أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - في ملكوت الخمر














المزيد.....

في ملكوت الخمر


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3661 - 2012 / 3 / 8 - 17:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المقال منقول باختصار عن كتاب : ( الخمر والنبيذ في الاسلام ) للباحث والشاعر اليمني علي المقري . ط1 – 2007 – رياض الريس للكتب والنشر – بيروت – لبنان
جاء تحريم الخمر حسب الفقهاء في سورة المائدة 90و 91:
( يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون ؟ )
لقد راى بعض الفقهاء ان ماجاء في الايتين دليل على تحريم القران للخمر . غير ان مفهوم التحريم , كما يقول الباحث هادي العلوي : ( لايبدو مكتملا بحسب نص الايتين , ويمكن ان يفهم قوله ( فاجتنبوه لعلكم تفلحون ) على انه تحبيذ للامتناع عن شرب الخمر روعيت فيه الاعتبارات الشخصية للفرد. والمحرمات في القران تكون جازمة اذا اقترنت باحدى حالتين : ان ينطق بلفظ التحريم صراحة , كما في تحريم الدم والخنزير والميتة وزواج المحارم , او ان يتضمن الفعل المحرم عقوبة على مرتكبه كما في عقوبة الزاني والسارق والقاتل . واية الخمر لم تذكر لفظ التحريم كما لم تتضمن عقوبة لشاربه . ولايخلو ذلك من دلالة , لاسيما في ضوء السياق المتدرج الذي انتهى الى الامر باجتناب الخمر , مما يدل في حد ذاته على التردد في التحريم ) . هادي العلوي – من قاموس التراث ص 108
وهناك اراء تختلف تماما مع مايقوله العلوي بل ان اصحابها يرفضون فكرة التردد هذه وياتون بتاويلات وتفسيرات يرون فيها امر الاجتناب اشد من التحريم , فيما تضيف المصادر مؤكدة ان محمد لم يحد شارب الخمر ( وقد شربها الجم الغفير في زمانه بعد نزول اية التحريم ) , حسب مايراها البعض , ومما زاد المسالة غموضا كما قال العلوي , اية جاءت بعد الايتين تقول : ( ليس على الذين امنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا اذا ما اتقوا وامنوا ). المائدة 93 وفسرت على انها تخص الذين شربوا الخمر قبل التحريم , وهو تفسير تبريري في الغالب لان الكثير من المحرمات كانت مباحة ثم حرمت , وممارستها قبل تحريمها لاتحتاج الى نص بتبرئة فاعليها حين كانت مباحة لهم . ( هادي العلوي – من قاموس التراث ص 108
ويؤيد الراي السابق اية اخرى تقول 0( قل لااجد في ما اوحي الي محرما على طاعم يطعمه الا ان يكون ميتة او دما مسفوحا او لحم خنزير ) الانعام 145
وهذه من اواخر الايات التي جاءت في القران , مما يفيد بان تسامحا قد حصل بالنسبة للموقف من الخمر بعد الاية التي دعت الى اجتنابه او ان ظروفا اجتماعية وسياسية خاصة بحياة المسلمين وعلاقتهم بغيرهم من اليهود والمسيحيين ادت الى عدم التشديد في الدعوة الى اجتناب الخمر بل وعدم ادراجه بين الاطعمة المحرمة التي وردت في هذه الاية .
ويورد ابن قتيبة الدينوري في كتابه ( الاشربة وذكر اختلاف الناس فيها )اراء الرافضين للقول بتحريم الخمر , اذ عندهم : ( ليست الخمر محرمة وانما نهى الله عن شربه تاديبا كما انه امر في الكتاب باشياء ونهى فيه عن اشياء على جهة التاديب وليس فيه فرض كقوله في العبيد والاماء ( فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا ) , وقوله في النساء ( فاهجورهن في المضاجع واضربوهن ) , وكقوله ( ولاتجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط ) , وقالوا لو اراد تحريما لقال حرمت عليكم الخمر كما قال ( حرمت عليكم الميتة والدم ) . انتهى الاقتباس .
