أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد مصارع - ميتيران يزحلق الشرق الأوسط !















المزيد.....

ميتيران يزحلق الشرق الأوسط !


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1077 - 2005 / 1 / 13 - 10:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ميتيران يزحلق الشرق الأوسط
كان الرئيس الفرنسي الراحل , والذي حكم فرنسا , بنفس الطريقة الشرقية , إذ لم يترك كرسي الرئاسة , إلا عندما اختطفه الموت عنوة .
لقد كان الرئيس ميتيران بحق من أقوى العقول الحارة , التي استطاعت وبقلب بارد , دفع عموم الشرق الأوسط الكبير نحو هاوية اليوم , وعن طريق زحلقته , لتنزلق مركبته , ويغرق في مستنقع خانق .
ومن بين النخب المثقفة على درجة عالية , وفي فرنسا حصرا , وجد العديد من العبقريات التي تكتب , وتواري حقيقتها بشكل متقن الصنع , ويحتاج القاري إلى فراسة وعمق لكي يدرك أبعاد شخصياتهم , بقراءة ما وراء سطور كتاباتهم وأعمالهم .
الفيلسوف والأديب جان بول سار تر , كان واحد من هؤلاء , ولكن قراءته بعمق , يكشف عن روح نازية عميقة وموغلة , وليس من السهل تلمس غورها , ومع ذلك اقترب من اليسار والاشتراكية والماركسية , وهو في الحقيقة ليس من هؤلاء جميعا .
الرئيس ميتيران لم يكن اشتراكيا بهذا الاتجاه , بالرغم من زعامته للاشتراكية الفرنسية , التي هي محصلة لفرنسا الديغولية , ولافضل لتوازنها إلا لمؤسسي الجمهورية في ذلك , فالقطاع العام يشكل النصف , وأكثر بقليل , كما يشكل الرأسمال النصف الآخر , وكل تغير أو تبدل في سياساتها ومن حزب لآخر , يبقى هامش التعديل , لا يتعدى حاجز الخمسة بالمئة لصالح أحد القطاعين .
لقد كان المطلوب في عهد ميتيران أوروبيا وأمريكيا ,إلحاق الشرق الأوسط الكبير بمصالحهم المشتركة , ولكن اختلافا خفيا عن الأنظار كان يحدث آنذاك , مابين العقل الأوروبي , والعقل السياسي الأمريكي .
الخلاف كان في الأساليب والطرق , وليس في الأهداف , وفي طريقة كل منهما , يمكن ملاحظة الطبيعة الشخصية لهما , ودور التراث التاريخي لكل منهما في صياغة استراتيجيته .
لقد كان الشرق الأوسط الكبير يعش ازدواجية في غالبيته , حيث تعلن غالبية بلدانه المكونة , من بدلات عسكرية وكاكية , تراوح مابين الثورية والتاريخية , واليسارية والاشتراكية , ظاهرا , ولكنها حكومات رجعية وموالية للغرب , تدور في فلكه , في تبعية اقتصادية مفضوحة .
لقد لاحظ الزعيم الراحل بومدين تلك الازدواجية وتحدث عنها مبكرا وحين أعلن استغرابه من بلدان الشرق الأوسط , صغيره وكبيره , حين ترفع شعارات من أجل تحرير أوطانها , بينما هي تعتمد في اقتصادها على السياحة ؟ تعلن في شعاراتها الثورة وتعتقل الثوار الأحرار وتزج بهم في السجون , وتدعي الوطنية وتحارب الوطنيين والقوميين ..؟! وشواهد الحملة على من كانت مرجعيتهم النهضوية الإسلام , فقد وقع عليهم العبء الأكبر من التهميش ..
أليست ازدواجية مقيتة , أن يسجن الاشتراكي بقصد عزله عن التأثير والتأثر , بوصفه لا اشتراكيا , وكذلك الثوري واليساري والشيوعي والوطني والقومي ..الخ .
من صفات الطغيان استلاب نتاج عمل الآخرين , و يصعب تمثيلها , للتطهر منها , وحتى العقل السياسي البريطاني نفسه لا يستطيع عند عكسه توضيح مثل هذه الظاهرة , فكل حسنات السياسة الأوروبية هي بريطانية , وكل حسنات السياسة الأمريكية هي بريطانية , بينما العكس غير صحيح !
لقد كان الأوضاع الحكومية الطاردة في الشرق الأوسط آنذاك تسمح بكل وضوح إلى طرد أبنائه , خارج البلاد , أو داخل السجون , ولو كان هناك استراتيجية شيوعية هجومية آنذاك لوجدت أبناء الشرق الأوسط , محاربون أشداء في أمريكا اللاتينية مع الجماعات الثورية هناك , كما وجدوا في أفغانستان والبوسنة والهرسك , وذلك تبعا لمبادئهم التي يؤمنون بها , كل ذلك لأن لا فرصة لهم في بلدانهم , لأن الحكومات أممت كل شيء , وصادرت حتى مبادئهم , وألأدهى والأمر , أن الحكومات أدوات أنظمة الطغاة , أغلقت الباب حتى على الكوادر العلمية التي تكونت في البلدان المتقدمة , بل وفرطت بهم , وخلقت صعوبات وعراقيل في وجه عودتهم ,بطرق شتى , والقصد منها الاستئثار بالسلطة والثروة , وبعبارة ساخرة فان لديهم من ( العباقرة ) المحليين ما يكفي , أو على طريقة القاضي الفرنسي كوفنهال : الجمهورية ليست بحاجة للعلماء .
أصبحت لوحة الشرق الكبير واضحة المعالم , أنظمة مرتبطة اقتصاديا بالغرب فعليا , وسياسيا بالكتلة الشيوعية شكليا , وما يمكن تسميته بالمكافحين من أجل حياة أفضل والمهمشون في بلدانهم أفرادا وأحزابا وجماعات , مهيئون لبيع طاقات عماهم لمن يشتري .
لقد لعبت بعض البلدان النفطية , من الطغم المالية دور السمسرة والوسيط , مع الغرب لزحلقة الأنظمة والأفراد وفقا لمصالح الإمبريالية الجديدة , وهي جديدة لأنها تهاجم بشراسة وحتى بعد سقط خصومها .
لما يفرض على المغتربين عن بلدان الشرق , وعبر عدة عقود , تحويل غربتهم المؤقتة إلى هجره؟
لماذا تحطم كل جسور عودتهم بحجج واهية ؟ لماذا تستثمر طاقاتهم بلدان أجنبية ؟
ما تقوم به الإمبريالية الجديدة في سيناريو أسود تلخصه الجملة الساخرة واللاذعة عراقيا :
يقصه لحما , ويثرمه كبابا , ويذبه عظاما ...!
ميتيران هو الذي طبق بحزم فكرة الدعوة إلى ( أسلمة ) أنظمة الشرق , موحيا بقدرة الرفاهية والعامل الاقتصادي وهذا من وحي الاشتراكية الخلبية , وكان يوحي للأنظمة شبه الثورية والنفطية خاصة , بسلوك طريق بلدان الطغيان النفطية , وللحالمين بالديمقراطية بضرورة فسح المجال لقوى يعرف طبيعتها جيدا , واستطاع بذكاء تأجيج الصراع بينها وبين بلدانها , لأنه لم يمهد لها تمهيدا كافيا , فألقى في ساحاتها بؤر صراع مرير , لم تخمد نيرانها بعد .
ولأن الاستراتيجية سيئة الصيت التي قادها العقل السياسي المتيراندي , واسعة فسأكتفي بالتلميحات اللازمة , من الأمثلة , من مثل تغذية حرب الخليج الأولى , وتفتيت النسيج الجزائري , ونظرية الحصار التي فرضت على العراق , لعقد كامل ..!!
في حرب الخليج الثانية , أرادت أمريكا الهجوم بقوة على العراق , كما فعلت بالصومال مثلا , ولكن المسيو ميتيران أوقف اللعبة , ليجعلها نظامية وفعالة , فإسقاط نظام لا يكفي ..؟؟
في العراق يوجد ( الشنفرى ) وهو ثعلب الصحراء , ولإخراجه توجد طرق ناجعة , لقد كان يعيد علينا سيرة سيئة الصيت يضاعف فيها , أضعاف التدمير الذي تحدثه أنظمة الطغيان , وفي الحصار الطويل سجلت الذاكرة الإنسانية , معاناة حقيقية لشعب عزل عن العالم لأكثر من عقد من الزمن وهذا ما لم يحدث في تاريخ البشرية بأسرها على ضخامة أضراره وعلى كل الكائنات الحية فيه .
لقد أصبحت أخشى على الشرق من وحدة الاشتراكيين الأوروبيين , أكثر من وحدة الاريستوقراطيين فيه !!
احمد مصارع
الرقه -2005



