|
لا تغير و لا حرية دون ديمقراطية، ولا ديمقراطية دون المساواة ...!!!
خالد ممدوح العزي
الحوار المتمدن-العدد: 3658 - 2012 / 3 / 5 - 17:41
المحور:
ملف - افاق المرأة و الحركة النسوية بعد الثورات العربية - بمناسبة 8 اذار/ مارت 2012 عيد المرأة العالمي
تحية للمرأة العربية على دورها في الثورات العربية التي جسدتها من خلال نضالها الفعل الذي لم يكن يختلف عن دور الرجال في تجسيد الإرادة العربية المطالبة بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ،فالمرأة التي شاركت الرجل في كافة الميادين والساحات العربية وبل تفوقت عليه في النضال لكونها إلام التي تلقت أطفالها شهداء وجرى وبناتها مختصات ورجالها أموات هي الأخت التي وقفت إلى جنب أخيها أصعب المحن التي تعيشها المنطقة العربية ،هي الابنة التي حمت شرفها وشرف العائلة وكانت الرجل القوي في فجور البلطجة الجد هي الأخت التي ناضلت وحملت الراية للتابع درب أشقائها القتلى والمخطوفين هي الحبيبة التي شجعت الأحباء على الاحتجاج والوقوف بوجه الطغاة ، هي الرفيقة والإنسان والمناضلة التي وقفت إلى جانب كل الذين قاوموا ووقفوا بوجه الاستبداد والطغيان وطالبوا بالحرية . المرآة هي :"المناضلة، المعتقلة، الشهيدة الجريحة، القائدة، الثائرة"، كما هو حال الرجل . المرأة ساهمت بالتغير لكنها لم تنصف : لقد غيرت الثورة العربية أنظمة الاستبداد ،ولكنها لم تغير النظرة القاسية نحو المرآة العربية في مجتمعات متخلفة كانت المرة لا تملك لا صوت وصورة ولا يحسب لها حساب ،فالساحات والميادين في الدول العربية المحتجة ،أتاحت للمرأة وقتا ودورا كافيا لكي تثبت قدراتها الفعلية على الأرض لجهة الوعي والقيادة ،قد تكون المرأة الكردية أكثر تحررا من النساء العربيات لان المرأة الكردية كانت مناضلة في جبهات القتال وتفوق إعدادها في العمل العسكري على إعداد الرجال ،وخروجها القصري إلى عالم الاغتراب كرس هذه الحرية التي لازال النساء العربيات تفتقدها، فالعالم وقف أمام تجربة النساء العربيات وتقديرا لهنا منحت المرأة العربية بشخص الناشط اليمنية والثائرة الأولى توكل كرمان وتحديدا جائزة نوبل للسلام للعام 2011 والجائزة اكبر تقدير عالمي للمرأة العربية واعترافا بدورها النضالي والريادي في الثورات العربية ،إضافة لجائزة "معهد سخاروف الأوروبي للسلام"، التي منحت جائزتها للثائرة السورية والناشطة الحقوقية "روزان زيتونة"، وللناشطة السياسية المصرية "أسماء محفوظ"،كما وضعت مجلة نيوزويك الأمريكية في ملفها بمناسبة عيد المرأة العالمي لهذه السنة ، ناشطات عرب إلى جانب ناشطات عالميات ،فكانت الناشطة السياسية أسماء محفوظ لدورها في نشر "الفيديو" على مواقع التواصل الاجتماعي الذي يعتبر حافزا أساسيا في الثورة المصرية عام 2011 ،و يمكن وصفها بقائدة الثورة المصرية الحقيقية ،وكذلك الناشطة سميرة إبراهيم لموقفها في قضية كشوف العذرية ،وحصولها على حكما قضائيا لصالحها، ومنى الطحاوي التي رفضت السكوت عن التخوين أثناء تعرضها للضرب والاعتداء والتحرش الجنسي . المرأة العربية قائدة في كافة الميادين: فالمرأة كانت ناشطة في كل الميادين الثورية التغيرية ، وما تزال حتى اليوم، وخاصة في الثورة السورية التي برز فيها دور المرآة المميز:" في القيادة التنظيمية للثورة ، والمشاركة القوية إلى جانب الرجال في الاحتجاجات، وممارسة العنف والتعذيب ضدهن في السجون والمعتقلات " . لقد تميز دورهن في الإعلام وعلى المحطات الفضائية المختلفة ،كإعلاميات ومحاورات وضيوف سياسيات ونشاطات حقوقيات ،كدورهن الميداني السياسي والطبي والاجتماعي ،وكسجينات سياسيات يقبعن في زنازين الأنظمة القمعية،في دول القمع العربي ،وصولا إلى كل السجينات العربيات في المعتقلات الصهيونية ،ولبد من الإشارة إلى المعتقلة الفلسطينية " هناء شلبي "،والتضامن معها في خوضها الإضراب عن الطعام، وصولا إلى المغتصبات العربيات ، وتحديدا في سورية الأبية من قبل المخابرات، كما حصل سابقا في أجهزة القمع الليبية مع الفتاة الليبية "إيمان العبيدي"، من مدينة بنغازي . النضال الميداني النسائي لا يختلف عن النضال الفكري: فالمناضلات العربيات الذين زينوا الساحات التغير العربية للتغير والحرية ، لكن الدكتورة التونسية والمفكرة العربية ،" ألفة يوسف"، التي نشرت كتابها الجديد والتي تشير فيه إلى حقوق المرأة من الوجهة الدينية في ظل اهتمام العالم بالتغير الثورية والانهماك بها، ومدى وتأثيره على العالم العربي لقد قررت المفكرة النضال بطريقتها الفكرية للدفاع عن مشاكل المرأة العربية عامة ،و لكونها أصرت على طرح كتابها الجديد، والتأكيد على حقوقهن وليس فقط في إبراز دورهن ، وكذلك الدكتورة والمفكرة المصرية" داليا زيادة"، التي نشرت كتابا أصبح مرجعا لصناعة السياسة الغربية عن المرأة المسلمة. لم تهدأ المرأة العربية طوال فترة الربيع العربي كما يطلق عليه أو فترة التغير السلمي للأنظمة القمعية التي عمت مختلف الدول العربية في العام 2011 لتكون المرأة فيها الشعلة الملتهبة في عملية التغير التي منحته كل إمكانيتها المعنوية والنفسية والجسدية والمادية، أملة في غدا أفضل يتغير فيه النظرة الغير طبيعية للمرأة في مجتمع ذكوري تسيطر عليه تبعية المرأة الاجتماعية الجسدية والفسيولوجية والمادية والمالية للرجل .لم تنصف المرأة ما بعد الثورة في الدول التي تم التغير فيها نحو الديمقراطية والقضاء على الاستبداد والدكتاتورية . النظرة العالمية للنساء العربيات : العالم الغربي الذي تابع نشاط النساء العربيات، من خلال حضورهن في عمليات الاحتجاج ،اضحوا يتساءلون على صفحات جرائدهم وقنوات محطاتهم الفضائية ووسائل اتصالهم الجماهيرية أسئلة لم يستطيع احد الإجابة عليها حتى اليوم :" هل المرأة نزعت حجابها المفروض عليها قصرا ،هل المرأة أضحت شريكا حقيقيا للرجل في الدول التي تغيرت أنظمتها هل سنت فوانيين برلمانية تمنع العنف الأسري وتمنع ضرب المرأة ،هل أضحت المرأة تمنح جنسيتها لأبنائها ،هل أضحت المرأة تشارك في العمل الحقوقي والسياسي والاجتماعي كما كان دورها الطليعي في الثورات ،هل منحت المرأة العربية حق "الكوتا النسائية" في البرلمانات، ومشاركتها في تشكيل الوزارات ،هل منحت المرأة بتشكيل الأحزاب والحركات النسائية السياسية". طبعا كل هذه الأسئلة المحقة لم تجد لها أجوبة حقيقية تنصف دور المرأة ،بالرغم من وصول المرأة العربية إلى أماكن مرموقة في الدفاع عن قضية بلادها ومقابلة قيادات العالم ،لم يمنع حجاب توكل كرمان من الوقف أمام قصر الاليزيه إلى جانب القيادات الفرنسية والمطالبة بدعم دولي لحل مشكلة بلادها، لكن الأبرز في عمليات التغير غابت المرأة كليا عن لعب دورها الذي لعبته في أيام الحراك والاحتجاجات لم تنصف النساء في دول الثورات ،فكيف تكون الديمقراطية والتغير ولا تزال النساء في بلداننا مغيبات قصريا عن المشهد العام ،فالديمقراطية لا تتحقق إلا بالمساواة وإعطاء النصف الثاني من المجتمع أي" النساء حقوقهن كمواطنات صالحات "،لان تغيب المرأة عن لعب دورها، هو تغيب نصف المجتمع المنتج والعامل عن باقي الوطن ،فعملية التغيب لها التأثير السلبي اقتصاديا واجتماعيا، لان نصف المجتمع تم توقيفه عن الإنتاج الاقتصادي والعمل ، فالذي يؤمن التطور السريع للنمو الاقتصادي الوطني هو العمالة المزدوجة من النساء والرجال،فالمشاركة الكاملة لكافة أعضاء المجتمع تؤدي إلى نمو اقتصادي سريع حسب النظريات الاقتصادية ،إضافة إلى مجتمع جديد لا يحتكر فيه التمثيل الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في قدرات الرجال والحد من قدرات النساء . مشاكل النساء الدائمة في مرحلة نضال : التحرر من الاستبداد، لم يكتف على إنهاء حكم واستبداله بأخر، وإنما الوقف أمام كل المشاكل السياسية والاجتماعية وخاصة المشاكل التي تعاني منها النساء في مجتمعاتنا الفقيرة والمتخلفة ليس عقليا ، وإنما في تعطيها المتخلف مع القضايا المصيرية والمنهجية لمستقبل الأمة . لا يقتصر الأمر فقط على "الكوتا النسائية" في البرلمان والتمثيل في الوزارات والمؤسسات العامة