أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - الحلفي علي - تيتانيك الفقراء لا وكلاء ولا من يدافع














المزيد.....


تيتانيك الفقراء لا وكلاء ولا من يدافع


الحلفي علي

الحوار المتمدن-العدد: 1 - 2001 / 12 / 9 - 00:44
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    



كارثة غرق تيتانيك الفقراء في المحيط الهادي قرب السواحل الاندونيسية في الاسبوع الماضي التي راح ضحيتها 350 مهاجرا أغلبهم من العراقيين (بينهم 150 طفلا)، وان اهتم بها البعض في تقاريره الخبرية، الا انها ونتيجة للحرب الاميركية وصخبها المستحوذ على كل صوت، مرت مرور الكرام حتى عند العراقيين.
والضحايا لم يأتوا من العراق هذه المرة، بل هم من المقيمين في إيران لسنوات طويلة تجاوزت العقدين. وقد اضطرتهم السياسات التي تبنتها حكومة الرئيس محمد خاتمي (لإخراج العمالة الاجنبية والترحيل القسري وملاحقة العراقيين حتى في المهن الحرة الخارجة عن دوائر الدولة) الى الهجرة المجددة نحو الجنة الاسترالية رغم كل المخاطر. هذا مع العلم ان عدد العراقيين وأغلبهم من أصول إيرانية (لهم أقارب يحملون الجنسية الايرانية) لا يتجاوز المئتي ألف حسب الاحصائيات الرسمية لوزارة الداخلية، ولا يحمل تراخيص عمل منهم سوى 1500 شخص. وهم لا يشكلون في الواقع اي عبء اقتصادي على إيران. وانما استخدموا كتبرير للأزمة الاقتصادية في البلاد.
هؤلاء الضحايا كانوا بلا وطن منذ لحظة ميلادهم وحتى لحظة التهام أسماك القرش لهم في المحيط الهادي. فالنظام البعثي برئاسة صدام حسين لم يمنحهم حق المواطنة العربية وأخرجهم من العراق بعد ان صادر منهم كل ما يمتلكونه ورماهم على إيران في عهد الجمهورية الاسلامية (او كما يليق لقادتها ان يسمونها أم قرى المسلمين). وسرعان ما جندتهم إيران في حربها مع العراق ليقاتلوا ما تبقى من أخوتهم وأعمامهم العراقيين. وبعد ان توقفت الحرب، راحت السلطات الايرانية تطاردهم في لقمة العيش وتحرمهم من أعمالهم كعمال عاديين تبلغ أجور كل واحد منهم شهريا ما يعادل الخمسين دولارا تذهب أكثر من نصفها لإيجار السكن، مؤكدة لهم انهم ليسوا إيرانيين كما كان صدام قد أكد لهم انهم ليسوا عربا.
هؤلاء الضحايا لم يبق أمامهم من خيار الا المجازفة بأرواحهم ليموتوا في البحر بدلا من التعايش الصعب مع ارهاب التجويع او التسليم للمباحث العراقية المرعبة.
إيران لم تعد تطيق العراقيين سواء أكانوا من أصول تابعة لها أم من اللاجئين السياسيين الذين نصروا الثورة الايرانية وهربوا اليها هربا من انتقام صدام حسين. ولا يهمها حاليا الا قيادات الاحزاب الاسلامية والمجلس الاعلى الذي تديره عناصر مخابراتها من أجل ان يكون تحت تصرفها في مواجهة مجاهدي خلق الذين يديرهم صدام حسين. وهؤلاء القادة لا يتحركون دون اوامر، لذلك وجدناهم ازاء فاجعة غرق السفينة لم ينبسوا ببنت شفة استجابة للموقف الرسمي في إيران والذي تجاهل الحادث تماما. وهذه ليست المرة الاولى التي يخذل فيه قادة المعارضة العراقية في إيران العراقيين لانعدام استقلالية القرار لديهم، بل كانوا كذلك مع كل انواع المضايقات التي أجبرت اخيرا الالاف منهم على ترك إيران الى أوروبا واستراليا. وحادثة اندونيسيا ليست الاولى، فقد غرق عراقيون كثيرون في المحيط الهادي وفي العديد من بحار ومحيطات العالم الاخرى ولم يطالب بدمهم احد. لا نظام صدام حسين الذي نفاهم، ولا إيران التي تميز ضدهم، ولا المعارضة العراقية المتخاذلة والمشغولة بمصالحها.
فقراء تيتانيك العراقية لم تفكر بهم حتى المنظمات العربية والدولية على مختلف اتجاهاتها، وهذا ما يزيد في مأساتهم وغربتهم عن الضمير الانساني.
  
إذا كان الأقربون غير معنيين، فكيف بالأبعدين..
إنه حقا زمن العولمة التي تفرق بين الدماء الاميركية والأفغانية والعراقية والفلسطينية..






#الحلفي_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كازاخستان تحسم الجدل عن سبب تحطم الطائرة الأذربيجانية في أكت ...
- الآلاف يشيعون جثامين 6 مقاتلين من قسد بعد مقتلهم في اشتباكات ...
- بوتين: نسعى إلى إنهاء النزاع في أوكرانيا
- -رسائل عربية للشرع-.. فيصل الفايز يجيب لـRT عن أسئلة كبرى تش ...
- برلماني مصري يحذر من نوايا إسرائيل تجاه بلاده بعد سوريا
- إطلاق نار وعملية طعن في مطار فينيكس بالولايات المتحدة يوم عي ...
- وسائل إعلام عبرية: فرص التوصل إلى اتفاق في غزة قبل تنصيب ترا ...
- الطوارئ الروسية تجلي حوالي 400 شخص من قطاع غزة ولبنان
- سوريا.. غرفة عمليات ردع العدوان تعلن القضاء على المسؤول عن م ...
- أزمة سياسية جديدة بكوريا الجنوبية بعد صدام البرلمان والرئيس ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - الحلفي علي - تيتانيك الفقراء لا وكلاء ولا من يدافع