى أن قـامت الثـورة ضـده، إذ كان يتعين تقبيـل ركبـة الإمـام بزعم أن ذلك واجب دينى يفرض على الرعية أداؤه لبنى هاشم!!!
وتخـاذل رجال الدين وأهمـلوا أداء واجب تبصرة الناس بحقوقهم، واكتفوا بتعليمهم فقـه الحيض والنفاس، أما رجال الدين الذين ساندوا السـلطان الجائر فهم خونة، خانوا دينهم والنـاس. وتـم توظيف الدين فى ترويض المسلمين وامتـلاك أعنة أمورهم، وإحكـام القبضة على رقـابهم وأفواههم، فأفهمـوا النـاس أن طاعـة أولى الأمـر واجبـة على إطلاقهـا، وأن الخروج على المسـتبد غير شـرعى، وأن الخليفـة هـو ظل اللـه فى الأرض، وعلى الناس طاعته، وأن البـؤس الذى يغرقهم فيـه اسـتبداد مولانا وولى النعم هـو قـدر اللـه ومن لـه أن يغير الأقدار؟ وانـه لا يجوز تقييـم الخليفـة بأعمـاله بل يكفى نيته، فأنشـأ الأمويـون حزب المرجئـة الذى يقول "بإرجاء" الحكم على الخلفـاء الأمويين إلى أن يحاسـبهم اللـه! فلا يجـوز تقييمهم من واقـع أعمالهم، بل الفيصل هـو إيمـان الفـرد لا عمله!! ومثـل ذلك من الأضـاليل المفضوحة. وطاعة أولى الأمر ليست مطلقة وإنما هى مشروطة بطاعـة الحاكم للـه، ورهن بإقامـة العـدل. "وكان الخلفـاء الراشـدون من بعـد الرسول يبـدأون خطبهم بهذه الجملة التقليـدية: أيها النـاس، أطيعوني وأعينوني ما أطعت اللـه فيكم. وكان الرسـول إذا عيـن واليـا فى إقليم قال لرعيتـه: اسـمعوا لـه وأطيعوا، وأحسنوا مؤازرته ومعاونتـه، فإن لم يعـدل فيكم لا طاعة لـه وهـو خليع ممـا وليتـه، وقـد برئت ذمم الذين معـه من المسـلمين وأيمانهم" .
#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