كامو في بيت السكارى

إبراهيم منصوري

الحوار المتمدن-العدد: 3664 - 2012 / 3 / 11 - 09:12
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

قرأتها ثم درستها في كتاب من كتب أحمد بوكماخ، ذلك الأستاذ الذي تتلمدت على يديه ثم وجدت كناشاته في غرب أفريقيا. كان نصا من نصوص أحمد بوكماخ؛ كان العنوان هكذا: " كيمو في بيت الدببة" . قرأناها ودرسناها كلنا في ذلك الزمن الجميل؛ في السبعينيات من القرن الماضي. كان " كيمو" ودودا مع الدببة، على الأقل في نص أحمد بوكماخ …

" كيمو" لا يشبه " كامو" في أي شيء". كيمو" ودود مع الدببة ومع كل الحيوانات في بيوتها، في جحورها، في مآويها. " كيمو" هذا سلطان وطني جدا لأنه يتعامل " زي الجدعان" كما يقول إخواننا المصريون الجدعانون. إلا أن " كيمو" ليس هو " كامو" رغم أن لا فرق بين الحرف الأجوف والحرف الأجوف في لغة الضاد. " كيمو" ودود مع الدببة و" كامو" غير ودود حتى مع عباد الله الذين يأكلون الخبز ويمشون في الأسواق. " كيمو" متواضع في كل شيء، في جلساته ووقفاته، دخلاته وخرجاته ،وفي كل شيء متصل بممالك الإنس والجان والحيوان. كامو ليس ك" كيمو" لأن " كامو" بمعطفه الطويل يمشي الخيلاء ويحسب نفسه أهم من الآخرين ولو كانت فيه خصاصة...

"كيمو" ودود وديع في بيت الدببة و"كامو" عدواني في بيت السكارى. قالت الأم وقال الأب لكيمو: لا تعتد على أحد أكان من الإنس أو الجان أو الحيوان؛ لا تعتد على الدب وجمع الدب دببة. قالت الأم وقال الأب لكامو: البس معطفا طويلا وامش الخيلاء ففي ذلك حياتك وحياة العالمين؛ لقد علمناك الخشونة لكي تعيش؛ فلتضرب مصطفى وغير مصطفى ، جنوبا وشمالا، شرقا وغربا؛ اضربه ولو عاث في الأرض زفتا وفي كل المدن، ولو كان اسمه مصطفى أو مختارا أو قويدة؛ اضربه ولو سار على الدرب حولا حافي القدمين.

كامو ضحية قوم لا يفهمون ولذلك ضرب كامو ذو المعطف الطويل مصطفى في بيت السكارى ولولا مصطفى المختار وأمثاله لما كان لكامو دخل ولا عاشت عائلته. يا كامو يا متعجرف كفاك عدوانية إن كيمو عظيم ولو كان في بيت الدببة...

سر على درب بيت السكارى وافهم أن كيمو لا يشيه كامو. ظلموك يا كامو لما أتوا بك إلى حانة اسمها يوحي بالحضارة اليونانية، حانة في المغرب الأقصى واسمها الإليادة أو الأوديسة أو أي اسم يوناني؛ لم أعد أفهم ...وللحديث بقية...

#إبراهيم_منصوري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات