أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - ياسين بن شيخة - أي مستقبل للتعددية النقابية في تونس ؟














المزيد.....

أي مستقبل للتعددية النقابية في تونس ؟


ياسين بن شيخة

الحوار المتمدن-العدد: 3664 - 2012 / 3 / 11 - 22:21
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


مما لا شك فيه أن عدد العمال الملتحقين حديثا بالنقابات العمالية في تونس قد شهد ارتفاعا لا مثيل له خاصة بعد انتفاضة 14 يناير. إقبال يترجم حاجة العمال الى هياكل نقابية جديدة تدافع عن مصالحهم و ترفع عنهم مظالم الأعراف و تفاوض باسمهم. هياكل تعززت مؤخرا بإرساء نقابتين مركزيتين هما الجامعة العامة التونسية للشغل و اتحاد عمال تونس جاءتا لتخلق نوعا من التوازن على الساحة النقابية. ساحة نقابية جديدة يرى فيها البعض ضربا لوحدة الطبقة العاملة و سعي من بعض الأطراف لإضعاف الاتحاد العام التونسي للشغل و تحييد مساره.

مناخ ديمقراطي جديد تعددت فيه التوجهات النقابية و عاد إلى الظهور قادة نقابيون سابقون كان لهم إشعاعهم في صلب المنظمة الشغيلة الوحيدة زمن الدكتاتورية. تعددية تعددت معه النقابات المهنية داخل الشركة المؤسسة الواحدة و تعددت معها الخطابات و المواقف و الشعارات لتشهد الساحة الاجتماعية مدا و جزرا بين ضرورة دفع التنمية الاقتصادية و الضغط على المؤسسات و الحكومة للرقي بأوضاع الطبقة العاملة.

فأي مستقبل للتعددية النقابية في تونس و أي معادلة يمكن أن تخلقها هذه الأرضية الجديدة ؟

لقد عبرت الطبقة العاملة التونسية مباشرة بعد انتفاضة الحرية و الكرامة عن حاجتها إلى التعددية النقابية في ظل ابقاء الاتحاد العام التونسي للشغل على هيكلته وآلياته في اتخاذ القرار وطرقه في التسيير والإدارة و غياب ديمقراطية تحد من مركزيته المفرطة.

هيكلة أثبتت التجارب استحالة إصلاحه من الداخل إذا لم تصاحبها حركية نقابية خارجه نتيجة تحول المسيرين أو " القادة " في الاتحاد منذ سنة 1989 من قيادات وطنية وقطاعية و جهوية إلى "موظفين نقابيين" لتتحول بذلك العلاقات النقابية النضالية إلى علاقات إدارية تخضع لسلم إداري وتعتمد الطاعة و الرضوخ للتعليمات والأوامر.

كما أكدت التجربة أيضا عدم التجديد المتواصل للاتحاد لقاعدته الاجتماعية لا سيما التوسع المستمر للقطاع الخاص وتطور قطاع الخدمات المرتبط خاصة بقطاع التكنولوجيا الحديثة مثل العمل عن بعد ودخول المرأة لسوق الشغل إضافة إلى تشريك الشباب في مراكز أخذ القرار وانتشار الشغل الهش والقطاع غير المنظم.

سياسة جعلت العديد من المناضلين النقابيين تخرج عن هذا النهج و تنسلخ عن الاتحاد و تسعى إلى خلق نقابات مركزية تختلف طرق تسييرها عن الطرق القديمة و تبعث آليات جديدة تؤسس لمدارس نقابية تخدم الطبقة الشغيلة و تكون أكثر استجابة لمناضليها و لمشاغل عمالها.

فممارسة الحق النقابي ضمن التعددية النقابية حق مشروع نصت عليه الدساتير والمواثيق الدولية والوطنية. حق يقوم على مبدأ الحرية النقابية باعتبارها حرية عامة عل غرار حرية التعبير وحرية التنظيم وحرية التجمع الخ.

فكانت المبادرة الأولى بتأسيس الجامعة العامة التونسية للشغل بقيادة الحبيب قيزة في حلة كونفدرالية تقوم على المبدأ الفيدرالي في تنظيم يضمن استقلالها الذاتي و الواسع للهياكل والمنظمات الفرعية ويرفض كل أشكال المركزية المشطة، ويعتمد المساءلة والمراقبة ويكرس الديمقراطية في جميع المستويات. كونفدرالية تتماشى أهدافها و الحراك الاجتماعي و الاقتصادي و تواكب مرحلة التحول الديمقراطي الذي تمر به تونس و تلتزم بما أقرته المواثيق و المعاهدات الوطنية و الدولية. مبادرة استوجبت القيام بحملة تعبئة واسعة النطاق للشباب والنساء و الإطارات والعاملين في القطاع الخاص و مختلف القطاعات الاقتصادية و تأطير القطاع غير المنظم نقابيا.

