أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كمال خوري - تعليقاً على -السوريون والسياسة الأمريكية: هل من جديد؟- لياسين الحاج صالح















المزيد.....

تعليقاً على -السوريون والسياسة الأمريكية: هل من جديد؟- لياسين الحاج صالح


كمال خوري

الحوار المتمدن-العدد: 1079 - 2005 / 1 / 15 - 11:27
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أمس الأول ( 2005 / 1 / 12 ) وفي العدد: 1076 من الحوار المتمدن وتحت عنوان "السوريون والسياسة الأميركية: هل من جديد؟" كتب ياسين الحاج صالح عن مدى اهتمام السوريين بالانتخابات الأمريكية، وفي متابعته لشرح هذا الموضوع يصيب بنقطة ويخطئ بأخرى. فحين يضع الحاج صالح معرفته القريبة بالأوساط السورية مقابل تلك اللا وثيقة التي يزعم بها تيلور غولسن (ديلي ستار، 4/12/ 2004) فإنه يقول الحقيقة حيال النوعية الاجتماعية السياسية للسوريين الذين لا يحزنهم برنامج بوش بما يخص سوريا فهؤلاء هم المثقفين السوريين الذين "ينفرون من كل أشكال التشدد الاجتماعي والتدين السياسي" ولا يعنيهم ذهاب بوش إلى الكنيسة أو إن كان ضد الإجهاض وموقفه من مثلي الجنس بشيء.

لم تكن للأسف هذه الملاحظة المحقة لكاتبنا هي السائدة في كل مكان من مقالته. يتساءل الحاج صالح عن "الأمريكيين السوريين" وعددهم فيقول: "حضورهم محسوس، ومنابر تعبيرهم عن ذاتهم في بعض المواقع الإلكترونية حيث معايير الكتابة والنشر اكثر تراخيا وأقرب للتعبير المباشر عن النفس. وتتوزع قاعدتهم الاجتماعية على اقليات إثنية (اكراد) ودينية (مسيحيون) ومذهبية (اقليات إسلامية). هذا لا يعني بحال ان أكثرية تلك الفئات ذات نزوع أميركاني، ولا يعني أيضا أنه ليس هناك أميركانيون في أوساط المسلمين السنيين. لكن يبقى صحيحا ان المشترك في "اميركانية" هؤلاء انها موجهة ضد طرف آخر: العرب، المسلمون، السنيون..." نتمنى لو أن الحاج صالح نزع الصبغة الدينية والقومية وجود وتوزع أعضاء ما سماه بـ"الحزب الأميركاني" في سوريا وفسر وجودهم العام على أرضية الرغبة في الخلاص من واقع مرير هم غير قادرين على تغييره بينما الأمريكان يستطيعون، فالرغبة في الحرية والتحرر لا تتعلق بالهوية الأثنية أو الدينية للسوري الذي يعيش نفس الظروف ونفس الهموم، سواء كان عربي سني أم عربي علوي أم عربي اسماعيلي أم عربي درزي أم مسيحي عربي أو مسيحي شرقي أو غربي أو كردي أو غير. كنا نتمنى لو أن التحليل النفسي الاجتماعي لتلك المقالة هو الوجه العام لها بدلاً من العاطفي خاصة عندما يقول: "الأميركانيون السوريون مجموعات متنوعة الأصول والدوافع، أبرز ما يوحدها هو العداء للإسلاميين، او حتى للإسلام ذاته، أكثر حتى من العداء للدكتاتوريات الحاكمة."

