أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - حكاية قرية تتكرر في كل زمان ومكان














المزيد.....

حكاية قرية تتكرر في كل زمان ومكان


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1079 - 2005 / 1 / 15 - 11:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذه حكاية قرية ليس لها اسم و توجد في كل زمان ومكان .. يتمتع فيها مترفيها بكل شيء ... ولا يجد بؤسائها أو ضعافها الا الفتات مما تبقي من مائدة سادتها ..
العدل فيها هو العدل بين السادة .. والمنافسة بينهم كانت من يملك أكثر .. يقسمون بينهم المناصب في القرية .. فهذا العمدة وذاك شيخ البلد .. وهذا مسئولا عن مسجد القرية وما يأتيه من نذور وصدقات ..
بينما الغلابة ما عليهم الا العمل ليأخذ السادة نتيجة كدهم وعرقهم .. يقيمون به الولائم وينزوجون النساء ..ويورثون أولادهم و أحفادهم الارض وما عليها وايضا ما بداخلها ..
في هذه القرية ظهر شخص ليس مهما اسمه لأنه يتكرر في كل قرية من هذا النوع .. وفي كل زمان ومكان
يحمل في قلبه الحب لأخيه الانسان .. وكره كل ما هو ظلم .. أحب الانسان الضعيف فأحبه هذا الضعيف ..
انتصر للعدل فعاداه الظلم ..
وتحمل في سبيل ذلك الكثير .. ولكنه لم يياس ولم يضعف .. فزاد اتباعه ومناصريه من الضعفاء ومن يعتبرهم السادة من الدهماء ..
وفي ليلة لم يكن يتوقعها السادة وجدوا أن السيد الجديد في القرية أصبح هو ذلك الانسان الضعيف المؤمن بالعدل والكاره للظلم ..
فلم يجدوا أمامهم سبيلا الا الاعتراف يه زعيما وقائدا لأنهم لم يجدوا لصده سبيلا .. وجدوه قويا بمن كانوا عبيدهم .. وجدوه قويا لأيمانه بالعدل .. ووجدوا أنفسهم ضعفاء لتكالبهم علي ملذات الدنيا ومتاعها ..
فاقترح عليهم كبيرهم لما يتمتع به من دهاء والذي هو دائما موجود في هذه القرية التي توجد في كل مكان وزمان .. فلنستسلم الي حين .. ولنتمسك بما نستطيع .. فأن دوام الحال من المحال .. والنفس أمارة بالسوء ..
اعلن استسلامه للقائد .. وطلب الامن والامان لمن معه .. ولأن قائدنا هو رجل عدل وليس ظلم .. تسامح وليس انتقام ..أعطاه الامان ومن معه .. ليتفرغ هو لتكريس العدل في قريته .. والتأليف بين القلوب ..
انتشر العدل في القرية ,, وتساوي من كان عبدا ومن كان سيدا بين أهلها .. ولكن هيهات أن ينسي السادة ما حل بهم .. تغلغلوا في صفوف النظام الجيد في القرية مظهرين الولاء ومبطنين العداء ..
انطلق الزعيم فيما اعتبره رسالته في الحياة .. فتحولت القرية الي مدينة .. وانضمت لها القري المحيطة .. والكل اقسم ولاء الطاعة للزعيم العادل
.. احب الغلابة من الناس فأحبه هؤلاء .. انطلق يبني ويقيم العدل ولكنه في خضم عمله ولطبيعته المتسامحة الخيرة .. نسي من كانوا أعداء الامس .. وهم كعادة السادة في كل زمان ومكان .. عرفوا كيف يتلونون .. ويرفعون من بينهم من يعرف كيف يصل الي قلب الزعيم ..
نسي الزعيم في خضم عمله ونتيجة حب من حوله .. أن يضع قواعدا صارمة لمن يأتي من بعده .. حتي تذكر ذلك وهو علي فراش المرض الاخير نتيجة الارهاق الذي اصابه وهو يحاول التأليف بين القلوب القاسية .. ولكن هيهات لقد سبقه اليوم المحتوم ..الذي لا مفر منه ..
وجاء من أتي بعده تتصارع في داخله مشاعر الحب والولاء للزعيم .. والرغبة في أن يكون هو الزعيم ولا تنافسه حتي ذكراه
.. أجاد في عمله لبعض الوقت واسترد بعض ما ضاع أثناء فترة مرض ووفاة الزعيم ..
ولكن دائما لأنه أنسان فكل من يخلف اي بطل يحب ان يكون هو الزعيم ويغار من سيرة الزعيم الحقيقي وحكايات غلابة القرية عنه وحبهم له ..
واستغل السادة هذا الضعف الانساني في من خلف الزعيم وكل من أتوا بعده ورسموا خطتهم بدهاء ... حتي عادوا مرة أحري الي الواجهة .. يتحكمون في كل شيء .. في الارض ومن عليها .. ويكنزون الثروات ويقلبون الدهماء ويحشرون في عقولهم قصصا عن الزعيم الخالد يخلطون فيها الحقيقة بالخيال ..
حتي ثارت الدهماء تطلب العدل وبدلا من أن يعرفوا عدوهم الحقيقي .. قتلوا القائد الذي لم يكن بيده شيء .. لأنه كان محاطا بأعداء الامس ومنقادا لهم .. الاعداء الذين شارك في الثورة عليهم .. ولكن ضعفه الانساني جعله ضحيتهم ..
وعاد كل شيء الي ماكان .. يملك السادة ويعمل الغلابة .. وبعيشون علي ذكري الزعيم وحكاياته ..ما هي حقيقية وما وضع في ثناياها دهاة السادة من أكاذيب ليتسني لهم الحفاظ علي مكاسبهم التي فقدوها في يوم من الايام علي يد البطل الزعيم...
والغلابة في هذه القرية التي تتكرر حكايتها في كل زمان ومكان لا يستطيعون الاقتراب ممن سرقوا منهم المستقبل والامل .. خوفا ورهبة ورغبة ..
لقد عاد كل شيء الي ماكان .. وعاد السادة يتحكمون في رقاب البسطاء .. ويقسمون المناصب فيما بينهم ويورثونها للأولاد والاحفاد ..
انها قصة قرية تتكرر في كل زمان و مكان ... وستتكرر في كل مكان وزمان .. ألا اذا أفاق اهل القرية من غفوتهم .. ووضعوا قواعدا لا يستطيع أن يصل فيها اي زعيم مهما قال لهم ومهما حكي من حكايات عن زعيمهم الحقيقي .. ألا اذا اختاروه هم .. ووضعوه موضع الاختبار .. فأن أجاد بقي الي حين .. و,ان أخفق فهناك غيره اكثر من زعيم ..