اذكر في سبعينات وثمانينات القرن الماضي ان من يريد ان يشرب ويسكر يذهب الى اماكن معروفة ومحددة في بغداد ومنها البارات والمطاعم والفنادق في كورنيش ابو نؤاس . وفي يوم خميس لم نستطع ايجاد طاولة فارغة الا بعد بحث لمدة نصف ساعة . وكنت ترى سائق التاكسي يتوقف امام بار ليشرب ومرة رايت شرطي مرور بعد انتهاء نوبته نزع العلامات العسكرية ودخل .وكان كورنيش ابي نؤاس مليء بالنشرات الضوئية وسمك المسقوف على رمل النهر وام كلثوم تغني بحرقة ( اروح لمين ؟ ) بعد ان اغلقت السلطة البارات ومنعت المشروب
وفي الجيش كان عدنان يرسل سائق الدراجة النارية وغيرها من السيارات ليجلبوا له البيرة والعرق وكان يشرب بطل العرق بدون اضافة الماء اليه ويشربه في مدة قياسية . وفي يوم من الايام اكتشف مقدم اللواء ان عدنان كان سكرانا فعاتبه ولم يعاقبه لانه كان بدوره يشرب الويسكي .احدهم كان يسكن معه شيخ معمم اقنعوه بشرب العرق .. وكان هناك اخر يحرم الخمر ولكنه يحلل الزنا وغيرها من الموبقات . واخر يضع العرق في ماء البلبل والقطة وجعل القطة تنتحر من اعلى سطح المنزل الى الشارع .
ومرة جاءت عمة عدنان مع نسوة اخريات في شهر تموز اللاهب وطلبت منه قدح ماء فناولها قدح جن علامة الجسر مخلوطا بعصير صن كويك فشربته وقالت له : ( ابني عدنان الشربت طعمه مر ) فاجابها : ( عمة الشربت عتيق )وبعد خمس دقائق دخلت في النوم فخرجت النسوة الاخريات وبقيت وحدها . واذكر اني ذهبت الى فاتحة رجل ميت فحدثني قريب له ان هذا القريب سكر في يوم من الايام في بغداد ولكنه عند مغادرته مكان الحانة لم يذهب الى منزله بل استقل القطار المتوجه الى الموصل ويقول انني لم افق من السكر الا عندما ضغطت على جرس المنزل وخرج خالي يستقبلني فعرفت انني في الموصل !!!
في نظرة فلسفية عن الخمر قال ابو نؤاس :
( اشرب الخمر وقل هي الخمر ولاتشرب السر اذا امكن الجهر )
على المودة نلتقيكم ...



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توثين الفكر والدين والسياسة
- كيف يكون الحوار متمدنا؟
- احذروا هذا البرنامج
- الورطة في نكاح المتعة
- معجزة تحويل الماء الى خمر في عرس قانا الجليل
- اللوغوس والفلسفة الرواقية وبولس
- ظاهرة التسول في بغداد
- سيدة هندية تضع فريقا لكرة القدم
- الموسيقى والغناء حلالٌ حلال,ج2
- حرية الله مرتبطة بحرية الانسان
- الصهيونية تزيف التاريخ
- الموسيقى والغناء,حلالٌ حلال
- ديك صيني يبيض!!!
- الناسخ و المنسوخ في الانجيل
- في ملكوت نانسي عجرم
- الوجه الاخر عند الرسول بولس
- الالوهة والانسان
- اهلا بحزب الحمير الكردستاني
- ماليس من متغير... ليندا وكرة القدم
- الدعوة الى المباهلة بين محمد ووفد نجران


المزيد.....




- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- ليبيا.. سيف الإسلام القذافي يعلن تحقيق أنصاره فوزا ساحقا في ...
- الجنائية الدولية تحكم بالسجن 10 سنوات على جهادي مالي كان رئي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - في ملكوت الخمر