والمراكز الأولى في الدولة ،وإنما أعمق بكثير من ذلك ابتدأ من تشكيل أحزاب سياسية نسائية وجمعيات نسائية مدنية ،وليست أهلية ومنطقية وطائفية ومذهبية ،إلى حل المشاكل المستعصية في قضايا الزواج من والطلاق والميراث والنفقة، من خلال محاكم مدنية تنصف النساء وتحل مشاكلهن الزوجية، وتضع حدا نهائيا للعنف الأسري والجنسية ،وسن قانون ينصف المتزوجات من أجانب في منح أبنائهم الجنسية أسوة بالمواطنات الأجنبيات الذين يمنحون أطفالهم العرب وأزواجهم الجنسية الأجنبية، وصولا إلى حق العمل في المجتمع والتوظيف وممارسة المهن وصولا إلى الاستقلالية الاقتصادية للنساء العربيات التي تسهل لهن الاستقلالية الاجتماعية . في يوم المرأة العالمي: تحية لنضال المرة العربية في عملية التغير الجذرية والتاريخية لمنطقتنا وأنظمتنا لم ينتهي النضال فالطريق لا يزال طويل والحقوق لا احد يعطيها بل يتم انتزاعها انتزاعا ،فعلى المرأة انتزاع حقوقها في مجتمعاتنا وفرض نفسها على المجتمعات والتجربة اليمنية كانت أفضل اختبار لخروج وتحرر دور المرة فيه .ضرب لنضال طويل لكن لا ديمقراطية دون حرية وعدالة اجتماعية وتوزيع عادل للسلطة وللثروات ،لا ديمقراطية دون المساواة في المجتمعات ،لا حرية دون حرية المرأة من سلطة وعبودية الرجال المتخلفة والمتسلطة ،تحية لكي أيها المناضلة الحقيقية تحية لكي في عيدك عيد المرأة ،تحية في هذا العيد إلى كل النساء العربيات:" المسيحيات والمسلمات واليهوديات"، إلى النساء الشرقيات:"الكرديات ،الإيرانيات ،الأرمينيات ،السريانيات ،الأشوريات، الكلدانيات، التركمانيات والتركيات". تحية إلى كل نساء الغرب والشرق في عيد الثامن من آذار "مارس" يوم المرأة العالمي، فالعيد الحقيقي هو عندما تبدأ المساواة الحقيقية في المجتمعات .
#خالد_ممدوح_العزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الانتخابات الرئاسية الروسية :عودة الرئيس بوتين الى الكرملين،
...
-
مستقبل اليمن السياسي.. ودور الجنوب فيه !!!(2-2)
-
مستقبل اليمن السياسي...بظل الرئيس التوافقي الجديد !!!(1-2)
-
الرئيس ميدفيدف: مستقبله السياسي في روسيا البوتينية ...!!!
-
روسيا البيضاء : التمثيل الدبلوماسي العربي، ودور السفارة الإي
...
-
روسيا ما بعد الفيتو في سوريا ...!!!
-
لقاء بوتين السنوي: برنامج انتخابي تصعيدي لدغدغة الشعور القوم
...
-
فلسطين : والفيتو في مجلس الامن ...!!!
-
حرب الفيتو ضد العرب: الفيتو الروسي في سورية،لا يختلف عن الفي
...
-
الفيتو الروسي ضد العرب وليس لحماية الأسد...!!!
-
سورية الحرية:محور الممانعة تتجه نحو حرب طائفية، والشعب لايزا
...
-
القضية الفلسطينية: مستقبلها السياسي بظل الثورات العربية، وأف
...
-
روسيا و سياسة الدفاع عن دمشق للحصول على أثمان غالية ...!!!
-
العلاقة الروسية -الإيرانية:
-
سورية الأسد: المجزرة مستمرة والجيش الحر أضحى أمل الشعب...!!!
-
شام شريف وشعب نظيف مصر على إسقاط الرئيس رغم- الفيتو والسلاح
...
-
الأسد وثورة الحرية : في خطاب رابع وربما الأخير...!!!
-
روسيا و المبادرة العربية في ظل ترأسها لجلسة الأمن...!!!
-
سورية حرة بشعبها والنظام يلاحق صرخات الله واكبر بالدبابات ال
...
-
قصة صمود: شعب في مدن...!!!
المزيد.....
-
-جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال
...
-
مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش
...
-
ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف
...
-
ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
-
حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك
...
-
الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر
...
-
البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
-
-أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك
...
-
ملكة و-زير رجال-!
المزيد.....
-
آفاق المرأة، والحركة النسائية، بعد الثورات العربية، بمناسبة
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|