عندما يركز الأستاذ ياسين الحاج صالح على أن الأمريكانيون السوريون يجمعهم ببوش وأمريكا "العداء للإسلام" يتوجب التوقف قليلاً لتذكيره بأن كلامه هذا يحتمل كثيراً من التجني وفيه تناسي للتاريخ الذي لن ينس علاقة الحب المتميزة بين ألمسلمين وأمريكا. في سوريا، خاصة نحن من لنا أصول ماركسية وشيوعية، كنا نفطر ونتعشى على نار العداوة لأمريكا في وقت كان فيه المسلمون يخوضون حروب أمريكا بأجسادهم ومالهم وحلالهم في أفغانستان ولم يفعل هؤلاء المسلمين إلا ما تريده أمريكا، وفي تلك الفترة أيضاً كان قادة الأخوان المسلمون السوريون في الخارج يجوبون العواصم الغربية ليوضحوا في ندواتهم ولقاءاتهم أنهم يُحاربون في سوريا لأنهم يحبذون الفكر الغربي والأمريكي تحديداً. ومن تسعفه الذاكرة أكثر يتذكر كيف أن بعض شيوخ المسلمين العرب فرحوا لانتصار إسرائيل في حرب الـ67 على القوات العربية مكبرين أن الأيمان انتصر على الإلحاد وانتصرالحق على الباطل. أريد هنا أن أسأل وبدون حرج الأستاذ الحاج صالح: ألم يدفع حزبه ضريبة كبيرة لأنه لم يصدر بيان يدين به عنف الأخوان والسلطة على السواء وكان من نتيجة تلك الضربة اعتقال رفاقه بالمئات (وهو بينهم) على جميع المستويات؟ وأريد أن أسأله ألم يقرأ كتاب رفيقه السابق بدر الدين شنن "الشهادة" ليرى فيه أن معتقلي الإخوان المسلمين في حلب عندما استولوا على قطع سلاح من السجانين أخذوا يهددون بقتل رفاقه السجناء وصرخوا بأعلى صوتهم لا مكان الشيوعيين في سوريا؟
من يعيش في سوريا يعرف ويتأكد يوماً بعد يوم من أن المصيبة الأعظم قادمة لا محال ومهما طال الزمن ومهما تنكر لتلك الكارثة القادمة النظام أو تجاهلها المثقفون المعارضون، فنتيجة أخطاء الماضي وخاصة تلك التي ارتكبتها السلطة، مضافاً إليها الكبت وظروف القهر عامة تتبلور الأمور في سوريا باتجاه تسويد نمط واحد هو الأساس والمقبول وهذا النمط له وجه عربي سني تحديداً وما عداه مسيحي، علوي، كردي، أرمني آشوري سرياني درزي إسماعيلي لن يحتسب مستقبلاً! جل ما أخشاه هو أن ينقاد مثقفينا إلى تبني الصوت اللاعقلاني بدلاً من محاولة تصويبه أو ينقادوا إلى تبني مواقف لا تخدم الوطن ووحدته.
لقد أصاب الأستاذ رياض الترك عندما وضح بشجاعة أن الخلاص في العراق من الديكتاتورية (ولو بمساعدة أياً كان) نقل العراق من مرحلة ما تحت الصفر إلى الصفر، ودون أن التحفظ على من استبعد نظام البعث في العراق. نظرة السوري إلى الخلاص لا تأتي من خلفية دينية أو أثنية بقدر ما تستند إلى حاجة بشرية تتوق إلى المساعدة على التحرر من الديكتاتورية والعبودية. وتطلُّع المثقفين السوريين لموقف بوش من النظام السوري هو أقرب ما يكون إلى سيكولوجية من يتعرض بشكل مستمر للإهانة وانتهاك حقوقه على الملاْ من قبل "قاطع طرق" خارج عن القانون والأعراف دون أن يستطيع الدفاع عن نفسه وفجأة يبزغ من هو أقوى من ذلك المارق ويستطيع تحجيمه ووضع حد لطغيانه وإزاحته. أعتقد أننا كنا سنشكك في التوازن النفسي للمضطهد (بفتح الهاء) فيما لو ركز على تحليل شخصية ودوافع الأقدر على وضع حد للمارق وتناسى الجانب الإيجابي الذي يعنيه وهو التخلص من قاطع الطرق، على يد أياً كان.

يخطرني ما كتبته مرة يا أستاذ ياسين عن أنك من" يدافع عن الشيطان" حينما قرأت عن المعاملة التي يلقاها ييغال عمير (قاتل رئيس وزراء إسرائيل الأسبق) في السجن من معاملة حسنة ومن خدمات. كتابتك تلك دخلت إلى قلوب الناس وبتعاطف منقطع النظير معك لأنهم يعرفون ما يدفعك إلى تلك الكتابة ولعلمهم أنك كنت ضحية لما جرى في سوريا ولا ناقة لك ولا جمل به في الأساس حيث دفعت أكثر من عقد ونصف من عمرك (والآثار الضريبية الأخرى التي لا تقدر بثمن) بدون سبب. وكلنا توقف مطولاً بألم شديد عند ما كتبته عن "ترويض الوحش" (ترويض السجن) وتجربتك في السجن التي تهز أعماق كل إنسان لأنك بها سبرت أغوار نفس السجين وهمومه ونقلت الأنين الذي لم يستطع غيرك التعبير عنه. ما نتمناه حقاً أن نعمل جميعنا على ما فيه خير للوطن. مشكلتنا واحدة أياً كان انتماؤنا الديني أو الأثني وهي ديكتاتورية البعث التي لا تستند إلى دين ونريد الخلاص منها ولا نستطيع. فهل نتمنى الخلاص أياً كان مصدره أم نبدأ بخلافات قاتلة للوطن ومطيلة في عمر هذا النظام؟



#كمال_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليقاً على من أراد النيل من سمعة الأستاذ أكثم نعيسة : الفرق ...
- النظام السوري ومهمة نشرة كلنا شركاء


المزيد.....




- بالفيديو.. منصات عبرية تنشر لقطات لاشتباكات طاحنة بين الجيش ...
- Rolls-Royce تخطط لتطوير مفاعلات نووية فضائية صغيرة الحجم
- -القاتل الصامت-.. عوامل الخطر وكيفية الوقاية
- -المغذيات الهوائية-.. مصادر غذائية من نوع آخر!
- إعلام ألماني يكشف عن خرق أمني خطير استهدف حاملة طائرات بريطا ...
- ترامب يدرس تعيين ريتشارد غرينيل مبعوثا أمريكيا خاصا لأوكراني ...
- مقتل مدير مستشفى و6 عاملين في غارة إسرائيلية على بعلبك
- أوستن يتوقع انخراط قوات كورية شمالية في حرب أوكرانيا قريبا
- بوتين: لدينا احتياطي لصواريخ -أوريشنيك-
- بيلاوسوف: قواتنا تسحق أهم تشكيلات كييف


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كمال خوري - تعليقاً على -السوريون والسياسة الأمريكية: هل من جديد؟- لياسين الحاج صالح