وليد يوسف عطو
الحوار المتمدن-العدد: 3657 - 2012 / 3 / 4 - 16:17
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
قد يكون الانسان متعلما وحاصلا على اعلى الشهادات الاكاديمية ولكن لايشترط في هذا الانسان ان يكون حرا في تفكيره .
قد يكون هؤلاء الاشخاص خارج اختصاصاتهم مقولبي الفكر والتفكير . وتم تحويل افكارهم الى اوثان واصنام لايستطيعون التخلص منها رغم ادعائهم بالحداثة . فالحداثة ليست ملابس يلبسها الانسان او سيارة يسوقها . وانما هي تفكير وسلوك ونمط حياة .
ان الذين تم توثين افكارهم , تجدهم يعبدون الاحزاب التي يحبونها والايديولوجيا التي يرغبونها او الفكر الذي ينتهجونه .ان الانسان ظل في المشرق خاضعا للمجتمع الابوي البطرياركي والذي يمثله الملك – الاله او الملك والزعيم المتحالف مع السلطة الدينية . وقد تعودت شعوبنا على الخنوع وعدم التفكير . انهم يرفضون الحرية في الجوهر والمضمون رغم انهم يتقبلونها شكليا .
ان الحرية عندهم تعني ترديد شعارات او تعني حرية القتل او التسقيط السياسي للاخرين فكريا وسياسيا , او فرض الدين على الاخرين بالقوة .
هي اما حرية فوضوية مثل الحرية الجنسية المفرطة او حرية السرقة او حرية تقييد حرية الاخرين .
ان دعم الغرب والولايات المتحدة الامريكية لحركات الاسلام السياسي من اخوان وسلفيين وقاعدة وغيرها من التيارات الاصولية المتشددة
من يهودية ومسيحية هي لتنفيذ مخططاتهم عن طريق توثين والفكر واشاعة الجهل والامية وتوثين الاسلام لمنع المسلمين من التحرر .
لهذا السبب عمل الاستعمار على تهجير اليهود والاقليات والان المسيحيون في الشرق , لانهم يمثلون النخبة العقلانية والمعتدلة وصاحبة الفكر في المجتمع .حتى الانسان الغربي تجده لايتمتع بالحرية عمليا . فهو اسير الاعلام الغربي الاستهلاكي الذي لايجعله يفكر خارج اطار هذا الاعلام
والدعاية الغربية
ويبرز الاعلام الغربي المواضيع التي يحب ابرازها لاهداف سياسية واقتصادية . ان الحرية الفردانية المطلقة التي يقدمها الغرب تجعل الانسان الغربي منقطعا عن الحركة الجمعية في المجتمع , ولهذا يحاول الغرب تقسيم الطوائف المسيحية وغيرها من الديانات وتقسيم الاحزاب والنقابات ومنظمات المجتمع المدني وتبقى السلطة السياسية مهيمنة على حزبين يتنافسان على الرئاسة واحتكار السلطة .ان عملية القضم والتقسيم الاميبي هدفها هو منع تشكل قوة ضغط تشكل خطرا على حكوماتها .
ان توثين الحرية الفردية بشكل مطلق شكل اخر للعبودية للراسمال العالمي .
#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