|
معركة الطلاب بمراكش تكشف مضمون -الانصاف والمصالحة- بالمغرب
بدوي عادل
الحوار المتمدن-العدد: 1079 - 2005 / 1 / 15 - 11:32
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
مع وصول التحريفية الشرقية الى مآلها المحتوم والمتمثل في انهيارها المخزي والطبيعي، استبدت الامبريالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكيةبالسيطرة الاقتصادية والسياسية والايديولوجية على أغلب مناطق العالم هاته السيطرة التي مكنتها من إعادة تقسيم خريطة العالم بما يخدم مصالح الرأسمال المالي العالمي وعلى رأسه الأمريكي، حيث كانت من نتائجها المباشرة الاستعمار العسكري المباشر والسافرلكل من افغانستان والعراق والتقتيل اليومي لأبناء الشعوب الأفغاني،العراقي والفلسطيني... ونهب خيراتهم على المكشوف، كل هذا يتم تحت يافطة العديد من الشعارات الديماغوجية " محاربة الارهاب، دعم حقوق الانسان, الدفاع عن الديموقراطية،..." هذا الغطاء الإيديولوجي الذي استخدمته الإمبريالية الأمريكية والى جانب ماسبق بخلفية محاصرة وخنق كافة حركات التحرر الوطني الثورية في العديد من مواقع العالم(الحرب الثورية في النيبال،البيرو، الأرجنتين، الشيلي ...) بالاضافة الىفرض الحصار الاقتصادي على كل من كوبا وكوريا الشمالية بهدف تجويع الشعبين كمدخل لتركيعهما، الا أن الواقع يثبت أن الحصار لا يزيد ذلك الشعبين إلا صموداوثباتا في مواجهة الكلاب الإمبرياليين. وإذا كان الاستعمار المباشر يشكل احدى المعالم الأساسية والرئيسية لزحف الرأسمال المالي الامبريالي الأمريكي في الاونة الأخيرة، ليكشف بالتالي وحشيته وفاشيته ويفضح عمليا كل متحذلق جبان ينادي بتحقيق" الديموقراطية"و "حقوق الانسان" في عصر الامبريالية، فإن الاستعمار غير المباشر للشعوب ضل أحد الركائز التابتة التي تستخدمها الامبريالية للهجوم الكاسح على قوت وقوة الجماهير الشعبية الكادحة في كل بقاع العالم من خلال مؤسساتها المالية العالمية ( البنك العالمي، صندوق النقد الدولي..)، وتسخير كلاب حراسة مصالحها ، الأنظمة التبعية والعميلة في تطبيق مخططاتها الطبقية التي ترمي من وراءها سرقة ونهب خيرات الشعوب. وهكذا وبحكم طبيعته اللاوطنية اللاديموقراطية اللاشعبية ضل النظام القائم بالمغرب ومنذ تثبيت أقدامه على أرض هذا الوطن الجريح وفيا لروح الاجتهاد والتفاني (باعتباره التلميذ النجيب للامبريالية) في تطبيق كافة المخططات الطبقية (مدونة الشغل، مدونة الاسرة، قانون الارهاب، قانون الأحزاب، ميثاق التربة والتكوين...) والمملاة عليه من طرف الدوائر الامبريالية العالمية، كلها مخططات يهدف من وراءها النظام القائم بالمغرب تعزيز ديكتاتوريته الفاشية كمدخل رئيسي للهجوم على اخر ما تبقى من مكتسبات الجماهير الشعبية الكادحة وعلى راسها الطبقة العاملة والفلاحبن الفقراء، بما فيها ضرب كافة الحريات السياسية والنقابية التي ضحت ولازالت تضحي من أجلها (انتفاضات: 91،84،81،65 ..) كل هذا تم ويتم تحت غطاء ديماغوجي رخيص (الانتقال الديموقراطي، العهد الجديد، المفهوم الجديد للسلطة، طي صفحة الماضي... )، خلفيته الحقيقية والجوهرية مسحقة وجهه البشع والدموي وتمويه وتضليل الجماهير الشعبية،بدعم إيديولوجي وسياسي مباشر و مكشوف من طرف القوى الاصلاحية وأذنابها التحريفية. وهكذا وفي اللحظة التي يطبل النظام القائم عن طريق إعلامه الرجعي، وبمساندة الخونة والمرتدين المرتزقة اللذين كانو محسوبين على تجربة اليسار الثوري سابقا، لما يسمى طي صفحة الماضي والمصالحة مع " الضحايا" من خلال بث ما يسمى جلسات الاسنماع العمومية (أنضر مقال "ماذا تريد دولة الجلادين" للكاتب الوالي زروال والمنشور بالموقع الالكتروني www.rezgar.com)، نجد القمع الوحشي لكافة النضالات التي تخوضها الجماهير الشعبية (اضراب عمال لاكليمونتين بأزمور، اضراب الفلاحين الفقراء بقلعةالسراغنة، اضراب عمال منجم إمني، اعتصامات عمال وزوجاتهم وأطفالهم بمكناس،...." لم نذكر هنا إلابعض اضربات سنة 2004 ") وكذا قمع نضالات الشعب الصحراوي، ومن بين المعارك البطولية التي أثبتت وللمرة المليون زيف وبهتان الشعارات التي يروج لها النظام وعملائه ، نجد المعركة التي خاضها الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بقيادة النهج الديموقراطي القاعدي موقع مراكش، على خلفية المجابهة الفعلية والحقيقية للمخطط الطبقي " ميثاق التربة