أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - مرة أخرى عن الشعبوية البنكيرانية














المزيد.....

مرة أخرى عن الشعبوية البنكيرانية


زكرياء الفاضل

الحوار المتمدن-العدد: 3657 - 2012 / 3 / 4 - 00:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


تثير هذه الأيام وسائل الإعلام المغربية ضجة مفتعلة حول لائحة أسماء بعض المستفيدين من هبة ملكية عبارة عن رخص لامتلاك بعض وسائل النقل العمومي، وتتعمد هذه المنابر الإلحاح في مضغها وتلويكها بلا ملل لتجعل منها حدث الساعة في عمل ونشاط الحكومة الملتحية، بل تسعى لتقديمها على أساس معجزة القرن الواحد والعشرين التي لا سابقة لها. فما هي استراتيجية هذا الحدث المصطنع؟
في مقال سابق عبرت عن رأيي حول السياسة الشعبوية لحكومة بنكيران وبيّنت كيف يختلق السيد الوزير أحداثا مثيرة لإبعاد انتباه المواطن المغربي عن إخفاقاته السياسية والاقتصادية. و"حدث الساعة" هذا لا يخرج عن إطار هذا النهج الشعبوي للسيد بنكيران وحكومته، إذ الكل يعلم أن نتائج الحكومة "المتقية" خلال المائة يوم الماضية أسفرت عن نتائج عكسية لما توقّعه المغاربة من الحكومة الجديدة: اعتقالات وقمع وخروقات لحقوق الإنسان والمواطن وتفاقم أزمة العاطلين وتقييد حريات الرأي والتعبير وتهديد للصحافة ونعتها بالعدو وتملق لخصوم أمس واعتبار احترامهم من احترام الملك وتراجع عن وعود سابقة (تصريحات الحكومة بكون الدولة لا يمكنها تشغيل كل العاطلين أصحاب الشواهد..) وتراجع عن تبني النهج الديمقراطي لحكومة العدالة والتنمية وضمان حرية الاحتجاج (قمع المحتجين بطنجة والناظور على سبيل المثال)، وقد نفهم هذا التراجع للحكومة المتدينة إذ الإسلام يحرم التبني، لكنه كان بإمكانها كفالة النهج الديمقراطي في سياستها ونظام الكفالة حلال ولا تعارضه الشريعة.
كل هذه الإخفاقات دفعت بحكومة العدالة والتنمية لابتكار خطة شعبوية جديدة للتحايل على المواطن المغربي، ولم تجد غير لائحة المستفيدين من الهبة الملكية لتتظاهر بمحاربة الفساد واقتصاد الريع. ولا أدري أ هو غباء فطري أم استغباء اصطناعي، لكن الحكومة لم تفكر بأن هؤلاء لم يرغموا الملك على منحهم هبة ما وأنّ المذنب الأول والأخير في هذه القضية هو المانح، وليس الممنوح، لعلمه بثراء هؤلاء ومع ذلك منحهم هبته. فلماذا لم تحاسب الحكومة المانح واقتصرت على الممنوح. فالمسألة بسيطة للغاية وتظهر من خلال جملة فعلية أيضا غاية في البساطة: منح المانح الممنوح منحة؛ فمنح فعل ماض متعدي والمانح فاعل والممنوح مفعول به أول والمنحة مفعول به ثاني. فكيف تحاسب الحكومة الورعة والمتقية المفعول به وهو الذي فعل به أي وقع عليه فعل الفاعل وهذا يعني أنه الضحية وتترك الفاعل؟ أم أن هذه الحكومة كفعل منح متعدية؟ أليست هذه شعبوية من الطراز الأول؟
بالرغم من أني لست من المتعاطفين مع الفقيه الزمزمي، بل على العكس من ذلك، إلا أني أشهد له بقول حقيقة ما بعدها حقيقة وهي أن على حكومة العدالة والتنمية أن تباشر مهامها التي من أجلها انتخبتها تلك الأغلبية من 45% المشاركة في الانتخابات الماضية. فالذين منحوها أصواتهم لا ينتظرون منها كشف لوائح الأغنياء المستفيدين من عطاءات الملك، بل تشغيل العاطلين وتحسين الدخل الفردي والرفع من مستوى العيش للمواطن ومحاربة الفساد لضمان حقوق المواطنين والتصدي لتهريب أموال الشعب إلى أوروبا وغيرها وتوفير الأمن والأمان للمغاربة والوفاء بالوعود التي وزعتها يمينا وشمالا في الحملة الانتخابية وتوفير حرية التعبير وانتهاج الديمقراطية في العمل السياسي وفصل السلطة عن الثروة.. حتى تحقق العيش الكريم لشعبنا. أما الكشف عن لوائح من يستفيد من عطاءات الملك فتحايل مكشوف والتفاف على تطلعات الشعب معروف لأن الشعب يعرفهم ويحقهم من دون أية لائحة.
لو أن الحكومة الجديدة وجهت خطابا عتابيا لعاهل المغرب مع كشف هذه اللائحة لسلّمنا بحسن نواياها، بل ولساندناها في مجهودها. أما وأنها اكتفت بنشر اللائحة وتجاهلت الفاعل الرئيسي في العملية فهذا ما يضع نواياها في الميزان وأهدافها من العملية تحت مجهرالتحليل السياسي، الذي يرجح محاولة حكومة بنكيران ضرب عصفورين بحجر: ا – تغطية إخفاقاتها السياسية والاقتصادية بحدث مفتعل؛ ب – خطف انتباه المغاربة من الكتاب الذي سيصدر قريبا، والمغاربة بانتظاره على أحر من الجمر، عن الملك وشركته القابضة، مما يعني أنه قد يكون للقصر يد في عملية كشف لائحة المستفيدين من هبته خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار الفترة الزمنية التي تم فيها الكشف عن هذه اللائحة والمتزامنة مع الدعاية الإعلامية للكتاب.



