أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام القروي - بماذا دخل العرب القرن الحادي والعشرين ؟














المزيد.....

بماذا دخل العرب القرن الحادي والعشرين ؟


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 1078 - 2005 / 1 / 14 - 10:10
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


عندما سئل وزير الخارجية الأمريكية جيمس بيكر عن السبب الذي من أجله خاضت بلاده الحرب في الخليج, أجاب : "إذا كنتم تريدون تلخيص الجواب في كلمة واحدة, فهي صفقة تجارية.business . وكان ذلك يعني اعترافا منه بأن حرب عاصفة الصحراء كانت في بعض أبعادها من أجل البترودولار العربي وفوائضه. لذلك كان من الصعب اعتبار الدول الخليجية خرجت منتصرة من الحرب, فقد كانت المكاسب من نصيب الولايات المتحدة والعالم الغربي, وظل هذا هو واقع الخليج وواقع الغرب حتى حرب الاطاحة بصدام, التي لا شك أنها كانت في بعض أبعادها حربا من أجل "ديمقراطية النفط".
لكن ما نعلمه جميعا أن النفط لم يكن ديمقراطيا في يوم من الأيام, فتوفره بلا حد لدى البعض وافتقار آخرين اليه تماما, قسم العرب - وهم في الأصل شعب واحد - الى قسمين : قسم الملاكين من شيوخ النفط وأصحاب الميزانيات الضخمة , وقسم المستهلكين ممن يشبهون الغربيين في شيء واحد : غرامهم بالنفط والبترودولار. تضم المجموعة الاولى 9 دول عربية يقع بها أغلب الاحتياطات النفطية . يبلغ عدد سكانها نحو 75 مليونا. وتضم المجموعة الثانية 11 دولة عربية يبلغ عدد سكانها 164 مليونا , وبالرغم من أنها الأكثر عددا والأكبر حجما, فإن ناتجها القومي الاجمالي لا يتجاوز حتى ربع الناتج القومي للمجموعة الأولى. وباستثناء مصر وسورية اللتين تغطيان احتياجاتهما النفطية محليا, فإن باقي بلدان المجموعة الثانية تدخل في عداد الدول المستوردة للنفط.
ان الدول النفطية المحدودة السكان عملت على اجتذاب أعداد كبيرة من القوى العاملة من الدول ذات الكثافة السكانية العالية بحيث أصبحت التحويلات المالية الناتجة عن هذه الحركة أداة أساسية من أدوات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول المصدرة للعمالة . ولكن يلاحظ من ناحية أخرى أن الدول النفطية أخذت تتجه الى التوازن الداخلي في العمالة مما يتوقع معه ظهور بوادر للهجرة المضادة وعودة أعداد كبيرة من العمالة الوافدة الى أوطانها الاصلية.
بالرغم من أن هذه الثروة - النفط - كان بالامكان وضعها في خدمة برنامج للتنمية الشاملة المندمجة تستفيد منه المنطقة العربية ككل سواء تحت لواء الجامعة العربية أو بأي شكل آخر من الاشكال المؤسساتية, فإن سوء التدبير لم يقد العرب الى التبذير فقط وإنما أيضا الى أزمة لا يخرجون منها الا ليتردوا في أزمة جديدة, حتى أصبحت منطقتهم نموذجا للتأزم المزمن, في حين يشاهدون أوروبا تجمع نفسها لتبرز في هذا العالم كعملاق اقتصادي حقيقي لم يعد الدولار قادرا على الصمود أمام عملته... وكل هذا دون نفط ولا غاز طبيعي. فماذا يكون الأمر يا ترى لو منحت أوروبا النفط؟
في العالم العربي كاد النفط هو الذي يصبح المعرقل الاساسي للتنمية المتكاملة . كيف ذلك ؟ خذوا صناعة البتروكيمياويات مثلا , لقد اختارت كل دولة أن تقيم فيها وحدات صغيرة وتكفلت بحمايتها . بينما كان من الممكن أن يخطط لهذه الصناعة على أساس تكاملي عربي مما يحقق لها درجة أعلى من الكفاءة ويتيح للصناعات المرتبطة بها فرصة أكبر للنمو . وينطبق هذا الكلام على العديد من الصناعات العربية التي أقيمت على أساس وحدات محلية صغيرة تعتمد على تكنولوجيا قديمة. وبالتالي أصبح التنافس وليس التكامل هو السمة الاساسية للعلاقات الاقتصادية العربية , والدليل على ذلك أن التجارة بين الاقطار العربية نفسها لا تتجاوز نسبة 10 بالمائة في أحسن الأحوال من التجارة الخارجية للمنطقة .
فبماذا دخل العرب القرن الحادي والعشرين ؟ أوروبا دخلته بتوسيع اتحادها الى الدول الشرقية التي كانت الى زمن قريب تدور في الفلك الروسي . وأمريكا دخلته بمشاريع هيمنة علمية وتكنولوجية على الكون , ولا أدري لماذا لا يذكر معلقونا سوى الهيمنة العسكرية والسياسية مع أنه لا سبيل الى القوة دون المعرفة . والصين تتهيأ لقفزة نوعية , واليابان مستمرة في انتزاع اعجاب العالم كله بتقنيتها. ولم يجد العرب شيئا يعبرون به عن حضورهم سوى "القاعدة" ! ينبغي أن نكون فعلا بلغنا نقطة في القاع ما بعدها شيء آخر. فإما بعد كل هذا الصعود, وإما أن يبتلعنا السديم.



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمود عباس في مواجهة شارون
- السودان يدخل عهد السلام
- مسلمو الغرب والقاعدة
- الفتنة والجهاد
- ما تغير في القاعدة
- القاعدة في أوروبا
- 2 -زيارة- لكوندي
- -زيارة- لكوندي:
- لعبة اسرائيل في العراق
- انتخاب. كوم السعودي
- العراق كمرآة
- أتراك وأوروبيون
- تركيا والهوية الاوروبية
- توجسات بعد اجتماع أوبيك
- ما جرى داخل فتح أواخر عهد عرفات
- من يخلف حسني مبارك؟
- تقرير عن المملكة
- حول فكرة- نهاية الغرب -
- ما بعد عرفات بدأ ... بإطلاق النار على خلفه
- ضغط أكبر متوقع على العرب بانتصار بوش


المزيد.....




- بوتين يكشف عن معلومات جديدة بخصوص الصاروخ -أوريشنيك-
- هجوم روسي على سومي يسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين
- طالب نرويجي خلف القضبان بتهمة التجسس على أمريكا لصالح روسيا ...
- -حزب الله-: اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع ال ...
- لبنان.. مقتل مدير مستشفى -دار الأمل- الجامعي وعدد من الأشخاص ...
- بعد 4 أشهر من الفضيحة.. وزيرة الخارجية الألمانية تعلن طلاقها ...
- مدفيديف حول استخدام الأسلحة النووية: لا يوجد أشخاص مجانين في ...
- -نيويورك تايمز- عن مسؤولين: شروط وقف إطلاق النار المقترح بين ...
- بايدن وماكرون يبحثان جهود وقف إطلاق النار في لبنان
- الكويت.. الداخلية تنفي شائعات بشأن الجنسية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام القروي - بماذا دخل العرب القرن الحادي والعشرين ؟