أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - بشرى ناصر - المثقفون العرب .. أي خطاب لأي واقع ؟














المزيد.....


المثقفون العرب .. أي خطاب لأي واقع ؟


بشرى ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 1077 - 2005 / 1 / 13 - 11:05
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كأن إطلالة العام 2005 قد أسلمتني لحصة جديدة من التصحر ؛ وكأن الجرائر التي لا وزر لي بها وتتقمصني رغماً عن أنفي قد وضعتني وجها لوجه مع المواجهة والمحاسبة بتشدد كبير ؛ وبالقدر الذي حولتني فيه تلك المشكلات لقنبلة موقوتة (لا أدري فعلاً لولا الكتابة ماذا كنت سأفعل ولا كيف سأواجه ضجيجي ) فقد شرعت ذاكرتي على المدى أكثر من أي وقت مضى لتتأمل ما نحن فيه وعليه .. إذ وبشكل غير مسبوق انقسم مثقفونا العرب في حالة حادة من التقريع وجلد الذات : المثقفون العلمانيون الليبراليون راحوا يوجهون النقد اللاذع و يصبون جام غضبهم على المرحلة وعلى الواقع المستوجب التغيير بدءاً من الخطاب الديني الذي يتحمل المسؤولية الأكبر باعتبار أن مجتمعاتنا العربية ليست بأكثر من قطيع يجري خلف العمائم ويجتهدون للدفع بالماضي التليد بعيدا مطالبين بالتحرر منه بعد أن ظللنا ورثته نتعامل معه كصندوق الميت لا يجوز التفريط به .. أو التعرض له ولو همساً ؛ وراح المثقف القومي يوجه غضبه على المجتمعات العربية التي غيبت عنها مفردات التضامن العربي و يقرعون الأنظمة العربية لتحولها لوكالات محلية للمصالح الأجنبية وتحميلهم مسؤولية إضعاف جسم الأمة حد الإنهاك ؛ أما المثقف الإسلامي فقد قام بتوجيه التهم هنا وهناك دون أن يغيب عنه بين حين وآخر (الدعاء على العدو أن يرد كيده لنحره) أو إطلاق صيغة الانتقام الإلهي والغضب الرباني على ما يصيبنا من مصائب وكوارث (آخرها كارثة زلزال تسونامي المدمر ...)
في قراءة لهذا الواقع الذي تعمق فيه الصراع وتبلورت الهيمنة الأمريكية أكثر من أي وقت مضى : يرى البعض أن الصراع العربي /الغربي صراعاً جيواستراتيجياً يعتمد فيه النفوذ الأمريكي بسط السيطرة على مصادر الطاقة من نفط الخليج انتهاء بنفط قزوين ؛ بينما ينظر البعض الآخر له باعتباره صراعاً دينياً ممثلاً بين المسيحية والإسلام ؛ بينما الشعوب العربية تغط في غفوة وادعة تدير ظهرها عن الفكر الثوري متجهة للفكر الغيبي ؛ وكل ما حولنا يروج لثقافة غبية استهلاكية ... مما دفع بعض المثقفين الجادين لتغيير صيغة السؤال من كيف نورط شعوبنا على القراءة ؟ لسؤال : كيف نورط شعوبنا على الأسئلة .... خاصة وقد توجهت الحكومات العربية لتحويل الثقافة الى مجرد لافتات دعائية مثلها مثل السياحة بل تكاد تجير الثقافة لخدمة الثانية ؛ وبما أن أهم بركات عصرنا هذا : أن المعرفة ما عادت تتبع (القيافة والريافة والعيافة) بل صارت خروجاً على السقيفة ؛ كما صارت( الإشارات والتنبيهات ) ثغرة يستوجب ردمها وتجاوزها وتخطيها ؛ ففي هذا الواقع الذي أصبح فيه (النشاط الإسلامي) ما يشبه التبشير ؛ وفي ظل التشظي الذي يكابده الفلسطيني ؛ والجحيم العراقي الذي استعصى حتى على (دانتي اليجيري) نفسه؛ في ظل السيارات المفخخة وعصب الملثمين يفصلون الأجساد عن الرؤوس ؛ وابن لادن يعلن ولاية الزرقاوي على بابل ... في ظل ازدحام كم الإختلاطات ؛ وازدحام التجليات ؛ والكم المزدحم من التداعيات حتى بدا الواقع عصياً على القراءة وعلى تبين ملامحه .. لهذا تصبح قراءة الواقع مستحيلة بمعزل عن قراءة التجربة القديمة وبدون استحضار الماضي ؛ مما يستوجب استعادة التاريخ مجددا لقراءته بتمعن وحيادية بعد التخلص من النوستالوجيا ؛ فقد أدت الغلبة الحضارية والعسكرية الجديدة ومنذ القرن الثامن عشر الميلادي الى تحلل الإمبراطورية الإسلامية ؛ لنقف اليوم ومنذ مطلع القرن العشرين على نهاياتها على كل الاتجاهات والأصعدة ؛ والنخر الذي امتد ليطال الثابت والتقليدي للسلطة الاجتماعية والهيمنة الداخلية إنما وصل فعلاً لعصب الأمبراطورية ؛ للدرجة التي فقدت النظم القائمة الاقتصادية والعقلية فاعليتها وتأثيرها .



#بشرى_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحافة النسائية : أي خطاب ولمن يوجه ......... ؟
- شؤون حميمة لا يعرفها الرجال
- ايتها السلطة ... كيف أعاودك وهذي آثار فأسك ؟
- إبداع المرأة بين محاصرة وهم الثابت وطموح القادم
- صمت الروح ... ام وجعها


المزيد.....




- ماذا يحدث في دمشق بعد عملية طرطوس الأمنية؟
- أذربيدجان تقيم يوم حداد وطني غداة مقتل 38 شخصا في حادث تحطم ...
- لقطات جوية لشاطئ دينامو في أنابا بعد كارثة بيئية
- سلطات البوسنة والهرسك تعتقل وزير الأمن
- إغلاق مضيق البوسفور أمام حركة السفن
- -كلاشينكوف- تختبر مسيّرة عسكرية ضاربة
- في اليوم الـ447 للحرب: الرضّع يتجمدون من البرد في غزة واليون ...
- القضاء الإداري يقبل طعن المبادرة ضد إلغاء انتداب موظفة بالمج ...
- -يجب علينا ألا ننتظر ترامب لإتمام الصفقة مع حماس- - هآرتس
- وفد استخباراتي عراقي يزور دمشق للقاء الشرع (صور)


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - بشرى ناصر - المثقفون العرب .. أي خطاب لأي واقع ؟