|
8 آذار . . المرأة و - الربيع -
مهند البراك
الحوار المتمدن-العدد: 3659 - 2012 / 3 / 6 - 18:32
المحور:
ملف - افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 اذار/ مارت 2012 عيد المرأة العالمي
فيما تتضح تدريجياً معالم (حدود مرونة) مواقف الإحتكارات العالمية الغربية من التغيير في ربيع المنطقة و مخاوفها على مصالحها من وصوله الى نتائج اكثر راديكالية يمكن ان تهدد مصالحها و مصالح حلفائها الستراتيجيين الاقليميين . . وصلت حدود مرونتها الى التفاهم مع الأحزاب الإسلامية السياسية للوصول الى الحكم، الاحزاب التي تدّعي بطرحها إسلام ليبرالي جديد يتناسب مع فكرة الدولة المدنية (؟) . . رغم تواصل سلوك و طغيان شعارات " الدولة الاسلامية الشمولية " و " حكم ولاية الفقيه ". . الذي يرى كثيرون بأنه ان استطاع تحقيق شئ من الحد للطغيان السابق، فإنه بسلوكه العملي يهدد بدخول المنطقة الى متاهات حكم جديدة باسم " المقدس " . و فيما لايمكن لأحد ان يشكك بتصاعد دور المرأة في منطقتنا تصاعداً لافتاً في العقود الأخيرة، سواء في ادوار وجوهها العلمية والاجتماعية و الفكرية، و تصاعد ادوارها الباسلة أماً و اختاً و زوجة و ابنة و رفيقة كفاح . . في مواجهة الظلم و الاستبداد و تقديمها آيات التضحيات و الفداء في سبيل قضية حرية و كرامة و حقوق شعوبها في حياة افضل . . فإن دوائر محافظة تترصد نشاط النساء و لاتريد له ان يقوم و ينمو، مستندة في ذلك الى وصف خبراء بمجتمعات الشرق يفيد بأن " الحكومات و القوى المستبدة تخاف النساء ان ثرن . . لأنهن بثورتهن يهيّجن كل المجتمع برجاله و نسائه، و يجرّنّه اليهن " . . فيما يرى كثيرون في تعاظم نضال المرأة من اجل حقوقها و حصولها على مواقع فاعلة، مكسباً و تعزيزاً كبيراً للطاقات الثورية الخلاقة في المجتمع و دفعاً لعجلة تجديد حقيقي لعمومه . . ففيما يرون ما قوبلت به المتظاهرات السلميات من اجل الخبز و الكرامة في ربيع 2011 في ساحة التحرير ببغداد بالهراوات . . و كيف احدث ذلك صدمة و شرخاً كبيراً في مدى مصداقية حكومة السيد المالكي كبديل للدكتاتورية، و تسبب بقلق كبير اجتاح اوساطاً واسعة من مجريات واقع و آفاق الأوضاع في البلاد . . فإن سقوط الشابة الإيرانية " ندا آغا سلطان " شهيدة برصاص الشرطة لمشاركتها في الاحتجاجات التي اجتاحت شوارع طهران لفضح تزييف الانتخابات الايرانية عام 2009 حين سقطت مطرّزة بدمائها الطاهرة حجابها، و سقوط الشابة المصرية المشاركة في احتجاجات ميدان التحرير في القاهرة ربيع 2011 على اسفلت الشارع، بعد ان تمزقّت عباءتها و ظهرت بطنها عارية و حمّالة صدرها امام الملأ، بسبب الضربات الوحشية التي تلقّتها من جزمات عسكر (حماة الشرف) . . اللتان احدثتا هزة عنيفة في عموم مجتمعاتنا و تسببت بهيجان شعبي و تضامن كبيرين . . و المواقف العلنية الشجاعة للناشطة النسوية و الحقوقية المحامية هناء ادور في الدفاع عن منظمات المجتمع المدني في العراق، و مواقف السيدة سهير الاتاسي في قضية الدفاع عن الحريات المدنية امام جلاوزة الاجهزة الخاصة في سوريا، التي شكّلت شرارة بارزة من الشرارات التي اطلقت الربيع السوري الذي يتواصل بضراوة . . قد احدثت كلها صدى و تحريكاً كبيراً في مجتمعات المنطقة و مواقف دول العالم من تلك الحكومات اثر تناقل وكالات الانباء الاقليمية و الدولية المرئية و المقروءة لتلك الاحداث على الفور . . لتدلل مجدداً على تزايد اهمية دور المراة في المجتمع و من اجل تغييره الى الافضل . . و على ذلك، يرى متخصصون اجتماعيون، ان الإحتكارات التي ضاقت ذرعاً بربيع المنطقة و التي تنسّق لتحجيمه، قد وجدت في الدوائر المحافظة آنفة الذكر وسيلة يمكنها تشجيعها و توظيفها في كبت و اسكات الحركات النسائية . . في اطار محاولتها في كبت و التضييق على نشاط نصف المجتمع من خلال اسكات عمود الأسرة و دفئها . . المرأة، و الهائها بسفاسف تكبّلها، في سياسة توصف بـ (السيطرة على المجتمع من خلال البيت) . . حيث وجدت في (الاسلام الليبرالي الجديد) و اطره وسيلة لتحديد و شلّ الحركة النسوية، لتحقيق اهدافها اعلاه، من خلال مايمكن ان تقوم به منظمات (الاسلام الجديد) النسائية بعد تزويدها بصلاحيات و مواقع تمكنها من مواجهة المرأة في عالم اليوم بأسم الشرع و المقدّس، على اساس نظرية اجتماعية للحكم