و في مبادرة ثانية، أعلن الأمين العام السابق للاتحاد العام التونسي للشغل اسماعيل السحباني يوم الاحتفال بعيد العمال العالمي نشأة مركزية نقابية جديدة هي اتحاد عمال تونس بعثت كمنظمة «نقابية عمالية وطنية ديمقراطية ومستقلة» تسعى إلى المساهمة في تنظيم العمال بالفكر والساعد والمتقاعدين منهم على النطاق الوطني، والدفاع عن حقوقهم المادية والمعنوية، إلى جانب تطوير المنظومة الاجتماعية والتشريعية الجاري بها العمل واحترام المواثيق الدولية و الإسهام في بناء اقتصاد وطني متطور ومكافحة البطالة والتهميش والتصدي لكل أشكال الفساد. اتحاد تتكون هياكله الوطنية و الجهوية و المحلية من مكاتب تنفيذية لها استقلالية القرار.

و لئن اختلفت المركزيات الثلاث في بعض أهدافها و مشاريعها فإنها تتفق إلى حد ما أن التشريعات الجاري بها العمل اليوم لم تعد تتماشى والتطورات التي تشهدها المنظومة الاقتصادية في العالم. لذلك بات من واجب الاتحادات الثلاث العمل سوية على الإسهام في صياغة تشريعات جديدة تنهض بالعلاقة الإنتاجية بين العامل والمؤسسة وتساهم في إرساء قاعدة اقتصادية تقدمية تدعم القدرات التنافسية للدولة.

و مما لا شك فيه، مهما اختلفت الآراء و المواقف من كل مركزية عمالية، فان الأكيد أن هذه التعددية كسرت و الى حد ما احتكار الاتحاد العام التونسي للشغل للأرضية النقابية و أصبح له شركاء يجب أن تتعامل معهم الحكومة و منظمة الأعراف على حد سواء و حسب ما تمليه القوانين و التشريعات من ممارسة لحق التفاوض و حق الاضراب و التمثيلية النقابية على مستوى المؤسسة.

إن التعددية النقابية اليوم في هذا الظرف الوطني الاقتصادي والاجتماعي الحرج يجب أن تنأى أطرافها عن كل الحسابات الضيقة شخصية كانت أو سياسية و أن تتظافر كافة الجهود من أجل الإسهام مع كل الشركاء الاجتماعيين في اعادة ترتيب النظام الإنتاجي و الرقي بنسق النمو من أجل خلق مواطن شغل لائقة لشباب أوقد شرارة الربيع العربي.



#ياسين_بن_شيخة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي موقع للمرأة في النظام الرأسمالي ؟
- تونس : جفاء حكومي أمام تضخم اقتصادي يقسم ظهر العمال
- عام على الثورة التونسية : شباب عاطل متجهم و حكومة تظل طريقها
- متى يشمل الربيع العربي الانتماء الدولي للاتحاد العام التونسي ...


المزيد.....




- ما هي حقيقة زيادة الرواتب؟ .. المالية تكشف عن جدول صرف رواتب ...
- WFTU Declaration in Solidarity with the Arrested Unionists i ...
- العملاق الألماني فولكسفاغن يعاني: إضراب وسط تفاقم الأزمة!
- ألمانيا.. إضراب ما يقرب من 100 ألف عامل في -فولكس فاجن-
- بعد مشاركة 100 ألف عامل.. إنهاء إضراب فولكس فاغن التحذيري
- بيان الذكرى 72 لاغتيال الزعيم الشهيد فرحات حشاد على الع ...
- دعوى على أبل بسبب -التجسس على الموظفين-
- المرصد العمّالي يطالب بتحسين البنية التحتية بالقطاع الخاص لت ...
- المرصد العمّالي يطالب بتحسين البنية التحتية بالقطاع الخاص لت ...
- ” 200 مليون دينار ” سلفة من مصرف الرشيد فورية في حسابات المو ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - ياسين بن شيخة - أي مستقبل للتعددية النقابية في تونس ؟