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو (خنه ) يمسك بمفتاح الجنه !!
- ليس للفراغ مكان , بأي شكل كان
- عبدالله أوجلان من الانتقام الى السلام
- أحزاب بدون فلاسفة !
- من يستطيع العد حتى مئة ألف ؟
- لماذا لاتلغى مآذن الجوامع 2
- (1) شيخ ويسكي شكرا على حسن انتباهكم
- أكثرية , وأكثرية مطلقة ولكن على خطأ‍
- لماذا لاتلغى مآذن الجوامع ؟
- أمن وطني أم وطنية أمنية ؟
- لقد ذبحني الغبي لابارك الله فيه ؟
- زلزال آسيا وتطنولوجيا العصر ؟
- ألم تنتحر الجامعة العربية بعد ؟!
- ماذا لو كانت السعودية تحت الاحتلال ؟
- هل للانسان أكثر من خمسة أطراف ؟
- فصلوا لنا دكتاتورا على مقاسنا ؟
- سياسة حسن الجوار
- ؟هل يمتلك الانسان سبع حواس
- البيئة العربية ليست عربية
- الرئيس بل كلينتون يحاضر استراتيجية العرب 2020 قبل الميلاد


المزيد.....




- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد مصارع - ميتيران يزحلق الشرق الأوسط !