تدّعي تطبيق الاسلام، و هو منها براء . . موظفة لذلك الجهل و الخوف و التخلف الذي اصاب قطاعات نسائية واسعة بسبب الدكتاتورية و الحروب و الحصار و الارهاب . . بدلالة اشغال مقعد وزيرة شؤون المرأة في بلد كالعراق، بموظفة لاتعي انها كُلّفت بمقعدها لتطبيق بنود الدستور و ليس لنقل تجربتها البيتية هي، التابعة للرجل . . الى عموم المجتمع. و يرى آخرون بان ذلك ذنب من عيّنها لمقعدها الوزاري . . و اليوم حيث تحتفل شعوب العالم في 8 آذار من كل عام، بعيد المرأة . . عيداً للربيع والخصب والعطاء، تتطلع المرأة العراقية الى ان ينصفها المجتمع وقواه السياسية و الدولة بعد تضحياتها الجسام، في زمن لم يعد الحديث فيه عن حقوق المرأة ذا قيمة ان لم يقترن بتشريع قانون جديد للأحوال الشخصية يثبّت حقوق المرأة ويعاقب على الأخلال بها بقوانين فاعلة . حيث لايمكن الحديث عن امكانية السير نحو بناء مجتمع جديد، دون تلبية حقوق المرأة في المجالات السياسية، الثقافية، الأقتصادية، الأجتماعية، الصحية، لضمان مشاركتها الفاعلة في حياة المجتمع، و لضمان حقوق الطفولة. و يرى كثيرون في مطالب المرأة بكونها مطالب يمكن ان تجمع عليها اوسع النساء بعد ان قدّمن و لازلن اقوى البراهين على جدارتهن واهمية وخطورة دورهن في التحولات الأجتماعية، الأقتصادية والسياسية . . و ان تلك المطالب لايمكن لها ان تتحقق في الواقع الفعلي الاّ بالنضالات الشعبية للمرأة من مختلف اوساطها، سواء كانت مثقفة و خريجة، عاملة، فلاحة، ربة بيت، كادحة وغنية . . كنضالات لابد منها لتوحيد كلمتها على اهدافها النسائية الإنسانية و الديمقراطية، و ليس الحزبية الضيّقة . . الأمر الذي يساعد على جرّ اوسع الأوساط النسائية التي اجبرتها المآسي وفقدان الأحبة و الضياع، على المحافظة والأبتعاد عن المجتمع والى شيوع البُدَع والخرافات وانواع الأفكار الشائهة بين صفوفها، و تزايد تسلّط الأتجاهات النسائية المحافظة التي ازدادت تحجراً بفعل توالي الإستبداد الديني و الطائفي و الانفراد الذكوري في الهيمنة بلا حدود . . ويساعد على فهم ان شقاء المرأة ليس سببه رفيق دربها الرجل بذاته، وانما سببه النظام الأجتماعي السائد الذي جعل الرجل ايضا من ضحاياه لكونه ليس الاّ ابن المرأة العراقية المضطَهَدة ذاتها . . أمّه !!
#مهند_البراك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الربيع العربي و (الفوضى الخلاقة) !
-
قضية شعب و ليس مُكوّن !
-
بلادنا و الصراع العنيف بين مشروعين !
-
من اجل مواجهة الصراع الخطير المهدد !
-
عن مفهوم الأكثرية . . و التوافق
-
الانسحاب الاميركي و قضيتنا الوطنية !
-
- الربيع- و الشباب . . اليسار و - المتمدن - 3
-
- الربيع- و الشباب . . اليسار و - المتمدن - 2
-
- الربيع- و الشباب . . اليسار و - المتمدن - 1
-
عندما ينبح الفساد مستهتراً بالقيَمْ !
-
ازمة الحكومة . . سوق بيع الأطفال !
-
ربيع المنطقة و روحها الحيّة 3
-
ربيع المنطقة و روحها الحيّة 2
-
ربيع المنطقة و روحها الحيّة 1
-
متى تقوم الحكومة بدورها لأجل الشعب ؟
-
-التحرير-، الإغتيالات . . و تصاعد صراع الكتل !
-
الصراع الطائفي الأقليمي و آفاق تلوح !
-
الدكتاتور و جرذان - ربيع المنطقة - !
-
ائتلاف - دولة القانون - . . الى اين ؟
-
- التيار الديمقراطي- و التغيير المدني و الآفاق ! الرابع و ال
...
المزيد.....
-
الجيش الأوكراني يتهم روسيا بشن هجوم بصاروخ باليستي عابر للقا
...
-
شاهد.. رجل يربط مئات العناكب والحشرات حول جسده لتهريبها
-
استبعاد نجم منتخب فرنسا ستالوارت ألدرت من الاختبار أمام الأر
...
-
لبنان يريد -دولة عربية-.. لماذا تشكّل -آلية المراقبة- عقبة أ
...
-
ملك وملكة إسبانيا يعودان إلى تشيفا: من الغضب إلى الترحيب
-
قصف إسرائيلي في شمال غزة يسفر عن عشرات القتلى بينهم نساء وأط
...
-
رشوة بملايين الدولارات.. ماذا تكشف الاتهامات الأمريكية ضد مج
...
-
-حزب الله- يعلن استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي
-
قائد الجيش اللبناني: لا نزال منتشرين في الجنوب ولن نتركه
-
استخبارات كييف وأجهزتها العسكرية تتدرب على جمع -أدلة الهجوم
...
المزيد.....
-
آفاق المرأة، والحركة النسائية، بعد الثورات العربية، بمناسبة
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|