انها قصة قرية تتكرر في كل زمان ومكان ..



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمير المؤمنين يزيد بن معاوية .. ما أشبه اليوم بالبارحة
- نريد حلا .. الحل واضح ولا نراه
- الحربة و ازدهار الحضارة الاسلامية
- ظاهرة تستحق التأمل ..والبحث عن حل
- التطرف والتعصب .. محاولة للفهم
- مطالب اسلامية علمانية ليبرالية و ديمقراطية
- نداء الي كل مصري
- الحلال و الحرام وأمريكا
- يؤسفني قول الحقيقة ويؤسفني استكمالها
- دعوة لجماعات الاسلام السياسي ..فلتتوقفوا عن هذا العبث
- حرية الاعتقاد والقانون ومسئولية الدولة
- ثورة البرلمان
- التحزب الديني في مصر والعالم العربي
- فيصل القاسم وبرنامج صراع الديكة
- طلاسم العراق والصوفية
- سلسلة العنف الشيطانية تبدأ بالتكفير
- مرةأخري..حجة البليد .. مسح التختة
- رغم أنف الجزيرة ..مؤتمر شرم الشيخ والانتخابات هما أمل العراق
- مقال ثوري حنجوري
- رسالة مفتوحة الي الامين العام للأمم المتحدة


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو اسماعيل - حكاية قرية تتكرر في كل زمان ومكان