والتكوين" من موقع الخط الكفاحي والتقدمي للجماهير الطلابية،والمؤطرة بشعار " المجانية أو الاستشهاد" ، هاته المعركة المتمثلة في مقاطعة الامتحانات (الفصل الأول، الثاني والثالث ) وللمرة الثالثة على التوالي بعد سلسلة من التأجيلات " 3مرات "، وذلك للظغط على الادارة سفيرة النظام بالكلية من أجل الاستجابة للمطالب العادلة والمشروعة للجماهير الطلابية، ولتكسير معركة الطلاب لجأ النظام القائم في البداية الى تسخير القوى الظلامية (الوحدة والتواصل والعدل والاحسان) وذلك بتوفير كل وسائل الدعم لها لتحقيق هاته الغاية، لينضح بالملموس الشعار التاريخي الذي حمله أوطم " البوليس والخوانجية تحالفات رجعية "، لكن مع الصمود البطولي الذي أبدته الجماهير الطلابية فشل هذا التكتيك فشلا ذريعا ، مما دفع النظام الى التفكير في خطة جديدة كان مضمونها الاساسي الإنزال المكثف لقوات القمع لتطويق ومحاصرة كافة منافذ الكلية وخلق جو من الارهاب والتخويف داخل صفوف الطلاب الذين كانوا في تلك اللحظة يخضون تضاهرة عارمة تتبت الالتحام الحقيقي للجماهير الطلابية بإطارها الاتحاد الوطني لطلبة المغرب "أوطم" ومع اقتراب وقت الظهيرة كانت قوات القمع تحشد قواها من (أواكس، DST، السيمي، قوات التدخل الخاصة،..) لتنفيذ جريمتها البشعة والتي تتبت الطبيعة الفاشستية للنظام القائم بالمغرب وتكشف حقيقتها ناصعة لترمي كل حالم وواهم بالانتقال الديموقراطي الى سلة المهملات، والمتمثلة في عزل المناضلين الشرفاء (مناضلوا النهج الديموقراطي القاعدي) عن الجماهير الطلابية ومطاردتهم داخل الأحياء الشعبية (الداوديات) المجاورة للحرم الجامعي ناشرة جوا من الارهاب في صفوف الشعب داخل هاته الاحياء، وذلك باقتحام وتكسير ابواب كل المنازل التي تطأها اقدام كل مناضل شريف مبررة قمعها هذا للجماهير الشعبية بأنها" تتابع الارهابين" (اقتحام منزل واعتقال 7مناضلين، اقتحام منزل آخر واعتقال 3مناضلين، اعتقال 9مناضلين اخرين وسط الحرم الجامعي وبين ازقة الاحياء ، ناهيك عن المطاردات ةوالمتابعات التي مازالت مستمرة) ، فإذا كان طلاب عزل يحملون الأقلام والدفاتر والكتب والى جانب هذا يحملون مطالب مشروعة وعادلة أصبحوا في زمن " العهد الجديد " "إرهابيين" فإنه بحق التعبير الأمثل عن ( الانتقال الديموقراطي والمفهوم الجديد للسلطة ) ، وعند اعتقال كل مناضل تلجأ قوات القمع الى استعمال شتى صنوف التعذيب الجسدي والنفسي عليه سواء داخل المنازل المقتحمة أو داخل دهاليز المخافر السرية التي اقتيدوا اليها ، فالمناضلين اللذين أطلق سراحهم_ ليلة البارحة 12/01/2005 على الساعة الحادية عشرة وثلاثون دقيقة ليلا بتوقيت غرينتش_ خرجوا من المخافر غير قادرين على السير وبأقدام حافية، لكن معنوياتهم مرتفعة جدا بفضل قناعتهم الراسخة بمبادئهم التي لا تلين مهما كانت قساوة الاعتقال والتعذيب، أما المناضلين اللذين تم الاحتفاظ بهم وعددهم 6 معتقلين فإنهم يواجهون كل أنواع التعذيب بروح كفاحية عالية. وهكذا واذا كان انظام القائم يهدف من وراء اعتقال المناضلين توقيف معركتهم البطولية فذلك لم يتحقق له بحيث واصلت الجماهير الطلابية المعركة بعزم وصمود وزخم أكبر بكثير من السابق مما يزكي الشعار التاريخي لأوطم " اعتقالات إستشهادات تؤجج النضالات_ اعتقالات إستشهادات هذا مضمون الشعارات " فتحية نضالية عاليةلمناضلوا الاتحاد الوطني لطلبة المغرب عاش أوطم منظمة جماهيرية تقدمية ديموقراطية ومستقلة عاش النهج الديموقراطي القاعدي رمزا للنضال والتضحية عن متتبع من بعيد.
#بدوي_عادل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رجل يُترك ملطخًا بالدماء بعد اعتقاله بعنف.. شاهد ما اقترفه و
...
-
وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده و
...
-
مايوت: ارتفاع حصيلة ضحايا الإعصار شيدو إلى 39 شخصا وعمليات ا
...
-
2024.. عام دام على الصحافيين وعام التحديات الإعلامية
-
رصد ظاهرة غريبة في السحب والعلماء يشرحون سبب حدوثها
-
-القمر الأسود- يظهر في السماء قريبا!
-
لافروف: منفتحون على الحوار مع واشنطن ولا نعول كثيرا على الإ
...
-
زيلينسكي يدين ضربات روسية -لاإنسانية- يوم عيد الميلاد
-
بالأرقام.. في تركيا 7 ملايين طفل يعانون من الفقر وأجيال كامل
...
-
استطلاع: قلق ومخاوف يطغى على مزاج الألمان قبيل العام الجديد
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|