#زكرياء_الفاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيير في منظور عبد السلام ياسين
- محاكم التفتيش في ظل الربيع الإسلامي
- تازة تكشف عن عورة حكومة بنكيران
- نستمرّ أو لا نستمرّ؟ هذا هو السؤال
- المديونية ووعود حكومة العدالة والتنمية
- بنكيران وإخفاقات سياسته الشعبوية
- عربون دار بنكيران من تشكيلتها
- البابا نويل المغربي مرآة للوضعية الاقتصادية الحقيقية ببلادنا
- أيها الرفاق دولتنا تعوض المعطلين بمليار سنتيم
- كواليس قرار انسحاب العدل والإحسان من حركة 20 فبراير
- سرّ فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المغربية
- ربيع الحياة الجديدة
- اليسار وتحديات الربيع العربي
- انتصار العدالة والتنمية واستراتيجية السلطة المخزنية
- الديمقراطية في خدمة الإمبريالية لنكن حذرين
- المهاجر
- ليبيا ودلالات شذوذ التوجه
- الربيع العربي والآفاق الغامضة
- الربيع العربي في معادلة الشواذ
- الشعب يطالب بالكرامة لا بصدقة


المزيد.....




- الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية: إعلان الأحكام العرفية وحالة ...
- عقوبات أميركية على 35 كيانا لمساعدة إيران في نقل -النفط غير ...
- كيف أدت الحروب في المنطقة العربية إلى زيادة أعداد ذوي الإعاق ...
- لماذا تمثل سيطرة المعارضة على حلب -نكسة كبيرة- للأسد وإيران؟ ...
- مام شليمون رابما (قائد المئة)
- مؤتمــر، وحفـل، عراقيان، في العاصمة التشيكية
- مصادر ميدانية: استقرار الوضع في دير الزور بعد اشتباكات عنيفة ...
- إعلام: الولايات المتحدة وألمانيا تخشيان دعوة أوكرانيا إلى -ا ...
- نتنياهو: نحن في وقف لاطلاق النار وليس وقف للحرب في لبنان ونن ...
- وزير لبناني يحدد هدف إسرائيل من خروقاتها لاتفاق وقف النار وي ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - زكرياء الفاضل - مرة أخرى عن الشعبوية البنكيرانية